أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرحيم العطري - العلوم الاجتماعية و التحولات السياسية : في الحاجة إلى السؤال السوسيولوجي















المزيد.....

العلوم الاجتماعية و التحولات السياسية : في الحاجة إلى السؤال السوسيولوجي


عبد الرحيم العطري

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما جدوى الدرس السوسيولوجي آنا ؟ و هل من مبرر موضوعي لا ذرائعي لإصاخة السمع لصوت السوسيولوجيا و العلوم الاجتماعية عموما ،أثناء معاقرة و مقاربة التحولات السوسيوسياسية ؟ و إلى أي حد يفيد البراديغم السوسيولوجي في فهم و تفهم ذات التحولات التي تبصم مسارات الأنساق و الحقول المجتمعية ؟ و ما الذي تمنحه الأدوات و المناهج السوسيولوجية من إمكانيات لقراءة هذه التحولات و تفكيكها ؟
يشير بول باسكون إلى أن " عالم الاجتماع هو ، و ينبغي أن يكون ، ذاك الذي تأتي الفضيحة عن طريقه " فالسوسيولوجي وفقا للطرح الباسكوني لن يكون غير مناضل علمي يفكك و يحلل و يدرس كافة التفاصيل المجتمعية من أجل فهم الظواهر و الأنساق ، بما يعني ذلك من قطع مباشر مع التواطؤ و التلاعب ، و ما يعني أيضا من مراهنة أكيدة على الكشف و الفضح المستمر لما يعتمل في العمق من حالات اختلال أو اتساق .
و بذلك تصير السوسيولوجيا أداة علمية للقراءة و الفضح في آن ، تقرأ التحولات الاجتماعية ، و تموضعها في سياقها الخاص قبل العام ، و في ذلك كله فضح و تعرية لشروط الانبناء و الانوجاد ، أليست السوسيولوجيا مجرد علم يبحث في شروط إنتاج و إعادة إنتاج الاجتماعي ؟
البراديغم السوسيولوجي
في قارة السوسيولوجيا العلمية لا العفوية هناك إلحاح دائم على وجوب القطع مع تحليلات الحس المشترك ، كما هناك حث دائم على استبدال العين البيولوجية بالعين السوسيولوجية في قراءة الظواهر و التغيرات و التحولات التي تعصف بنسق ما أو تعتمل في أعماقه ، فالطريق الملكي نحو الفهم السوسيولوجي يكون عبر الانضباط لهذا البراديغم الصارم .
ليست الممارسة السوسيولوجية مجرد ترف فكري ، إنها مهمة نضالية لا تقتنع بالمقاربات الكسولة و المطمئنة ، و لا تقف عند حدود الجاهز و اليقيني ، و بالطبع فهكذا تمثل لمهمة السوسيولوجيا يقتضي الالتزام إلى درجة الأورثودوكسية بالبراديغم السوسيولوجي ، من حيث هو تفكير في المجتمع يستلزم التباعد ، أي يستلزم تحقيق الحد الأدنى من القطيعة تجاه الذات و تجاه الجماعة ، فالموضوعية تعد شرطا غير قابل للتفاوض في رحاب السوسيولوجيا، فهي الضمانة الممكنة لأصالة و نزاهة المنجز السوسيولوجي .و هو ما يؤشر ضمنا و علنا على القطع النهائي مع كل المقاربات الإشراقية و الغنوصية ، ففي علم الاجتماع لا شرعية و لا سلطة إلا للغة العلم .
و لعل أهم مرتكز في هذا البراديغم هو المتصل بدوائر الانشغال و آليات الاشتغال، فالسوسيولوجيا تعرف دوما بألا موضوع لها ، إنها تقتحم مختلف الأسئلة ، و تنتج بصددها أسئلة أكثر إرباكا لحسابات مالكي وسائل الإنتاج و الإكراه ، و في اشتغالها هذا تقارب السؤال بمبضع شمولي لا اختزالي ، يحرص على الربط بين المتغيرات و تدشين العلاقات المفترضة بين الحقول و الأنساق المساهمة في إنتاج و إعادة إنتاج الظاهرة .
