أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جبار عودة الخطاط - دور المرأة اللبنانية في تخفيف تداعيات الأزمة الإقتصادية















المزيد.....

دور المرأة اللبنانية في تخفيف تداعيات الأزمة الإقتصادية


جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 14:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إزمة إقتصادية غير مسبوقة يمر بها لبنان منذ شهر تشرين عام ٢٠١٩ إثر تفاقم الأوضاع الإجتماعية بشكل حاد مما ألقى بظلاله الكثيفة على واقع الأسر اللبنانية التي وجدت نفسها في حال يرثى له جراء تداعيات تلك الأزمات، غير إن ما تقوم به المرأة اللبنانية في خضم هذه الظروف بالغة الصعوبة من دور حيوي لا يستهان به، خفف الى حد بعيد من إرتدادات الأزمة على الإسرة اللبنانية، فهذا الدور كانت له الآثار الإبجابية التي أشار إليها المعنيون في هذا الجانب.. ماهو هذا الدور؟ وكيف إستطاعت المرأة اللبنانية من استيعاب تداعيات الأزمة وتحجيم صعوباتها؟ ، وما هي التدابير التي اجترحتها لاعداد موازنة منزلية تراعي قلة المدخول المادي في ظل تضائل القدرة الشرائية للعملة الوطنية، وبين توفير الحدود المقبولة من مستلزمات العائلة وفق أوليات مدروسة؟ ،

تقول المحامية والناشطة الإجتماعية نبيلة نعيم إن المرأة أساس المجتمع ، و المدماك الذي يُبنى على أساسه مجتمع سليم أو عقيم وقد عانت المرأة العربية عموماْ من مجتمعها كثيراْ بدءاً من فرض القيود عليها و عدم المساواة مع الرجل و صولاً الى تقديم تضحيات كثيرة ، سيما المرأة اللبنانية التي ترزح اليوم تحت وطأة الازمة الاقتصادية، اذ تدفع الفاتورة الاكبر للأزمات التي يمرّ بها لبنان.
فهي تقوم بإمتصاص الآثار السلبية الناتجة عن الظروف الصعبة، إذ، يقع على عاتقها العمل خارج و داخل المنزل و تربية الأطفال ، او الدراسة و العمل معاْ ، أمّا اللواتي فقدنَ عملهن، يقمنَ بأعمال بديلة و لو بسيطة كالعمل في فرن او بيع الخضار… و لو كنّا متعلمات و من حملة الشهادات بسبي الضائقة المادية و لمساعدة الزوج او الأهل".
وتضيف" لا شكّ أنّ هذه الأزمة لم تأثّر فقط على المرأة معنويا و ترهقها جسديا أيضا ،إنّما كان لها تأثير على الناحية الثقافية أيضاً، فمرحلة قبل الازمة كانت مختلفة ، فالمرأة العاملة في لبنان كانت تسعى في اوقات فراغ الترفيه عن أولادها من خلال إشراكهم في نشاطات رياضية ثقافية متنوعة كالموسيقى و المسارح و الرسم الخ… ، بعد الازمة
أصبحت هذه النشاطات حكراً على طبقة معينة بسبب الغلاء بعد أن كانت متاحة لأغلب فئات المجتمع ، اذ أصبح نسبياً 55% من هم تحت خط الفقر نسبة الى عدد السكان" وتتابع " هذا الامر سيؤدي الى تردي المستوى الثقافي و الفكري و إنهيار كلي للمنظومة الاجتماعية نتيجة الازمة. بيدَ أنّه رغم ذلك أرى أنّ المرأة اللبنانية ستستمر بالكفاح و الجهاد في سبيل العائلة و المجتم مع الإشارة أنّ للنساء المتعلمات كالمحاميات مثلاْ هناك عدد لا بأس بهن، يتطوعنَ لمساعدة الشريحة الأشد فقرا من خلال التوعية المجتمعية و بالتعاون و الاشتراك مع جمعيات تُعنى بهذه الامور و تقديم المساعدات العينية" وتردف قائلة " كما تقوم بعضهنّ ، و انا واحدة منهن، بالعمل على تسليط الضوء على ملفات الفساد في الادارات العامة و الدولة من خلال تقديم اخبارات و المراجعات اللازمة امام المراجع المختصة لتطهير الدولة من الفساد و الفاسدين و حثّ القضاء للقيام بواجبه باصدار احكام عادلة بإحقاق الحق و محاسبة الفاسدين عسانا ننهض مجددا و نكون قادرين لبناء دولة بكل معنى الكلمة، و لا ننسى أنّ النائبات في البرلمان اللبناني يسعيْن جاهدين لإصدار تشريعات تضمن حقوق المرأة و مساواتها في الواجبات و الحقوق مع الرجل، كما يسعين أيضا لإيجاد حلول للخروج من هذه الازمة المرهقة" وتخلص الى القول
" علينا أن نعترف بأنّ أهمية دور المرأة في الحد من الأزمة الحاصلة لا ينحصر على المردود المادي لعملها، بل يقع على أن تحافظ على الاتزان ضمن العلاقات الاجتماعية ، لذلك يتطلب تحرير المرأة من القيود الاجتماعية و الاقتصادية ، بوجود تشريعات تضمن حقوقها للقيام بالدور المطلوب و الذي سيؤدي حتماْ الى بناء مجتمع أكثر تماسكاً و عدالة"

