أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - العقل والحياة والفلسفة















المزيد.....

العقل والحياة والفلسفة


علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا

(Ali M.alyousif)


الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 22:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعاريف خارج الفلسفة
تعريف معنى مفردة العقل خارج مفهومي بيولوجيا العلم وخارج تعريف تاريخ الفلسفة الكلاسيكية انتهاءا بتعريف ديكارت ان العقل ماهية تفكيرفهم العالم في إثبات الوجود الانطولوجي الفردي وهو جوهر خالد. كما وتعريفنا للعقل خارج اقرار ديفيد هيوم وجلبرت رايل ان لاوجود للعقل ابدا وهو مصطلح وهمي غير حقيقي حسب فلسفتهم. هنا المقصود به هو العقل الفلسفي الذي ورد بتعريف ديكارت انه جوهر تجريدي لغوي خالد وليس المقصود به العقل البيولوجي.
اقول العقل هو الفاعلية التي تدير الحياة بكل تنوعاتها المختلفة في اللاتجانس والاختلاف والتنوع الذي ينحو بحياة الانسان نحو التشتت والانهيار والفوضى في المسارات المختلفة. الحياة في مسارها التاريخي لا تخضع لضرورة ولا لحتمية ولا لمسار متصاعد نحو هدف دوما. العقل جوهر وجود الانسان الذي يعايش الطبيعة بتخارج معرفي ويفكر في ميتافيزيقا الوجود عن مصيره النهائي.
اما تعريفنا الحياة خارج واقعية المألوف انها الفترة العمرية التي نحياها بكل اشكالياتها وصعوباتها واحزانها وكوارثها. بخلاف هذا التعريف هي الاتجاه اللامنظور غير الواقعي المدرك الذي يأخذ الانسان نحو قطع مسافة عمرية لا تعرف نتائجها ولا هي من صنع الانسان الذي ينتظره الموت والفناء. الحياة هي البداية البطيئة التقدم نحو الموت.
ان من المهم التذكير ان الطبيعة لا تصنع الحياة بانفصال تام عنها بل في تكامل متخارج معها. الطبيعة معطى لا يتحرك بقواه الذاتية والانسان ارادة تحريكها, الحياة هي المجرى النهري الذي يسير على غير هدى قاطعا طريقه بغير دراية منه ولا هدف مقصود, والانسان قارب يتلاطم وسط امواج ذلك النهر يصارع من اجل البقاء. الطبيعة خلقت حياة الانسان ولم يخلق الانسان الطبيعة. والطبيعة ثابتة بقوانينها وما عدا تلك القوانين الحاكمة فالطبيعة قابلة للتغيير والتطور وقع مسافات الاهداف التقدمية.
اما المصطلح الثالث من عنونة هذا المقال في تعريفنا الفلسفة فهي اللامنطق وليس المنطق القريب من صرامة الرياضيات الذي يحتويه ميتافيزيقا الخيال المنفصل عن الواقع المادي للحياة في تعبير تجريد اللغة عن العالم والاشياء. الفلسفة فهم وتفسير العالم لا تغييره فهي تعيش الى جانب الحياة في توازي يجعل منهما نسقين مختلفين غير متقاطعين.. الفلسفة توازي الحياة بسلبية ليس كمثل ملازمة الطبيعة للحياة في علاقة ايجابية لا غنى للانسان عنها.
لالاند ووهم الحياة
قبل ان تصل الحياة الى طرق مسدودة ونهايات فوضوية مفتوحة فأن العقل يقوم بتصنيع المسار الحقيقي الواقعي للحياة في منحى تاريخ انثروبولوجيا الوجود. في حل مشاكلها ووضعها على سكة الوحدة والتجانس المجتمعي المتماسك. في هذا التعبير المتفائل يصبح لا خوف على انحرافات الحياة وتشظيّها بلا معنى الوجود في مرجعية العقل. العقل في كل الاحوال هو نظام الحياة وليس تنظيمها فقط. كل منحى حياتي لا يمتلك القدرة الذاتية التطورية بمعزل عن عالم الطبيعة والموجودات وعالم العقل.
حسب الفيلسوف الفرنسي لالاند " العقل ينحاز الى جانب المادة لا الى جانب الحياة." 1 هنا فهم لالاند الفلسفي للحياة فهم ميتافيزيقي لا علاقة له بالواقع. نظرا "لأن من طبيعة العقل التعارض مع حركة الحياة مؤثرا على التنوع واللاتجانس والاختلاف." 2.
العقل يميل نحو حتمية تحقيق الوحدة والتجانس والتشابه فيما يبدو ان لالاند يعتبر اللاتجانس والاختلاف تشتيت جوهر الحياة في حين هو نظامها اللانظامي غير المقيّد بشيء يعمل على تصحيحه غير ارادة الانسان وليس ارادة الحياة المعدومة..
رغم ما يبدو على فلسفة لالاند من عمق فلسفي ميتافيزيقي غامض ومعقد جدا نجد ان مباحث الفلسفة المعاصرة خاصة فلسفة اللغة والوضعية المنطقية الانجليزية حلقة اكسفورد في ابرز فلاسفتها جلبرت رايل فيلسوف العقل, وجورج مور صاحب الدعوة الى توظيف اللغة الدارجة بين الناس فلسفيا في ايصال الوضوح الفلسفي. وفينجشتين المتأخر الذي استيقظ من تفكيره الدوجماطيقي كما سلفه كانط نادوا جميعهم وجوب العودة الى جعل صرامة منطق الفلسفة القريب من علم الرياضيات منطقا لغويا دارجا واضحا يستوعبه الجميع وهو محال فلسفيا.. كثيرا مانجد غمط خاصية الفلسفة انها بغير لغتها الخاصة بها.
كيركجورد والوضوح الفلسفي
ورد في مذكرات كيركجورد التي كتبها عام 1835 " ما احتاج اليه حقا ان اكون واضحا حول ما يجب ان اعمل وليس حول ما يجب ان اعرف الا بقدر ما يجب ان تسبق المعرفة كل فعل... الشيء الاساس ان اجد الحقيقة التي هي لي, ان اجد الفكرة التي لاجلها ارغب ان اعيش واموت " 3 نجد في عبارة كيركجورد:
- الوضوح حول ما يجب فعله وليس ما يجب معرفته.
- المعرفة لا تسبق الفعل دوما, اذ انت لا تحتاج المعرفة دوما قبل الفعل حسب تعبيره.
- البحث عن حقيقة وجود الانسان لماذا يحيا ولماذا يموت؟.
الوضوح حول ما يجب فعله معناه ان تكون متوفرا على موضوع ناضج مكتمل في ذهنك يحتاج التنفيذ العملي فقط. اما ان المعرفة لا تسبق الفعل فهو توكيد ورد في عبارة كيركجورد انه غير حادث على الدوام. اراد كيركجورد إعتماد تراتيبية معرفية تتراجع فيها نظرية المعرفة امام اسبقية تنفيذ الفعل. ملغيا بذلك المقولة التداولية الفلسفية ان النظرية المعرفية تسبق على الدوام بالضرورة كل فعل.
لقد اراد كيركجورد القيام بالعمل قبل المعرفة عنه وهو التباس خاطيء تداركه كيركجورد قوله باستثناء مقدار ما يجب ان تسبق المعرفة كل فعل. بمعنى يوجد استثناء في مقولته هو ان الفعل لا يتم قبل اسبقية المعرفة عنه.
اما مقولة كيركجورد بحثه عن حقيقة وجوده هو لماذا يحيا ولماذا يموت؟ فهو بذلك وضع اللبنة الاساسية للفلسفة الوجودية. التي من العبث الفلسفي البحث في واقعية حل مشكلة ميتافيزيقية لا زالت تشغل اذهان العالم وتفكيرهم. لا العلم ولا الدين ولا الفلسفة وجد جوابا شافيا لهذا اللغز الوجودي العظيم.المشكلة لماذا خلقنا ولماذا نموت لا تنتهي بايجاد حل وهمي يهم خلاص الفرد تاركا المجموع والطوفان اذا ما كان ثمة خلاص للفرد دون مجتمعه اساسا..
الحياة وعالم الطبيعة
الحياة لا تدخل في جدل ديالكتيكي مع الطبيعة على صعيد الكلية إنعدام التجانسية غير الموجودة بينهما. بل يكون الجدل بينهما من نوع التكامل المعرفي التخارجي بدل الجدل بمفهومه الاصطراعي على صعيد المكونات المادية التي تحكمهما.
الطبيعة بقوانينها الثابتة التي تحكمها هي كلية متكاملة ناجزة مكتفية تمام نظام الوجود. لا تجد الحياة في مكوناتها المادية ما هو قابل للنفي نتيجة صراع افتراضي مع الحياة كوحدة تاريخية متطورة في سيرورة دائمة لها القابلية على دخول اي معترك تضاد يلغي منها او يضيف لها في مقابل نفي جانب الصراع المتضاد معها.
كان ولا يزال انثروبولوجيا تطور الحياة وعلاقتها بالطبيعة نوع من التكامل المعرفي الذي يستبطنه الجدل الذي يجمع منحى حياتي او اكثر من حيث التكوين المادي مع منحى طبيعي تجمعهما مجانسة التضاد التطوري. الطبيعة في ثبات قوانينها هي المحرك الذي يبعث الحياة على التطورالبيولوجي – الانثروبولوجي على الصعيد التاريخي رغم كل العشوائية والصدف غير المتوقعة والقطوعات التي تعترية المسارت التاريخية وتوقفه في مرحلة تطورية طويلا لحين توافر العوامل الموضوعية التي تضعه على المسار الصحيح وتدفع به الى امام..
التكامل المعرفي التخارجي الذي يجمع الحياة بالطبيعة لا ينفي كما في الصراع الجدلي في التاريخ منحى طبيعي غير ثابت غير قابل للتراجع في تضاد النفي امام منحى حياتي تطوري ليكون هو الظاهرة الجديدة ناتج نفي النفي الجدلي.. تدخل قوانين الطبيعة الثابتة في جدل مع الحياة في سيرورتها التطورية على صعيد النسق التكويني الاختلافي الخاص بكل منهما ليس على صعيد الكليّة غير التجانسية بينهما. لكن لا غنى للحياة عن المرضعة الام الطبيعة في تحفيزها مفاصل حياتية تتسم بالتكامل المعرفي التطوري معها. الطبيعة معطى وجودي فاعل في صنع الحياة وملازمة سيرورتها التطورية التاريخية.
عن لالاند
اندريه لالاند فيلسوف فرنسي (1876 – 1963) ولد في بيجون تدرج في الدراسة حتى نال شهادة الدكتوراة في الفلسفة عام 1888 وشهادة الدكتور في الادب عام 1899 عيّن استذا للفلسفة في السوربون وسافر الى مصر وعمل استاذا للفلسفة بالجامعة المصرية وتخرج على يديه الجيل الاول من المفكرين المصريين.
آمن لالاند بالأخلاق منذ أن بدأ يفكر. وكان مذهب التطور هو السائد حينذاك في العلم والفلسفة، وكان لوائه في الميدانين، فقد كانت كتبه عبارة عن تلخيص العلوم تبعاً لقانون التطور، فنقض لالاند نظرية سبنسر في الارتقاء والتطور، التي تقول بأن الكائنات تترقّى من التَّجانس إلى التَّنوُّع وقال بنظرية عكسية تقوم على فكرة أساسيَّة وهي: أنَّ قانون الحياة ليس أو التطور العكسي، أي من التنوع إلى التجانس. والانحلال هنا ليس بالمعنى السَّلبيّ، ولكنه يفيد التطور والترقي، ولذلك استغنى لالاند فيما بعد عن كلمة الانحلال، لكي لا يسيء الناس فهمها، واستخدم كلمة (Involution) التي هي عكس (Evolution)، بمعنى التطور إلى الوحدة والتجانس، أو التطور من الاختلاف إلى التشابه. فالملاحظ أن الكائنات يحدوها المحافظة على نفسها من تنازع البقاء ومن التغيُّر، وأن الجماد يخضع لقانون تناقض الطاقة والكتلة، وأن الحياة عمومًا مآلها للموت، وأن الموت هو النهاية المحتومة لكلَّ غزو وفتح وتمايُز، وأنه مبدأ يساوي ويوازن بين الجميع.

