في ملتقى رواد المتنبي الثقافي جمال العتابي يتحدث عن الاديب الراحل عبد الجليل الوردي

عامر عبود الشيخ علي

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة 23 حزيران الدكتور جمال حسن العتابي، الذي تحدث عن الاديب الراحل علي جليل الوردي في جلسة عنوانها “(الاديب الراحل علي عبد الجليل الوردي مواقف وقصائد للوطن) بحضور جمع من المثقفين والناشطين والأكاديميين. الجلسة التي التأمت على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، والتي أدارها الناشط الحقوقي محمد حسن السلامي الذي رحب بالضيف والحضور،
استهلها الضيف الدكتور العتابي بقراءة الرسالة المرسلة من قبل كريمة الشاعر علي عبد الجليل الوردي، والتي جاء فيها "الاخوة المحترمون في ملتقى رواد المتنبي الثقافي، تحية لكم وللمتحدث الدكتور جمال العتابي، استذكاره واستحضاره لشخصية وطنية كبيرة حاولت حكومة نوري السعيد طمسها وايذائها لمواقفها الانسانية، والاستيلاء على ما دونه من شعر ضاع في اروقة امن السلطة".
بعد ذلك بين الضيف اشكالية عدم معرفة الكثير من الاوساط القريبة والمعنية بالثقافة للشاعر علي عبد الجليل الوردي، وهذه من الاشكاليات التي رافقت تأريخ هذا الشاعر الوطني والانساني، على الرغم من انه شاعر مجابه ومعارض ومقاوم، دائما يقف موقفا ضد السلطة طيلة حياته ولم يساوم او يتراجع، ويعتبر ظاهرة حداثوية في تاريخ الفكر العراقي، لانه اسس لمدرسة اجتماعية معروفة واحدث منعطفا وتغيرا في الفكر الاجتماعي والانساني وكان مصدر قلق للسلطات سواء في العهد الملكي او فيما بعد.
مضيفا " في قوانين التطور وخاصة في العراق يحسب هذا التطورعلى تطورات الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، لينتج عنه نواة مهمة لبداية فكر التنويري العراقي وازدهاره منذ اربعينيات القرن الماضي وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، اذ تأثر عدد كبير من الكتاب والاساتذة في هذه التحولات السياسية والاجتماعية التي حصلت في العالم، فكان من ضمن المتأثرين بهذه التيارات والتوجهات التي حصلت الاديب والشاعر علي عبد الجليل الوردي.
ولفت العتابي ان الشاعر الوردي ولد في بداية القرن العشرين وهو واحد من مؤسسي اتحاد الادباء في العراق بعد ثورة تموز، وكذلك عضوا مؤسسا لحركة السلم في العراق في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وعضو في الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة كامل الجادرجي، حيث شارك وساهم في العديد من النشاطات والفعاليات الجماهرية والتظاهرات، وكان له صوته العالي في قصائده التي القيت بهذه المناسبات.
منوها يمكن ان نعده واحدا من اسماء الحركة التنويرية في العراق التي بدأت منذ الخمسينيات، والتي بدأت في ميادين وتخصصات مختلفة، سواء كانت على الصعيد الادبي والثقافي او على صعيد الفن التشكيلي والموسيقى وفن العمارة، التي ظهرت بوادرها الاولى في تلك الفترة، واستطاع عبد الجليل الوردي ان يختط له نهجا ضمن هذا التيار، بما يؤسس فكرا تنويريا وقصيدة معارضة منذ ذلك التاريخ واستمر عليه.
مبينا شجاعة الشاعر علي عبد الجليل وعدم خشيته من الانظمة الدكتاتورية، عندما دعي عام 1991 احتفاءا به بصفته الشعرية والوطنية الى مجلس الخاقاني في الكاظمية فقال متحديا للنظام،
أنا لـم أخـفْ ســجـنـاً ولـــم أرهــبْ مـدى الأيـامِ غــلّا
زرتُ الـسـجـونَ مــكــبّــلاً مِن نِــصفِ قرنٍ أو أقـــلاّ
وقضيتُ في السجنِ الفصو لَ معـانياً فصلاً فـفـــصـلا
وخـبـرتُ أحــكــامَ الـقـضا ةِ ومَــنْ لِـسـلـطـانٍ تـــوَلّى
لم يساوم علي جليل الوردي على مبادئه إطلاقاً وظلَّ وفياً لأفكاره ومبادئه ومنحازاً بمواقفه إلى جانب الطبقة العاملة والكادحين في العراق، مناصرا للطلبة واتحاد الطلبة العراقي العام في مؤتمره التأسيسي عام 1948 وللشبيبة الديمقراطية ورابطة المرأة العراقية وحركة انصار السلم، وعرفه الكادحون والفقراء وعمال كاورباغي وكان له موقفا من مجزرة عمال النفط في كاورباغي، ففي الاحتفال الذي اقامته نقابة عمال النسيج بتابين شهدائها من العمال ضمن هذه المجزرة القى قصيدته (مأساة كاورباغي) قال
أيها العمال، هذا دمكم ثمن النصر، ومَهْر الظَفَر
لا تخالوه مضاعاً، إنه خيرُ غرسٍ مسفرٍ عن ثمر
فادأبوا في العمل المجدي ولا ترتضوا غير النصيب الأوفر
وابعثوها وثبةً جامحةً تتشظَّى شرراً في شرر
وامحقوا كلّ أثيمٍ جائرٍ حسبَ الحكم ارتشاف المسكر
واكتبوا بالدَّم تاريخ الأِبا تتملَّاهُ عيون الأعصر
راية الحرَّيةِ الحمراء، في الأرض لولا دمكم لم تُنشر
وانتهى الضيف بالحديث عن اول ديوان طبع للشاعر الوردي وهو ديوان طلائع الفجر الذي صدر في عام 1959 وهو الديوان الذي جمعت فيه بعض قصائد ما بعد ثورة 14 تموز وموقفه من الثورة.
وفي الختام، قدمت شهادة تقدير باسم ملتقى رواد المتنبي الثقافي إلى الدكتور جمال العتابي.

#عامر_عبود_الشيخ_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل