أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس عفيف سليمان - المطران الماروني يوسف الخوري الملقب بمطران الشيعة















المزيد.....

المطران الماروني يوسف الخوري الملقب بمطران الشيعة


الياس عفيف سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 16:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المطران الماروني يوسف الخوري
الملقب بمطران الشيعة

الدكتور الياس عفيف سليمان
باحث ومتخصص بتاريخ الشرق الاوسط الحديث والمعاصر
متخرج من جامعة بار – ايلان.

ولد يوسف في العام 1919 في بلدة بكاسين قضاء جزين بعد ثلاثة اشهر من وفاة والده يوسف
جراء حادث مؤسف. استقبلت السيدة جميلة سعد ولدها وتغلبت على حزنها وترملها لتتابع
الاهتمام بعائلتها وتؤمن لهم حنان الاب والام معا. ترعرع يوسف مع اخيه البكر سامي واختيه
ألين وغرّه.
عند بلوغه سن الثانية عشرة انظم الى الاكليريكية الشرقية التابعة لكلية القديس يوسف للآباء
اليسوعيين بتشجيع من قريبه المطران عبدالله الخوري. بعد انهائه دراسته الثانوية تأهل ليكون
معلما في الصرح نفسه بعد سنة من تخرجه، وسيامته الكهنوتية في تاريخ 20 كانون الاول
1942 على يد قريبه المطران عبدالله الخوري الذي شغل منصب النائب البطريركي من عهد
البطريرك الياس بطرس الحويك (تولد 1843، البطريرك الماروني الثاني والسبعون 1899-
1931) الى عهد البطريرك انطون بطرس عريضة (تولد 1863، البطريرك الماروني الثالث
والسبعون 1932-1955).
تزامنت سيامة الخوري يوسف مع نيل لبنان استقلاله (الاستقلال 1943 الانسحاب الكامل
لفرنسا 1946).واكب الخوري يوسف سنوات الاستقلال الاولى معلما اللاهوت والفلسفة في
الجامعة اليسوعية حتى العام 1945.بعدها ارسله المطران عبدالله الخوري برفقة الاكليريكي
يواكيم مبارك الى فرنسا لمتابعة دراسته وعلومه العليا. بعد سنوات من الاختصاص والتحصيل
العلمي عاد في العام 1950 الى لبنان وعينه المطران بولس المعوشي نائبا له على ابرشية
صور والاراضي المقدسة.
كان النائب يوسف فعالا ونشيطا ومرجعا لفض المشاكل، اهتم بالرعية وحمل هموم الناس
وشاركهم افراحهم واحزانهم. في يوم الجمعة 29 حزيران 1956 نصب مطرانا ونائبا
بطريركيا عاما في عيد الرسولين بطرس وبولس وكانت مناسبة عيد صاحب الغبطة البطريرك
بولس بطرس المعوشي (تولد 1894، البطريرك الماروني الرابع والسبعون 1955-1975).
وبقي في هذا المنصب حتى العام 1960.