و منه نخلص إلى التأكيد على أن السوسيولوجيا معرفة مؤهلة أكثر من غيرها ، بفضل براديغمها الصارم ، إلى قراءة تفاصيل و تضاريس التحولات المجتمعية ، و أنها تفيد عمليا في تجاوز الكثير من الإشكالات المرتبطة بهذه التحولات ، فهل نصيخ السمع جيدا هنا و الآن لهذا الصوت السوسيولوجي العميق ؟
شروط إنتاج " الاجتماعي "
العمل السوسيولوجي لا يفترض الصدفة و المجانية ، إنه عمل غائي له مبرراته الموضوعية ، إنه يهفو إلى إنتاج المعنى la production du sens الذي يستوجب مهارات خاصة لبلوغه و استقرائه ، فدور السوسيولوجيا المفترض هو اكتشاف شروط إنتاج و إعادة إنتاج " الاجتماعي " ، أي التمكن من منطق العلاقات و الأدوار و المؤسسات المجتمعية ، و إضفاء معنى منطقي على حركاتها و سكناتها ،و هكذا مطمح علمي لا يكون إلا باستدماج و استلهام فهم خاص للممارسة السوسيولوجية ، فالبحث عن منطق " الاجتماعي " لا ينكتب إلا بتفجير الأسئلة ، ألم يقل بيير بورديو أن مهمة السوسيولوجي هي تفجير السؤال النقدي ؟
فالعصف التساؤلي هو الذي يعبد الطريق نحو هذا المنطق المبحوث عنه ، و هو الذي ينتقل بالباحث من مستوى المقاربات الحدسية إلى عمق الأشياء و شروط انبنائها الأولية ، و يقوده نهاية إلى المهمة التكسيرية للسوسيولوجيا ، و ذلك في مساءلتها الخاصة و النوعية للظواهر و التحولات المجتمعية ، فموضوع السوسيولوجيا كما يقول آلان توران " ليس ما هو ماثل أمام أعيننا ، بل ما هو مخفي باستمرار ".
شروط إنتاج أي فعل اجتماعي يظل مطمحا أثيرا بالنسبة للدرس السوسيولوجي ، و كما علمنا إميل دوركهايم في قواعد المنهج ، فإن هذا الاجتماعي لا يمكن تفسيره إلا بالاجتماعي ، و اتكاء على هذه القاعدة فإن البحث عن شروط الإنتاج يقتضي استحضار كافة العناصر التي تصنع الواقعة الاجتماعية ، و التي لا يمكن دراستها بمعزل عن الشروط العامة التي تسهم في حياكتها و تشكيلها على هذا النحو أو غيره.
بدءا من الفلسفة الاجتماعية الغارقة في القدم إلى زمن السوسيولوجيا العلمية ، كان السؤال المتوثب دوما متمحورا حول هذه الشروط التي تصنع الفعل الاجتماعي و تعيد صوغه من جديد ، و سيظل هذا السؤال بطبيعته الإشكالية الشرط الوجودي للانتماء التخصصي إلى هذا العلم ، فهو الذي يعطي للسوسيولوجيا معناها و مبناها المعرفي.
الفهم أولا و أخيرا
إن القادمين من قارة السؤال السوسيولوجي هم بالضرورة علماء تفاصيل التفاصيل ، همهم المركزي ، هو الفهم و التفهم ، ألم يقل ماكس فيبر أن السوسيولوجيا معرفة تهفو إلى الفهم في البدء و الختام ؟
عندما يتوجه السوسيولوجي بأسئلته إلى الفعل الاجتماعي فهو لا يتغيا من وراء فعلته هاته غير الفهم و التعرية ، إنه ينهجس فقط بالموضعة العلمية للظاهرة الاجتماعية ، فعالم الاجتماعي ليس بالضرورة مصلحا اجتماعيا ، إنه لا يحمل في أعماقه أي نزوع إصلاحي ، فقط يريد أن يشرح و يفكك النسق العام و يقرأه بعيدا عن لغة الحس المشترك . و لأنه يرتكن دوما إلى طرح الأسئلة الممنوعة من التداول ، و يحرك المياه الآسنة ، و يبعثر الأوراق و الحسابات ، و يهدد مصالح مالكي وسائل الإنتاج و الإكراه بأسئلته الشقية ، فعلماء الاجتماع يزعجون فعلا ، لذلك كله فإنه يتراءى للمجتمع " مصلحا اجتماعيا " يعول عليه كثيرا في إحداث التغيير المأمول ، و بذلك يحمل السوسيولوجي ما لا طاقة له به . بل هناك من آل السوسيولوجيا من يستحب هذه الآمال المعلقة عليه ، و ينقطع بالتالي عن ممارسة السوسيولوجيا إلى تدبير المعرفة العلمية و تسويقها في اتجاه من يدفع أحسن ، و الدفع هنا يخدم بالأساس تقوية الرساميل المادية و الرمزية في آن .
