أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد القاضي - ته مي بابا قفزة نوعية في الفيلم الكوردي















المزيد.....

ته مي بابا قفزة نوعية في الفيلم الكوردي


نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)


الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


منذ سنوات وعجلة الحركة الفنية والسينمائية الكوردية في دوران مستمر لتنتج العشرات من الافلام التي تتناول آمال ومعاناة الشعب الكوردي لتصل الى المحافل والمهرجانات الدولية لما تمتلكه تلك الافلام من لغة سينمائية متميزة جذورها اغلب الاوقات كانت وطنية قومية. هناك حماس وطموح شبابي كوردي يسعى الى ترجمة قضاياه الوطنية والاجتماعية في اعمال فنية معتمدا على امكانياته الثقافية الفنية وخبرات من شبابه المهاجر.
من الصعب تحديد تاريخ السينما الكوردية او بداياته لقلة المصادر وان وجدت نجدها مكتوبة باللغة الإنكليزية او الفرنسية، ولا ننسى كثرة الممارسات التعسفية للحكومات التي يعيش الكورد تحت سيطرتها حيث سعت و تسعى الدول الاقليمية الى طمس الهوية الكوردية وبالتأكيد لحجب الثقافة والمثقف الكوردي.
والجدير بالذكر من اوائل الافلام الكوردية كان في زمن روسيا القيصرية عام 1915 بعنوان تحت سلطة الاكراد الذي يحكي عن جرائم العثمانيين ضد الارمن لتختفي كل نسخ هذا الفلم بحكم حاكم ، ليعود فلم زاريا في 1926 لمخرج ارمني في فترة الاتحاد السوفيتي ليسرد لنا قصة حب راعي كوردي وفتاة ارمنية ويفرق بينهما اقطاعي تركي ليتزوج من الفتاة الارمنية ويرسل الراعي مجندا الى الحرب العالمية الاولى ليتخلص منه، ماتزال هناك نسخة واحدة من هذا الفلم محفوظة في الارشيف الارميني وآخرى محفوظة في الارشيف السوفيتي. ان انتاج الافلام التي تتطرق عن الكورد وقضيتهم الوطنية القومية كانت تجابه بالمضايقات المستمرة من قبل الحكومات التركية والايرانية والعربية مما كانت سببا واضحا لقلة انتاج الافلام الكوردية وتعثر الثقافة الكوردية في النمو في هذه الانظمة المذكورة وهذا يوضح ايضا تأخرالحركة السينمائية الكوردية في اقليم كوردستان بسبب القمع الحكومي وشن الحروب البربرية ضد الكورد واعمال الابادة الجماعية واستعمال الاسلحة الكيمياوية ضد الكورد جعل من صناعة الفلم الكوردي امر صعب وغير ممكن في حينها .
يعتبر السينمائي يلماز كوني الاب الروحي للسينما الكوردية في شمال كوردستان الكبرى / تركيا، حيث ألف واخرج العديد من الافلام من خلف قضبان سجنه، وحصد العديد من الجوائز العالمية اهمها السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 1982 لفلم الطريق الناطق باللغة الكوردية ولأول مرة. اما في جنوب كوردستان الكبرى اي في اقليم كوردستان الحالي نجد منذ 1993 وليومنا هذا تحرك ونشاط ملموس في الحركة الفنية والثقافية لتنقل من خلالها مآسي الاضطهاد والانتهاكات ضد الكورد اضافة الى تقديم ظواهر اجتماعية مختلفة، وقد تطورت كثيرا خلال العقد الاخير من القرن الحادي والعشرين صناعة السينما في جنوب كوردستان بسبب فسح المجال امام الفنانين والممثلين والمخرجين لتقديم ما عندهم من ابداعات بالاضافة الى تطور فكر استثمار الفن والافلام السينمائية وآخر ما حصدته صناعة السينما في اقليم كوردستان هو عرض فلم ته مي باب -----
ان تجربة فلم ته مي باب السينمائية تعتبر نقلة ايجابية في تاريخ السينما الكوردية في مجالات مختلفة حيث تدور احداثه عن رحلة كشفية لمجموعة شابة من السواح لكل منهم غاية مختلفة واهداف متباعدة ومأربهم لا تتطابق مع بعض، ان قصة الفلم من وحي خيال كاتبها رغم انها ليست جديدة وربما عرضت في مجالات مختلفة وبلغات مختلفة ، لكن ما يثيرنا انه تم عرض الفلم بطريقة شدت المشاهدين طيلة 110 دقيقة التي عرض الفلم بها وتفاعل الجميع مع احداثها بكل شغف وتركيز وشد نفسي وهذه الحالة بحد ذاتها نجاح للفلم ولمخرج الفلم والاستاذ زانیار فتاح وهو شاب له امكانيات كبيرة تحتاج الى ارضية سينمائية كي تستثمر في افلام قادمة ، والاهم من ذلك انه تم التصوير في اقليم كوردستان حيث ابدعت الكاميرا السينمائية التصويرية بكوادر كوردية شابة باختيار الزوايا الفنية المتميزة في عكس روعة المناطق الطبيعية الخلابة، وتجانس التنوع البيئي مع الاحداث باختيار مناطق كوردستانية من ميرڰه سور، مالومه، هورامان، بياره وڴرميان ليقوم المخرج بتصوير الفلم في منطقة تونيلي بابا وهي منطقة جبلية شديدة الوعورة يظهر فيها انشقاق حاد في سلسلة الجبال وكأنه نفق مخيف ومضيق ضيق بين جدارين عاليين جدا.

