أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - تسعة سنوات وعمق جروح المأساة التي اصابت الأزديين















المزيد.....

تسعة سنوات وعمق جروح المأساة التي اصابت الأزديين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 7700 - 2023 / 8 / 11 - 14:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تمر فترة منذ تأسيس الدولة العراقية مشابهة في القتل والاغتيال الطائفي مثلما كانت أعوام ( 2006 – 2007 ) ، التاريخ لم ينس مجازر انقلاب 8 شباط 1963 الا انها كانت سياسية اما اليوم بعد السقوط والاحتلال ابتلت البلاد والعراقيين بالإرهاب والميليشيات الطائفية وحكومة اكثر طائفية من غيرها، فقد كانت الجثث خلف سدة ناظم باشا وعلى الأرصفة والشوارع ولم تسلم حتى المزابل منها، فالخطف والقتل والاغتيال الطائفي عبارة عن سلاح استعمل بشكل واسع ولم تسلم الأسماء من القتل الطائفي والتفجيرات التي كانت تحصد العشرات بدون استثناء او تمييز هو هدف يراد منه الإبادة الجماعية مهما كان الثمن حتى اعتبرت الإبادة عبارة عن منهج تدميري على أسس مذهبية ودينية وتطبق عليه " المادة 2 من اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (cppcg)عام 1948 وتنص " أنه " أي فعل من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة وطنية أو عرقية ، أو عنصرية أو دينية، مثل: قتل أعضاء من الجماعة، وإلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة، وفرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة، ونقل الأطفال قسرا من مجموعة إلى مجموعة أخرى" ولم يكن ما جرى ويجري في العراق الا مخطط اعيد صياغته ورتب أسلوبه واتجاهاته العنصرية الإرهابية ، ولا نستبعد وجود العقلية نفسها في الوقت الحالي عند قادة المليشيات التابعة المتطرفة وهو نوعاً من التطهير العرقي حيث جرات محاولات عديدة لطرد مجموعة عراقية من مساكنها واراضيها والتهديد بالقتل بهدف تدمير جماعي بالضد من المجوعة الأخرى بهدف التطهير الطائفي مثال " جرف الصخر او بعض المناطق في العاصمة بغداد وغيرها "ان ابعاد او فصل مجموعة مذهبية عن مناطقها السكنية او أراضيها الزراعية او ابعادهم خرج البلاد يشكل ابادة ثقافية ايضاً ضمن التطهير العراقي ويعتبر جريمة بحق الإنسانية وحقوق الانسان
، وهو ما حدث في العراق والعديد من المناطق حيث شارك الإرهاب داعش او التنظيمات الإرهابية المتطرفة من جهة ومن جهة اخرى المليشيات الشيعية الطائفية المسلحة المرتبطة خارجياً.
ان تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" لم يتمكن من السيطرة على الموصل والمناطق الأخرى لولا انهيار وفرار قطاعات من الجيش العراقي التي كانت تفوق داعش بالسلاح والأعداد البشرية بفارق شاسع، وكان الضباط في المقدمة وخلع الكثير من الجنود ملابسهم تاركين أسلحتهم لينضموا الى المواطنين المدنيين الخائفين وجرى التخلي عن الكثير من المدرعات والأسلحة المتطورة، واشار البعض من الاواسط القريبة من داعش انهم نهبوا نحو ( 500) مليون دولار " من فرع البنك المركزي في مدينة الموصل " وتمكن داعش من السيطرة على الموصل بكاملها بسب انهيار الجيش ايضاً في المنطقة الشمالية، ولهذا سارعت ميليشيات داعش الدخول الى وادي دجلة وراحت تستولي على المدن والقرى وهي تتساقط واحدة بعد الأخرى وتمكن مسلحو داعش السيطرة على مدينة بيجي ومصفاة النفط ثم الاستيلاء على مدينة تكريت ثم امتد الى مناطق عديدة قريبة من العاصمة والحكومة المركزية العراقية برئيس وزرائها الأسبق نوري المالكي بقت وكأنها ليس معنية ولا حول ولا قوة ما عدى التصريحات الفضفاضة امام جريمة سبايكر الدموية أو تدمير الموصل ومناطق ومدن عراقية ( هناك اتهامات لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وسياسته الطائفية ساعدت بطرق مختلفة داعش ) ولا بد من الإشارة الى القتل المبرمج والعشوائي الإرهابي ضد المواطنين العراقيين الازيديين الذين بقوا تحت طائلة العقاب الإرهابي، نساء وأطفال وشيوخ ورجال وتم فصل الأطفال والنساء واخذهم غنائم حرب كسبايا وإخضاع النساء للتمتع الجنسي وبيع البعض منهن كسبايا وعبيد وكما اكدت العديد من المصادر وجود آلاف من المفقودين.
ان الفجيعة التي اصابت الايزيديين تصطف مع الفواجع التي اصابت المجتمع البشري كما انها تعتبر أبادة جماعية ضد هذا المكون العراقي، لقد قام داعش الإرهاب بارتكاب ابشع الجرائم ضد الأطفال والنساء والشيوخ والرجال دون استثناء ومارس هذا التنظيم الإرهابي مختلف الأساليب وحشية وقذارة تجاه النساء وبخاصة سبي الفتيات المخطوفات والتلاعب بمصيرهن وبحياتهن واستخدام تجارة الرقيق والزيجات القسرية ، ولم يتوان التنظيم الإرهابي من قتل العشرات ودفنهم في مقابر جماعية ، تسعة سنوات من القهر والحزن والقلق والانتظار من اجل تحقيق العدالة في قضية إنسانية متشعبة الجوانب منها معرفة مصير العشرات الذيم فقدوا بطرق وحشية بما فيها المقابر الجماعية التي بلغت لحد الان ( 83 ) مقبرة جماعية إضافة الى حوالي (3) آلاف مختطف ، كما قام المجلس الأعلى بإحصاء ضحايا داعش الإرهاب والابادة الشاملة للأزديين في العراق وسوريا وأشار عن مقتل حوالي ( 10 ) آلاف أزيدي وتم اغتصاب ( 6 ) آلاف امرة وفتاة أزيدية ولا يزال حوالي ( 3200 ) أزيدي وأزيدية مفقودين فضلاً عن فرار اكثر من ( 400 ) ألف نتيجة الوحشية والخوف من القتل والسبي وأشار المجلس الأعلى أن " الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها أوروبا مؤخرا، أظهرت جليّا أنه من مصلحة الأسرة الدولية القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية".