بدورها تؤكد الباحثة والتدريسية اللبنانية ملاك قطيش "لم يكن العمل في المجتمع اللبناني يومًا حكرًا على الرجل وحده، فالمرأة اللبنانية_و منذ عشرات العقود_ دخلت سوق العمل بكافة ميادينه و اختصاصاته،و استطاعت أن تساند نفسها و تساند الرجل ،فكانت الأم و المربية و المعلمة و الطبيبة و المزارعة و الخياطة...الخ..و في ظل هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه اللبنانيون، بعد سلسلة من الأحداث المصيرية (ثورة ١٧ تشرين،كورونا،انفجار مرفأ بيروت)،و ما نتج عنها من ارتفاع جنوني في سعر صرف الدولار في السوق السوداء و ارتفاع لا يصدق في أسعار السلع،و ذلك مع تدني واضح في الحد الادنى للأجور،و بالتالي انخفاض هائل في القدرة الشرائية، لم يعد باستطاعة المرأة اللبنانية أن تقف مكتوفة اليدين أمام هول المشهد،بل صفقت إزاء هذه "التراجيديا" تصفيقًا حادًّا جادًّا،فأصبحت عنصرًا فعّالًا أكثر من ذي قبل في الأسرة و المجتمع ،و كتفًا عظيمًا تستند عليه الحياة بأوج حِملها إذا لزم الأمر.
كيف لا و قد أصبحت معظم حاجاتنا الأساسية توضع في خانة الكماليات؟!
كيف لا و قد أصبح الزواج و الإنجاب من أحلام الشباب المستحيلة؟
كيف تقف المراة اللبنانية مكتوفة اليدين،في وقت بات الحق في تلقي الطبابة ( حتى أبسط المعاينات الطبية) مظهرًا من مظاهر الترف و الرفاهية لمن استطاع إليه سبيلًا"؟!
وتضيف " المرأة اللبنانية المعروفة بأناقة مظهرها،هي أيضًا تتمتع بأناقة فكر و ذكاء عالٍ،و عظيم تضحية، و قد لمحنا في الآونة الأخيرة عودة الكثير من الامهات إلى الدراسة الجامعية سواء بعد انقطاع تام، أو لدراسة اختصاصات جديدة تزيد الفرص أمامهن في سوق العمل. لا ننسى ايضًا العمل من داخل المنزل الذي بات منتشرا و بكثرة بين أواسط النساء كالبيع و التسويق الالكترونيين، و بعض المشاريع الصغيرة، مثلصنع المونة البيتية و الحرف اليدوية التي عادت بشكل ملفت كالكروشيه و التطريز و الرسم على الفخار،و التي تعدُ عودةَ حميدة إلى إحياء التراث اللبناني الجميل".. وتختتم مداخلتها بالقول" لأن يدًا واحدة لا تستطيع التصفيق ،ها هي يد المرأة اللبنانية تمتد فتحتضن يد الرجل اللبناني ،ليصفقا معًا ، و يكونا يدًا واحدة أمام تحديات الواقع المرير و تداعياته، إذ لم يعد العمل قرارًا بل واجبًا محتما عليها للمضي قدمًا في هذه الحياة.. و في النهاية لا شيء يقال أكثر من "الله يفرج هم اللبنانيين و يكون بعونهم"