فلم ته مي بابا هؤ ثمرة عمل دؤوب دام حوالي سنة ونصف في اعداده وتحضيره، بدء من كتابة النص لغاية جاهزية عرضه في دور السينما. عمل كوردي خالص، كل المشاركين فيه من الاخراج والانتاج والتمثيل والكاميرا والمناطق والطبيعة كان كوردية بغض النظر عن الشخصيات الاخرى التي هي خلف الكاميرا كلهم من الكورد حيث ساهم فيه 85 شخص كورديا ، 15 منهم كان متواجدين بصورة مستمرة خلال الفترة المذكورة منهم امام الكاميرا من ممثلين وممثلتين وخلف الكاميرات كانوا على تواجد طيلة فترة السنة والنصف الماضية ، من المفارقات في هذا المشروع السينمائي الكوردستاني ان يخوض فنانيين مطربين شابين تجربة التمثيل للمرة الاولى دون الاعتماد على الغناء ودون ان يقدموا اغنية واحدة خلال عرض الفلم.
ان استثمار المخرج الاستاذ زانیار فتاح لقدرة الفنانيين المطربين في هذا الفلم وهما الاستاذ الفنان ھەڵوێست محمد والفنان الاستاذ ھەردی سەلامی وتقديمهما كممثلين بل كبطلين رئيسيين لفلمه ودون عرض اغانيهما عمل صعب جدا فهوجازف في صناعة ابطال في عرض الفلم اضافة لصناعة الفلم نفسه ، وان يكون هناك في الفلم ممثل مسرحي قدير وكبير في ابداعاته وهو الاستاذ الفنان الكوردستاني المعروف شه مال عبه ره ش، هو قفزة و تحدى اخر من الانتقال من خشبة المسرح الى فلم سينمائي يترجم مدى صعوبة العمل السينمائي قياسا بالمسرح وفي نفس الوقت يظهر قدرة الفنان الكوردي المتميزة في التنقل بين العرض على خشبة المسرح وامام الجمهور مباشرة والتمثيل امام الكاميرات والتقطيع وحسابات المخرج والمنتج لصناعة فلم يليق يالعرض ، اضافة الى دور المراة في هذا الفلم وتقبلها لكثير من الصعوبات اثناء عرض الفلم وابداعها في التمثيل ونقل حالة الرعب التي عاشتها الى المشاهدين من خلال كاميرا الفنانين وابداع اخر في الاخراج ما جعل الجماهير مشدودة الى الممثلة وادائها الرائع وكانت واحدة من الممثلات وهي الفنانة المتميزة في هذا الفلم التي لعبت فيه دور البطولة الاستاذة ھەژان ھێرش، اضافة لدورها الرئيسي في الفلم هي طالبة دراسات عليا تمكنت من تحقيق النجاح في نيل الشهادة العليا وتبهر المشاهدين في ادائها، لم ينسى المخرج من الاستفادة من وجود ممثلين من الجيل القديم ليضفوا بخبراتهم وتجاربهم الفنية الغنية لمساتهم الجميلة على الفلم ومنهم الممثل المسرحي القدير شه مال عبه ره ش. تم عرض الفلم في صالات العرض السينمائية في العراق في بغداد واقليم كوردستان ولاقى اقبال كبير من الحضور، مما شجع المساهمون في صنع الفلم الى عرضه في عدة دول اوربية مثل المانيا السويد وهولندا واضيفت له ترجمة الحوار باللغة الانكليزية والعربية ليحظى باهتمام الجاليات ونفاذ تذاكر الحجز بوقت قصير واستمتع المشاهدون بأوقات لا تنسى. وهنا ياتي دور منتج الفلم والمروج له وهو الاستاذ باھۆز نصرالدين الذي تمكن من تجربته في السنين الماضية وفي افلام اخرى ان يستقطب استثمار صناعة الفلم ته مي بابا بطريقة سلسة خطت نحو النجاح في عرض الفلم في صالات مختلفة وفي دول مختلفة انه فعلا اجاد في رسم لوحة النجاح لفلمه واطرها باعجاب الجماهير والجالية الكوردية وحتى الاجنبية .
ان ما تميز به فلم ته مي بابا انه اختلف عن الافلام الكوردية الاخرى من خلال مواقف كثيرة منها الخروج عن المعتاد في الافلام الكوردية بجودة خلق المفاجئة وواثارة الرعب والخوف عند المشاهد وساهم في قوة هذه النقطتين الموسيقى التصويرية وجودتها وكأنها ترسم الحدث قبل وقوعه وتحاكي الموقف من خلال تمازج الوان الطبيعة والموسيقى واداء الممثلين نجح المخرج في عرض شئ جديد متميز، ليكن فلم ته مي بابا انطلاقة واعدة للسينما الكوردية فان صناعة الافلام السينمائية بحاجة الى عمل وجهد متواصل، واهمية دعم المشاهدين والممولين لهذه الصناعة. وهنا استغل الفرصة ان اخاطب الجميع ان نسند الثقافة والفن الكوردستاني من خلال مشاهدتنا ومتابعتنا للمسرحيات والافلام السينمائي وان نبتعد بعض الشيء عن النقد على الاقل الان كي نعطي فرصة الابداع وحرية الثقافة فالجميع يعلم هناك من لا يترك لحظة دون ان يخلق المطبات امام الثقافة والمثقف وخاصة امام النساء.
لنكن جيل يمنح المراة المثقفة العنان كي تطلق مهاراتها وتبدع في انتاجها لنقف مع الفن والسينما لنترجم من خلالها واقع مجتمعاتنا ونعالج السيئ منها وندعم الايجابيات فيها. بالتأكيد ان صناعة السينما الكوردستانية ما زالت في اقليم كوردستان تحبو ولكن دعم الجماهير سيصنع هو الاخر مارثون الفلم الكوردستاني وابداعاته دعوني اصفق وابارك هذه المجموعة الشابة وللفنانين الكبار وللمخرج والمنتج لفلم ته مي بابا وابداعه السينمائي المتميز فهو قفزة نوعية في السينما الكوردية ، ولا يخلو فلم من النواقص ولكنني ارفع القبعة لهذه المجموعة الشابة املا ان تستفاد من اخطاء الفلم و تحولها الى فلم نموذجي قادم

ملاحظة
في الرابط ادناه تجدون ترجمة المقالة الى اللغة الكوردية وقد تم ترجمتها الى اللغة الكوردية من قبل الكاتب والمثقف الكوردي الاستاذ سردار فتاح امين-- تجدون ايضا بعض من صور الفلم

https://drive.google.com/file/d/1zbEhG7vsjxoEobFrf3AAjcuhKqT7sMWR/view



#نهاد_القاضي (هاشتاغ)       Nihad_Al_Kadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا زلزلت الأناضول زلزالها اصبح الكورد ضحيتها
- وجهة نظر شخصية في المؤسسات الدولية الحقوقية
- كأس العالم في قطر ومطاطية مبادئ حقوق الانسان / 2
- كأس العالم في قطر ومطاطية مبادئ حقوق الانسان
- أزمة اللاجئين تعود و تنامي الكراهية ومحاولات لتغيير قانون ال ...
- اوروبا تضرب قوانين اللجوء بعرض الحائط Europe violates asylum ...
- حل البرلمان وانتخابات مبكرة هي إعادة سيناريو عام 2020
- تقريرعن الدورة الرابعة عشر للمنتدى الدولي المعني بالاقليات ف ...
- تنامي التنمر والعنف بين المراهقين في اوروبا هل هي ظاهرة أم أ ...
- داعش تصول وتجول بين سوريا والعراق
- ناشط جندي مجهول وثق القضية الايزيدية في مؤسسات دولية
- محاولة أغتيال شيخ الصحافة الاستقصائية للجريمة الهولندي پيتر ...
- تقريرا مفصلا عن جلستي البرلمان الهولندي في 1 و 6 تموز 2021 و ...
- العنف والتهديد يطارد الصحفيين والاعلاميين في هولندا
- تعليق المشاركة ورقة احتجاج وضغط انتخابية ام نواة لمعارضة فعل ...
- خبر وتعليق // دورة تأهيلية دولية لتوثيق حقوق المتظاهرين
- هل تبحثون عن اللب أم تشغلون العالم و انفسكم بالقشور ؟!؟!
- صناديق الاقتراع بين البناء والصراع
- الحبر الاعظم راعي السلام و قيادات التبليط والتزويق
- خطاب الكراهية وصكوك الوطنية في منصات التواصل الاجتماعي


المزيد.....




- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد القاضي - ته مي بابا قفزة نوعية في الفيلم الكوردي