من خلال خدمته الراعوية تقرب المطران يوسف من ابناء الرعايا الذي كان يخدمهم ويزورهم
في منازلهم ويهتم بشؤونهم الروحية والدينية ويعمل على حل خلافاتهم ومشاكلهم .
اعتبر النائب البطريركي المطران يوسف حلقة الوصل بين رئيس الجمهورية فؤاد شهاب (تولد
1902، رئيس الجمهورية اللبنانية 1958-1964، توفي في العام 1973). والبطريرك
المعوشي بسبب علاقة المطران يوسف القوية مع رئيس الجمهورية. وكلما ساءت علاقة
البطريرك المعوشي بالرئيس شهاب - بسبب الخلاف في الرؤية في المواضيع الوطنية
والاجتماعية والنظرة الى الدور الذي يجب ان يقوم به كل منهما على الساحة الوطنية ساهمتا
في تدهور العلاقة بين الرجلين حتى حدود الانهيار - ساءت بالمقابل العلاقة بين البطريرك
ونائبه وكان هذا السبب الاساسي في ابعاد المطران يوسف عن منصب النيابة العامة للبطريركية
في العام 1960. في 28 شباط 1960 اعلن البطريرك المعوشي – بتأثير مباشر من مجلس
الاساقفة الموارنة في بكركي – عن قراره بإقصاء نائبه المطران يوسف الى ابعد ابرشية في
لبنان وهي ابرشية صور والاراضي المقدسة في محاولة هدفها وضع حد لعلاقة المطران
يوسف برئيس الجمهورية شهاب.
من الجدير بالذكر ان علاقة المطران يوسف استمرت مع رؤساء الجمهورية ، فقد ربطته
بالرئيس شارل حلو(تولد 1913، رئيس الجمهورية اللبنانية 1964-1970، توفي في العام
2001). علاقة صداقة ومودة وبعده مع الرئيس سليمان فرنجية (تولد 1910، رئيس
الجمهورية اللبنانية 1970-1976، توفي في العام 1992). وصرحت السيدة سونيا فرنجية
زوجة رئيس الجمهورية قائلة & كنا نعتبر المطران يوسف فردا من افراد العائلة & .كذلك علاقته
مع الرئيس الياس سركيس (تولد 1924، رئيس الجمهورية اللبنانية 1976-1982، توفي في
العام 1985). التي تميزت بحمل هموم الوطن وتخطي الازمات.
ابعاد المطران يوسف عن النيابة البطريركية كان بمتابه صدمة للكثيرين، غير انه كان نعمة
لأبناء ابرشية صور والاراضي المقدسة. عند وصوله صور بدأ العمل على ترقية احوال الناس
من مختلف الطوائف وتحسين اوضاعهم الروحية والمادية والمعنوية. وبسبب خبرته وعلاقاته
استطاع تحسين اوضاع الابرشية البعيدة.
تزامن وصول المطران يوسف الى صور مع مجيئ الامام موسى الصدر (موسى صدر الدين
الصدر، رجل دين شيعي وسياسي لبناني ومؤسس حركة امل، تولد 1928 اختفى في ليبيا
1978) اليها وهذا التزامن غير وجه المدينة على المستويات الاجتماعية، التنموية والادارية.
وهناك من وصف ذلك التزامن بلقاء عملاقين طامحين حاملين هموم شعب واحد واقليتين
متروكتين في جنوب الوطن.
استطاع المطران يوسف & ان يكون مطران صور بكل طوائفها الاسلامية والمسيحية& وبسبب
علاقته الوطيدة والاستثنائية بالإمام الصدر كان الشيعة في الجنوب يتوجهون اليه بمطالبهم كما
يتوجهون للإمام الصدر ولهذا السبب لقب & بمطران الشيعة & حيث كان يزور قرى الشيعة في
الجنوب ويستقبل بها بالترحاب ويتدخل بحل الخلافات بين اهل الشيعة. كما ان علاقة المطران
يوسف برئيس الجمهورية شهاب سهلت الامور امام حركة الامام الصدر بالجنوب.

