عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 11:20
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
سماء مدينتي على غير العادة ,هذا المساء الاكتوبري الحزين , منجم من غيوم رصاصية اللون , لا يسخو سديمها بقطرة ماء واحدة, شوارعها الكئيبة الملوثة بروث حمير فائر , بغال مريضة ومتهالكة تجر ما تستنكفه سيارة هوندا, وتحمل بشرا زيادة, أزقتها المحتقنة بعربات باعة الرمان , فاكهة الخريف ,وباعة حشرة البوبوش المشرمل في مزيج من بهارات صنف المشعوذين , والذي تتسابق من اجل التهامه اصناف من نساء هوائيات ,طوابيرتنتظر الخبز تمتد حتى التخوم , وكان اليوم آخر نفاذه من سوق البشرية .كل ذلك يغري بالافتراض, والنبش عن الدرهم الأسود ولو كان في جوف طير, هي الظروف نفسها, التي دفعت بحر الأسبوع المنصرم بأفواج من الخريجين الجدد , من كافة الشعب "شعبة نشل الهواتف المحمولة وحقائب السيدات" شعبة التحياح من اجل تهيئ الظروف الملائمة للسرقة" شعبة تخصص راديو سيارات الكترونية".
لصوص تستغرق رحلة القبض عليهم ساعات, نظرا لمرونة أجسامهم و سرعتها في التماهي والاختفاء, أما سهولة الوثب والنط من وعلى جدران, وهياكل السيارات المنسابة في جنون , وكأنما مشاهد سينيمائية في الشارع العام.. ولعل أحدية نايك أخر تقليعة, وعضلات الذراعين المفتولتين ونظارات تخفي وجع السؤال صممتا خصيصا لهذا الغرض.
جيل من عيار خاص , أعماره تتراوح في المتوسط مابين 16 و25 سنة. دهاة,عراة السواعد, وجوههم مشفوطة بأعيرة سكاكين تتعمد اختراق لحم البشر أحيانا.سواعدهم مفتولة كي تنشل, موشومة , برسوم قراصنة الكرايبي , وجدت كي تلتف على رمق اليتامى والمهجورين, في أبواب المساجد , وأقبية دكاكين التقسيط المثقل كاهلها بالضرائب والأعشاب البرية عديمة الجدوى.هؤلاء الفتيان المارقين الذين يقترفون سرقاتهم بأساليب تلفت, في كل الأمكنة , في المنعطفات الآهلة , بالقرب من سيارات شرطة القرب الفارهة, هم تقليعة حاضر المرحلة.
أعمدة النور الطويلة المرتجفة , الممتدة عبر الشارع المعقوف شرعت لدقائق توقد بخجل فتائل معلقة تشحب مع زحف الظلام . وهي تحاول يائسة تبديد مساحة عتمة شاسعة ومريبة. في الزاوية المعتمة , هناك حيث تفريعات شارع ظل طول الوقت محتقن, تتمايل الأجساد وتركن العربات الفارهة , وتدلف اشباح الشمكارى و العابرين من كل الأجناس,هناك في شوكة المفترق سأرشف فنجان قهوتي "النورمال" على عجل. حيث يمكني مراقبة موقع الحدث .
في الجانب المظلم من الزاوية , جلست شابة في عمر الزهور , تحدق في المارة على عجل , تتفرس وجوه القادمين , وكأنما تصرفهم فارس أحلامها القادم خارج العتبة.وبين الفينة والأخرى , تنظر الى ساعة استولت على الجزء الأكبر من معصمها بقلق مفتعل. وتقول بصوت مسموع" ولد الحرام....تركني مقطوعة..بلا مزاج."
عزيز باكوش/
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