أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيولُ ربيع الشمال: 18















المزيد.....

سيولُ ربيع الشمال: 18


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


استأذنَ المُضيف من دارين، بالقول أنه سيعود بعد إجراء مكالمة هاتفية. بقيَ لدقائق وحده في الحديقة، وما لبثَ أن انضمّ إليه رهطُ البنات مع والدتهن. روجين، طلبت منه بلطف أن يأخذ لهن صورة بكاميرا حديثة من ماركة شهيرة. بعدئذٍ رجته أن يقف بمكانها، وتعهّدت هيَ إلتقاط صورة جماعية أخرى. لما انتقلَ الضيفُ معهن لاحقاً إلى صالون المنزل، أخرجت روجين ألبومَ صور العائلة وصارت تُقلّبه تحت عينيه. كان ثمة صورة لفتاة عشرينية حسناء، تُشبه ميديا إلى حد كبير؛ بشعرها الأصهب وبقسمات وجهها، المرسومة باتقان: " هذه صُغرى خالاتنا، وهي طالبةٌ في جامعة بيروت بقسم الآداب "، أخبرته حاملةُ الألبوم وهي ترمقه بنظرةٍ على شيءٍ من الشيطنة. فسّرَ دارين نظرتها عندئذ، كما لو كانت بمثابة سخرية من خطيب الخالة السابق، الذي يسعى الآن للإقتران بنسرين. هذا الأخير، خرجَ بعد حوالي نصف ساعة إلى الصالون كي يسأل دارين ما لو أنّ الوقتَ أزفَ لإنصرافهما. فيما كانا يودّعان العائلة عند مدخل الدار، وجّهت ميديا إلى أحدهما نظرةً مُعبّرة، تذكّره بلقائهما المُنتظر في صباح الغد. الأب، أصرّ على توصيلهما بسيارته. ثمة عند نهاية الشارع، أينَ يقع الكُريدور، توقفت السيارة. وإذا رمّو، يقولُ فجأةً لدارين: " أرغبُ بمرافقتك إلى مسكنك، لأنني ضجرٌ قليلاً ". علّقَ السيّد حيدر، ضاحكاً: " لحقتَ أن تضجرَ بهذه السرعة؟ ". غبّ مغادرة السيارة، ألتفت رمّو إلى دارين مُودِّعاً مع ضحكة فاترة: " لم أكن أريدُ أن يعلمَ، بأنني سأتوجه إلى الديسكو ". وكانَ دارين يعلمُ حقيقة إضافية، وهيَ أنّ ربيبَ البيض، المُقامرَ، سيقضي الوقتَ في الملهى عند طاولة الروليت.
صباحاً، أفاقَ دارين مُبكراً نوعاً ما. كانَ الهدوءُ تاماً، ثمة في الخارج، كونه يوم عطلة؛ وعلى الأغلب، أن معظم نزلاء الكُريدور قد تأخروا في النوم ليلة امس. عقبَ تناوله الفطور، بدأ الوقتُ يمرّ ببطء سلحفاة ـ كما يُقال عادةً. وكانَ هوَ، أرنبُ الحكاية، يشعرُ بالانتعاظ سلفاً. إنه قررَ أن يسلبَ الفتاةَ براءتها وسذاجتها، لأنها ستكونُ له وحده وإلى الأبد. كانَ في وسعه أن يشعرَ بالحياء، وربما بالعار أيضاً، إزاءَ كرم وطيبة والديها. لكنه بررَ لنفسه، أنّ مسألة اقترانه بميديا مبرمةٌ، وبالتالي، أضحت بمثابة خطيبته. ثم إنهم يعيشون في بلد الحرية، حتى لا نقولُ أنه بلدُ الإباحية. فالفتاة السويدية، يتفتّحُ وعيُها على الجنس في سنّ أبكر بكثير من سنّ فتاته؛ وأوضحُ مثالٍ على ذلك، البنتُ القاصر، صديقة رمّو السابقة. أما لو أصرت ميديا أن تكونَ فتاةً شرقية، فتظل محتفظة ببكارتها لليلة الزفاف، فإنه لن يغصبها على شيءٍ بطبيعة الحال. إذ الهدف هوَ الجنسُ؛ وصاحبة البكارة يُمكن أن تحصل على المضاجعة الصورية بطريقةٍ لا تقلّ متعةً عن مثيلتها الطبيعية. ولكن، ماذا لو أنّ الفتاة أتت برفقة شقيقها، كالمرّة السابقة؟ استبعدَ دارين هذا الإحتمال، وذلك بناءً على تفسيره لنظرتها عندما كانت تودّعه بالأمس: كانت نظرةً، يشيعُ فيها طيفٌ من الرغبة والغلمة.
طرقاتٌ على الباب، ومن ثمّ إحتواءُ الجسد اللدن بعناقٍ مجنون. جرى كل شيءٍ بسرعة، وبتلقائية عليها كانَ أن تُدهشه لو أمتلكَ إذاك كاملَ وعيه. فإنه لم يلحق حتى التأمل عن كثب في تفاصيل ذلك الجسد الخلّاب، المُتفجّر العريّ عضواً عضواً. حينَ همّ بالدخول بين الساقين المرمريتين، أرتاحَ ضمناً لشعر عانتها، المُشكّل كتلة مجعّدة صهباء؛ كونه يدلّ على عذرية صاحبته ـ هكذا فكّرَ.. بل هكذا هتفَ له، القرينُ الشرقيّ، الذي يسكن في مجاهل لاوعيه.
تمرّ الدقائقُ في المُنافحة المُتبادلة، لتحصل الفتاة أولاً على لقيمة من التفاحة المُحرّمة. ما عتمَ أن ثنّى في الإنحناء على عضو متعتها، وبقيَ يُناور ثمة سعياً لحصوله بدَوره على لقيمته. وإذا بالعذراء، تفاجئه بالهمس في رجاءٍ مُلحّ: " لِمَ لا تُنزل ظهركَ بسرعة؟ ". في الجولة الثانية، طلبَ منها أن تنقلبَ على بطنها: " أرغبُ في إيلاج لحمك العزيز، وهذه هيَ الطريقة الوحيدة ". هنا، صدمته هذه المرة بقولها في إستياء: " لا أريدُ هذه الممارسة، التي لا أشعٌر فيها سوى أنني أريدُ أن أتبرّز ". لقد أفلتَ لسانها بكلا التعبيرين، وكانا لا يعنيان شيئاً إلا أنها ذات تجربة جنسية حتى في الجماع المُخالف. وإلى ما قبل مجيئها إلى حجرته بدقائق، بل وأيضاً بعدما تعرّت، كانَ يَدْعوها في نفسه بالفتاة البريئة الساذجة. وتبيّنَ أخيراً، أنه هوَ البريءُ الساذج!
" كنتُ في الرابعة عشرة، عندما أرتبطتُ بزميل الدراسة؛ وهوَ أرمني من إيران، كانَ يعيشُ آنذاك في شارعنا مع أسرته. كانَ غلاماً لطيفاً. وأحببته سلفاً لأنه يكره الأتراك، الذين شردوا قومينا وأبعدوهما عن أرض الآباء والأجداد. فيما بعد، تعلّمنا سويةً مُمارسة الحب، خطوة خطوة. لكنه فهمَ رغبتي في أن أظل عذراء، كونه واثقاً بأن والديه أيضاً يرفضان زواجه من فتاة على غير ملّته. استمرت علاقتنا نحو عام، ثم سافر مع أهله ليستقروا في أمريكا عقبَ حصولهم على الجنسية السويدية "، أعترفت له ميديا بأسلوبها البسيط. بعد قليل من التردد، سألها دارين: " لقد مضى إذاً ما يزيد عن العامين على سفره، ألم تتعرفي على غيره؟ ". أومأت رأسَها إيجاباً: " بلى، أرتبطتُ في العام الماضي مع زميل آخر. كانَ من أب أريتيري وأم سويدية، لكنه أنتقل بدَوره مع والدته إلى مدينة غوتنبورغ بعدما تطلقت من والده "
" ألم يكن لكِ علاقةٌ ما، بأحد الشباب الكرد؟ "، طرحَ عليها هذا السؤال المُؤرق. لقد أفاقَ من سباته مُجدداً، القرينُ الشرقيّ. ردّت بنفس الطريقة من التبسّط: " لا، لم يُعجبني من الشباب الكرد غيرك ". كانَ واضحاً، دونَ ريب، أنها تجهلُ وجودَ ذلك القرين الشرقيّ؛ من جهة لحداثة سنّها، ومن الجهة الأخرى كونها أتت إلى السويد وهيَ طفلةٌ بعدُ.
تحدّثا بعدئذٍ في أمور شتى، وصارَ مُقتنعاً تقريباً مع مرور الوقت ان البراءةَ لا شأنَ لها بالجنس. لكنه كانَ ينقلبُ على نفسه، بالتأكيد أن تلك القناعة مردّها إلى أرتياحه كونها لم ترتبط بعلاقةٍ مع شاب كردي: " بلى، إنك ترفضُ أن يضعَ لك أحدهم قروناً! "، خاطبَه ذلك القرينُ.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيولُ ربيع الشمال: 17
- سيولُ ربيع الشمال: 16
- سيولُ ربيع الشمال: 15
- سيولُ ربيع الشمال: 14
- سيولُ ربيع الشمال: 13
- سيولُ ربيع الشمال: 12
- سيولُ ربيع الشمال: 11
- سيولُ ربيع الشمال: 10
- سيولُ ربيع الشمال: 9
- سيولُ ربيع الشمال: 8
- سيولُ ربيع الشمال: 7
- سيولُ ربيع الشمال: 6
- سيولُ ربيع الشمال: 5
- سيولُ ربيع الشمال: 4
- سيولُ ربيع الشمال: 3
- سيولُ ربيع الشمال: 2
- سيولُ ربيع الشمال: 1
- سيولُ ربيع الشمال: قصة أم سيرة أم مقالة؟
- الصديقُ الوحيد
- سلو فقير


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيولُ ربيع الشمال: 18