الهوامش:
1. دكتور زكريا ابراهيم /دراسات في الفلسفة المعاصرة ص 118
2. نفسه اعلاه
3. نقلا من مقالة الباحث الفلسفي حاتم حميد محسم موقع المثقف.
4. ويكيبيديا الموسوعة.



#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)       Ali_M.alyousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء فلسفية
- خارطة الثقافة العربية اليوم
- الموت والفلسفة المعاصرة
- برينتانو ومبحث فلسفة الوعي القصدي
- كلمات ومعان
- الزمن والوعي
- قضايا فلسفية حوار تحليلي
- صوفية الجوهر وصوفية الفكرة العاقلة اسبينوزا - هيجل
- الخاصية النحوية والجمالية بالحرف اللغوي
- تاثير التفكيكية على كتاب (نقد الحقيقة)
- جيل ديلوز مداخلات الخطاب الشعري
- الطبيعة والانسان ادراك لغوي
- من تاريخ المشاعية الجنسانية
- الجنس والحضارة الغربية المعاصرة
- نظرية المعنى والالتزام بالفلسفة
- الفلسفة والالتزام
- مميزات لغة الانسان
- شذرات فلسفية 7
- مختارات فلسفية
- الزمكان الفلسفي ولعبة القط والفار


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - العقل والحياة والفلسفة