أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - في فهم الماركسية المعاصرة وواقع العالم الثالث ...وجهة نظر للنقاش.















المزيد.....

في فهم الماركسية المعاصرة وواقع العالم الثالث ...وجهة نظر للنقاش.


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان الرأسمالية التي تحدث عنها الفيلسوف الثوري كارل ماركس في سفره العظيم " رأس المال"قبل حوالي 155 عاماً، والتي قدم بخصوصها تحليلاً لأكثر بلدانها تطوراً آنذاك – بريطانيا خصوصا – ليست هي رأسمالية اليوم التي تشمل العالم بأسره والتي طرأت عليها تغيرات نوعية، فلم تعد هي ذاتها حتى مقارنة بما كانت عليه في بداية القرن العشرين.
إذ أن الرأسمالية المعاصرة وعبر سنوات طويلة شهدت تحولات نوعية نتيجة اندماج الاحتكارات بالدولة، وإنتاج رأسمالية الدولة الاحتكارية التي جمعت جبروت العلم فيها لتطوير مجالات الإنتاج وإدارته وعززت من دور الدولة البرجوازية وتدخلها في الاقتصاد والحياة الاجتماعية، وطورت دور البرمجة والتخطيط في الإنتاج والحياة الاجتماعية، وقد شهدت الرأسمالية في العقود الأخيرة عملية واسعة للعولمة والتدويل، شملت تدويل رأس المال وعولمة الإنتاج والعلاقات الإنتاجية والسوق والمعلومات والاتصالات و العمل عبر ركائزها الثلاث : منظمة التجارة الدولية والبنك والصندوق الدوليين والشركات المتعددة الجنسية ، الى جانب التطور الهائل للثورة العلمية- التقنية التي بادرت لها الرأسمالية المعولمة وقطعت أشواطاً واسعة استطاعت أن تجدد نفسها وتتكيف مع التطورات العالمية الكاشفة عن امتلاكها لاحتياطات كبيرة للإسهام في التقدم الاجتماعي والتغلب على أزماتها العميقة والمتلاحقة.
وإذ نأخذ التغييرات النوعية بعين الاعتبار فإنه لابد من إعادة النظر في استنتاجات ماركس ومن بعده لينين عن قرب احتضار الرأسمالية وقرب اندلاع الثورة الاشتراكية فيها. أن هناك ضرورة لمراجعة النظرية عن الامبريالية كأعلى وآخر طور للرأسمالية وعشية الثورة الاشتراكية والتدقيق فيما قيل عن تعفنها، رغم أن مظاهر التعفن ما تزال قائمة في الرأسمالية لكنها ليست المظهر الرئيسي في الوقت الراهن.
لا شك أن تقدم الرأسمالية المعاصرة، في إطار العولمة الامبريالية الراهنة، يجد أحد أسبابه في نهب ثروات العالم الثالث عبر الاستيلاء على فائض القيمة لشعوبه، وربط دوله بعجلة الاقتصاد الرأسمالي عبر آليات متجددة لتبعية وإعادة الإنتاج التابع في بلدان العالم الثالث، وقد عمق النهب الإمبريالي للعالم الثالث من الهوة بين المركز الامبريالي وبلدان الأطراف، الأمر الذي ولد تناقضاً حاداً أصبح يؤثر على مسار البشرية بأسرها. ونتيجة هذا الأمر ولأسباب عديدة أخرى استمرت قضايا التخلف والتبعية والفقر مستفحلة في العالم الثالث، وأضيفت إليها معضلات جديدة كالتصحر وتلوث البيئة، واستنزاف الموارد والمديونية وغيرها، وقد ناءت شعوب العالم الثالث تحت وطأة وثقل توحش العولمة إلى جانب الدكتاتوريات الحاكمة في تلك البلدان، حيث لم تفلح كافة محاولات التنمية فيها، فاستمر تشوه اقتصادها وتخلف قواها المنتجة، وباتت معضلة الديمقراطية –وما تزال- في هذا الجزء من العالم مسألة تفصيلية على درجة كبيرة من الأهمية.
إن التناقض بين العالم الثالث والمراكز الامبريالية مرشح اليوم لمزيد من التفاقم وتعمق الفجوات بين بلدان الأطراف وتلك المراكز، بما سيؤثر تأثيراً كبيراً على مصائر العالم والتقدم الاجتماعي.
وبالتالي فإن الحديث عن تجديد الماركسية يجب أن يعني استيعابها لواقع العالم الثالث وخصوصيته والتطورات التي شهدها ارتباطاً بالمتغيرات العالمية الراهنة، وعلى ماركسيي العالم الثالث، الاستفادة من خبرة التجربة التاريخية السابقة للعمل على إنتاج الماركسية وتطبيقها وفق خصوصية الواقع في هذا البلد أو ذاك، وذلك عبر الكشف المتصل عن القوى ذات المصلحة في التحرر والتقدم الاجتماعي والتنمية المستقلة المعتمدة على الذات، وعليهم ايضا النضال من أجل الديمقراطية الحقيقية بأبعادها السياسية الاجتماعية والاقتصادية، ومراكمة كل اشكال الوعي الثوري المنظم ( الحزب) عبر الممارسة اليومية المتصلة مع الجماهير الشعبية من العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين لمراكمة عوامل التغيير الثوري والتحولات النوعية الثورية الكفيلة بتحطيم بنية انظمة التبعية والاستبداد والتخلف والاستغلال الطبقي وتأسيس النظام الديمقراطي الشعبي بافاقه الاشتراكية .
