أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام ابو شاويش - هذيان














المزيد.....

هذيان


بسام ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


...كان بحاجة لكسرة من حب بعد أن كادت عاطفته ان تجف وكادت حياته ان وتحول الى صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء...جحافل الحزن احتلت قلبه وادمت روحه حتى كاد يتحول الى بقايا انسان...كتلة هلامية لا ملامح لها تتحرك كمخلوق لم يكتمل نموه...اليأس يبسط على قلبه حكما عرفيا فيمنعه من القيام بواجبه..هذا القلب بات عاجزا عن الحب والكره وممارسة اي نوع من المشاعر الاخرى...قلبه تحول الى قطعة خردة قديمة متهالكة لا تصلح لشيء...كان عاجزا عن الاستمرار..كل ما يملك لعله ان يجلس هادئا مستكينا بانتظار ملك الموت الذي تأخر كثيرا..بل كثيرا جدا...يدرك أنه في ربع الساعة الاخير من حياته او موته..وانه لا يريد لربع الساعة هذا ان يطول كثيرا....التمزق الداخلي يعذبه ..قرر منذ زمن بعيد أنه لم بعد من الحياة شيئا..لقد شبع منها حتى الثمالة ولا يريد المزيد...لقد قرر ان اوان المغادرة قد حان.. لكن ملك الموت يبدو وكأنه نسيه تماما او ربما يريد ان يباغته...
بالأمس داهمته الكوابيس..رأى نفسه على حالة هاوية تفغر فانا لالتهامه..ثمة نار عظيمة في القهر يشعر بلهيبها على وجهه...كره دائما الوقوف على الحواف...يشعر كأنه يتحرك على خيط مشدود بين هاويتين...يتهادى ببطء..ببطء شديد...تظل قدمه فيهوي..وتخرج من خلقه صرخة رعب فظيعة...يستيقظ متعرقا...يبسمل ويحوقل ويلعن الشيطان...وعبثا يحاول العودة للنوم...يحملق في علبة الحبوب المنومة..يحدق في الظلمة التى تكتنفه ..ثمة ظلمة أشد تزنر روحه بزنار من شوك...علبة الحبوب المنومة تغريه..تدعوه بالحاح...يحاول ترتيب اولوياته في اللحظات الاخيرة..يبتسم ساخرا من نفسه..مضى زمن ترتيب الاولويات...من سيبكيه..?من سيذكره بخير?
...قرر ان يكتب رسالته الاخيرة..مجرد كلمات قليلة الشخص الوحيد الذي سيبكيه بصدق ..لنه صديق العمر ورفيق الدرب...سيرسل له بضع كلمات على هاتفه للمحمول..رسالة قصيرة من سطر واحد او سطرين...امسك بالهاتف للمحمول..لاحظي ان اصابعه ترتعش...اضاء الشاشة الصغيرة..وكتب..اخي محمد..لقد قررت ان اذهب الى حيث لا احد يعود...ادعو لي الله ان يسامحني...
وقبل ان يضغط على زر الارسال ظهر وجه امامه ..وجه امرأة جميلة خيل عليه انه يعرفها...تأملها مليا ثم ضغط على الصورة لتظهر امامه صفحتها على الفيس بوك...نسي ان يرسل رسالته الاخيره لصديقه وظلت الرسالة معلقة تنتظر لمسة من اصبعه على زر الارسال...انهمك تماما في قراءة ما نشرته صاحبة الصورة في الايام الاخيرة...اكتشف انها تعيش نفس معاناته بل اكثر واعظم من معاناته ومع ذلك تكتب واقول انها ستتحدى الظروف و الواقع وكل القسوة المحيطة بها وستنتصر....فكر..انها قوية..بل هي اقوى منه...ارسل اليها طلب صداقة وانتظر...دقائق وقبلته...علق على اخر منشور كتبته..كان تعليقه مختلفا وملفتا...هاتفته صباحا لتبدا قصة حب ناعمة ولذيذة اعادته للحياة بعد ان كاد يقدم على الغياب الى الابد...كانا كائنين متشابهين لدرجة غريبة...كأنهما توأمين...روحه تٱلفت مع روحها ..انصهرا معا في كائن واحد...شعر أنه يتغير وأنه يحب الحياة ويريد أن يعيشها بكل ما فيه من شغف...وشعرت انها اخيرا عثرت على ضالتها..وجدت توأم روحها فمنحته كل ما في قلبها مت حب...وهو يكتب السطور الأولى من روايته قرر بيقين: نعم الحب يفعل المعجزات...وهي تكتب الكلمات الاولى في ٱخر قصائدها قررت بيقين: نعم الحب يفعل المعجزات...



#بسام_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حيفا وريتا وأشياء أخرى
- لماذا تعاقبني الآلهة..!؟
- ولو بعدَ حين...
- أُكتبي ريتا/ رسالة للشاعرة ريتا عودة
- آن الأوان أن يحكي شهريار


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام ابو شاويش - هذيان