|
عن ( الكعبة ليست مقدسة / أكمه وأعمى / التغابن / الحوب / الحوايا / أحوى )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 02:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( الكعبة ليست مقدسة / أكمه وأعمى / التغابن / الحوب / الحوايا / أحوى ) السؤال الأول : تنتشر تعليقات حول من يتعلق بالكعبة يتبرك بها ومن يتبرك بحائط المبكى ، وفى رأيى أن هذا تقديس للأحجار . فما رأيك ؟ إجابة السؤال الأول : 1 ـ ليس من الاسلام تقديس بشر أو حجر . وليس من الاسلام لمس بناء الكعبة أو أستارها ، أو تقديس ما يعرف بالحجر الأسود . هو مجرد حجر لتحديد بداية الطواف ، وكتبنا فى ذلك من قبل . 2 ـ الطواف بالكعبة لا يعنى تقديسا لها ، والكعبة نفسها مجرد أحجار ، وتعرضت للهدم وإعادة البناء مرات . هى مجرد بناء بشرى على مكان محدد . وكانت أول بيت وضعه الله جل وعلا للناس حرما مكانيا ، وهو ( البيت العتيق ) ، وقد تعرض للإهمال ، فى عصر ابراهيم عليه السلام ، فبعثه الله جل وعلا الى مكة ، وبيّن له مكان البيت وأمره أن يرفع قواعده ، وان يدعو الناس للحج اليه . 3 ـ ودائما يتلاعب الشيطان بأهواء الناس ، ومنها تقديس الكعبة باعتبار أن الذى يصلى يتجه نحوها . ولا بد للمؤمن أن يطيع الأمر ، لأنه من الآمر جل وعلا ، إذا قال بالتوجه للكعبة فى الصلاة فلا بد من الطاعة ، ليس تقديسا للكعبة وإنما طاعة للآمر جل وعلا . المؤمن لا يسأل لماذا . وإلّا كان مثل إبليس الذى رفض السجود لآدم ، وظنه تقديسا لآدم ، فاستكبر وعصى الأمر . 4 ـ وحتى يتعلم المؤمنون فى عهد النبى محمد أنه لا قدسية للكعبة ، كان تحويل القبلة من الكعبة الى المسجد الأقصى ( جبل الطور فى سيناء ) ، ثم أعاد الله جل وعلا الاتجاه للكعبة فى الصلاة ، ليتذكر الناس طاعة الآمر جل وعلا . 5 ـ تكلمنا فى هذا كثيرا ، وبالآيات القرآنية . السؤال الثانى ما هو الفرق بين ( أكمه ) و( أعمى ) فى القرآن الكريم ؟ إجابة السؤال الثانى : أولا : ( الأكمه ) هو الذى يولد أعمى بالمعنى المادى . وجاء هذا مرتين فقط فى القرآن الكريم ، فى قصة عيسى عليه السلام . قال جل وعلا : 1 ـ ( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ)(49) آل عمران ) 2 ـ ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي ) (110) المائدة ) ثانيا : ( أعمى ) : مصطلح العمى يأتى فى القرآن الكريم على حقيقته ويأتى مجازا . 1 : (العمى ) الحقيقى المادى بالاسلوب العلمى التقريرى يأتى فى التشريع وفى القصص. 1 / 1 ـ فى التشريع: التشريع القرآنى يلتزم الاسلوب العلمى التقريرى دون مجاز ، وهذا هو شأن الكتابة القانونية المحكمة . ولفظ العمى جاء على حقيقته فى التشريع بمعنى العمى المادى فى تشريع الأعذار ، فى ناحيتين : 1 / 1 / 1 : التفاعل الاجتماعى الذى لا حرج فيه على الأعمى والأعرج والمريض . قال جل وعلا : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )( النور:61) 1 / 1 / 2 : فى فريضة القتال. قال جل وعلا : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) (الفتح:17) 1 / 2 ـ فى القصص: فى سورة (عبس ) عن أعمى ضرير لا يرى ويريد الهداية فعبس النبى فى وجهه . قال جل وعلا ::(أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى) عـبـس:2). 2 : العمى يأتى مجازا : أكثرية استعمال مصطلح العمى ومشتقاته تأتى بمعنى الضلال وبالتناقض مع الهدى: كقوله جل وعلا :(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) فصلت:17). ولأنها مواضع كثيرة فإننا نضع ملامحها فى الآتى : 2 / 1 ـ يأتى العمى بمعنى الضلال فى مقارنة بين الضال والمهتدى ؛ فالأعمى هو الضال والبصير هو المهتدى . قال جل وعلا : 2 / 1 / 1 : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) (الأنعام:50) 2 / 1 / 2 : ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ)هود:24). 