أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر الناصر - قراءة وتحليل رواية المسخ














المزيد.....

قراءة وتحليل رواية المسخ


جعفر الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


قليلاً من حياة كافكا المئساوية:
قبل الحديث عن المسخ علينا اولاً فهم ومعرفة بعض الامور البديهية والضروف التي احاطت بكاتب الرواية كافكا وماكان يسطحبه طيلة فترة حياته،فرانز كافكا ولد من أبٍ قاسي وعائلة شحيحة الاهتمام به فكان نادراً مايتحدث مع أحد افراد عائلته،غير أنه كان يعاني من اليأس المفرط والشعور بالقلق والخوف الدائم،ومع مرور الوقت إصابتهُ بمرض السل، وفقدانه للاهتمام من قبل المقربين منه ،و كان يلازمه شعوره بالاغتراب سواء على الصعيد العائلي او الاجتماعي العام،مثلما يعرف الكل بأن كافكا استطاع من خلال اعماله الادبية الغوص في عمق متاهة الذآت المعقدة،فقدم اعمالاً ادبية خالدة واستثنائية،وذلك من خلال المزج بين خيال العقل المطلق و واقعية الحياة البائسة التي عاشها،فالنعرف الآن مانُجم من تلك الحياة والمعاناة التي عاشها كافكا وانعكاسها على اعماله الادبية .
قصة الرواية بشكلٍ موجز:
تتحدث الرواية عن شخص يدعى جريجور سامسا يعمل كبائعٍ متجول(مندوب) في عالم الرأسمالية الموحشة يستيقض جريجور ذآت صباحٍ ليجد نفسهُ متحولاً لحشرة بعد صحوته من نومه يستصعب النهوض من فراشه وهو محاولاً الذهاب للعمل في شركة جعلت منه عبداً يشعر بالقلقل بسبب تأخرته على العمل تمضي ساعات وهو يحاول عدة مرات دون جدوى من ذلك إلى أن ياتي مديره في العمل إلى المنزل بعد ذلك يستطيع النهوض من فراشه ويفتح الباب ويصاب أهله ومديره بالهلع والذعر منه بسبب شكله الغريب عن الهوية البشرية ويركض خلفه والده بالعصى لمحاولة ادخاله لغرفته بعد هروب مديره من المنزل،بعد ذلك تبدأ اخته بالاهتمام به وهي التي تبدو أكثر تعاطفاً مع حالته من بقية افراد العائلة وتقدم له الطعام المتعفن والفاسد الذي يشبعه ومع مرور الأيام تبدأ الاخت جريتا في العمل في أحدى المتاجر والأم ايضا تبدأ العمل و والد جريجور يعود لعمله بعد تقاعد 5 سنوات ومع مضي الأيام يُاجران أحدى غرف المنزل في محاولة تقليص المصاريف لثلاث نزلاء رجال ومع مضي الأيام يفقد جريجور أهتمام الأخت جريتا ومع قدوم هذه الخدامة العجوز الذي تعامله بشكل سيء تمضي أيام طويلة وجريجور لم يأكل شيءً ابداً ولم ينل قسطاً من النوم المريح وفي أحدى الأيام مساءً تجتمع العائلة مع النزلاء في غرفة المعيشة لتبدأ الاخت جريتا بالعزف مما يثير فضول جريجور في الاستماع فيحاول الوصول لغرفة المعيشة وينجح بذلك رغم اصابته البالغة في ضهره ومن ثم يندهش النزلاء بجريجور وتنشب مشادات كلامية بين الأب والنزلاء بعد ذلك بحاول جريجور العودة لغرفته الذي ملئها التراب والاغراض الغير هامة ولكن يواجه صعوبة في ذلك فيحاول لدقايق حتى يصل غرفته يمكث مستلقيلاً بها حزيناً متأسياً مخذول وفي الصباح الباكر يحادث الأب النزلاء طالباً منهم مغادرة المنزل وعند ذلك تفتح الخدامة العجوز باب غرفة جريجور فتجده مستلقياً على ضهره فتضنه نائماً او حزيناً فتحاول دغدغته بالمكسنة التي بيدها ولكن بدون جدوى فتكتشف أنه قد فارق الحياة وتحزن والدة جريجور على وفاته وبينما الأب يعبر عن فرحه وتخلصهم من مشكلة كانت تواجههم وهي الاعتناء به تنتهي الرواية بخروج العائلة خارج المنزل في محاولة لتغيير الاجواء.
