أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وكزيز موحى - المنظومة الصحية العامة والامن الاجتماعي بالمغرب الجزء الثاني














المزيد.....

المنظومة الصحية العامة والامن الاجتماعي بالمغرب الجزء الثاني


وكزيز موحى

الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وكزيز موحى، فرنسا، 16.08.2023
بعدما تناولت مبادئ وأسس الاطار العام المفترض أن يحدد العلاقة الادارية والاجتماعية التي تجمع الدولة والمواطن في مجال الصحة والتغطية الاجتماعية (https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=796868)، أنتقل الى تناول نقط اخرى وبالاساس ظهور نظام الحماية/الوقاية الاجتماعية، قراءة المصادر الرسمية ثم قضية التمويل والكل يعلم ان المشاريع الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن ان تستقيم وتحقق اهدافها بدون خطط ومشاريع مالية تمكنها من النجاح.

أنظمة الحماية/الوقاية الاجتماعية
مع تطور الاقتصاد الرأسمالي ، القطاع الصناعي اساسا، في نهاية القرن 19، انتشر الفقر في صفوف البروليتاريا وأصبحت الاخطار الاجتماعية (حوادث الشغل، الامراض بما فيها المهنية، …الخ) تهدد حتى الامن الاقتصادي الرأسمالي نفسه، مما جعل الرأسمال يقبل بالحماية الاجتماعية لكل أفراد المجتمع بالاضافة للاضرابات العمالية انذاك. بالتالي ظهر في البداية الى الوجود نمطين او نظامين للوقاية الاجتماعية.
النظام الالماني سنة 1883 مع بيسمارك (système Bismarkien ou assurantiel) والنظام البريطاني مع بيفيرجيد(système Bevergidien ou assistantiel) سنة 1942وجائت انظمة اخرى مستلهمة او مكملة للنظامين. في هذا الباب تبلور نظام اخر والمعروف بالنظام الفرنسي او نظام المجلس الوطني للمقاومة الفرنسي سنة 1936.
سأعود الى هذه الانظمة وما يميز بعضها على البعض والعواقب والنتائج السياسية والاجتماعية عندما اتناول الشق المالي للوقاية الاجتماعية.
ان الحماية الاجتماعية كمفاهيم وانظمة وقائية هي نتيجة صراع مرير بين العمال والرأسماليين في ظل أجواء تعميم وسيادة الصناعة واستغلال وتفقير الطبقة العاملة وظهور اخطار وأوبئة جديدة تهدد بحياة ملايين البشر.
في البداية كانت الحماية تقوم على اساس التكافل بين الافراد على المستوى العائلي والتضامن الديني. في غياب انظمة وقائية محددة وقائمة بذاتها يقع العبئ المالي والاجتماعي على اصغر وحدة مجتمعية عوض المجتمع ككل الا وهي الاسرة او بعض الافراد باسم التعاضد والتكافل الديني، وهذا حال المجتمعات ماقبل الرأسمالية في اروبا حين كانت مهام ومسؤولية الخدمات الاجتماعية (la compétence et la responsabilité du service public) ملقاة على عاتق الكنيسة كمؤسسة اجتماعية ادارية اقتصادية ودينية، انه الان حال المجتمعات المتخلفة أو الهجينة اقتصاديا اداريا واجتماعيا كما هو حال المغرب.
ظهرت أول شركات التأمين في مجال الحماية الاجتماعية بألمانيا سنة 1883.
تطورت الاوضاع الاقتصادية وشملت الوقاية أربع مجالات إجتماعية الا وهي المرض (la maladie)، الشيخوخة (la vieillesse)، البطالة (le chômage) ثم العائلة (la famille). يعني ان الوقاية لا تقتصر على مجال دون اخر، اي ان الوقاية شاملة. مثلا قطاع المرض، في حال الاصابة بمرض ما يلجأ المصاب الى الطبيب الذي يحدد وصفة العلاج (أدوية، فحوصات، التشريح …الخ). كل مراحل الاصابة او المرض حتى الشفاء تتكفل بها الوقاية الاجتماعية (la sécurité sociale) وليس المريض او المصاب (le malade ou le patient). نفس الشيء بالنسبة للقطاعات الاخرى التي تشكل الوقاية الاجتماعية ( الشيخوخة، البطالة والعائلة).
إذن تعتبر الوقاية الاجتماعية منظومة شاملة ومتكاملة للجميع، أي لكل افراد المجتمع بدون النظر الى اوضاعهم الاجتماعية المهنية او غيرها وتحمي وتقي الفرد على أربع مستويات : الشيخوخة، المرض، البطالة واخيرا العائلة، لا يمكن الحديث عن الوقاية الاجتماعية ان لم تحتوي على هذه القطاعات الاجتماعية وتقي الجميع وكل فرد فرد من افات وعاهات المرض(la maladie) ومن مستحقات ومتطلبات الشيخوخة(la vieillesse ) واعطاب وانعكاسات البطالة(le chômage) ثم من متطلبات الحياة العائلية( la famille).
لاحظوا معي انني لم اتناول بالدرس بعد المقومات المالية للانظمة المختلفة لنظام الوقاية الاجتماعية والنقط الاخرى المرتبطة به وهذا ليس نظرا فقط لمنهجية البحث بل نظرا اولا للطبيعة المعقدة للموضوع.
في الجزء الموالي سأعمل على دراسة الوثائق الرسمية بما في ذلك الكتاب الأبيض لوزارة الصحة ثم الجزء الاهم الا وهو المبادئ الاساسية لتمويل الوقاية الاجتماعية الانعكاسات والنتائج.
يتبع.



#وكزيز_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب بالنيجر.السيادة الوطنية والرهانات الدولية
- عريضة استثنائية لمقام استثنائي : أهل العلم والبحث والمعرفة و ...
- من الحرب الباردة الى الحرب المباشرة. هل ستنتصر روسيا على الن ...
- فرنسا المتبجحة بحقوق مواطنيها وبنظامها السياسي
- صمت القوى اليسارية المناضلة ؟
- المنظومة الصحية العامة والامن الاجتماعي بالمغرب
- فوق فكيك L’au-delà de Feguig بمناسبة القافلة
- الاضرابات العمالية، الاحتجاجات الشعبية، التنظيمات النقابية و ...
- الازمة المالية من صميم النظام الرأسمالي
- النظام الفرنسي للتقاعد محط الاستهداف من طرف الأوليغارشية(oli ...
- أسس القوانين المالية لقانون المالية لسنة 2023 بالمغرب، أي دو ...
- الثورة الايرانية و الاتحاد السوفياتي
- فرنسا أرض الصراع الطبقي .. الاضرابات العمالية والافاق السياس ...
- النازية المتجددة بأوروبا و الغرب الامبريالي
- تداخل عداب كورونافيروس2021 وعداب الجلاد 1989
- « دولة الخلافة، شريعة الله »1 مأزق واستمرارية الماضي في الحا ...
- أوريي أمناي وار تارييت Sans selle, le cavalier n’en est pas ...
- زيارة ماكرون لفيروز: مدخل التطبيع وتدجين الفن والموسيقى
- لا سمير في مهب رياح الخوصصة
- الجهاز القمعي الرئاسي الخاص بمانويل ماكرون


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وكزيز موحى - المنظومة الصحية العامة والامن الاجتماعي بالمغرب الجزء الثاني