أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام ابو شاويش - ليس على المريض حرج














المزيد.....

ليس على المريض حرج


بسام ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


ظل لسنوات طويلة يردد: ليس على الأعرج حرج..لم يشارك في أي عمل وطني..استنكف عن المشاركة في المظاهرات التي تنطلق في المناسبات و الوطنية...كان يعاني من عيب خلقي فقد ولد بساق يمنى اقصر قليلا. من اليسرى .كان يهوي عليها وهو يمشي...إحدى المؤسسات الخيرية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة تبرعت له بحذاء طبي ساعده على المشي بشكل أفضل لكنه كان يحرص على عدم استخدام الحذاء الا في المناسبات الخاصة كي يبقي جديدا...
أنهى دراسته الجامعية دون أن تكون له أي علاقة بالسياسة
لم ينضم لأي حزب أو تنظيم أسوة ببقية الطلبة إلى أن نشأ أول حزب إسلاموي ..كان حزبا دعويا لا علاقة له بقضايا الوطن...انضم للحزب الجديد ولأنه كان خبيثا بالفطرة فقد استطاع أن يصعد بسرعة ليتبوأ موقعا مهما في الحزب الجديد...وظل دائما يكرر لازمته الشهيرة: ليس على الأعرج حرج...!!! عندما سأله أحدهم عن رأيه في الجهاد ضد المحتل رد بثقة: الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس...!!!
انتفض الشعب الفلسطيني في ثورة شعبية أذهلت العالم
دخلت كلمة الانتفاضة في قواميس الفكر السياسي ...العالم كله كان يتابع ما يحدث في فلسطين فالانتفاضة الشعبية حازت تعاطف واحترام الاحرار في العالم كله ..تردد الإسلامويون في المشاركة في أنشطة الانتفاضة...وظل صاحبنا يردد .ليس على الأعرج حرج....
....بعد أشهر ركب الإسلامويون موجة الانتفاضة إذ لم يعد الحياد ممكنا...دخلت أطراف إقليمية على خط الانتفاضة وتدفق الدعم على الإسلامويين ليصبحوا في غضون سنوات قليلة قوة سياسية وعسكرية لابد أن تؤخذ بالحسبان ..
اغمض الاحتلال عينيه عن نشاطات الإسلامويين..سعى ليجعل منهم بديلا عن القيادة الشرعية للشعب الفلسطينية لكن اللعبة فشلت...وظل الشعب متمسكا بقيادته الشرعية في المنفى..لكن المؤامرة لم تتوقف ..ظل جمرها كامنا تحت الرماد ينتظر الفرصة ليشتعل من جديد....
....تمخضت الانتفاضة عن اتفاق سلام وعن حكومة فلسطينية وانتخابات تشريعية رفض الإسلامويون المشاركة فيها بحجة انها حرام مادامت تتم تحت سقف الاتفاق الذي يرفضونه....لكن وبعد سنوات قليلة أصبح الحرام حلالا...الفتاوى كانت جاهزة...دخلوا الانتخابات وحققوا فوزا كبيرا وشكلوا الحكومة و.....ولم تستمر اللعبة الديمقراطية طويلا....أقل من عام وتدهورت الأوضاع إلى فوضى شاملة انتهت بانقلاب دموي...
....كان صاحبنا الأعرج يقود وحدة عسكرية تهاجم موقعا لأحد الأجهزة الأمنية ...كان يسير معتدل القامة ورشاشه يتدلى إلى جانبه...يحتذي ذات الحذاء الطبي الذي تبرعت به إحدى المؤسسات الخيرية منذ سنوات ..الحذاء كان يبدو جديدا...أحد الصحفيين سأله عن الأوضاع فرد بثقة...انتهت المعركة...سيطرنا على الأوضاع ومنذ الغد سنبدأ عهدا جديدا ..
....قابلته بعد أسابيع في أحد بيوت العزاء...تحدثنا عن الوضع الراهن و عن المستقبل...استعدنا ذكريات الدراسة...سألته..كنت دائما تردد ..ليس على الأعرج حرج وتمتنع عن المشاركة في أي نشاط وطني....لكن ..شاهدك الناس وانت تقود عددا من المسلحين وتهاجم مقرا أمنيا...و...قاطعني بسرعة...هذه كانت حربا مقدسة....سألته .وتلك...التي ضد الاحتلال ..أليست مقدسة؟؟؟؟سكت...لم يقل شيئا....
ومازلت حتى الآن انتظر ردا....!!!!



#بسام_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقطع من رواية- بورتريه قديم-
- قصة قصيرة/ ريتا
- بدر شاكر السيّاب/تمخَّضَ الزّمنُ عن سراب عن شاعر تنبأ بالخرا ...
- حتى الحب يموت احيانا//ليست قصة قصيرة
- إليها فقط...ومضات عشقيّة
- مقطع من رواية: -بورتريه قديم-
- نتذكّرُكِ وطنا وأغنية//سميرة عزّام
- (( ل ... ريتا هذا النشيد))
- مقطع من روايتي انا آتيك به
- قبلَ الموتِ بخَفْقَة//قصة قصيرة
- هذيان
- عن حيفا وريتا وأشياء أخرى
- لماذا تعاقبني الآلهة..!؟
- ولو بعدَ حين...
- أُكتبي ريتا/ رسالة للشاعرة ريتا عودة
- آن الأوان أن يحكي شهريار


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام ابو شاويش - ليس على المريض حرج