أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - الاسلام والعولمه نظرة تاريخيه















المزيد.....


الاسلام والعولمه نظرة تاريخيه


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة السياسية: نظرة تاريخية

عبد العزيز الصقيري*




تطرح وسائل الإعلام ومراكز البحوث الغربية بعض المصطلحات من وقت لآخر فتنشر شرقا وغربا وترددها وسائل الإعلام الأخرى حتى لو لم تكن مفهومة المعنى وواضحة المعالم ، ومن احدث ما أنتجه الغرب في السنوات القليلة الماضية مصطلح النظام العالمي الجديد new world order ثم اتبعه مصطلح Globulization الذي اختلف العرب في ترجمته بقدر ما اختلفوا في فهمه ، حيث اقترح مقابلا له بالعربية العولمة والكوكبة والكونية والشوملة او الشمولية . وقد فرض الاستعمال كلمة العولمة دون بقية المترادفات الأخرى لعلاقتها الظاهرة بكلمة العالم الواردة في النظام العالمي الجديد.

ويجد الباحث عن العولمة حسب راى عبد العزيز الصقيري* كثيرا من التهويل في الكتابة عنها فيتم تصويرها على أنها قدر نافذ ، وانه لا يستطيع أحد أن يقف في وجهها ، وان علينا اللحاق بقطارها وإلا خرجنا عن نطاق التاريخ ، لذلك من أول واجبات الباحث وعي تلك التهويلات وفرزها و أبعادها عن جوهر الموضوع ومن نافلة القول التأكيد بان العولمة ككل ظاهرة اجتماعية حياتية لابد أن تكون متصلة بما قبلها وجسرا لما بعدها ولا يمكن أن تكون منقطعة الجذور عما قبلها وعما بعدها ، وفي الغالب فيها امور نافعة واخرى ضارة ، هذا ما يمكن أن يضعه الباحث في اعتباره عند البحث عن أي ظاهرة اجتماعية حياتية كونية وهذا ما سنجد تأكيده عند تفصيلنا الحديث عن ظاهرة العولمة وفي حديثنا عن العولمة السياسية كأحد
1)ارتباطها بالنظام العالمي الجديد وعناصرها الرئيسية ..فما هي العولمة ..؟



تعريف العولمة:

العولمة في اللغة : مأخوذة من التعولم والعالمية والعالم وتعني تقييم الشيء وتوسيع دائرته ودائرة تأثيره .

وفي الاصطلاح : اصطباغ عالم الأرض بصبغة واحدة شاملة بجميع أقوامها وكل من يعيش فيها وتوحيد أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من غير اعتبار لاختلاف الأديان والثقافات والجنسيات والأعراق .

واختلفت الآراء حول مفهوم العولمة كما اختلفت حول مفهوم النظام العالمي الجديد ليس في العالم العربي فحسب بل حتى في المجتمعات الغربية الذي أنتجته(ومعظم التعاريف التي قدمت للعولمة يغلب عليها الطابع الاقتصادي وذلك لان مفهوم العولمة من نتاج الرأسمالية وآثارها أوضح ما تكون في مجال الاقتصاد ، هذا بالإضافة إلى أهمية الاقتصاد وخطورة الدور المناط به و لانه الهم الأكبر للحضارة الغربية الصانعة لمصطلح العولمة ومن هذا المنطلق يمكن تعريف العولمة ( بأنها حركة تستهدف تحطيم الحدود الجغرافية والجمركية وتسهل نقل الرأسمالية عبر العالم كله كسوق كونية ) (2)

ويعرفها صندوق النقد الدولي أحد المؤسسات الدولية التي تتبنى العولمة بأنها (التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتمة ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى تدفق رؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله ) (3)

وفي محاولة لتحديد مكونات تعريف العولمة يقول الأستاذ السيد ياسين أن تعريف العولمة لابد وان يشتمل على ثلاث عمليات تتعلق بانتشار المعلومات وتذويب الحدود وزيادة معادلة التشابه بين الجماعات والمؤسسات والمجتمعات وبهذا يصبح جوهر عملية العولمة (سهولة حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول على نطاق كوني ) (4)

