سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية عموما وخامنئي بصورة خاصة، منهمکين بالعمل من من أجل معالجة الاوضاع السلبية المختلفة التي يعاني منها النظام في مختلف المجالات وبشکل خاص في المجال الاقتصادي، وذه المعالجات هي في الواقع لايمکن أبدا إعتبارها بمثابة حلول جذرية وحاسمة بل إنها أشبه ماتکون بحلول ترقيعية بحيث إن المعالجة لاتتعدى المجالات السطحية لهذه الاوضاع.
خامنئي ومن ورائه رئيسي، يوحيان للشعب الايراني وللعالم من خلال خطبهما وتصريحاتهما بشأن مايطرحونه من حلول"ترقيعية" وکأنهم قد إکتشفوا الحلول والمعالجات الحاسمة وإن النظام قد تجاوز مرحلة الخطر وعبر الى بر الامان، ولذلك ترى إعلام النظام المقروء والمرئي والمسموع يطبل ويزمر لهذه الحلول الترقيعية وکأن الشعب الايراني مقبل على عصر جديد حيث الرفاهية والعز والنعيم!
ليست المرة الاولى وقطعا لن تکون المحاولة الاخيرة لهذا النظام بأن يطلق هکذا تصريحات براقة طنانة توحي بحسم الامور والاوضاع لصالح النظام، بل إنه وخلال ال44 عاما المنصرمة هناك نماذج کثيرة بهذا الصدد بحيث أعطت إنطباعا بأن النظام قد أصبح بحوزته خاتم سليمان وبمجرد إدارته فإنه يقلب الامور والاوضاع رأسا علب عقب.
الاوضاع السلبية للنظام هي أساسا ناجمة عن إن کل إمکانيات ومقدرات إيران مخصصة في الاساس لصالح بقاء وإستمرار النظام، حيث إن الاولوية دائما لکل مايخدم النظام بهذا الخصوص في حين إن مختلف الامور والاوضاع الاخرى تأتي في منزلة ثانوية، غير إن الملاحظة المهمة التي يجب أن ننتبه إليها ونأخذها بنظر الاعتبار في خضم قيام النظام بمنح الاولوية لبقائه وإستمراره وجعل مقدرات وإمکانيات إيران في خدمته بهذا الصدد، هو إن قادة النظام بصورة عامة وخامنئي بصورة خاصة، صاروا يعتبرون وکأن إيران مجموعة إقطاعيات مملوکة لهم ولهذا فإنهم يتصرفون بها کما يشاٶون. وهذا ماساعد على تفشي الفساد بصورة واسعة جدا في مختلف مفاصل النظام ويعشعش فيه ليضيف الى مشاکل النظام مشکلة عقيمة لاعلاج لها إلا بتغيير النظام جذريا!
ترقيعات خامنئي التي تأتي بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي عبر فيها الشعب الايراني عن رفضه القاطع للنظام وردد هتافات تٶکد عزمه ورغبته على إسقاط النظام وتغييره، وهذا ماأصاب النظام عموما وخامنئي بشکل خاص بالرعب خصوصا وقد رأى خامنئي وأرکان نظامه رأوا بأم أعينهم الى أي حد ومستوى وصلت مشاعر رفض الشعب وکراهيته لهم ولنظامهم، ولذلك فإنهم ومن أجل أن يضعوا حدا لهذه المشاعر فإنهم لجئوا لهذه الحلول التقريعية متصورين بأن هدا الهروب المخزي للأمام سيحل مشکلتم ورفض الشعب لهم، الحل الوحيد هو رحيلهم عن الحکم ولاشئ غير ذلك أبدا!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