أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - الشرف العسكري














المزيد.....

الشرف العسكري


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا علم لي بالقواعد العسكرية، ولكنني على يقين أن للعسكر في كل العالم قواعد صارمة وميثاق شرف لا خلاف عليه، أسمعهم يرددوا في أوقات الحروب مصطلح "الشرف العسكري"، فارتبطت في ذهني ساحة الحرب بالشرف العسكري، وكأنه الضابط لمجريات الأمور فيها، ما يحدد سلوك الأطراف المتنازعة ويضع الضوابط لها.
وحين نظرت لما يجري في السودان، وحاولت فهم ما يحدث على أرض الواقع، أصبت بحالة من الذهول، هل هي حرب فعلا؟ وطرفي النزاع ينتمون لذات الجيش...تشكيلات من الجيش السوداني تقاتل تشكيلات أخرى، هذا يقاتل تحت لواء طرف ونراه في يوم آخر قد غير انتماءه وولاءه وبات يقتل من كان شريكا له في الهدف بالأمس، تغيير للولاءات والقناعات بين عشية وضحاها، (أسرى) كما يطلقون عليهم ومفهوم الأسر لدي هو وقوع شخص تحت سيطرة عدو له وليس شقيق، جثث في الشوارع ومطالبات ممن كان سببا في قتلها للطرف الآخر بإجلائها، مقاطع مصورة لجنود يعلنون الولاء للجهة التي (أسرتهم) ويشيدون بحسن المعاملة، أكان من المتوقع أو من المقبول أن تتم معاملتهم بغير ذلك؟ وهم الأشقاء وأبناء ذات الجيش؟
في الحقيقة إن ما يدور الآن في السودان يخرج عن كل إطار للعقل أو المنطق، في ظل صمت وتغافل عربي ودولي غير مبرر، إلا إن كان الكل معنيا بأن تسير الأمور وفق هذا المنحى.
وبالعودة للبداية، ولكون طرفي النزاع ينتمون للجيش السوداني، وبالتالي عليهم أن يتصرفوا وفق ضوابط عسكرية واحدة في حال اندلاع الحرب مع العدو، أين هذه الضوابط في سلوكم مع بعضهم البعض؟ وأين ما تفرضه عليهم البزة العسكرية والرتب التي تزين الأكتاف والصدور؟ أين الشرف العسكري؟
قرأت عن ميثاق الشرف العسكري لأستطيع ترجمة ما يجري، ومع ما قرأت من مخالفة استهداف المدنيين العزل في الحرب للشرف العسكري، واستهداف المستشفيات والمدارس وغيرها من المؤسسات المدنية، عرفت أن هناك ضوابط للتعامل حتى مع جثث الطرف الآخر في ساحة الحرب، واحترام الزي العسكري، والانصياع لأوامر القادة، هذه الأخيرة التي تطبق بحذافيها في الحالة السودانية، حيث يقرر هذا القائد الولاء لهذا الطرف فيتبعه من يدينون له بالولاء، فيسوقهم خلفه، وهو من يعطيهم الأمر بتسجيل مثل هذه المقاطع المصورة، وكأنه بذلك يحقق الانجازات والانتصارات، فبات من الواضح أن الخلل يكمن في القادة، الذين يفترض بهم أن يكونوا القدوة في الانضباط، والحفاظ على القواعد العسكرية وصون الشرف العسكري.
والمنطق يقول أن من له السلطة على اتخاذ القرار واعطاء الأوامر، هو الأولى بتحمل المسؤولية، وفي هذه الحالة العقاب، الذي لا يجب أن يخرج عن القواعد العسكرية، من أهان الشرف العسكري عليه أن يتجرد من كل رتبه العسكرية التي أساء لها ولم يكن أهلا لحملها، تمهيدا لتقديمه لمحاكمة عسكرية ترتقي بأحكامها لعظم ما ارتكب من مخالفات قد تصل إلى درجة جرائم الحرب في حق ابناء الجيش الواحد.
ولكن من يكون القاضي في هذه الحالة، والجيش الذي يفترض أن يحمي البلاد قد انقسم على نفسه وباتت عناصره تحارب بعضها بعضا؟ لا رئيس للبلاد ليفرض السيطرة على مجريات الأمور، وعلى ذكر رئيس البلاد، أتساءل حقيقة عن مصير الرئيس السابق(البشير) الذي غاب عن الصورة كليا، هل ما زال على قيد الحياة؟ هل ما زال على أرض السودان؟ هل هو تحت إقامة جبرية أم تم إبعاده من البلاد أم ماذا؟ كيف سيقاتل مثل هذا الجيش الممزق ويتصدى لاي اعتداء خارجي؟ مما نراه على أكثر من ساحة عربية يثبت ان الجيوش العربية والتي يفترض أن تكون الدرع الحامي للوطن، باتت مسخرة لهدف واحد فقط ... قمع ابناء جلدتها وشعبها. لهذا وبكل اريحية قامت اثيوبيا ببناء سد النهضة الذي يشكل خطرا على الأمن القومي السوداني والمصري ايضا.
اكاد اقول ان مخيم جنين قادر على صد العدوان الاسرائيلي الصهيوني اكثر من الجيش السوداني الحالي.
ومع هذا الكم من التساؤلات، أضيف تساؤلا أخيرا، من المستفيد الأكبر مما يجري على أرض السودان؟



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقاية لا التحليل
- من وحي المونديال
- مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
- هواجس من المعركة


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - الشرف العسكري