نعم انها ذكرى فاجعة وموجعة ليس للأزديين فحسب، بل لكل الشرفاء في العراق والعالم ولهذا « اعتبرت الحكومة البريطانية قبل فترة أنهم ضحايا "ممارسات إبادة" على يد التنظيم الإرهابي أقلية إثنية ودينية ناطقة بالكردية كانت تتركز في جبل سنجار شمال غربي العراق" الإبادة شملت جميع كمناطق الازيديين والمسحيين ذلك الكابوس الذي دمر المناطق الغربية وجعل مدنها خرائب وأنقاض ونتيجة الإرهاب والقتل الوحشي هرب الالاف منهم خوفاً من الإرهاب ووحشية الممارسات الاجرامية ، هكذا تركت الحكومة العراقية حينذاك حوالي ( 7 ) الاف ميل واكثر من ( 12 ) ألف كم تحت رحمة داعش الإرهاب بينما كانت في الوقت نفسه مشغولة في تغذية المليشيات الطائفية واستغلت فتوى السيد السيستاني في حزيران 2014 حول الجهاد الكفائي التي تقول " ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي، ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس" والدعوة عامة استغلت من قبل مليشيات تابعة كانت موجودة بعضها ويقاتل في العراق او سوريا وبدلاً من الانضمام للقوات الأمنية قاموا بتأسيس الحشد الشعبي الذي استغل من قبل البعض ليكون خاصاً بهم.
ان قضية مأساة المواطنين الازيديين مازالت ماثلة امام اعين الجميع وحظيت باهتمام الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي وكانت محط ادانة شاملة من قبل القوى الخيرة والوطنية والديمقراطية داخل العراق وخارجه مطالبة بالتحقيق النزيه وتقديم المقصرين والمشاركين من المسؤولين العراقيين او داعش الإرهاب الى القانون والعدالة، والعمل باتجاه حل مشاكلهم وتقديم الدعم والتعويضات المادية ومعرفة مصير المفقودين منهم ، لقد عانى الازيديين على مر القرون الاضطهاد بسبب ديني والارتباط بالكرد وحان الوقت لأنصافهم والاعتراف بحقوقهم وتقديم العون المعنوي والمادي لهم وبخاصة ونحن نسمع البعض من الأصوات تطالب بهجرتهم خارج العراق وهي عملية لا تقل قذارة من المأساة والهدف تفريغ العراق من مواطنين موجودين منذ الاف السنين ويشكلون جزء هام من الشعب العراقي، مثلما حدث للمسيحيين العراقيين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات ازمة حرق القرآن والعَلم العراقي
- السلاح المنفلت والميليشات التي خارج القانون
- مخاطر حقيقية على الحياة البشرية بسبب تلوث البيئة في العراق
- سلسلة المخارج
- سياسة الاضطهاد والقمع الموجه ضد حرية الرأي وحرية الصحافة
- المسؤولية التاريخية لحل الخلاف مع إقليم كردستان العراق
- آفاق وحدة الحركة النقابية العراقية الوطنية ووحدة الصراع
- لا رديف للجيش العراقي والقوات المسلحة !
- الاصرارعلى سانت ليغو المفصل على قياس الإطار التنسيقي !
- الطائفية وانتهاك حقوق الانسان في العراق
- آفات انتشار المخدرات في العراق
- الكارثة المائية التي يمر بها العراق
- الانتخابات النيابية المبكرة في ظل قانون سانت ليغو المعمول به
- الحرب الروسية الأوكرانية تهديد للسلم والسلام العالمي
- إلى متى تستمر جريمة المحاصصة الطائفية والحزبية في العراق ؟
- تداعيات الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران
- بغداد ارجوزة النشيج
- القضاء العراقي والفساد والكيل بمكيالين
- الحكومة العراقية الجديدة والانتخابات المبكرة القادمة
- الانتفاضة الشعبية والاعتداءات الإيرانية


المزيد.....




- تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام ...
- الكويت: إحباط مخطط يستهدف تفجير معسكرات للقوات الأمريكية
- مدرسة دولية -تسرق- الماء والكهرباء من مسجد مجاور في السعودية ...
- من وسط الركام ورغم سوء حالهم.. فلسطينيون ينظمون مسيرة في غزة ...
- القصف الإسرائيلي يدمر مستشفيات غزة
- تايلور غرين: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا ستؤدي إلى إبادة ج ...
- -حزب الله- يستهدف 3 مبان وانتشارا للجنود وموقعا عسكريا إسرائ ...
- السعوية: أمطار غزيرة وسيول تتسبب في إغلاق المدارس بأنحاء الم ...
- الميتفورمين قد يسببه.. ما علاج الفم المعدني؟
- لهذه الأسباب تحافظ واشنطن وطهران على -شعرة معاوية- بينهما


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - تسعة سنوات وعمق جروح المأساة التي اصابت الأزديين