عندما بدأت الدول العربية بإرسال السلاح الى احزاب اليسار بهدف محاربة اسرائيل بدأ الامام
الصدر يوضح للقاصي والداني ان ما يرسل من سلاح سيؤدي الى حرب اهلية في لبنان وليس
لمحاربة اسرائيل. موقف الامام الصدر ادى الى غيابه واختفائه الامر الذي رأى به المطران
يوسف انه رسالة اليه ادرك من خلالها ان هناك مؤامرة خطيرة ضده وضد لبنان وضد كل من
اراد الاصلاح. وقد حذره بعض القادة الفلسطينيين الذين كانوا يعرفونه عن كثب - ويفهمون ان
ذهابه لإسرائيل مرتبط فقط بكونه راعيا للأبرشية في الاراضي المقدسة - بالابتعاد عن الساحة
الجنوبية لأن بعض الفصائل الفلسطينية خططت لقتله لأنه كان يزور اسرائيل. بالفعل غاب
المطران يوسف سبع سنوات متتالية ومن ثم كان غيابه متقطعا ليعود الى ابرشية صور في العام
1982. عودة المطران الى الجنوب وحدت صفوف الجنوبيين على اختلاف مذاهبهم. الوجود
العسكري الاسرائيلي في لبنان خلق احراجا للمطران وبالمقابل خلق اطمئنانا لدى الشيعة
بالإجمال (التواجد العسكري الاسرائيلي في لبنان، حرب لبنان الاولى، عملية سلامة الجليل
1982) وفي 13 ايار1983 تم خطف المطران يوسف على ايدي بعض العناصر غير
المنضبطة من الاشتراكيين المختلفين مع المطران يوسف بسبب عدم تجاوبه لمطالبهم بما
يختص بالإمام الصدر والشيعة بالجنوب. وبعد تدخل غازي العريضي (غازي هاني العريضي،
سياسي لبناني من الحزب التقدمي الاشتراكي ، تولد 1954) بطلب من النائب وليد جنبلاط
(وليد جنبلاط، سياسي لبناني وزعيم الطائفة الدرزية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، تولد
1949) افرج عن المطران من مكان احتجازه في عرمون (عرمون – بوابة الجبل – قرية
لبنانية من قرى قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان.
استمر المطران يوسف في خدمة الرعية والطوائف المختلفة قدر المستطاع وهناك من اعتبره
صلة الوصل بين الكنيسة المحلية والكنائس المنتشرة في العالم وكان للمطران يوسف التأثير
الكبير بإنشاء ابرشيات في بلاد الاغتراب.
هناك حدث مؤثر في الذاكرة اللبنانية حيت اطلق المطران يوسف وصاياه العشر في عظته
الاخيرة بباحة كنيسة القديسة تقلا بعد الاحتفالات الدينية اواخر ايلول 1991 وكانت وصاياه :
اولا، المحبة. ثانيا، الزواج. ثالتا، الانجاب. رابعا، التربية. خامسا، الارض: المحافظة عليها
البيع ممنوع الا ما بين المواطنين. سادسا، الارض: العناية بها: التعاونيات والطرق الزراعية.
سابعا، الارض : البناء عليها: تسهيل بكل الطرق. ثامنا، المرافق العامة : الطرق المجارير
الاتصالات. تاسعا، الحرج: ادارته بطريقة علمية. عاشرا، مار تقلا- بين الشباب – السيدة: اتمام
اعمالها.
في 5 شباط 1992 توفي المطران يوسف بسبب مشاكل في القلب. وتصدرت الجرائد
والمجلات بعناوين تروي وتحكي قصة انسان كبير رحل من هذا الوطن. وكتب عنه البابا يوحنا
الثالث والعشرون & امتاز بالخصال الحميدة والاخلاق الجميلة وما له من العلم والخبرة بالامور
والبشر& . وقالت السيدة رباب الصدر اخت الامام موسى الصدرعن المطران يوسف & بالنسبة
اليه كان الوطن هو القضية: طهارة ترابه وكرامة انسانه ومناعة حدوده ثالوث مقدس عنده
عاش لأجله، وغادر بعد ان كان الثالوث وصيته& . وذكره المونسنيور منصور لبكي بقوله &
احببت كنيستي لان فيها كبيرا هو المطران يوسف & .



#الياس_عفيف_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزارع شبعا سورية ام لبنانية
- منظمة ليحي والتحالف مع المانيا النازية
- لقاءات دافيد بن غوريون مع العرّافة سالي لينكر
- متصرف جبل لبنان رستم باشا ينفي المطران الماروني بطرس البستان ...
- فايز بك الادريسي
- العرب والعربية في نظر ومذكرات دافيد بن غوريون
- المفاعل النووي الاسرائيلي
- اللاجئون والاملاك المتروكة
- موشيه ديان وعبدالله التل اتفقوا - وقف اطلاق النار -- 29-11-1 ...
- الساعات الاخيرة في حياة عبد القادر موسى كاظم الحسيني - القسم ...
- العربي الفلسطيني الذي تهود وعمل في شعبة المخابرات العبرية


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس عفيف سليمان - المطران الماروني يوسف الخوري الملقب بمطران الشيعة