إن رهان الفكر السوسيولوجي يجب أن يكون متصلا بالجرأة و التفكيك ، كما أن الاجتهادات السوسيولوجية تكون أحيانا غير ذات جدوى و معنى، ما لم تكن متصلة بمشروع فكري نوعي يقطع مع المداهنة و المسايرة و التلاعب السوسيولوجي . وفي هذا الإطار، وإذا كان صحيحا ما يقول باشلار بأن على كل كيميائي أن يقاوم الخيميائي الذي يسكنه ، فإن على كل عالم اجتماع أن يقاوم النبي الاجتماعي المطالب بتجسيده من قبل جمهوره ويجب قبلا أن يرسم القطائع بشكل نهائي مع إمكانات الاحتواء خشية الوقوع في فخ المقاربات الكسولة و الاختزالية ، و فضلا عن ذلك فالكتابة السوسيولوجية لا يمكن أن تكون إلا ممارسة عنيفة تأخذ على عاتقها التاريخ و الإيديولوجيا و العلم
إن فهم منطق الوقائع الاجتماعية يجب أن يظل الهاجس المركزي في حقل السوسيولوجيا ، لأن الفهم يساعد على استحضار الحذر الإبستيمولوجي ، و يساعد أيضا على القراءة الواعية لا المتسرعة لذات الوقائع ، فمطلب الفهم و التفهم ، يجعل المسافة الموضوعية بين الهدف العلمي و المصالح و الامتيازات التي تفضحها الأسئلة العميقة و القلقة . لهذا لا يمكن تصور معرفة سوسيولوجية أصيلة و منحازة إلى البراديغم السوسيولوجي ما لم تكن منشغلة بالفهم ، الذي يربك و يفكك و يقطع أولا و أخيرا مع الحس المشترك و أحكام القيمة .
" الانتقال الديموقراطي " نموذجا
كان من الضروري في البدء أن نحاور هذه المقتربات و نحن نهم بإبراز أهمية العلوم الاجتماعية و السوسيولوجيا تحديدا في فهم و تفهم التحولات السوسيوسياسية، فمقترب البراديغم السوسيولوجي يبرز لنا بجلاء آليات الاشتغال و مقترب شروط الإنتاج يفيد في الاقتراب أكثر دوائر الانشغال و الانهجاس في القارة السوسيولوجية ، مثلما يفيد مقترب الفهم أولا و أخيرا في تحديد المطامح الكبرى. و هذه المقتربات كلها تضعنا أمام الإفادات القصوى التي يمكن أن يقدمها السؤال السوسيولوجي للمجتمع .
فمن الطبيعي أن لكل علم فوائد علمية و عملية ، و إذا كان ما هو علمي يفيد المطبخ الداخلي تحديدا عبر تطوير النظريات و المناهج و الآليات ، فإن ما هو عملي ينسحب على الحقول الأخرى ، بحيث تصير نتائج هذا العلم مفيدة في تخطيط السياسات و تلافي الاختلالات و تجاوز الأخطاء .إذن ففيم يفيد الدرس السوسيولوجي اتصالا بالتحولات السوسيوسياسية ؟ و كيف تفيد مقترباته المار ذكره في قراءة واعية و موضوعية لمنطق هذه التحولات ؟
لنتأمل ما يعتمل آنا في رحاب النسق المغربي ، فآل السياسة يصفون الجاري من تحولات و تغيرات عنوانا للانتقال الديموقراطي، و العقل الجمعي عموما يسير في اتجاه تدعيم هذه " الحقيقة السوسيوسياسية "، لكن هل ما يعيش على إيقاعه المغرب يعد انتقالا ديموقراطيا ؟ و هل هناك قطائع صارمة مع المخزن العتيق ؟ أم هو انتقال مشوه و معطوب داخل نسق الاستمرارية و إعادة الإنتاج ؟
الجواب نجده في مطبخ السوسيولوجيا بالطبع ، و عبر مقتربات الدرس السوسيولوجي تحديدا، ذلك أن المقاربة الهادئة و الحذرة للفهم السوسيولوجي ، تستوجب التحرر من يقينيات الحس المشترك الذي يروج لأطروحة الانتقال الديموقراطي بشكل إثاري أحيانا، و تقود نحو قلب الطاولة و اعتناق الشك المنهجي حيال هذه الوقائع السوسيوسياسية .إن الانتقال الديموقراطي في أبسط تعريفاته يؤشر على نوع من التحول السوسوسياسي الذي يستلزم الانتقال من دولة الرعايا إلى دولة المواطنين ، ومن أسلوب التدبير الشخصاني و التقليداني إلى المستوى المؤسسي ، فهل نجد هكذا تمثلا واقعيا للانتقال الديموقراطي المتحدث عنه ؟ و هل انتقلنا فعلا إلى المواطنة و المؤسساتية ؟
في الخطاب السياسي المغربي الذي يعبر عن حرفية واضحة على مستوى إنتاج و تداول المفاهيم، يجزم آل السياسة، و حتى المتخصصون منهم، لغايات معروفة طبعا، بأن هناك انتقالا ديموقراطيا، بل منهم من أعلن صراحة موت المخزن، و واصل التأكيد على أن الانتقال قد حدث فعلا.
