أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثاني) / ترجمة مرتضى العبيدي














المزيد.....

ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثاني) / ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 13:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


2 ـ الدولة الرأسمالية
لقد أوضحنا في الجزء السابق أن الدولة أداة تستخدمها الطبقة الحاكمة لفرض هيمنتها على المجتمع. إنها ليست جهازًا للتوفيق الطبقي، كما تقول بعض التيارات في علم الاجتماع البرجوازي، ولكنها جهاز للإكراه والقمع. يؤكد فريدريك إنجلز أن الدولة "نتاج المجتمع عندما يصل إلى مرحلة معينة من التطور. إنها الاعتراف بأن هذا المجتمع قد أصبح متورطًا في تناقض لا يمكن علاجه، ومنقسم بسبب تناقضات لا يمكن التوفيق بينها، وأنه لا قدرة له على تفاديها.
فعندما أفسح المسار التاريخي المجال لظهور الدولة الرأسمالية نتيجة لتطور القوى المنتجة، كان لدى البرجوازية الناشئة والمتمكنة من السلطة القدرة على إخفاء الطابع الطبقي للدولة، وإظهارها على أنها مؤسسة تقوم على مبدأ وحق الإرادة الشعبية لتقرير مصير المجتمع. لكن ذلك مجرد وهم، وبالتالي، فإن الأشكال المختلفة التي اتخذتها، والمؤسسات التي تم إنشاؤها لممارسة الحكم لم تغير جوهرها، أي كونها ديكتاتورية البرجوازية.
أكد كارل ماركس، عند تحليله للثورات البرجوازية التي حدثت في منتصف القرن التاسع عشر، أن جميعها "حسّنت هذه الآلة، بدلاً من تدميرها"، وأن الدولة شيئًا فشيئًا بدأت تظهر وكأنها مستقلة. وكان ذلك كافياً لأي شخص ممثل للطبقة الحاكمة، مدعوما بقوة البنادق، أن يشغّلها. بالإضافة إلى ذلك، فهو يؤكد أن المؤسسات الأكثر تمييزا لآلة الدولة البورجوازية هي البيروقراطية والجيش النظامي.
فالدولة الممركزة بالكامل - وهي ميزتها في بداية الرأسمالية – خضعت لتغييرات عدّة، إذ أدخلت البرجوازية عناصر لتأكيد هذا الطابع اللاطبقي المزعوم للدولة، وبالتالي ضمان ممارسة الهيمنة. وكانت العديد من هذه التغييرات، إن لم تكن كلها، نتيجة للضغط الجماهيري - في نضالهم من أجل الديمقراطية والحقوق السياسية - واستخدمتها البرجوازية كصمام أمان لمنع الانفجارات الاجتماعية. نشير، على سبيل المثال، إلى جوانب مثل الحق في التصويت للنساء اللواتي لم يكن لديهن من قبل، وبعض متطلبات الحصول على صفة المواطنة، والتقليل من شروط الترشح أو معايير المساواة بين الجنسين، من بين أمور أخرى.
كما أنشأوا مؤسسات تطالب الدولة بالاهتمام بحقوق الناس وبتشريكهم في صنع القرار السياسي. وفي هذا السياق، تعمل الأدوات التي تُعرف في بلدنا (الاكوادور) باسم "الدفاع عن الشعب" (الموجودة عمليًا في جميع البلدان) أو مجلس مشاركة المواطنين؛ كما كان هناك تحول من مفهوم "الديمقراطية التمثيلية" إلى مفهوم "الديمقراطية التشاركية"، بما يتماشى دائمًا مع تقوية الدولة الرأسمالية وأنماط عملها.
"إن أحد العناصر الرئيسية في توطيد الديمقراطية هو وجود آليات مختلفة للتحكم في ممارسة السلطة. إن ما يسعى إليه هذا النظام هو التوازن بين القوى المختلفة التي تتعايش في هذا الشكل من تنظيم الدولة، "تؤكد لورينا غونزاليس فوليو، رئيسة معهد البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان. كما نرى، فإن محاولة تقديم الدولة كمؤسسة "محايدة"، فوق المصالح والتناقضات الطبقية، مهمة ثابتة.
من الناحية المفاهيمية، فقد وضعوا الكثير من النظريات في نفس الاتجاه، والآن هناك قطاعات - مرتبطة أساسًا بالاشتراكية الديمقراطية - تتحدث عن تكوين "حكومة مفتوحة ، حكومة جيدة" ، حيث "مشاركة المواطنين في الإدارة. يقدمونها على أنها عملية البناء الاجتماعي للسياسات العامة التي تشتغل وفقًا للمصلحة العامة لمجتمع ديمقراطي، والتي من شأنها أن تستجيب أو توسع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية للأفراد، وحقوق المنظمات أو المجموعات التي يتم دمجهم فيها ... "
في بلدنا، خلال ما يسمى بـ "الثورة المواطنية"، كان هناك الكثير من الحديث عن هذه الجوانب. قيل إن البلاد تمر بتحولات كبيرة تمثل بداية "تغيير الزمن"، لكن لا شيء من هذا القبيل حدث. تم إلقاء ثقل المؤسسات البرجوازية على العمال والمنظمات السياسية اليسارية التي شجبت الطبيعة البرجوازية لحكومة "كورّيا". وكانت هذه المؤسسات نفسها ضمانة لمجموعات كبيرة ممن بيدهم السلطة ليغنموا، كما لم يحصل لهم في السابق، بشكل فاحش من عمليات النمو الاقتصادي.
مع كل هذه الإصلاحات والتنظيرات حول كيفية تحسين "الحوكمة" و "أساليب الحكم"، وكيفية دمج السكان في صنع القرار في إدارة الشأن العام، لم تفقد الدولة الرأسمالية والشكل الذي تتخذه في "الديمقراطية البرجوازية" جوهرها، بل حافظت على دورها كأداة في خدمة البرجوازية الكبرى لقمع العمال والشعوب.
وقد بيّن لينين بوضوح، اعتمادا على معيار سبق أن شرحه ماركس وإنجلز، أن الديموقراطية البرجوازية تُختزل إلى "الحق" الممنوح للشعب في "أن يختار بشكل دوري أعضاء الطبقة الحاكمة الذين سيضطهدون ويسحقون الشعب في البرلمان: ذلك هو الجوهر الحقيقي للبرلمانية البرجوازية، ليس فقط في الملكيات الدستورية البرلمانية، ولكن في الجمهوريات الأكثر ديمقراطية، كما يؤكد في كتابه "الدولة والثورة".
En Marcha، العدد 1989، من 09 الى 15 فيفري/فبراير 2022



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الأول) / ت ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (النص كاملا) / ترج ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/5) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (4/5) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/3) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/2) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (1/5) / ترجمة مرتض ...
- من أجل توسيع نفوذ الحزب بين الجماهير / ترجمة مرتضى العبيدي
- نهاية الأحادية القطبية: ماذا يعني عالم متعدد الأقطاب، وهل يف ...
- تحميل أعباء الازمة للعمال والشعوب / ترجمة مرتضى العبيدي
- احتداد التناقضات الأساسية لعصرنا / ترجمة مرتضى العبيدي
- نشر السياسات الثورية بين الجماهير / ترجمة مرتضى العبيدي
- جيوش المرتزقة، أسلحة لتنفيذ سياسة الدولة في البلدان الإمبريا ...
- ما طبيعة المواجهة بين الصين والولايات المتحدة؟ / ترجمة مرتضى ...
- الأخلاق الشيوعية والنضال من أجل الحزب* / ترجمة مرتضى العبيدي
- الوعي الطبقي، سلاح البروليتاريا في النضال من أجل تحررها / تر ...
- دراسة أفكار كارل ماركس للاستفادة منها / ترجمة مرتضى العبيدي
- في أهمية النظرية / ألفارو هيريديا
- - فلنبذل قصارى الجهد في عملية بناء الحزب-/ ترجمة مرتضى العبي ...
- بناء الحزب على أسس متينة / ترجمة مرتضى العبيدي


المزيد.....




- أزمة عالمية ونزاعات وحروب: أي أممية للقرن الحادي والعشرين؟ ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي: دخول عمال في إضراب عن الطعام ...
- من أجل استثمار دروس حراك التعليم: الفئوية وفخر الانتماء سم ق ...
- بلومبيرغ: حزب مانديلا قد يفقد الأغلبية لأول مرة منذ 30 عاما ...
- بلاغ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراق الى نساء ال ...
- بلاغ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الطبقة ...
- اليمين المتطرف يطلق مبادرة شعبية لحماية حدود سويسرا
- القوى والفصائل الفلسطينية تحذر من الالتفاف على قرار العدل ال ...
- نظرة على انتخابات بريطانيا.. هل يفجر حزب العمال مفاجأة هي ال ...
- الفصائل الفلسطينية ترحب بقرار العدل الدولية وتشدد على ضرورة ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثاني) / ترجمة مرتضى العبيدي