ويلاحظ أن هذا لتعريف أعطى العولمة صفة الشمول ولم يقصرها على الجانب السياسي فيقول ( هي حقبة التحول الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة المركز وتحت سيطرتها ) (5)

أما الدكتور محمد عابد الجابري يؤكد بان العولمة ( ليست مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي ، بل أيضا وبالدرجة الأولى أيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم ) (6)

أما الدكتور عبد الله التركي يعرف العولمة على أنها (حركة تهدف إلى تعميم تطبيق أمر ما على العالم كله ) (7)

ويعرفها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بقولة ( العولمة في حقيقتها وأهدافها وطرائقها اليوم انما هي الاستعمار بلون جديد ، وباسم جديد وهي بعبارة صريحة امركة العالم ) (8)

أما الدكتور صبري إسماعيل فيرى ( أن العولمة ظاهرة تتداخل فيها أمور الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع والسلوك يكون الانتماء فيها للعالم كله عبر الحدود السياسية الدولية وتحدث فيها تحولات على مختلف الأصعدة تؤثر على حياة الانسان في كوكب الأرض أينما كان ) (9)

ومن خلال التعريفات التي تعرضنا لها يتضح ان العولمة واقع يثمر بتزايد الارتباط والاعتماد المتبادل بين المجتمعات البشرية في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية وغيرها من المجالات ،ساهمت في ترسيخها كتوجه عالمي ثورة التكنولوجيا في مجال المعلومات والتواصل التي منحت البشرية فرصا وفوائد كبيرة لمنها في نفس الوقت تتضمن أخطار لا يستهان بها وان تعاريف العولمة لتكاد تنتهي (وهي مختلفة باختلاف اهتمام الباحث ونظرته الى الحضارة الغربية ومجريات الأمور في الواقع )(10)



تفسير مفهوم العولمة:

يستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعا من عدم الفصل (سقوط الحدود ) وتلاشي المسافة حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد ـ قرية واحدة صغيرة ـ ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عددا أصبحت اكثر اتصالا واكثر تنظيما على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم ببعضهم البعض ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في المعلوماتية بالإضافة الى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة وبناء على ذلك فالمفهوم يحتوي على مساحة من التناقض بين وجهة النظر الليبرالية الداعية للاحتفال بالاعتماد المتبادل بين الدول مقابل وجهة النظر الراديكالية التي ترى في ذلك المزيد من السيطرة العالمية للرأسمالية والنظام المرتكز على حرية السوق ، وتاريخيا فان( مفهوم العولمة لايتجزا التطور العام للنظام الرأسمالي حيث تعد العولمة حلقة من حلقات تطوره التي بدأت بظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر وهيمنة القوى الأوربية على أنحاء كثيرة من العالم مع المد الاستعماري ) (11)

ومن هذا المنطلق يصنف الباحثين مفهوم العولمة إلى أربعة أصناف :ـ

1ـ اعتبار العولمة مرحلة تاريخية : وبهذه النظرة العولمة مرحلة محدده من التاريخ اكثر منها ظاهرة اجتماعية او إطار نظريا ويحدد أصحاب هذا الرأي بداية هذه المرحلة بسياسة ما عرف بالوفاق التي سادت في الستينات الميلادية بين أمريكيا وروسيا وبالتالي فالعولمة هي المرحلة التي تلت الحرب الباردة وحلت محلها .

2ـ اعتبار العولمة مجموعة ظواهر اقتصادية : وهذا المفهوم يركز على وظيفة الدولة باعتبارها سلسلة من الظواهر الاقتصادية التي تتضمن تحرير الاسواق وخصخصة الأصول وانسحاب الدولة عن بعض وظائفها ونشر التكنولوجيا وتوزيع الإنتاج المصنع عبر القارات من خلال الاستثمار الأجنبي والتكامل بين الأسواق الرأسمالية .

3ـ اعتبار العولمة هيمنة للقيم الأمريكية : فاعتبر سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الشيوعية انتصارا حاسما للراسمالية ودليلا على تفوق التكنولوجيا الأمريكية والمؤسسات المنبثقة منها فالعولمة تعبر عن انتصار ظواهر التحديث في الفكر السياسي الامريكي ونوع من الهيمنة الامريكية وتسميتها احيانا بالامركة .

4ـ اعتبار العولمة ثورة تكنولوجية واجتماعية : وهذا المفهوم يرى ان العولمة شكل جديد من أشكال النشاط الذي انتقل من الرأسمالية الصناعية إلى ما بعدها من علاقات ويتجاوز ذلك العملية الكبرى المتعلقه بإحياء المجتمع المدني في كثير من الدول وفي قيامة بأدوار مهمة في التنمية .



نظرة تاريخية للعولمة :

يتساءل الدكتور مانع الجهني في بحثه المقدم للاجتماع الثاني للجنة الخبراء في منظمة المؤتمر الاسلامي (المنعقد في مالي للفترة 14ـ15 شعبان 1419هـ)

هل العولمة ظاهرة جديدة ام قديمة ..؟

ويؤكد ان العولمة ككلمة مصطلح جديد اما بمفهومها قديم جدا على الأقل في مفهومها المتعلق بالسيطرة وبسط النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي والحضاري ويقول (لقد سجل التاريخ مساعي الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على العالم كما سجل ما قامت به الإمبراطورية البريطانية عند كانت لاتغيب عن أملاكها الشمس وكانت كل واحده من تلك الإمبراطوريتين تحاول أن تنشر ما سمته السلام الروماني والسلام البريطاني من خلال كافة الوسائل حتى التي تتعارض مع السلام نفسه ) (12)

ويؤكد ان الرغبة نفسها وجدت لدى روسيا والولايات المتحدة حيث أخذت كل منهما تسعى جاهدة للسيطرة على العالم وفرض أنماط حياتها على الشعوب وقد وجد فعلا من الفلاسفة والمفكرين في العصر الحديث من وضع أسسا تشجيعية للتوسع الأمريكي بل إن عددا من رؤساء الولايات المتحدة كانوا يحلمون بتوسيع نطاق الحضارة الأمريكية لغرض هيمنتها وبالتالي فان فرض الهيمنة عن طريق العولمة هي منسجمة تماما مع تطلعات الحضارة الغربية بصفة عامه ومع تطلعات و آمال أمريكا بصفة خاصة كما ارجع بعض المؤرخين (العولمة الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر بينما أرجعها جلال أمين إلى ما قبل خمسة قرون خلت مع بداية الدولة القومية )(13)

والعولمة التي نعيشها اليوم (أصبحت هي النظام الدولي المسيطر في نهاية القرن العشرين وحلت محل نظام الحرب الباردة وهي الآن تشكل السياسات الداخلية والعلاقات الدولية للجميع هذا ما ذهب إليه ـ فريدمان ـ طبعا وفق النموذج الأمريكي والأهداف الأمريكية )(14)

عناصر العولمة :

1ـ تعميم الرأسمالية :

إن تغلب الرأسمالية على الشيوعية جعلها تعمم مبادئها على كل المجتمعات الأخرى فأصبحت قيم الوحدة والتجارة الحرة والانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري واتصال السلع ورؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج والأشخاص والمعلومات هي القيم الرائجة وتقود ذلك أمريكا وتفرضها عن طريق مؤسسات البنك الدولي ومؤسسة النقد الدولي وغيرها من المؤسسات العالمية التابعة للأمم المتحدة وعن طريق الاتفاقات العالمية التي تقرها تلك المؤسسات كاتفاقية الجات وغيرها .

2ـ القطب الواحد :

تفردت أمريكا بقيادة العالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكيك منظومته الدولية ومن الجدير بالذكر انه لم تبلغ إمبراطورية في التاريخ بقوة أمريكا العسكرية والاقتصادية مما جعل هذا التفرد خطير على الآخرين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .

3ـ ثورة المعلومات :

مرت البشرية بعدة ثورات علمية منها ثورة البخار والكهرباء والذرة وكان أخرها الثورة العلمية والتكنولوجية والخاصة بالتطورات المذهلة في عالم الكمبيوتر أما المجال الآخر في هذه الثورة فهو التطورات المثيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تتيح للإفراد والدول والمجتمعات للارتباط بعدد لا يحصى من الوسائل التي تتراوح بين الكابلات الضوئية والمحطات الفضائية والإذاعية التي تبث برامجها المختلفة في جميع أرجاء المعمورة .

بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر والبريد الإلكتروني وشبكات الإنترنت التي تربط العالم بتكاليف اقل وبوضوح اكثر على مدار الساعة .

ولقد تحولت هذه التكنولوجيا إلى أهم مصدر من مصادر الثروة او قوة من القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية الكاسحة في عالم اليوم .



العولمة السياسية :

بالرغم أن العولمة اظهر ما تكون في المجال الاقتصادي فإنها أخذت تتسع في تطبيقاتها حتى شملت مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وغيرها ، ولعنا لسنا بحاجة إلى إلقاء المزيد من الضوء على مجالات العولمة المتعدده عند الحديث عن مجالها السياسي فلقد أوردنا سابقا تعريفات العولمة المختلفة بجميع أبعادها ومجالاتها و أوضحنا بان البعد الاقتصادي هو الغالب على مفهومها لأنها إحدى منتجات الحضارة الرأسمالية ولان آثارها الاقتصادية ضخمة جدا وواضحة للعيان .

فلقد سعت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الى فرض النموذج الغربي في الحكم الذي يتمثل في الديمقراطية وتحاول ان تعتبر الديمقراطية شرطا في التعامل مع الدول الأخرى والديمقراطية الغربية تعتمد على التعددية وحرية الرأي والتعبير من خلال القنوات التي أعتمدها الديمقراطية من انتخابات وغيرها .

(واعتبرت الدول الغربية ان عدم تطبيق الديمقراطية ينتج عنه الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وضياع حقوق الاقليات وغير ذلك من السلبيات والديمقراطية كما يطبقها الغرب لها بعض الجوانب الإيجابية ولكنها ليست خالية من السلبيات هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الغرب في تطبيقه للديمقراطية ولحقوق الإنسان يكيل بمكيالين ويتبع فهمين مختلفين حسب مصالحه واهواء صانعي القرار في دوله )(15)

وفي المجتمعات الغربية تعتبر سلبيات الديمقراطية هي بفوز غالبا في الانتخابات من يستطيع ان يصرف اكثر في حملته الانتخابية ويعطي وعودا براقه سرعان ما يتخلى عنها بعد فوزه .



النظام العالمي الجديد :

النظام العالمي الجديد مصطلح استخدمه الرئيس السابق جورج بوش الأب في خطاب وجهه إلى الأمة الأمريكية بمناسبة إرسال القوات الأمريكية إلى الخليج وفي معرض هويته عن هذا النظام تحدث عن فكرة عصر جديدـ وحقبة جديدة ـ وزمن للسلم لكل الشعوب .

وكشف الرئيس مقصده ومفهومه لهذا النظام في خطابات عديدة بقوله ( ان النظام العالمي الجديد لا يعني تنازلا عن سيادتنا الوطنية أو تخلينا عن مصالحنا انه ينم عن مسئولية أملتها علينا نجاحاتنا ) (16)

وفي مناسبات أخرى تحدث قائلا (لقد أنقذنا أوربا وتغلبنا على الشلل ووصلنا القمر وأضأنا العالم بثقافتنا و الان ونحن على مشارف قرن جديد نسأل لمن سينسب هذا العصر ..؟ أنني اوكد انه سيكون عصرا أمريكيا اخرا ) (17)

ويحدد الدكتور حسين عبد الهادي بدقه بداية هذا النظام بقوله (إذا أردنا الدقة فان النظام الدولي الجديد بدا جنينه في عام 1985م بعد وصول غورباتشوف الى قمة الحكم في التحاد السوفيتي وبيانه للناس نظريته في الاقتصاد والسياسة )(18)

ويقول بصراحة انه لا يمكن التسليم أو القبول بنزعات الولايات المتحدة الأمريكية ودعواها المهيمنة على العالم وانه لا يعجبني بعض السياسة والحياة الأمريكيتين) (19)

( إن ما طرحه الرئيس الأمريكي ومنظور الفلسفة اللبرالية من عرض جديد لفلسفتهم وهيمنتهم فمن الظلم ان يستحق هذا اللقب ولذلك على البشرية ان تقف صفا واحدا لمواجهة الراسمالية المتوحشة التي ستقود العالم الى الخراب والدمار)(20)

فالولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها في الاستمرار على إنشاء نظام عالمي قائم على مبادئها وقيمها وحدها تقريبا لن تنجح فمهما تعاظمت قوتها ليست ثمة بلد قادر على فرض أرادته على سائر الشعوب فهناك فجوة آخذه بالاتساع في سياسة أمريكا

والذي يتأمل في النظام الدولي قديما وحديثا يجد المبدأ الذي أنشئ على أساسه هذا النظام يتلخص في القوى المنتصرة في الحرب هي التي تتحكم في السلم وهي التي تهيمن على المنظمة الدولية التي أنشأت للمحافظة على السلم أي ان النظام الدولي مازال من صنع المنتصرين في الحرب.

والنظام الدولي الجديد حسب اعلان بوش يمثل الإطار السياسي للعولمة لذا فهو صياغة أمريكية بالدرجة الأولى أو هو باختصار العالم كما تريد أمريكا على التفرد بالزعامة والقيادة والهيمنة .



موقف الإسلام من العولمة :

الإسلام منهج عالمي جاء لهداية البشرية في كافة مجالات الحياة وهو رسالة شاملة وعملية تراعي الظروف الإنسانية والظروف الموجودة بين الشعوب دون إلغاء للعالم من عاداتها وأفكارها بل تطويره والارتقاء إلى المستوى السامي الذي جاء الإسلام ليرفع البشرية إليه ، ولو كانت العولمة حسب دعواها الظاهرية وأنها تسعى إلى تقارب الشعوب على أساس التعاون والسلام و إقامة العدل والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية العبادة والتعبير وغيرها من المقاصد الحسنة التي جاء بها الإسلام وتدعو إليه الفطرة السليمة لما كان هناك اختلاف من العولمة والإسلام .حيث ان الإسلام هو الرسالة السماوية الخاتمة الى الناس جميعا ، ان الإسلام يدعوا العالم إلى ان يكون أسرة واحدة تتبادل المنافع فيما بينها (يا أيها الناس ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ا ان أكرمكم عند الله اتقاكم )

ولو كانت العولمة كذلك فإنها لا تتعارض مع الإسلام

والإسلام لكونه الرسالة الخاتمة ولكونه موجة للناس جميعا يدعوا الى العالمية من خلال الإيمان باالاه واحد واعتبار البشرية أسرة واحدة خلقها الله لغرض العبادة .

اما العولمة بعضها معنى القولبة ووضع الناس في نموج واحد واختصارهم على منهج واحد .اما الإسلام فراعى الفروق الفردية الموجودة بين البشر وعاملهم على هذا الأساس.

والخوف من العولمة ليس مقصور على المسلمين وانما يشمل كثيرا من الدول بما فيها بعض الدول الغربية المشاركة في صناعة العولمة .

ويتاكد خوف المسلمين من العولمة إذا تذكرنا أن الإسلام اصبح هدفا للهجمات الغربية وحقلا خصبا لتشويه وسائل الإعلام العالمية التي ربطت بالمسلمين والإسلام كل نقيصة مثل العنف والإرهاب والأصولية بمناسبة وغير مناسبة وذلك فان الموقف الاسلامي من العولمة ينبغي ان يتم بالحذر والتعامل مع معطياتها بوعي وبصيرة .

وعلى ذلك ( فإننا لو أخذنا العولمة بأحسن معانيها سنكتشف أنها تتعارض مع مفاهيم إسلامية عديدة ) (21)

(فالعولمة بمظاهرها المتعددة تشكل تحديا للعالم الإسلامي في الوقت الحاضر وتنطوي على كثير من المخاطر التي تحتم التعامل معها بحذر والاستعداد لما قد ينتج عنها من آثار ) (22)

ونظرا لاعتبارات عديدة يجب الانتقاء واخذ الإيجابيات وترك السلبيات حيث ان المسلم مطالب بالبحث عن المفيد النافع وسياسة الانتقاء هذه يمكن ان تنتج على المستوى الفردي وكذلك مستوى الامة .