2 / 1 / 3 : ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) الرعــد:16) 2 / 1 / 4 : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) الرعــد :19) 2 / 1 / 5 : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)(فاطر 19 ) 2 / 1 / 6 : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ)غافر:58). 2 / 2 : وفى ضلال النفس والقلب. قال جل وعلا : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج:46). السؤال الثالث : ما معنى التغابن ؟ إجابة السؤال الثالث : هو من الغبن أى الظلم . والتغابن عن تظالم الناس وظلم بعضهم البعض . ومن أسماء اليوم الآخر ( يوم التغابن ) أى محاسبة الظالميم وإنصاف المظلومين . قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) التغابن ). السؤال الرابع : ما هو الحوب ؟ إجابة السؤال الرابع الحوب هو الإثم . وقد وصف الله جل وعلا أكل مال اليتيم ظلما بأنه حوب كبير . قال جل وعلا : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2) النساء ) السؤال الخامس : ما المقصود ب ( الحوايا ) فى آية : ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا ) الانعام 146 )؟ إجابة السؤال الخامس : الحوايا هى الأمعاء فى البطن . السؤال السادس ما معنى ( فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ) ( 4 ) الأعلى ) إجابة السؤال السادس : قال جل وعلا :( وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)الاعلى ) ( أحوى ) يعنى أسود . السيول تقذف ماءها فتجعل النباتات غثاءا اى يابسا ، ويتحول إخضرارها الى سواد .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوامش باب ( الأحوال الشخصية ) من كتاب ( تشريعات المرأة بين ا
...
-
عن ( الكلام والنُّطق / الملائكة والشياطين / المظلوم الظالم ل
...
-
عن ( المتواتر السعودى / تبرعات مشبوهة / بين البحرين حاجزا )
-
أسئلة عن الأحوال الشخصية وردت لنا ونجيب عليها
-
عن ( مشهود / خلود المستبد فى النار / يقولون ما لا يفعلون )
-
عن ( حديث القسطنطينية / كل يوم هو فى شأن / ملة ابراهيم )
-
توابع الطلاق : المتعة والحضانة
-
عن ( يقيم الصلاة ولا يصلى / مستبصرين )
-
توابع الطلاق : النفقة
-
عن ( الفتوحات / آثار فرعونية / الهجرة / إمامة الصلاة / لا وق
...
-
القاموس القرآنى : جهل ومشتقاتها
-
عن ( تلاوة القرآن الكريم / التعميم والاستثناء فى القرآن الكر
...
-
توابع الطلاق : العـــدة
-
الطلاق فى الدين السنّى
-
عن ( غسق وغاسق وغساق وحميم ).
-
تشريع الطلاق فى الاسلام من وجهة نظر قرآنية
-
عن ( نوعى الخصومة / زواج المحلل )
-
الظهار وقطع العلاقة الزوجية
-
عن ( وإن جاهداك / توسلهم بالنبى عند النسيان )
-
قطع العلاقة الزوجية بالفسخ
المزيد.....
-
الملك تشارلز وبابا الفاتيكان: لقاء تاريخي في روما، واستعراض
...
-
صحف عالمية: يهود بارزون يدعون لمعاقبة إسرائيل وأميركا تقترب
...
-
امتزاج أصوات الكنائس مع المآذن والقصف الإسرائيلي في مصيلح
-
قائد الثورة : تعريف -الجمهورية الإسلامية- اليوم هو نفس الحكو
...
-
مجلس الإفتاء يدعو إلى مساندة مزارعي الزيتون
-
موجة تنديد عربية وإسلامية واسعة بعد إقرار الكنيست المبدئي لض
...
-
أزمة الوقود في مالي: جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تفتح جبهة
...
-
محافظة القدس تحذر من انهيار أجزاء من المسجد الأقصى
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي
-
إحباط إسرائيلي من تزايد انفصال يهود العالم عن الاحتلال وتبني
...
المزيد.....
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
المزيد.....
|