أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي–(2- 14)














المزيد.....

السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي–(2- 14)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإتحاد العالمي A World Federation

أفضل ميزة معروفة لنظرية "السلام الدائم" لكانط هى إقتراحه "عصبة للسلام League of Peace" ( كانط عام 1983، 117 ) و التي تهدف إلى "إنهاء كل الحروب إلى الأبد". (المرجع نفسه) و فى رأى كانط، فالطريقة الأكثر عملية لتحقيق هذا الهدف هو من خلال "إتحاد الدول الحرة" (المرجع نفسه 115) و التي ستشمل في النهاية جميع الأمم على وجه الأرض. و كأعضاء في هذه "العصبة" أو "الإتحاد" فجميع الدول عليها التخلي عن حقها فى "الحرية الوحشية غير المتمدنة ( ينعدم فيها القانون lawless)" (المرجع نفسه 117) لشن الحرب، تماماً كما أن الأأفراد يتخلون عن بعض من حرياتهم "الفوضوية lawless" في مقابل فوائد العيش في أمة مسالمة. فتقييد ممارسة بعض حرياتهم هو السبيل الوحيد للأفراد و الدول لكسب مزايا أكبر ممكنة من خلال التعاون، و لا سيما فيما يخص الأمن الجماعي. و يقول كانط ، "لمصلحة أمنها، يمكن لكل أمة، وينبغي أن تطالب الآخرين بالدخول في عقد يشبه العقد المدني و ضمان حقوق كل منها". وعلاوة على ذلك ، لكانط ، كان ضمان الحقوق الوطنية ضرورة مطلقة في دعم السلام:
"لا تسعى هذه العصبة (الإتحاد) لأي قوة/سلطة من قبيل تلك التي تمتلكها الدول ولكنها للصيانة والأمن فقط من أجل حرية كل دولة فى حد ذاتها فضلا عن الدول الأخرى المتحدة معها دون الحاجة وبالتالي لإخضاع أنفسها للقوانين المدنية والقيود الخاصة بها (مثلما يجب أن يفعل الشخص في الحالة الطبيعة). فما يمكن إظهاره أن هذه الفكرة الفيدرالية ينبغي أن تشمل في نهاية المطاف جميع الدول وتؤدي إلى السلام الدائم." (المرجع نفسه 117 التشديد مضاف)
وبعبارة أخرى، فإن رؤية كانط تحِد من صلاحيات الإتحاد فى حدود الشؤون الخارجية، وتحديدا فيما يتعلق بشن الحرب، ولا تتصور أي ولاية قضائية (حق الإختصاص) للدولة على القضايا الداخلية. فالدول سوف لن يتم إخضاعها "لقوانين مدنية" بنفس الطريقة التى يخضع لها الأفراد "للقوانين المدنية" داخل الدولة. و ينسجم هذا الرأي مع المبدأ نظيره االذى أعلنه في وقت سابق بأنه "لا يجوز التدخل لأمة قسرا فى دستور وحكومة الأخرى." (المرجع نفسه 109) فمبدأ السيادة الوطنية، أي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما يسود في مقترحات كانط.
و هذا الجانب من "السلام الدائم" يدل على ان تفكير كانط يقع في إطار معاهدة وستفاليا (1648م) Westphalia التي أنشأت نظام الدولة القومية الحديثة على مبدأ السيادة الوطنية المطلقة. وبالتالي، فهو في وضع صعب بأن يشير إلى أن تنضم الدول طوعا الى "عصبة السلام" "دون الحاجة وبالتالي لإخضاع أنفسها للقوانين المدنية والقيود الخاصة بها". (المرجع نفسه 117) فإنها فقط تخضع أنفسها لإتفاق طوعي بشأن العلاقات الخارجية، وعلى وجه التحديد حول الحرب والقدرة على خوض الحرب وليس عن الشؤون الداخلية الخاصة بها. و هناك فإنها تحتفظ بحقوق السيادة المطلقة. ووفقا لكانط، فإن الدول تتخلي عن الحق في الحرب فقط لأنها [أى الحرب]غير عقلانية: لأنها تستبدل العقل بالقوة و التى تخدم فقط تلك الدول "التى جُبلت على السعى لتدمير الأخريات، و هكذا فإن التوصل إلى سلام دائم يكون فى خطر مميت." (المرجع نفسه) وباختصار، فإنها لا تخدم سوى المتعطشين للدماء.
لكن، في أحد الإعتبارات يترك إقتراح كانط الإطار الوستفالى خلفه، بمعنى أن الإعتراف بالحلول القائمة على مستوى الأمة البحت لمشكلة الحرب لن تنجح. و أن الإتفاقيات الثنائية البسيطة بين الدول الفردية ليست كافية لضمان السلام. وبالتالي، هناك حاجة إلى نوع من وكالة "فوق وطنية supra-national"، و هى "عصبة السلام" التي تضمن أن جميع الأعضاء ملتزمون بنفس المبادئ الأساسية، أي أن يكونوا متحدين فى الرؤية، و يعملون في إطار نفس القيود الأساسية، أي يكون لهم شئ من الوحدة فى العمل. و هذه الوحدة لوجهات النظر والعمل تضع الأساس للقدرة على التنبؤ فى الطابع الدولي، وبالتالي، تحقيق الإستقرار والسلام. و هكذا سيكون الدافع وراء العمل الدولي هو القانون وليس الإرادة الشخصية.
و مع ذلك، فخطوة كانط الى ما وراء النموذج الوستفالى محدودة نوعا ما، فهى مسألة تحسين أكثر منها تعامل فعلى مع أوجه القصور الأساسية للنموذج. و كما أننا سنلاحظ أدناه، أن مقترحاته تركت من السلطات ما هو أكثر من اللازم في أيدي الدول الفردية و الحكام حتى تكون فعّالة حقا في الحفاظ على السلام. وباختصار، فإن نظرية "السلام الدائم" مُقيَدَة جدا في نطاقها لتحقيق هدفها. و هناك، على سبيل المثال، لا توجد طريقة واضحة للتعامل مع الحكام و الدول المتمردة أو حتى أولئك الذين ينكصون عن إلتزاماتهم، أي ليس هناك وسيلة للتعامل مع "الدول المارقة" التي تهدد السلام. بل أيضا من المشكوك فيه أن مقترحات كانط في حد ذاتها هى كافية لوضع الأساس لسلام دائم. على سبيل المثال، فقد إلتزم الصمت إزاء الحاجة إلى رؤية عالمية موحدة بين شعوب العالم – تمييزاً لهم عن حكوماتهم - أو إلغاء الإجحاف و التحامل العنصري والديني و الطبقي. و هذه ليست مجرد مجادلات فارغة. ففي القرن العشرين عاشت البشرية تجربة مريرة من إشتباك لوجهات نظر عالمية (الرؤى للعالم(worldviews أو الأيديولوجيات و الإجحاف العنصري والديني التى كان بمقدورها أن تُغرق الكوكب فى حرب شاملة على الرغم من إتفاقات دولية مثل حلف برياند كيلوج the Kellogg-Briand Pact (المعاهدة العامة للتخلي عن الحرب، 1928)، و التي تم التوقيع عليها من قِبل تقريبا كل المشاركين في الحرب العالمية الثانية. فمن الواضح، أن إتفاقات سياسية أو دبلوماسية بحتة ليست كافية لضمان السلام.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالم ...
- التقييم الذاتي Self Assessment (9 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (8 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (7 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (6 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (5 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (4 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (3 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (2 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (1 - 9)
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 3-3
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 2-3
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 1-3
- (الجزء السادس والأخير) من رحلة الإنسان في العالم المادي Jour ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- كوكب واحد ، موطن واحد
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...


المزيد.....




- بعد إطلاق -تكوين- في مصر.. هل رد شيخ الأزهر؟
- ماما جابت بيبي يا أولاد..ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي ...
- استئناف التصويت في الانتخابات الهندية والمسلمون في مرمى مودي ...
- الهجرة اليهودية لفلسطين.. شجعها نابليون وقاومها السلطان عبد ...
- “اضبط” احدث تردد لقناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على الناي ...
- في ذكرى النكبة.. المسجد الأقصى تنتظره انتهاكات إسرائيلية بال ...
- الهند: الانتخابات تدخل مرحلتها الرابعة مع تزايد حدة الخطابات ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور معرض طهران الدولي للكتاب 
- المشكلة في -مركز تكوين- أم في التنوير -سيئ السمعة-؟!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي–(2- 14)