فعلى مستوى الأمة (فخير حماية لها هو السعي الحثيث الجاد لكي تتعامل الدول الإسلامية في احتياجاتها البشرية والمادية بحيث لا تحتاج إلى غيرها الا في المجالات الضرورية جدا ولابد للعالم الإسلامي من موقف تكاملي ومنهج واع في اختيار الحسنات ورفض السيئات وتقديم البديل الإسلامي الكامل الجدير بإنقاذ البشرية و أخذها للعالمية الربانية وإنقاذها من العولمة المادية من خلال نموذج يلفت الأنظار وجدير بالتطبيق والتنفيذ لتحقيق مصلحة الإنسان وربطه بخالق الكون )(23)







الهوامش:
1عبد العزيز الصقيري*
2. د. مانع بن حمادالجهني ـ العولمه واثرها على العالم الاسلامي ـ بحث مقدم للاحتماع الثاني للجنة الخبراء في المنعقد في مالي للفتره (14ـ15ـ1419هـ )

3. المرجع السابق .

4 السيد ياسين ـ في مفهوم العولمة ـ المستقبل العربي ـ العدد 228

5 مجموعة مؤلفين ـ العرب والعولمة ـ بيروت ـ مركزدراسات الوحدة العربية 1988م

6 عمرو عبدالكريم ـ العولمة عالم ثالث على ابواب قرن جديد ـ

7 د.مانع الجهني ـ مرجع سابق

8 الشيخ يوسف القرضاوي ـ المسلمون والعولمه ـ

9. د. حسن عبدالهادي ـ العولمه النيوليبراليه وخيارات المستقبل ـ مركزالراية للتنميه الفكرية.

10 د.مانع الجهني ـ مرجع سابق

11. عمرو عبدالكريم ـ مرجع سابق

12. د. حسين عبدالهادي ـ مرجع سابق

13. عمرو عبدالكريم مرجع سابق

14. د. حسين عبدالهادي ـ مرجع سابق

15. د. مانع الجهني ـ مرجع سابق

16. د. شفيق المصري ـ النظام العالمي الجديد ملامح ومخاطر .

17. المرجع السابق

18. د. حسين عبدالهادي ـ مرجع سابق

19. المرجع السابق

20. المرجع السابق

21 د.مانع الجهني ـ مرجع سابق

22. المرجع السابق

23. المرجع السابق



#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن؟؟ من اطفال شوارع الي حكام وحكم شوارع ؟؟
- خصخصة الفضاء
- انقلاب فاشل في اليمن
- العالم العربي رشاوي وفقر ودعار وفساد
- ولا يستبعد أن يفعلوا هذا بمساعدة الروس مصر دوله نووية
- مشروع منتدى الحوار العربي الأمريكي - تصور أولي
- مصرع بوليتكوفسكاياالصحفية الروسية المعروفة الاسبوع الماضي يع ...
- تفاصيل العلاقة بين الجماعات الإرهابية وبعض أطراف في السلطة ا ...
- اليمن !!مابعد الانتخابات الرئاسيه سنياريوهات قادم
- التقرير الأولي للمرصد حول الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م
- المحور الثالث اليمني من قوى الخير والعدالة الإنسانية في العا ...
- سيناريو حرب نووية مع روسيا بسبب إيران
- في السابع من اكتوبر هل يحتفل الرئيس الروس بعيد ميلادة الخمسه ...
- دعوة للتضامن مع الزميل والناشط الحقوقي الصحافي محمد صادق الع ...
- الصحافة المطبوعة في اليمن تعاني من أمراض كثيرة ومستعصية
- مو قفنا من الانتخابات الرئاسيه اليمنيه لا الرئيس شرعي ولاالم ...
- اليمن خلال حكم الرئيس الصالح من الفترة من 1979م وحتى 2005م ش ...
- (التجمع الديمقراطي الجنوبي - (تاج اليمن الجنوبي
- برعايه امريكيه صفقه بين المعارضه والرئيس والشعب ضحيه
- اليمن فضيحة تزوير كبرى في الانتخابات وصفقة بين الرئيس والمعا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - الاسلام والعولمه نظرة تاريخيه