في إطار هذه الضرورة، ووعينا لها، علينا تبني الماركسية كمنهج للتحليل وكنظرية في التغيير الثوري، خاضعة للتطور والاغتناء ارتباطاً بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في بلداننا العربية وكافة بلدان العالم الثالث.
فَـ لكي نكون ماركسيين فعلا ، علينا أن نقوم بزيارة التاريخ لا أن نُزَوِّره ، أن نَزُورَه عبر تحليل وفهم التطور التاريخي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لتطور مجتمعاتنا العربية القديم والحديث والمعاصر وفق قوانين الماركسية ومقولاتها العلمية الموضوعية، ووفق مضمونها الطبقي الثوري الذي يرفع رايات الكادحين ضد رايات الرأسمالية وأدواتها المُستَغِلّه التي تنزف دماً من كلّ مساماتها ....أن نكون ماركسيين معناه ان نقوم بتوفير كل شروط ومقومات وأسس الحزب الثوري الذي يتقدم الجماهير معبرا عن همومها وتطلعاتها في انهاء كل مظاهر الاستغلال والافقار والقهر والاستبداد...حزبا ثوريا خاليا من كل عناصر الهابطين والانتهازيين والفاسدين والمرتدين ومن كل مظاهر وشخوص الشللية والتكتلات وتطهير الحزب او الفصيل منهم أولا بأول ليبقى ثوريا نقيا مناضلا في كل الاوقات والظروف.
أن نكون ماركسيين اليوم، معناه ان نراكم كل عوامل الثورة الشعبية لازالة أنظمة الكومبرادور والتخلف والرجعية والاستبداد والتبعية واجتثاثها من بلادنا واقامة المجتمع الاشتراكي الديمقراطي ...أن نكون ماركسيين معناه أن نقاوم هذه الحركة الصهيونية، وليدة النظام الرأسمالي وربيبته، وان نناضل من اجل ازالة الصهيونية واجتثاث الوجود الامبريالي من بلادنا، وأن نقاوم نظام العولمة البشع ، لا أن نستهلك بضاعته الفكرية الرخيصة من الواقعية الى الليبرالية الى المهادنة.... أن نكون ماركسيين ، يعني أن نكون حاضنة دافئة للجماهير الشعبية العفوية، نحترم كل تراثها ومعتقداتها ونتعلم منها ، فأن تكون ماركسياً، يعني أن تنظر إلى الدين على أنه وعي اجتماعي وجزء هام ورئيسي من الوعي الإنساني، استطاع أن يلعب دوراً في تحرير الإنسان من الاستغلال عندما أحسن التعاطي مع أفكاره وجوهره عموما وفي بداياته الاولى خصوصا .
وأخيراً أن تكون ماركسياً، هو أن يتكامل وعيك ، فتنهل من النظرية وتدرك منهجها ادراكا ذاتيا ، وتؤسس لك أرضية صلبة تنطلق منها للعمل النضالي والديمقراطي، الوطني والقومي والإنساني، لا أن تأخذ السياسة على حساب الفلسفة، فالجزء يكمل الكل، ولا تنفصل النظرية الماركسية ومنهجها بالنسبة لنا وفي كل الظروف عن العمل السياسي، فإذا ضاع الجزء، ضاع الكل ، وضاعت معه هوية الحزب الفكرية .
أن تكون ماركسياً هو أن تعمل على أن يكون وطننا العربي كله، وطن لأبناءه ، وطناً مستقلاً حراً موحداً تسوده الاشتراكية والحرية والديمقراطية والمساواة ، يبنيه ويحميه أبناءه من العمال والفلاحين الفقراء والكادحين بإرادتهم الجماعية الحرة، وبقيادة الحزب الماركسي الطليعي الجماهيري الثوري والديمقراطي.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نحن .. وما هويتنا ؟
- الرؤية الموضوعية في الحكم على نظام التعليم العالي في الأراضي ...
- دروس وعبر الوعي بتاريخ الفلسفة .........
- الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتركيبة السكانية في قطاع غز ...
- الأوضاع السياسية والاجتماعية في قطاع غزة أثناء الاحتلال بعد ...
- قطاع غزة قبل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وأجواء ما قبل هز ...
- الاوضاع القانونية والسياسية والثقافية/خاصة الصحافة في قطاع غ ...
- أزمة التعليم في الجامعات الفلسطينية
- سبل النهوض بجبهة مقاومة التطبيع في مشرق ومغرب الوطن العربي
- راهنية جبهة مقاومة التطبيع في مغرب ومشرق الوطن العربي لدعم ا ...
- صعود وهبوط الهوية القومية العربية في التاريخ المعاصر
- لماذا لم تتطور الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية العربية في ال ...
- بمناسبة الأول من أيار ....عن العمال والفقراء في الوطن العربي
- في مناسبة يوم العمال... الطبقة العاملة الفلسطينية ومخاطر توط ...
- .سنظل الاوفياء في رفع راية الطبقة العاملة وكافة الفقراء والك ...
- على طريق استنهاض قوى اليسار الماركسي في الوطن العربي لتحقيق ...
- عن اخفاق وفشل أحزاب وفصائل اليسار الماركسي في بلداننا وسبل ن ...
- الفلسفة في الوطن العربي في مائة عام
- ماركس والاستغلال الرأسمالي ومستقبل الطبقة العاملة.
- في الذكرى السابعة والاربعين ليوم الأرض


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - في فهم الماركسية المعاصرة وواقع العالم الثالث ...وجهة نظر للنقاش.