أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين خيرالله نهار - البحث عن المعنى الفلسفة الهندية إنموذجاً















المزيد.....

البحث عن المعنى الفلسفة الهندية إنموذجاً


حسين خيرالله نهار

الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 14:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


البحث عن المعنى الفلسفة الهندية أنموذجا
————————
- [ ] يختلف البحث عن المعنى من شخص الى اخر و من هواية الى اخرى وهذا يبدو في ما سبق اكيدا، لكن من المؤكد اليوم يتجه التاريخ البشري ضمن صيرورته الى حضارة يغيب عنها المعنى رغم التقدم العلمي المخيف في السنوات الاخيرة ، حيث نجد انفسنا نحو حاجة ملحة من التساؤلات التي تخص القيمة و المعنى وإعادة الثنائية من جديد بين الانسان و العالم ، لذلك من المهم العودة الى البنية و الاصول المعرفية القديمة كونها كانت الاقرب حينذاك في فهم العالم ، فليس هذا المقال من اجل سرد تاريخ الافكار و الحكمة و لا من اجل العودة الى المركزيات قديمًا بقدر ما هو دعوة الى قراءة و فهم جديد يساوي حضرنا اليوم ، لقد سبق التنوير في الشرق الغرب و اختلف عنه بالمعرفة عن الذات و معرفة الانسان نفسه في ما اعتمد التنوير في الغرب العقل و معرفة العالم بطرق حسية اكثر منها معنويًا في الشرق و الهند على وجه التحديد .

تعتبر الفلسفات الهندية من أعرق التقاليد الفكرية في العالم، حيث شهدت نشوء مذاهب فلسفية متنوعة تعالج مجموعة واسعة من القضايا الفلسفية والميتافيزيقية تختلف الاراء حول تقدم الفكر الفلسفي و صور المنطق على الفكر اليوناني مما اشار بعض الباحثين حول ذهاب فيثاغورس الى الهند و دخول الاسكندر الى بلاد الهند و اخذ بعض المصادر المعرفية و ارسالها الى ارسطو فما كان من الاخير الا ترتيب هذه الافكار بطريقة محكمة رغم ان هذا الاعتقاد في هذا الرأي هو ما يخص بعض صور المنطق و الا كيف يمكن ان تتقدم اليونان ان لم يكن لها نواة في المعرفة ، ومن بين هذه الفلسفات نبين مجموعة من المفاهيم كانت تنتشر آنذاك،

الدهشة في اسفار يوپانشاد
——————————————-

يقول شوبنهاور " انك لن تجد في الدنيا كلها دراسة تفيدك و تعلو بك اكثر مما تفيدك وتعلو بك دراسة أسفار يوپانشادا ، لقد كانت سلواى في حياتي وستكون سلواى في موتي " لقد كانت اسفار يوپانشادا اقدم اثر فلسفي ونفسي موجود لدى حكماء الهند بذلوا فيه محاولات لفهم العقل و العالم و ما بينهما من علاقة ، يوپا و التي تعني بالقرب و شادا و معناها يجلس الجلوس بالقرب اي بقرب المعلم و في الاسفار مائة و ثماني محاورات الفها كثير من القديسين و الحكماء بين عام 800 و 500 قبل الميلاد وهي خليط من الافكار الفلسفة و الدين ،

فأذا اشرقت الشمس على عالم يملؤه الاسرار فما كان من هذه الاسفار و رجالها الا الخوض في غمار هذا العالم و الكشف عن اسراره فاليوپانشادا هو كل سر في هذا العالم عز على الانسان فهمه ، لقد تحيروا الحكماء في سبب وجودهم في هذا العالم يذكر في الاسفار "فمن اين جئنا واين نقيم و الى اين ذاهبون ..يا من يعرف براهمان نبئنا من ذا امر بنا فإذا نحن ها هنا اهو الزمن ام الطبيعة او الضرورة ام المصادفة ام عناصر الجو ، حيث تعود بنا هذه العبارة الى رؤية ديموقريطوس عن الذرات ونشوء هذا الكون، من هنا بدأ عهد جديد يختلف عن سابقه فالعبارة تدلل على نشوء الفكر و التيار المادي و النظر الى العالم وفق مفهوم المكان و الزمان حيث تأثر الكثير من فلاسفة الغرب نحو هذه البدايات كما سوف يتوضح ذلك

وحدة الوجود
————————————-

بعد ما نشغل الفلاسفة في الهند آنذاك في الوجود و اسراره الخفية اخذت طرق المعرفة تأخذ مسارات متعددة فمنهم من قال بقصور العقل وهم طائفة من حكماء اليوپانشادا فكانوا يعلمون تلاميذهم قصور العقل فكيف للعقل الصغير ان يدرك العالم الفسيح بعملية حسابية لكنه ليس بمعزل عن ثمرة القياس و الاستدلال في الاشياء المحسوسة ، اعتقدت هذه الطائفة ان جوهر النفس في الانسان ليس هو الجسم و لا العقل و لكنه الوجود الصامت العميق ،الذي لا صورة له الكامن في دخيلة انفسنا والذي هو اتمان والتي تعني النفس او روح العالم غير المشخص في صفاته ، حيث يبدأ الطريق ان يتعرف اتمان النفس الى ( براهمان) وهو الجوهر العالم الواحد الشامل غير المشخص يتحدان سويا فما الانسان وهذه الاقنعة الكثيرة والذاتي و الموضوعي الا شيء واحد، يقول الفيلسوف شَنْكرا " الذي يعده الفيلسوف الالماني دائسَنْ مثل عبقرية كانْط لان شرحه لأوبانشادا قضى على البوذية في الهند يقول يمكن ان يتصور عقلا حالتا للعلم في الاولى لا وجود خارج اتمان و الثاني يمكن ان نفرض وجودًا خارجيًا منفردًا عن المدرك العامل ولكن هذا الوجود الخارجي من نوع خيالي ويقول في الختام : ان العلم الحقيقي علم ينعدم فيه تثليث الإدراك و المدرِك و المدرَك . وهذه من اوضح الاشارات الى مذهب الاتحاد ووحدة الوجود في فهم شنكرا


المنطق في الهند القديمة
——————————————————

تقدم ان الفكر و الفلسفة الهندية القديمة كانت لها الاسبقية على الفكر اليوناني بشهادة الكثير من الباحثين من الغرب و الشرق فضلًا عن فلاسفة كبار من الغرب امثال شوبنهاو و نيتشه و كانط وغيرهم، لذا كانت الهند تتقدم في فهم وطرح الإسالة حول العالم الى ان بلغت الصياغة الاولى في الصور المنطقية التي عرفت بأكثر وضوحا مع ارسطو في ما بعد، لقد تنبه كانط الى هذا السفر الجليل في حدود العقل البشري في كتابه القيم نقد العقل المحض

ومن بين هذه المذاهب الفكريه في الهند برزت النايايا قديمًا يتزعم هذه الطائفة. الفيلسوف غوتاما (بادربهو) نايايا في الهند القديمة في القرن الثالث قبل الميلاد،
يهدف مذهب نايايا إلى استكشاف جوهر المعرفة الصحيحة وكيفية تحقيقها، من خلال تحليل الواقع وتطوير أسس قوية للمنطق والجدل. يرى أتباع نايايا أن المعرفة قابلة للتحقيق والتحصيل من خلال تجزيئها إلى مكونات أصغر ودراستها بعناية فائقة بالاعتماد على المنطق والإدراك واللغة، يهدف هذا المذهب إلى فهم العالم من خلال الاستنتاج المنطقي والتحليل الدقيق
يتكون مذهب نايايا من مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تميزه عن غيره من المذاهب الفلسفية فهو يتناول قضايا السببية والميتافيزيقا والمعرفة الشخصية ويعزز الاستدلال الدقيق وتطوير النظرة المنطقية في التفكير والنقاش، يشتهر مذهب نايايا أيضًا بنظريته المنطقية الشهيرة "نايايا سوترا"، التي توفر إطاراً منطقياً لتحليل الحجج واستنتاج الأفكار.لقد وقع بعض الخلط عند بعض الباحثين في قراءتهم الى الفلسفة الهنديه و محصله هو الجمع بين الفلسفة و الدين في الفكر الفلسفي القديم حيث اعتبر جوهر هذه الفلسفة اقرب الى التصوف من العقل لكنهم لم يفصلوا بين سيرورة هذه المراحل في التقدم المعرفي انذاك

بدأ في القرن الثالث قبل الميلاد عهد جديد في الفلسفة الهندية جوتاما تبّنت نيايا سوترا الواقعية الوجودية وتسائل جوتاما ما اساليب المعرفة المشروعة وكان اهم اسهاماتها نيايا هي الابستمولوجيا التي تقوم على التفكير الاستدلالي



جذور الفلسفة الهندية في الفكر الغربي الحديث
————————————————————
بعد ان قدمنا تصور حول بداية تشكل الصور المنطقية في المراحل الاولى عند فلاسفة الهند والتطور الحاصل في الجدل والرؤى المختلفة كانت هناك تأثيرات على جملة من مفكرين و فلاسفة في الغرب وهنا نوضح مجموعة من الافكار و التدليل على هذه المقاربة في الفكر الغربي الحديث
فحيث ما نعود قليلًا نجد ان الفلاسفة كانو يتباينون النظر في فهم هذا العالم فما نظرية وحدة الوجود التي ضربة في عمق التاريخي الشرقي الا من اجل فهم هذا العالم والمقاربة منه

لقد فهم هيجل ان صيرورة الروح ترافق وعي الانسان بالعالم الخارجي لذا يقول عن روح الهندي القديمة انها مثل روح الفرد في حالة الحلم يكف عن ان يكون واعيًا بنفسه بما هو كذلك بحيث يقدر على التفرقة بين ذاته والموجودات الاخرى الموضوعية لكنها عندما تستيقظ تصبح وجودًا لذاتها وتصبح بقية المخلوقات تموضعا خارجيا لها مثل ماهي تصبح كذلك، ومن ثم ان الهندي ينظر الى الاشياء بنظرة وحدة وجود عامة ولكنها وحدة وجود لقوة الخيال لا الفكر

الكارما والعود الابدي عند نيتشه
———————-

الكارما و الميلاد المتكرر من السمات المميزة لرؤية العالم في الفلسفة الهندية و الكارما مشتقة من الكلمة السنسكريتية ( كارمان) وتعني الفعل والتي توحي بتلازم الاثر مع الفعل من الجانب الاخلاقي وقد يكون هذا التلازم حديثًا بقانون الفلسفة الاخلاقية التي اوضحها كانط في كتابه تأسيس ميتافيزيقي
الاخلاق؛ لذا تأدى من هذا القول فيما بعد بفكرة الميلاد المتكرر اذ ساد الاعتقاد بأن العواقب الايجابية والسلبية قد تلحق به في حياة من حيواته الكثيرة المستقبلية وفق الاساطير في الهند القديمة

لقد تأثر الفيلسوف الالماني فريد ريك نيتشه بمفهوم العود الابدي من الناحية العملية اكثر منه نظريًا في حكمة الهند قديما لذا كانت فكرة العود في الاوساط العلمية اكثر نضجًا يقول زرادشت في كتابه "هكذا تكلم زرادشت " سيأتي يوم فيه تعود من جديد سلسلة العلل التي انا مشتبك فيها وستخلقني من جديد وانا نفسي سأكون من بين علل العود الأبدي " حاول نيتشه تقديم دليل منطقي على تلك النظرية كالآتي ان مجموع القوى الموجودة في الكون ثابت محدد وذلك لان المسألة لا تتعدى ثلاثة قروض فإما يكون هذا المجموع يزيد و إما ان ينقص وإما ان يكون ثابتًا و الفرض الاول غير صحيح لانه ان كان يتزايد فمن اين تجيئه هذه الزيادة ؟ وليس الارض الثاني بأقل بطلانًا من الاول لأنه إذا كان يتناقص فلابد ان يكون ان يستنفذ الكون ويفنى. لم يبقى الا اذن الا التسليم بأن مجموع القوى ثابتة محدود ولما كان الزمن لا نهائيًا فلابد ان تأتي لحظة من لحظاته فيها يعود تركيب ما سبق وجوده من قبل.



#حسين_خيرالله_نهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع اوس حسن
- البحث عن المعنى الفلسفة الهندية إنموذجاً


المزيد.....




- بايدن: لا سلاح لإسرائيل في حال دخول رفح
- شاهد: سفير روسيا في ألمانيا يشارك في تكريم أرواح ضحايا الحرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على أنفاق شرق رفح ويشير إلى معا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبان تضم جنودا إسرائيليين.. ...
- هل إدارة بايدن جادة بتعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل؟
- المقاومة العراقية تعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال ط ...
- سمير جعجع: من أخذ قرار الحرب في جنوب لبنان عليه أن يعيد ترمي ...
- مصر.. تأييد حبس مدير الحملة الانتخابية لأحمد الطنطاوي سنة مع ...
- وفد حماس يغادر القاهرة دون نتائج
- الخارجية الأمريكية تعلن عن شحنات أسلحة جديدة إلى كييف


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين خيرالله نهار - البحث عن المعنى الفلسفة الهندية إنموذجاً