أما الأديبة اللبنانية سمية شكر فتقول "يعيش لبنان حاليًا فترة اقتصادية صعبة تشكل تحديا جسيمًا على حياة المواطنين، وفي وجه هذه الأزمة الصعبة تبرز إرادة المرأة اللبنانية، ودورها الحاسم في تجاوز الصعاب التي تحيط بها، فالمرأة اللبنانية تعتبر قوة مؤثرة في المجتمع، حيث تتمتع بمواهب وقدرات تساعدها على التكيف والنجاح في ظل كل التغيرات، فهي تحمل على عاتقها مسؤولية دعم أسرتها، والمساهمة في بناء مجتمع قوي ومستدام" وتمضي شكر الى القول" النساء اللبنانيات يعملن جاهدات على تحقيق الاستقلالية المالية، من خلال العمل في القطاعين الخاص والعام، أو عن طريق إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة، وذلك من خلال تصميمها على ابتكار حلول جديدة للتغلب على هذه المعيقات، فتتعاون النساء معًا ويشكلن مبادرات مجتمعية قوية تهدف إلى دعم بعضهن البعض، وتحقيق الاستدامة الاجتماعية" وتتابع بتأكيدها
" في خضم هذا الواقع تلعب المرأة اللبنانية دورًا حيويًا في التخفيف من تداعيات الأزمة، فتجدها تارة تهتم بالزراعة المنزلية، حيث تسعى لتوفير طعام صحي ومنخفض التكلفة لأسرتها، وموازاة لذلك تنظم المصروف بحكمة، وتتحكم في الإنفاق الزائد، كما وتسعى للتحرر من الكماليات، وتراقب بعناية استهلاكها الشخصي، مع التركيز على الغذاء التراثي الذي يوفر القيمة الغذائية، ويخفف النفقات إلى جانب ذلك، يبرز الدور الأساسي للمرأة في اصلاح المجتمع وتغيير الواقع، من خلال تحفيزها الدائم للأسرة في المجال الدراسي والمهني، فهي تدرك أهمية الاستثمار في التعليم والتطوير الذاتي لصنع مستقبل مستقر".

خاتمة محطتنا كانت مع الأكاديمي والباحث اللبناني محمد علي بزي الذي يؤكد بأن" المرأة اللبنانية لعبت دوراً مهما في تخفيف أعباء الأزمة الإقتصادية عن إسرتها فهي تارة تساهم جنباً الى جنب الرجل في معترك العمل لتشاطره وجع توفير الكفاف لعائلتها في هذا الظرف العصيب، وتارة أخرى تحرص على التعاطي بأقصى درجات المسؤولية والإقتصاد في برمجة مصروف البيت ليغطي تمام حاجة العائلة في وقت يعاني فيه اللبنانيون من مسألة تلاشي القدرة الشرائية لعملتهم الوطنية، بالإضافة الى ما تقوم به المرأة اللبنانية من أعباء شغل المنزل بكل تفرعاته".



#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياصاحبي العباس
- إذكريني
- برقية مستعجلة
- زانتيب وصاحبي الذي تغير كثيراً
- دموعه حصرم
- العيد يأتي لاحقاً
- العيد حشد مراكب
- إزمة النازحين السوريين تتفاعل بقوة في لبنان
- والراحــلونَ عـن البــلاد
- أنفاسك المجففة
- إنيك علياً..... أن مظفر قد جاءكَ
- البجع الأسمر
- حفلةُ شواء على شرف السيد كانسر
- طائرةٌ مشوية
- لبنان الغرب
- عليٌ وعمر قصيدة عراقية
- دم إمهيّل
- وصية أم من الناصرية (دمع أسمر)
- أفتشُ عن وطنٍ جديد
- غزوة الآباء


المزيد.....




- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...
- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...
- ما هي خطوات التقديم على منحة الزواج 1445؟ المؤسسة العامة للت ...
- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...
- شوفوا باقي الفيديو على قناتنا وsubscribe عشان توصلكم فيديوها ...
- أهم النصايح للشعور بالنشوة الجنسية
- أمينة الفتوى: لا يوجد مانع شرعي في المصارحة بالمشاعر بين الش ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جبار عودة الخطاط - دور المرأة اللبنانية في تخفيف تداعيات الأزمة الإقتصادية