لكن باعتماد المقاربة السوسيولوجية ، و بإمعان النظر العلمي في طرائق الاشتغال يبدو ألا انتقالا قد حدث ، و إنما الأمر متعلق بتحولات داخل الاستمرارية ، و بمبادرات للشرعنة و الإلهاء و تأكيد الحضور . فمخزن اليوم ما هو إلا نسخة مزيدة و منقحة لمخزن الأمس ، و طرق الاشتغال سواء مع الفاعل السياسي ما زالت تنضبط لنفس الخلفية التقليدية الزاوياتية ، كما أوضح الأستاذ نور الدين الزاهي في مؤلفه عن الزاوية و الحزب . و بذلك تبدو مفهوم التحول أكثر صدقية من مفهوم التغير و التجاوز و القطع النهائي مع الفائت من الأوضاع . عن التحليل السوسيولوجي في هذا المستوى يفيد في الفهم و التفهم الموضوعي لمنطق التحولات السوسيوسياسية ، بل يذهب بعيدا إلى تحديد شروط إنتاجها الخفية المتصلة بالبحث عن مزيد من المشروعية و التجذر الواقعي في تربة المجتمع .
إن التحولات السوسيوسياسية عموما تصير أكثر انجلاء باعتماد المقتربات السوسيولوجية ، التي تعمد إلى إنتاج المعنى و كشف المنطق الداخلي الذي يحركها ، و إذا كان الحس المشترك يطمئن لكثير من التحولات في إطار لعبة أحكام القيمة ، فإنه في قارة السوسيولوجيا يتم التعامل بحياد بارد مع هذه التحولات ، بحيث لا يتم الانتصار لها أو التبرم منها ، و إنما يتم تشريحها و فضحها فقط . و لعل هذه المهمة الفضحية التي تزعج الساسة و المتحكمين في موازين القوى ، هي التي تجعل من التحليل السوسيولوجي تحليلا مرفوضا و مهمشا ، فلا احد يخطب ود السوسيولوجي الحقيقي أثناء الحديث عن هذه التحولات ، مخافة غرباك الحسابات و السيناريوهات المعدة سلفا بإتقان باذخ.
إن السوسيولوجيا ، و كما العلم عموما ، مفيدة جدا ليس فقط لممتهنيها ، و ذلك في مستوى إناء المطبخ الداخلي بالمناهج و النظريات الجديدة ، بل هي مفيدة جدا من الناحية العملية للمجتمع عموما ، و للسلطة تحديدا ، فالسوسيولوجي ، و دون أن يدري ، يقدم خدمات جليلة لمالكي وسائل الإنتاج و الإكراه ، بفضحه المستمر لاستراتيجيات التكريس و التدجين و الاحتواء . كما أنها تفيد ، إن خطب ودها ، في الانتهاء من التنمية المعطوبة و الانتقال إلى دولة الحق و القانون فعلا ،و مجتمع المواطنين لا الرعايا.
على طول مسار الدرس السوسيولوجي ، مرورا بكل الرواد الذي بصموا مسيرة هذا العلم ، و إلى الآن ، ما زالت السوسيولوجيا تفيد كثيرا في فهم و تفهم التحولات المجتمعية و اكتشاف منطقها الداخلي و فضح شروط إنتاجها العميقة . و ستظل الحاجة دوما إلى الدرس السوسيولوجي مؤكدة و ماسة ، لقراءة الوقائع بعيدا عن لغة الخشب أو التبرير.
