أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - أنامل وقحة/ قصة قصيرة














المزيد.....

أنامل وقحة/ قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 14:15
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما ينعطف الوقت متبرجا بترهات ملصقات مرشحين على جدران و أعمدة منسية، منتهكة صمتها عنوة للواقع المزري... تزين ملصقاتهم اعمدة ميتة، لم تستطيع ان ترفض او تركل منافقين الظلام الدامس، يسير وقد دس أنامله في بطن جيوبه الممزقة... لا لشيء فقط كي بخفيها عن عيون مروجي إعلان انتخبوا من يمثلكم.... علامات استفهام كبيرة وكثيرة؟؟ تخرج في تظاهرة عارية من الملابس الداخلية همها كشف عورة السابقين ممن ترشحوا في وضح النهار... كلما استدار مبتعدا يجد أمامه صور نافقة الضمير... يلبس أحجية الخروج من المتاهة بعناوين اريد وطن، يمسك بزمام لسانه حتى لا يخرج بمفردات تودي به الى السجن، فبالكاد خرج من تلك المرة التي انتقد فيها حمار البرلماني الذي قال عنه إنه لا هم له سوى البحث في مكابات نفايات مثل صاحبه الذي جاء عليه راجلا الى جواره... لم يكمل جملته بعد ان غاب عن الوعي... هناك في تلك الزنزانة كان أنامله تخربش على جسد الجدران... في محاولة القيام بالإعتراض على أساليب تعذيب همجية، لم يعول ان يجد من يقرأ او يجيب على اسئلته، لأنه يعرف الجواب مسبفا، انتعل رأسك وليكن دون شسعه، او أرتضي لنفسك خُفي حُنَين.
أظنني غيبت عن العالم الخارجي سنين جرداء كنت ألقم البعر حبات تمر، واشرب بول الحمير شاي اخضرمرة وقهوة عربية مرة أخرى أنها من واجبات كرم الضيافة... و احتفالا بقرب خروجي من متنزه المعتقل، كنت قبلها قد اخذت دروس تأديبية في كيفية الحفاظ على قيمة المفردة، ألزموني الحجة ان احافظ على أناملي اكثر من حياتي فموعد الانتخابات قد قرب و لابد لي أن أغمس أصبعي في است العلبة ذات اللون البنفسجي بعدها اخرجه مزهوا بأني قد شاركت فرحة بعص الديمقراطية...
لكني برغم كل تلك التدخلات والتهديدات رمت نفسي عاشق لمقولة أنا حر، سرت تلك الكلمات و من خلال الوشاة و ديوثي السلطة كالنار في الهشيم، سارعت مبتعدا الى حيث لا اذن تسمع ولا عين ترى، واكبت الحدث الإعلام يغرد كما الغربان التي تتصهلل... البشر فيهم من جهر بالموافقة والقول، ومنهم من ألزم نفسه الخرس، أما أناملي فقد كانت تركض حيث كابينة الإقتراع، تسوقني دون أن أرغب... امسك بتلابيب الورقة، خطفت القلم من فم جيب صاحبه المريض نفسيا، كتبت على الورقة أنت لا تصلح لأن تكون ممثلا إلا في حظيرة الحيوانات... أما حظيرة البشر اجدك منافقا...
لم أشهد أناملي التي تسابق يدي كي تمسك بالقلم و هناك ملقن لا زال يقول خلف كابينات كارتونية أكتب... فترد أناملي ما انا بكاتب... بقدرة قادر تجولت الى مناهض لسلطة الدولة فأدارت مفاتيح زنازين الى الكعبة مصنوعة في الولايات المتحدة الامريكية لتشهد أنها حاولت لملمة شمل العراق من جهة وصون عش الدبابير التركي... في النهاية وجدتني في منتصف الطريق و امامي تلك الملصقات والصور التي احرقت ليتدفئ عليها أنامل من غمروا اصابعهم في أفواه دون أرانب... أما البقية فقد كانت تبحث عن مكان لأثر السجود في زمن التدين سلطة المارقين.



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك حكايتي/ قصة قصيرة
- المتسكع/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2
- قصة قصيرة بعنوان/ بيرل الفصل الاول
- ظل العزلة/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان فزاعة القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى
- محمد بن راشد يفتح -كتاب تاريخ دبي-.. إطلاق -دار آل مكتوم للو ...
- حبيب الزيودي.. شاعر الهوية والوجدان الأردني
- -ذهب أسوان-..هكذا تحوّل فنانة واجهات المباني إلى متحف مفتوح ...
- الشاعرة الفلسطينية بتول أبو عقلين تكشف عن أسرار تجربتها الشع ...
- المفكر اللبناني خالد زيادة: لم تعد أوروبا مصدرا للأفكار الكب ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - أنامل وقحة/ قصة قصيرة