أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - من وحي المونديال














المزيد.....

من وحي المونديال


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينشغل العالم هذه الآونة بأخبار المونديال، من فاز ومن تأهل ومن خرج، مفاجآت كبيرة لم يكن أحد يتوقعها، الهزائم التي لحقت بكبرى المنتخبات من منتخبات لا يتم النظر لها بجدية ولا يعتبرها الكبار ندا في أرض الملعب، في استمرارية لمفاجآة عدم تأهل إيطاليا مثلا للمشاركة في كأس العالم وهو المنتخب الذي حمل كأس العالم في كرة القدم لأربع مرات، وها هي المرة الثانية على التوالي التي يفشل فيها في اجتياز تصفيات أوروبا للمشاركة في كأس العالم.
في البداية فاز المنتخب السعودي على منتخب الأرجنتين المصنف الثالث عالميا والفائز بكأس العالم مرتين، ثم يأتي المنتخب التونسي ليحقق الفوز على فرنسا بطل العالم لمرتين، ثم المغرب التي حققت فوزا على حساب المنتخب البلجيكي المصنف ثانيا على مستوى العالم، وكيف ننسى فوز اليابان على ألمانيا التي حملت كأس العالم لأربع مرات، وآخر المفاجآت كانت إقصاء المغرب لإسبانيا في دور ثمن النهائي لتنتزع تأهلا لربع النهائي لأول مرة في تاريخها، وتلحق إسبانيا بألمانيا التي غادرت من الدور الأول.
منتخبات كبرى ذات بصمة في عالم كرة القدم وكانت من المرشحة للوصول للنهائي تغادر قطر، ومنتخبات أخرى لم تكن في الحسبان تتأهل لأدوار متقدمة، هذه النتائج على الأرض قلبت التوقعات الافتراضية المبنية على تاريخ قديم، وجعلت الجميع يعيد النظر في حساباته وتوقعاته، لأن السمعة وحدها لا تكفي بل الفعل على أرض الواقع، والسعي لتحقيق الأفضل وفرض الوجود.
ما يحدث في الملاعب في قطر هو ذاته ما ينعكس على واقع السياسة حاليا، منذ عقود طويلة ونحن نسمي بعض الدول كقوى عظمى في العالم، ولكننا بتنا مؤخرا ننظر لها من زوايا أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة ، تلك التي تحتل المقاعد الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وتملك حق النقض الفيتو، والتي تتدخل في رسم مستقبل العالم، وتفرض المواقف والتحالفات، وذلك بالطبع في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فهل يمكن اعتبار هذه الدول الآن هي القوى العظمى في العالم؟
لو كانت كذلك لما استمرت الحرب الروسية على اوكرانيا حتى الآن، الحرب التي لا مؤشرات على قرب انتهائها، لأن من يقرر على أرض الواقع هو روسيا وحسب.
لا الولايات المتحدة استطاعت وضع حد لها واجبار روسيا على الانسحاب وبالطبع ليس فرنسا والمملكة المتحدة القريبتان، ولا ذكر لموقف من اليابان ايضا، في حين يتردد ذكر دول أخرى خارج مجموعة من كانت دولا عظمى، نسمع مواقف وتصريحات من تركيا وكذلك الأسلحة الايرانية ولا ننسى الصين بالطبع.
لم تعد التشكيلة ذاتها، من كان لاعبا أساسيا بات يراقب من دكة الاحتياط ويأمل في تحقيق شيء على أرض الملعب، يشجع ويحاول فهم تحركات اللاعبين ويحلل ويتبادل الآراء مع زملائه ولكن لا يد له في صنع الفارق.
وفي مؤشرات أخرى على تغير التشكيلة لاحظنا الطريقة التي تم التعامل بها مع زيارة بايدن للشرق الأوسط، وبالتحديد من قبل الدول العربية، لم تحط بزيارته تلك الهالة من الأهمية والترقب، ولم يتم استقباله بأعلى مستوى من التمثيل السياسي، بل تم الاكتفاء بايفاد ممثل عن ملك السعودية مثلا وهو أمير جدة، في حين كان استقبال ولي العهد له فاترا.
الدول العربية التي عاملت الغرب لعقود بكل الأهمية وكانت تقدم فروض الولاء والطاعة خاصة للولايات المتحدة، عزفت عن ذلك واظهرت عدم الاهتمام وربما بعض التجاهل، وهذا تغير مهم في النظرة للغرب وللذات في نفس الوقت.
العرب الذين يتغنون بتاريخ عريق من الانتصارات والفتوحات، كتبوا تاريخا جديدا في الانصياع والتبعية، لا التاريخ المشرق وحده قادر على ابقاء الهيبة والمكانة ولا التبعية تضمن تحقيق المصالح..
التاريخ موجود وما كان ينقص هو السير على ذات النهج، وان اختلفت الطرق والوسائل. مهما بقينا نردد ونتغنى بأمجاد الماضي، لن نبني لأنفسنا مجدا حاضرا، عملنا هو الكفيل لا تاريخنا.. علمونا في المدارس" زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون" وفي الحقيقة نحن نستورد معظم احتياجاتنا من الخارج. فانطبق علينا القول" لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع"
هل هي بداية التغيير؟ ان تنعكس التشكيلة العالمية الجديدة على بلاد العرب، أن نقرأ الواقع الجديد بطريقة تضمن لنا موقعا مؤثرا ومهما في الخارطة القادمة ؟
استطعنا في المونديال حتى الآن تنظيم اروع نسخة من كأس العالم، وفرض الشخصية والهوية العربية والاسلامية عليها، وحجز مقعد مغربي عربي في الدور القادم.. فهل سيحجز العرب مقعدا يحسب له حساب في التوازنات الجديدة؟



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
- هواجس من المعركة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - من وحي المونديال