أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اللص الصغير2














المزيد.....

اللص الصغير2


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


الأجهزة الإلكترونية , صينية المنشأ عموما ,ذات جودة متدنية, انتشرت في الأسواق لسنوات قليلة مضت ,و بأثمان زهيدة ومشجعة .حتى إن بعض المدرسين يتاجرون فيها, ومع بداية انتشارها, كثر الجدل حول الهواتف النقالة ومدى تأثيرها على صحة الفرد عامة ، والطفل على نحو خاص, وما قد يسببه هذا التعاطي غير المنظم من أضرار على وظائف المخ والجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض .مما حذا بالكثير من المواطنين الى منع تثبيت أجهزة دعم لهذه الشركة أو تلك , دونما التأكد من صحة الافتراضات الرائجة.
وحسب كثير من الدراسات, التي لا يعلم أطفال المدارس شيئا عن محتواها,ولا تقوم المدرسة بأي جهد في سبيل ذلك , فإن الأطفال أقل من 16 سنة , يكون جهازهم العصبي في مراحل تكوينه ,هم الفئة الأكثر عرضة إلى أمراض الجهاز العصبي ,وخلل وظائف المخ؛ ولذلك, ينصح المكتب الصحي, الآباء والأمهات بضرورة حظر استخدام المحمول عن الأطفال أقل من 16 عامًا, إلا في حالات الضرورة القصوى على أن تكون المكالمة قصيرة جدًّا.
وإذا كان من المحقق أن الأطفال في سن مبكرة قد يسمح لهم بالاستفادة من خدمات محدودة "للمحمول" كوسيلة تواصل , فان المدرسة, لم تكلف نفسها عناء شرح الهدف الأسمى من حاجات الطفل للهاتف, خصوصا في شقه المتعلق بالتواصل مع الأقربين, للاطمئنان عليهم. من أولياء أمور وأساتذة وغيرهم.
في مدرسة محسن ,شيئان جديران بالتأمل , الأمر الأول ,وجودها في حفرة عميقة تحت مستوى سطح الأرض. الأمر الثاني , أنها تبدو شبيهة بثكنة عسكرية كل صباح , حيث ترتفع أصوات تلاميذ جهورين بكلمات مرتبكة, وغير منسجمة في الغالب ,مرددة النشيد الوطني .
والواقع أن مابين 50 او60 تلميذا هم من يردد النشيد الوطني كل صباح والمطبق وفقا لمنشور وزاري , من أصل فوج يضم حوالي 650 مسجلا . أما الباقي فيشرعون في التوافد متأخرين أفرادا وجماعات ,الى حدود نصف الساعة عن موعد الدخول الرسمي.

بيدين تستنبتان أظافر برية , امسك "محسن" الهاتف بشغب طفولي مبرر, تحسسه بنشوة , ثم التفت يمينا وشمالا, ثم سولت له نفسه أن يستحوذ على الجهاز الصغير,دونما تردد , تحسسه من جديد برجولة ,كان القسم فارغا, وأصوات تلاميذ في الخارج تمنحه حماية وتحفيزا, و برفق دسه في جيب سرواله القصير المبرقع, ومضى الى حال سبيله, من غير أن يعير الحصة, أو القسم ,بالأحرى محفظته أدنى اكتراث.
يحكي زملاء "محسن" وبعض أساتذته , أن الفتى كان جريئا, ومبادرا, ولا يبالي بنظرات أساتذته المؤنبة , و لم يكن هناك حدود لشغبه وفوضويته , فقد كان يدون أسماء خصومه على جدران الأقسام , وداخل مراحيضها, حتى انه يكتب اسمه أسفل التهديد. أما الغرامات والفدية والكفالات , فقد كانت تتقاطر عليه من كل حدب وقسم ,بإغداق .من أنواع الشوكولاته الرخيصة الى بيمو بأصنافه .وصولا الى لعب أطفال.. وباختصار شديد كان عراب الأقسام الصغرى بالمؤسسة و بارونها دون منازع .
رغم انه كان يحلم على الدوام بأن يكون له هاتف محمول , والأحلام سواء كانت من رؤى اليقظة ,أم من رؤى المنام , دليل على شهوات مقموعة ,ورغبات ممنوعة , حرمت على الذات لأسباب اولاخرى , و إذا كان الوعي لا يستطيع أن يحققها. فقد انتدب "محسن" الجانب الشقي منه بتحقيقها هذه المرة .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللص الصغير1
- في الذكرى الواحد والاربعين لاستشهاد المهدي بنبركة3
- الى الشهيد المهدي بن بركة في الذكرى الواحد والاربعين لاستشها ...
- الى الشهيد المهدي بن بركة في الذكرى الواحد والاربعين لاستشها ...
- من الذي يخافه هؤلاء ,.ولم ينتبه إليه محمد السادس؟
- في الحاجة الى ذاكرة اعلامية وطنية حقيقية 3/ 3
- في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية2 / 3
- في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية1 /3
- تيس الجبل العتيق
- يا اصحاب- الرومانت كونترول- اتحدوا
- تلفزيون رمضان يحتقر المغاربة
- قاضي البرتقالة
- الديموقراطية شرط اساسي لازالة العديد من الحساسيات المرتبطة ب ...
- تلفزيون رمضان يكرر اهتراءات الماضي
- من اجل مسح شامل لذاكرة المقاومة الوطنية المغربية
- تفاحة ماء
- لماذا اذلال المشاهد كلما حان رمضان مباركا؟
- اعلامنا العربي الفضائي مفارقات عجيبة وغريبة
- ماجدوى الكتابة عن التلفزيون3
- ماجدوى الكتابة عن التلفزيون2


المزيد.....




- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اللص الصغير2