ختاما
إن العلوم الاجتماعية و السوسيولوجيا بالضبط تبعد عنا أوهام الحس المشترك ، و تجعلنا نتأمل الظواهر و التحولات بعين نقدية خالصة ، فالسوسيولوجيا تحرر المنتمي إليها شرعيا من اعتناق اليقينيات الجاهزة ، و تقوده بالتالي إلى تفجير الأسئلة الملتهبة ، إنها تمكن من قراءات غير متوفرة للجميع ، ألهذا يمكن القول بأن السوسيولوجيا ممارسة نخبوية ؟
بالطبع ففهم التحولات المجتمعية لا يكون متاحا إلا بممارسة السوسيولوجيا ، و التحرر من العطالة الفكرية ، و الانضباط الكلي لأخلاقيات العمل السوسيولوجي ، و في ذلك اختيار معرفي لسوسيولوجيا النقد و المساءلة التي لا تبرر و لا تخدم مصالح الذين هم فوق ، بل تحلل و تفضح و تفكك المنطق العميق لانبناء الظواهر و تبلور " الاجتماعي " ، و بشكل و آخر فهذا النوع من السوسيولوجيا يجد نفسه في مجتمعات ثالثية في صف ضد نظامي ، و يكون بالتالي معرضا لكل ألوان الحجر و التهميش ، و لنا في إغلاق معهد العلوم الاجتماعية و الرحيل الملغز لبول باسكون، و هجرة آل السوسيولوجيا إلى عوالم أخرى ، و التلكؤ في تعميم الدرس السوسيولوجي على كل الجامعات أكثر من عبرة دالة و قوية ، فمتى يعاد لهذا الدرس المعرفي ألقه المفتقد ؟
--------------
* ورقة مقدمة لندوة " العلوم الاجتماعية و التحولات السوسيوسياسية " المنظمة من طرف طلبة علم الاجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة ، و دلك يوم الأربعاء 5 ماي 2006 .
الهوامش:



#عبد_الرحيم_العطري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحماني و الكرين كارت
- ظاهرة تشغيل الأطفال بالمغرب : عنوان بارز للهشاشة الاجتماعية
- جنوح الأحداث مغربيا : طفولة في مهب ريح الهباء
- حقيبة من جلد التمساح
- حالة المغرب 2005/2006 في العدد الثاني من كراسات استراتيجية ل ...
- بورتريه : الناقد الأدبي محمد معتصم أركيولوجي النصوص العذب
- بورتريه : المبدعة المغربية زهرة رميج لوتس اليسار النبيل
- المبدع محمد بلمو شاعر لا يركع للخراب
- بول باسكون الراحل خطأ : عالم الاجتماع هو ذاك الذي تأتي الفضي ...
- في حوار مع المبدع المغربي محمد شويكة
- المبدعة مليكة مستظرف فراشة في غير موعد الربيع
- حوار مع المبدع المغربي محمد الاحسايني بائع الفحم الذي صار رو ...
- من مفكرة دراسة اجتماعية : تفاصيل رحلة نحو المغرب العميق 3
- من مفكرة دراسة اجتماعية : تفاصيل رحلة نحو المغرب العميق 2
- افتتاح وحدة للتكوين و البحث في العلوم الاجتماعية و التنمية ا ...
- من مفكرة دراسة اجتماعية : تفاصيل رحلة نحو المغرب العميق
- حوار مفترض مع الشاعر الراحل محمد علي الهواري
- أين الجثة ؟
- كوم . إيكار
- تكريما لروح بول باسكون


المزيد.....




- مئات من كلاب -الداشوند- تتجمع في المجر في محاولة لتحطيم رقم ...
- أسطول الحرية لغزة: سفينة أطلقت نداء استغاثة بعد هجوم مزعوم ب ...
- فيديو يزعم أنه لاستهداف سفينة -أسطول الحرية لغزة- بـ-درون- ق ...
- من كاتس إلى -الجولاني-: عندما تستيقظ وترى نتيجة الغارة ستدرك ...
- غارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي بدمشق ونتنياهو يهدد: لن نسم ...
- قبل أم بعد الفطور؟ ما هو التوقيت المثالي لتنظيف أسنانك؟
- بعد استبعاد زوج كامالا هاريس ..ترامب يعين نجل ويتكوف في متحف ...
- أستراليا.. شاحنة تسقط شظايا معدنية حادة على طريق سريع مسببة ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس خطة بـ50 مليار يورو لتعويض العجز التجا ...
- الحكم على أردني بالسجن 6 سنوات في أمريكا بتهمة تنفيذ هجمات م ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرحيم العطري - العلوم الاجتماعية و التحولات السياسية : في الحاجة إلى السؤال السوسيولوجي