فرنسا إجرام دولة

عبدالهادي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 01:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في 17 من اكتوبر لسنة 1961 قامت شرطة باريس تحت رئاسة المجرم موريس بابون بمجزرة رهيبة في حق الجزائريين مدعومين بمشاركة مغربية تونسية في اطار المطالب السلمية لإستقلال الجزائر ، وقد سجلت تلك الليلة السوداء سقوط أزيد من 200شهيد و 2300 مصاب .وقد تمت عمليات التصفية والتنكيل والتعذيب الوحشي بالمتضاهرين السلميين في مخافر الشرطة بالعاصمة الفرنسية باريس كما تم رمي المتظاهرين مكبلي الأيادي وهم احياء في نهر السين إنتقاما من الشعب الجزائري الذي كان يناضل في إيطار المسار الإستقلالي .
فرنسا رمز الحرية وملهمة عصر الأنوار ودولة حقوق الإنسان لم تعترف بجرمها في حق المتظاهرين ، والأكثر فضاعة قيامها بطمس معالم المذبحة ومنع الصحف والإعلام من تغطيتها والتشهير بها .أما موريس بابون رئيس شرطة باريس أنذاك باعتباره اليد القذرة المنفذة لجريمة القتل فلم تتم محاكمته او متابعته قضائيا او محاسبته على ما اقترفت يداه من جرائم شنيعة في حق المتضاهرين العزل ... والأدهى من كل هذا فقد تمت ترقيته في سلم كبار المسؤولين ليشغل عدة مناصب حساسة بما في ذلك وزيرا للداخلية على عهد شارل ديغول . الذي قام بحمايته ودعمه والتغطية على جرائمه في اطار مسلسل دعم الإستعمار الفرنسي للجزائر الشقيقة .
في خظم الحرب العالمية الثانية كان قد اختار المجرم موريس بابون الإنحياز لحكومة فيشي النازية حيث قدم كل الدعم والمساعدة المطلوبة لفاشية الرايخ الثالث كما قدم كل المساندة الأمنية للفيرماخت الألماني في إطار تبعية حكومة فيشي للفاشية النازية ولا نحتاج للتذكير بفضاعة جرائم الأجهزة الأمنية النازية والحكومات المتحالفة او التابعة لها في حق الشعوب .
بعد هذا المسار الطويل والحافل بمختلف الإنجازات الإجرامية لا سواء في عهد شارك ديكول او ضل حكومة فيشي كان من الطبيعي ان يتعرض موريس بابون للإعتقال حيث حوكم بتهمة معادات السامية والاشراف على عمليات تهجير اليهود الفرنسيين في اطار التنسيق التاريخي بين حكومة فيشي الفرنسية واليو اس اس النازية الدراع العسكري للحزب النازي الألماني . اما ما اقترفه من جرائم في حق المتضاهرين الجزائريين فلم يأتي القضاء الفرنسي على ذكرها او التعرض لها .والى يومنا هذا لا زالت فرنسا تتستر على دورها الحقيقي في تلك المذبحة .وعلى الرغم من النصب التذكارية والزهور التي وضعها النظام الفرنسي البورجوازي احياءا لذكرا ضحايا موريس بوبون فإنها تتلكؤ وتنفي العدد الحقيقي للضحايا كما لا زالت ترفض رفع يدها عن الوثائق الرسمية المؤرخة لما حدث في اقسام الشرطة .
نعود ونؤكد مرة اخرى بأنه يمكنك ان تقوم بما يكفي من الجرائم في حق العرب والمسلمين وان تستعمل من العنف ما لا يتقبله اي عقل بشري كما يمكنك ان تتخن في عمليات القتل والذبح والتنكيل والتهجير في حق الأبرياء وسوف لن تتعرض لأي محاكمة او متابعة او محاسبة ،لكن احذر أن يكون من بين ضحاياك يهودي واحد فهنا فقط لن اظمن لك الا ان تتحرك كل جمعيات حقوق الإنسان وجميع الهيئات الدولية وتعقد عليك المحاكمات في مختلف البقاع وتصبح مطلوبا لدى كل الإنظمة التي لن يرتاح لها بال الى ان يتمكنو من تقديمك قربانا للصهيونية على مذبح الديموقراطية والحريات البورجوازية. .
أما فرنسا فلا يوجد عاقل واحد على وجه الأرض يصدق أو يتقبل انها فعلا دولة الحق والقانون ومنبع الأنوار ومصدر الحق والحريات .... فرنسا ليست الا دولة امبريالية تسعى للحفاض على مصالحها الإقتصادية الخاصة ولن تتوانى لحضة واحدة في استعمال كل أشكال العنف بل و تحرك الجيش والشرطة لإعدام المتظاهرين وتشريد المعارضين وقتل النساء والأطفال حفاضا على مصالح الطبقة البورجوازية . وما تقوم به حاليا في شوارع باريس من قمع وحشي للمتضاهرين وما يقترفه جيشها الغاشم في أدغال إفريقيا من سلب ونهب لخيرات القارة السمراء وما تقوم به شركاتها الاستغلالية في المغرب من استغلال فادح وشنيع للطبقة العاملة اضافة الى العدد الكبير من المعتقلين السياسيين القابعين حاليا في سجونها على رأسهم المقاوم اللبناني عبد الله ابراهية لخير دليل على همجية واستغلالية واجرام النظام الفرنسي.

#عبدالهادي_مصطفى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات