في ذكرى مجزرة -الأربعاء السوداء- بحق الشعب العربي الاهوازي في المحمرة عام 79

نشطاء عرب الاهواز التقدميين - عاتق

الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 13:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تمر اليوم الذكرى الرابعة والاربعين لمجزرة "الاربعاء السوداء" في مدينة المحمرة باقليم الاهواز في ايران. ففي مثل هذا اليوم الموافق 9 خرداد ۵۸ شمسي (المصادف 30 مايو/آيار 79) شنت القوات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية والميليشيات الشوفينية بقيادة الاميرال احمد مدني حملة عسكرية شرسة ضد ابناء شعبنا العربي العزل استمرت عدة أيام أدت الى سقوط اكثر من مئتي شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين.

بدأ رجال الدين بزعامة آية الله خميني ومعهم القوميون الشوفينيون و"الليبراليون" الاسلاميون ومنذ اليوم الاول لتوليهم السلطة بتبني سياسة العنف والقمع والاقصاء ضد الشعوب الايرانية والمنظمات السياسية الثورية والحركة العمالية والطبقات الكادحة.
لقد حشد النظام كل قواته وطاقاته العسكرية في اقليم الاهواز وخاصة في مدينة المحمرة معقل الحركة الشعبية العربية في الاقليم لضرب الحركة والقضاء على نشاطها الجماهيري، وكذلك فصم الوحدة النضالية بين الشعب العربي وهذه التنظيمات والحركات العمالية، باعتبارها خطرا يهدد مصالحه وسلطته في الاقليم.

بدأت القوات هجومها باستهداف مقر المركز الثقافي للشعب العربي الذي اصبح بؤرة للحركة الجماهيرية وملتقى لنشطاء القوى الثورية الايرانية الداعمة للحركة، ثم بعد ذلك مبنى المنظمة السياسية المجاور له. كما اطلقت النار عشوائيا و باسلحة نارية فتاكة كالدوشكا على المواطنين الذين خرجوا الى الشوارع احتجاجا على هذه الحملة العدوانية الفاشية. في هذه الاثناء اشتبك بعض المواطنين من ابناء المدينة بما كان متوفرا لديهم من اسلحة خفيفة مع القوات الفاشية المعتدية، كما هاجمت الجماهير الغاضبة المؤسسات الحكومية والمصالح التجارية التابعة لرموز الرأسماليين في المدينة المتحالفين مع السلطة وأحرقوها.

تعتبر المجزرة نقطة تحول وبداية مرحلة جديدة فاصلة في تاريخ قضية الشعب العربي الاهوازي بما لها من تبعات و تداعيات على الحركة و استراتيجيتها ومسيرتها النضالية امتدت الى عقود والى يومنا هذا. من بين اهم ما افرزته تلك الهجمة هو دفع الكثير من المواطنين والتنظيمات الاهوازية باتجاه تبني اساليب العنف و الكفاح المسلح في مواجهة عنف وفاشية النظام. فقد بات واضحا ان النظام لم يترك اي مجال للعمل السياسي والحوار وانه لم يعد من الممكن نيل الحقوق وتحقيق مطامح الشعب في ظل نظام الجمهورية الاسلامية القمعي الدموي.

لمعرفة اسباب وخلفية ما جرى خلال تلك الاحداث، ينبغي معرفة ماهية الظروف و الاوضاع السياسية السائدة في ايران بشكل عام وفي الاقليم ومدينة المحمرة بشكل خاص لمرحلة ما بعد الثورة، وكذلك ماهية النظام الجديد وايديولوجيته واهدافه. فقد كانت استراتيجية النظام قائمة على ضرب الحركات القومية في الاقاليم وخاصة الاهواز وكردستان، ثم ضرب التنظيمات الثورية كفدائيي الشعب ومجاهدي خلق وقوى اليسار الايراني بشكل عام والتي كانت تزداد قوة ونفوذا وتتسع قاعدتها بين الجماهير، وكذلك الحركة العمالية، من اجل مصالح الطبقة الرأسمالية والسلطة الدينية الحاكمة.

منذ حدوث تلك المجزرة وبعد مرور اكثر من اربعة عقود على تأسيس الجمهورية الاسلامية، ارتكب النظام ومازال يرتكب مجازر واعمال قتل وتعذيب واعدامات اخرى بحق الايرانيين في جميع انحاء ايران. فهو لازال يتبع نفس الاستراتيجية والنهج الفاشيستي والسياسات القمعية ضد جميع الايرانيين والشعوب والقوميات الايرانية.

لكن كل هذا لم يثن من عزيمة وارادة الجماهير الايرانية. فمازال المواطنون في كل انحاء ايران بكل مكوناتهم وتوجهاتهم السياسية ومن جميع الاحزاب والتنظيمات والتيارات يواصلون نضالهم وكفاحهم ضد نظام ولاية الفقيه باشكال مختلفة. وان حراك "إمرأة، حياة، حرية" الثوري بقيادة المراة الايرانية البطلة الذي انطلق بعد مقتل مهسا جينا اميني وشاركت فيه جميع شرائح المجتمع، ليس الا واحدا من سلسلة انتفاضات شعبية ستفضي آجلا ام عاجلا الى احداث التغيير الثوري المطلوب.

اثبتت العقود الماضية من عمر النظام وسياسات القمع والقتل والاجرام التي ينتهجها، ان الطريق الوحيد للخلاص من حكم اللاهوت الثيوقراطي الدكتاتوري هو التكاتف والتحالف ووحدة النضال بين جميع المواطنين والشعوب الايرانية من اجل اقامة نظام ديمقراطي يقوم على اساس المواطنة والعدل والمساواة واحترام حقوق الانسان.

المجد والخلود لشهداء الوطن
تحية لنضال الشعوب من اجل الحرية
مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق)
۹ خرداد ۱۴۰۲– مايو/آيار 2023

#نشطاء_عرب_الاهواز_التقدميين_-_عاتق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات