فشلت المعارضة .. والثورة باقية

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7580 - 2023 / 4 / 13 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قسم كبير ممن أطلقوا على أنفسم لقب معارضة..,,فشلوا بقصد او بغير في أداء واجبهم الوطني تجاه الشعب الذي وثق بهم .. المهم فشلوا في أن يتصدروا المشهد السياسي السوري على مدى 12 عاما" ..منهم من كانت تعشش في أدمغتهم منهاج البعث ..حيث عمدوا الى تهميش الاخر واستبعاده اضافة الى تخوبن الاخر والتشكيك بكل حرف..ومنهم من وقع ضحية ألطمع والنزوات والشجعهم ..فكانوا أسوأ بكثير من الذين انتفضوا عليهم.. وفئة من المعارضة الفاشلة سقطت لأنها أعطت لنفسها حجما" اكبر بكثير مما هي على الواقع,. وتعاملت مع الشعب بفوقية وتعالي واضح وحتى مع بعضها البعض اقصد المعارضة , أما الفئة الاهم من المعارضة الفاشلة وهي التي رهنت نفسها , ورفعت ساقيها للاجندات الاقليمية الاجنبية منها والعربية.. ونستخلص من كل ما تقدم ان الفرصة التي أعطيت لهذه المعارضة ( طبعا" باستثناء البعض ) هذه الفرصة ذهبت أدراج الرياح .واستفاقت المعارضة على انتصار النظام.. نعم لنكن واقعيين رغم كل ما حصل ..طبعا" النظام ليس هو المنتصر كاسم ومعنى ,بل من أمدوه بالسلاح والمال حتى ظل واقفا" ومتحديا" العالم كله, واولهم الشعب السوري,هذا الشعب الذي كان ضحية المعارضة الفاشلة والنظام الاستبدادي..
ومخطىء جدا" من يقول بان النظام لم ينتصر وبذلك يضحك على نفسه اولا" وعلى الشعب بشكل عام .. وقد بررنا فشل المعارضة في السنوات الاولى للثورة ..وانا واحد من الذين برروا بأن النظام القمعي والديكتاتوري قد عمل على تصحير البلد سياسيا" وانه بكم الافواه وخنق الحريا انما سحق اي معارضة وهذا صحيح ... ولكن الذي لم يكن صحيحا ومرفوضا" وهو انه وبعد 12 سنة.. لم تستفد المعارضة من الفرص السياسية والمعنوية دوليا وعربيا .ولم تستثمر هذه الفرص في توحيد جهودها.. وبسبب اسلوب التخوين والتشكيك فيما بينها .. واسلوب الاقصاء والتهميش.. والانفراد بتمثيل الشعب كل ذلك ادى الى السقوط المروع.. فقط استفادت هذه المعارضة ماليا وفتحت حسابات لها واستثمرت بها في الخارج .... وانفض المولد عن الحاضرين وهاهو النظام يستعيد العلاقات مع دولا" حسبنا او شعرنا لفترة من الوقت ان هذه الدول ثابتة في مواقفها وخطوطها الحمراء عربيا" ودوليا ... وارجح ان سبب تغيير مواقف هذه الدول جاء على خلفية الفشل المدوي للمعارضة وليس للثورة .. فالمعارضة في كل زمان ومكان تنجح وتسقط ولكن الثورة ,التي قامت على دماء الشهداء, وعذابات المعتقلين , ومعاناة المهجرين والنازحين, هذه الثورة لم تسفط مهما حاولت روسيا وايران وامريكا و و و ان يضخوا في جسد النظام من فيتامينات ومنشطات ,فالثورة باقية كبقاء الشمس والقمر في كبد السماء.. هكذا علمتنا تجارب وثورات الشعوب في العالم فالاشخاص دائما" الى زوال مهما تمسكوا بالمناصب.. والحكام الى زوال مهما مارسوا من اساليب القمع والاضطهاد بحق شعوبهم .. فقط الاوطان والثورات هي من يكتب لها البقاء

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات