أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علاء عبدالحسن عطيه الزغيبي - أهمية البحث العلمي في جودة التعليم العالي














المزيد.....

أهمية البحث العلمي في جودة التعليم العالي


علاء عبدالحسن عطيه الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 00:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جاءت التصنيفات الدولية للجامعات لأول مرة بسبب الرغبة المتزايدة من أولياء أمور الطلاب لأرسال ابناءهم الى الجامعات الأفضل وكذلك من أرباب العمل والحكومات لتحديد (اوبمعنى اخر مكافأة) الجامعات عالية الجودة، وسرعان ما أدركت بعض المؤسسات الصحفية مدى شعبية مصطلح تصنيف الجامعات ورواجه بين افراد المجتمع الاكاديمي او المهتمين حتى وصفوه بالمقال المربح تجاريا لكثرة قراءه. وقامت بعدها بعض الحكومات بتوجيه جامعاتها في اعطاء الأولوية لتطوير معايير تصنيف جديدة في محاولة منها لتجنب تأثير الصحافة في شؤونها. وحتى يومنا هذا، فأن هناك عدد قليل ومحدود جدا متفق عليه من معايير التصنيف الدولية المعتمدة والتي تم الاستشهاد بها على نطاق واسع والتي تزن كل منها مؤشرات ثانوية معينة بشكل مختلف قليلاً.
ومن منظور إقليمي، فان ناشر واحد فقط يقوم بتصنيف الجامعات في الشرق الأوسط على سبيل المثال، ويصادف أيضا ان يركز هذا الناشر حصريًا على تأثير البحث العلمي، ولكن من منظور ضيق للغاية، ولسوء الحظ، فأنه يركز على قاعدة بيانات متاحة ومحدودة للغاية تعمل على ارشفة الأوراق البحثية المنشورة. وقد بدأنا نرى مثل هذه التصنيفات وكيف انها عملت على إجبار الجامعات على العمل وفقا لمعاييرها الموحدة والجامعات بدأت بدورها تخضع وتتلقى النصائح، بل التوجيهات التي تتحكم في سياساتها. ان سلوك واستجابة الجامعات متوقف على الفهم الحقيقي لهذه التصنيفات والامر برمته بحاجة الى الحكمة في الإدارة، وامتلاك سياسة، واضحة، وصحيحة.
وعلى هذا الأساس بدأت تعمل مؤسسات التعليم العالي تدريجيا بأعطاء البحث العلمي الأولوية في عملها بحيث يُنظر إلى تأثير البحث العلمي على أنه أهم مؤشر في جودة التعليم العالي، هذا على المستوى المحلي، بينما عالميا فأن الموضوع مختلف تماما اذ يتم قياس تأثير البحث العلمي بحصول الباحث على جوائز دولية مثل جائزة نوبل وجائزة فيلد في الرياضيات وإيرادات الجامعة من المنح البحثية والاقتباسات الورقية (من قبل باحثين آخرين من خارج البلاد وليس من داخله). في حين وطبقا الى اغلب الدراسات فأن تأثير البحث العلمي غير مرتبط إطلاقا بشكل مباشر في الجودة التعليمية للجامعات، إلا أنه يدعم المهمة التعليمية للجامعة بطريقتين أولهما، انه يُعلم عضو هيأة التدريس بأحدث المعارف وأكثرها تقدمًا؛ وثانيًا، يعمل على الرفع من سمعة الجامعة بين الأوساط المحلية والدولية، مما يجعل الجامعات التي تعتمد على البحث العلمي المكثف أكثر انتقائية واكثر شهرة بالنسبة الى الطلبة واولياء امورهم بصورة نسبية.
لكن يبقى البحث العلمي ليس له تأثير مباشر وفوري على جودة التدريس، وفي العديد من الجامعات البحثية ذات التصنيف الدولي العالي، فإن أعضاء هيئة التدريس الذين يجرون أفضل الأبحاث يقومون بتدريس أقل جودة قياسا مع اقرانهم وهذا يعتبر خللا واضحا في مهمة الجامعة الأولى وهي التدريس والتأهيل الاكاديمي. وبالتالي، فإن البلدان التي ركزت على بناء أنظمة ومؤسسات التعليم العالي الخاصة بها فقط عن طريق زيادة إنتاجية البحث العلمي قد لا تزال تواجه تحديات كبيرة في زيادة فرص العمل والدخل لخريجيها كما تشير الاحصائيات. لذا فإن البلدان الأخرى تتطلع بدلاً من ذلك إلى التدابير التي تركز على جودة التدريس والصرامة الفكرية ومهارات خريجيها، وتشمل هذه التدابير سمعة صاحب العمل، واقبال الطلبة واولياء الامور، والنسبة المئوية لأعضاء هيئة التدريس الدوليين وما إلى ذلك. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتصنيفات الجامعية الدولية، فأنه لا يزال البحث العلمي يتفوق على كل التدابير وعلى الجامعة ان تختار بصورة صريحة ايهما انفع لطلبتها ومجتمعها.
واذا تناولنا على سبيل المثال واحد من اشهر تصانيف الجامعات المعتمد داخل المملكة المتحدة، وهو تصنيف جريدة (الگارديين The Guardian) فأننا نلاحظ بوضوح ان معاييره التسعة والتي يتراوح وزن كل منها بين 5 و15٪. لا تتضمن مقياسًا لمخرجات البحث العلمي على عكس التصنيفات السنوية الأخرى للجامعات البريطانية مع العلم ان هذا التصنيف يعتبر احد اهم التصنيفات الوطنية في المملكة المتحدة.
ولو بحثنا عن مدى أهمية التصانيف الدولية للجامعات في مقياس جودة التعليم؟ وسط هذا الجدل الواسع لمعايير المؤسسات المنتجة لهذه التصنيفات منذ أن تم الإعلان عنها اول مرة ولغاية اليوم من اغلب النخب الاكاديمية لوجدنا بان المشكلة الرئيسية في هذه التصنيفات والتي تتغافل عنها الكثير من الجامعات، هي تأثير فرض سياسة التماثل على الجامعات. فبدلاً من السماح للجامعات بالتكيف مع أسواق العمل ومحاكاة الاقتصادات المحلية والدولية الناشئة والتمسك بالتقاليد والأعراف الاكاديمية الخاصة بها وما إلى ذلك، دفعت هذه التصنيفات الدولية تلك الجامعات إلى اتباع مسارات متطابقة تقريبًا من الناحية الاكاديمية والادارية، وهنا يستوجب على مؤسسات التعليم العالي والتي تشرف على الجامعات ان تعمل على تحديد الجامعات ذات الطبيعة البحثية، والجامعات التعليمية، وتحدد الاختلافات بينها من حيث الأهداف والبنى التحتية وحتى نوعية الإدارة وطبيعة عمل عضو هيئة التدريس. وبشكل عام تعتبر التصنيفات الدولية للجامعات مهمة كمقياس بشكل عام إذا كانت الجامعة تسعى الى زيادة رتبتها ومكانتها الدولية ولديها طموح في زيادة وارداتها من الطلبة الدوليين. اما الجامعات التي تثق في أن ما تفعله هو النهج الصحيح في سياستها بناءا على معطيات علمية فعليها ان لا تقلق ولا تهتم كثيرًا لهذه التصنيفات. واذا طالعنا بعض التصنيفات الوطنية التي تعتمدها عدد من الدول المتقدمة لجامعاتها، فأننا نرى بوضوح ان تطوير تصنيف اكاديمي وطني هو الحل الامثل والذي يقي من التأثير الذي اشرنا اليه للتصنيفات الدولية للجامعات وان هذا النوع من التصنيف اذا ما تم صياغة معاييره بصورة دقيقة سوف يعمل على تحسين مبرمج ومنطقي لأداء الجامعات وخلق منطق للتنافس بينها على معايير تتفق عليها الجامعات نفسها وفق حاجة البلد ورؤيته الوطنية.



#علاء_عبدالحسن_عطيه_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسات الإنسانية والفنون الحرة وديناميكية البحث العلمي


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علاء عبدالحسن عطيه الزغيبي - أهمية البحث العلمي في جودة التعليم العالي