أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - هواجس من المعركة















المزيد.....

هواجس من المعركة


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، قلت أن بوتين ليس من وقع بالفخ، ولكنه جر المنطقة بأسرها للفخ، وأن حنكته السياسية والعسكرية لا تدع مجالا للشك في أنه من سيفوز في حربه، وأنه لم يكن ليتخذ القرار ببدء الحرب لو لم يكن متأكدا من أن نتائجها تصب في مصلحة بلاده.
ولكن الآن، وبعد أشهر على بدء الحرب، وعدم حسمها بشكل نهائي، واستمرار الخسائر من عسكريين ومدنيين، بدأت بالتساؤل حول العديد من القضايا، التي تفرضها مجريات هذه الحرب.
من الخاسر الأكبر حتى الآن؟ وبالتالي من الرابح الأكبر؟ هل ما نراه على أرض الواقع هو بالفعل محاولة من بوتين للسيطرة على أوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق؟ أم أن هناك أهدافا أخرى لم يعلن عنها؟
هل تدخل إيران مؤخرا بإمداد روسيا بالمسيرات التي أثبتت نجاعتها في قلب مجريات الأمور على الأرض هو انتصار للعسكرية الإيرانية؟ أم فيه إبراز المبرر لأعدائها لمحاولة وضع حد لتقدمها العسكري؟ هل ستقف إيران عند حد إمداد روسيا الصديقة بالمسيرات، أم أن الأمر سيمتد للصواريخ؟ هل دعم إسرائيل في المقابل لأوكرانيا يقتصر على المساعدات الإنسانية كما أعلن وزير الحرب غانتس؟ أم أن هذا مجرد إعلان تضليلي للروس خشية اتخاذ روسيا موقفا أكثر صرامة منها؟ وهل ستسمح روسيا لسوريا استخدام الصواريخ التي زودتها بها لصد العدوان الجوي الإسرائيلي عليها، اذا ثبتت مساعدة الأخرى لأوكرانيا عسكريا؟
ما الذي حققته روسيا حتى الآن من حربها على ابنتها أوكرانيا؟ أثبتت لأوكرانيا بأن تغزل الغرب مجرد كلام معسول كشفت زيفه أول محنة تعرضت لها أوكرانيا، لا تدخلات فعلية من الغرب، وأقصد هنا المشاركة في الحرب بشكل مباشر، وإنما اقتصر الأمر على مساعدات عسكرية يقال أن قيمتها تجاوزت 60 مليار دولار حتى الآن، ولكن نتيجة هذه المعدات والآليات العسكرية على أرض الواقع لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث ما زالت روسيا تسيطر على الأرض الأوكرانية، وضمت العديد من الأقاليم لها، غير آبهة بكل أصوات الشجب والإدانة والاستنكار، واستخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الأمن، لتحمي نفسها بالطبع.
روسيا لم تكسب شيئا حقيقيا في أرض المعركة، خسرت أعدادا غير معلن عن حقيقتها من الجنود والمعدات، ولم تنه الحرب حتى الآن، ما فعلته روسيا هو أنها تسببت في تدمير الاقتصاد الأوروبي إلى حد ما، وضيقت الخناق على أوروبا في إمدادات الغاز، وهو الأمر العظيم والذي ظهرت آثاره واضحة جلية في الدعوات لترشيد الاستهلاك في المحروقات، ولكن أوروبا مهما فعلت لن تستطيع تدبر أمورها في الشتاء الذي يقف على الأبواب، والكل يعلم قسوة الشتاء في أوروبا، فهل سيهزم بوتين أوروبا ومن ضمنها أوكرانيا بالبرد؟
ماذا عن العدو اللدود، والند الأزلي؟ الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف موقف المتفرج عن بعد، وتراقب ما يجري في أوكرانيا وأوروبا، دون أخذ خطوة قد تفهم أنها تدخل فعلي في الحرب، متجنبة تهديدات بوتين لكل من يقدم على مثل هذه الخطوة. هي تحاول حشد المواقف الدولية المعارضة للحرب، وتدعو مجلس الأمن للانعقاد والتشاور حول ما يجري في البوابة الأوروبية الشرقية، ولكن كل ذلك لم يجدي نفعا مع إصرار بوتين على المضي في حربه، ما قدمته أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا من إمدادات وعتاد عسكري لم يكن بلا مقابل، بل كان مدفوع الثمن، وبالتالي كانت مستفيدة من هذه الحرب وزادت من مبيعاتها من الأسلحة، كما أن الاقتصاد الأمريكي لم يتضرر كما هو الحال في أوروبا، يبدو أن الإدارة الأمريكية قد تعلمت الدرس جيدا مما جرى معها سابقا في أفغانستان وبقيت بعيدة عن ساحة الحرب، مجنبة نفسها الوقوف أمام الرأي العام في أمريكا، ومحاولة التبرير له عن دوافعها من المشاركة الفعلية في الحرب ومدى أثر ذلك الإيجابي على السياسة الخارجية الأمريكية ومصالحها في المنطقة، هل فعلا تعلمت درسا من افغانستان؟ أم أن طبيعة الحرب الحالية مختلف؟ أم أن حساباتها هي التي اختلفت؟ الند واحد وهو روسيا، والأرض بعيدة وهي أوكرانيا وتعتبر حليفا للغرب وأمريكا، فلماذا هذه السلبية في التعاطي مع الحرب الجارية؟
هل تخشى الولايات المتحدة الأمريكية روسيا فعلا؟ أم أن ما يجري يقدم لها خدمة بطريقة غير مباشرة؟ وبالتالي تعتبر نفسها مستفيدة من الحرب الجارية، ها هي روسيا تخسر العتاد والجنود، وتستنزف الحرب اقتصادها ولو بالشيء القليل، وتبحث عن حلفاء لها في المنطقة، كما أن في إضعاف أوروبا مصلحة للولايات المتحدة، لم يعد هناك قوى عظمى فيها، اقتصادها متدهور، وأمنها مهدد، باتت الدول في الاتحاد الأوروبي تبحث عما يقيها برد الشتاء، وبات طابور السيارات في محطات الوقود في العاصمة باريس يشبه ذلك الذي شاهدناه في بيروت، وتحديد للكميات المسموح تعبئتها من الوقود، ناهيك عن التدهور في سعر اليورو الأوروبي، أزمات اقتصادية بدأت ولا علم لأحد بنهايتها ونتائجها.
هل سيقدم بوتين خدمة للولايات المتحدة بهذه الحرب، وإضعافه لأوروبا؟ كما فعل غورباتشوف في السابق وقدم خدمة لها بإنهاء الاتحاد السوفييتي، مجرد تساؤل.
الشرق بعيد عن المعادلة، الصين والهند واليابان بالطبع، هي تقف موقف المتفرج أيضا، وإن اختلفت معايير الولاء والتأييد لطرفي الصراع في الحرب، وربما يعتبر التحييد في هذه المرحلة مكسب لكلا الطرفين، روسيا وأوكرانيا على حد سواء، فلا تدخل لصالح روسيا ولا تأييد لأوكرانيا.
ولكن الحال مختلف بالنسبة لإيران، التي لم تخفي دعمها لروسيا منذ البداية، وترجمته على أرض الواقع بما سمعناه عن تزويدها لروسيا بالطائرات المسيرة التي قلبت الموازين في الحرب وكبدت الحكومة الأوكرانية خسائر جسيمة، والأخبار التي ترد حول نيتها تزويد روسيا بالصواريخ أيضا، هل استعانة روسيا بالأسلحة الإيرانية هو اعتراف منها بتفوق إيران في الناحية العسكرية؟ أم للحفاظ على ما لديها من أسلحة في الوقت الحالي؟
وما سر ذلك التحالف بين الشيشان والروس، منذ الاتحاد السوفييتي السابق وحتى الآن؟ التقاء غريب بين الاسلام واليسار، في تحالف يبدو أن لا قوة تستطيع زعزعته.
في خضم كل هذه التساؤلات حول النوايا والدوافع، حول التكتيك والاستراتيجية، يبقى هناك شعب سيخسر بكل الأحوال، الشعب الذي في ظاهرة يبدو اثنين ولكنه في الحقيقة واحد، الروسي الأوكراني، القرابة والمصاهرة بشكل كبير، تجعل منهما شعبا واحدا في تكوينه، لن تكون النتائج على الصعيد الاجتماعي مبشرة، سيلتقي الأقرباء والأنسباء وجها لوجه في ساحة المعركة، لن يكون العلاج سهلا، ولن تعود الأمور لطبيعتها، المدنيون المتداخلة علاقاتهم هم الخاسر الأكبر، وهم الضحايا دائما.
ستبقى أوكرانيا هي الخاسر الأكبر من هذه الحرب بكافة المقاييس، ربما تليها روسيا في مستوى خسارتها المادية والبشرية، أو ربما تحل أوروبا في المركز الثاني تاركة لروسيا الثالث، ولكن لحد اللحظة أعتقد أن أمريكا هي الرابح الأكبر من كل ما يجري.
لم أستطع التوصل لأية نتيجة بعد التفكير المطول في هذه الحرب، لا من ناحية الأسباب والدوافع لاندلاعها، ولا الأهداف المرجوة منها، ولا التداخلات في الولاءات والمعارضات لها، ولكن زادت قناعتي بما كنت أعتقده سابقا، من أن السياسة مستنقع وسخ، ولا نعلم في الحقيقة إلا ما يريدون منا أن نعلم، وتبقى الحقيقة أكثر قبحا وبشاعة.



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - هواجس من المعركة