لماذا الحشرة:؟؟
أن إختيار كافكا للحشرة تحديداً لم يكن خياراً من عدة خيارات بل استوجب أن يكون التحول من إنسان لكائن بدائي بايولجياً متأخر عن الإنسان والحيوان بشكل كبير ويكون التواصل معه أمر معدوم تماماً وأختيار دقيق حتى يستطيع أن يصل لنا مرحلة الاغتراب الذي يمكن أن يعيشها الإنسان بهذه الضروف الاجتماعية تحت حكم الرأسمالية واغتراب الإنسان من ذآته وفقدانه لهويته الإنسانية والبشرية فهذا تحول ليس بسيطاً فجريجور موضوعياً لم يعد إنسان ويفقتقد صفات الإنسان والبشر ،وذآتياً يعيش كإنسان يستطيع أن يفكر وينزعج ويشعر بالخوف على وأمه واخته ولا يؤذيهم ابداً فهو ذآتياً يملك صفات الإنسان وموضوعياً لايمتلك اي صفة تمت للإنسان بصلة وعائلته تعامله على أنه لم يعد كائن بشري بل اصبح كائن غير مجدي النفع ومزعج و وجوده لاينفع بشيء اطلاقاً.
البعد الطبقي في الرواية:
في عملية التحول او الإنمساخ يتبين لنا أن التحول لم يأتي من فراغ او العدم،بل عكس ذلك تماماً هناك صراع وتناقض مرير يعيشهُ جريجور على مدار نصف عقد من الزمن فهو من جهةٍ يرفض عمله ولا يرغب به ولايستطيع التأقلم مع هذا العمل الشاق الذي جعلة منهُ إنسان ذو قيمة مادية فقط ومن جهة أخرى هو مضطر للعمل لتغطية نفقات العائلة وتيسير امورهم فليس غريباً أن جريجور مثال البروليتاليا أو الطبقة العاملة،المسحوقة والمدمرة كلياً من قبل الطبقة البرجوازية وحتى أن جريجور يصف العلاقات التي تنشأ من خلال العمل بعلاقات لا إنسانية وعلى على حد رؤية الفيلسوف كارل ماركس هي علاقة تبادل العمل أي أنها علاقات إنتاجية صرفة ،فالبعد الطبقي ملموس و واضح جداً بالرواية ولايمكن التغاضي عنه.
الاغتراب الذآتي:
أن الانمساخ الذي حصل هو عملية انتقالٍ جذرية ستبين لنا البعد النفسي بذلك فضياع الهوية البشرية وافتقادها ليس بسيطاً على إنسان لم يفتقد ذآته الإنسانية ولكن لايستطيع التواصل مع بقية الناس فالاغتراب هنا هو إغتراب ذآتي إنسان لايعيش سوى مع ذآته ولا يتواصل ولا يفمهه أحدا غير ذآته ومن جهة الاغتراب الاجتماعي وتعامل العائلة السيء معه وفقدانه للإهتمام والتعاطف بدوافع لايمكن التأقلم مع كائن غير بشري بهذا العمل يمكننا أن نعيش اعلى مراحل الاغتراب الذآتي بسردية كابوسية ومئساوية رائعة .



#جعفر_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقتان مهمة من برنامج شهادات خاصة
- محاولة في تغييب الوعي المادي
- فكرٍ الحادي أم علمي؟؟
- مواقف وتاريخ الخط التحريفي في الحزب الشيوعي العراقي/الجزء ال ...
- 17 أيلول ذكرىٰ تأسيس القيادة المركزية
- تاريخ ومواقف الخط التحريفي-في الحزب الشيوعي العراقي
- رائعة لوركا/ نص مسرحية عرس الدم
- ذكرىٰ تأسيس القيادة المركزية
- مواقف وتاريخ الخط التحريفي-في الحزب الشيوعي العراقي
- تاريخ ومواقف الخط التحريفي-في الحزب الشيوعي العراقي/الجزء ال ...
- الصراع الايديولوجي
- النزعات الفاشية في فلسفة هيكل
- الوعي المعادي


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر الناصر - قراءة وتحليل رواية المسخ