أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن كرمش الزيدي - وجهة نظر(حول مفهومي المبادئ والمصالح التي تتقدم في الغالب على المبادئ).














المزيد.....

وجهة نظر(حول مفهومي المبادئ والمصالح التي تتقدم في الغالب على المبادئ).


حسن كرمش الزيدي
مؤرخ ودبلوماسي سابق

(Al Zaidi Hassan Karmash)


الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجهة نظر(حول مفهومي المبادئ والمصالح التي تتقدم في الغالب على المبادئ).

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

اولا -يجري دائما الحديث عن (المبادئ التي هي نظريات وقواعد وقوانين مادية ثابتة بنسبة كبيرة جدا) مثل قوانين الفيزياء والجيولوجيا والرياضيات والهندسة وعلوم الأحياء والكيمياء والتي لا تخضع لسلوكيات وأفكار الناس الذين يخضعون هم لها مثل تعاقب الليل والنهار والفصول والمواسم والمناخات والأنواء الجوية وأنواع سطح الارض الخ .

ثانيا-كما ان (المبادئ) هي ايضا نظريات وقواعد وافتراضات ومذاهب وفلسفات مثالية وأخلاقية وروحية (متحركة ومتغيرة ومتبدلة ومتجددة) والتي منها مبادئ وقيم العدل والمساواة والحقوق والحريات باعتبارها قيما مثالية عليا سامية لا يستطيع تملكها والتقيد والتمسك بها وممارستها على نمط وأسلوب واحد وفي كل الظروف الجغرافية والمناخية والاقتصادية والثقافية والسياسية من قبل (كل الناس البالغين سن الرشد الطبيعي الفسيولوجي) بل القلة القليلة جدا منهم يتصفون بصفات النبل والأخلاق والمثالية العليا واغلبهم ممن يطلق عليهم الانبياء والرسل والفلاسفة وشهداء الفكر وليس شهداء الحروب والغزوات والفتوحات العدوانية.

ثالثا- في علوم وفنون السياسة تخضع المبادئ لما يسمى (فن الممكن والتكيف والتعايش والتنازل المتبادل) بنسب تتعلق بالقوة والنفوذ والضرورات التي تبيح وتبرر تطبيق وممارسة المحذورات والممنوعات والمحرمات. اي تطويع المبادئ طبقا لما يطلق عليه (المصالح العامة المشروعة) والتي تتضمن في اغلب الأحيان مصالحا غير مشروعة يفرضها الطاغية والمستبد والمنتصر والغالب سواء اكان امبراطورا او خليفة او سلطانا اوملكا او رئيس جمهورية .

رابعا -في التراث الشعبي العربي. يقال. اذا كانت حاجتك عند كلب فناديه حجي كليب. والأيادي التي لا تستطيع لويها اوثنيها قبلها .والانحناء امام العواصف افضل من الوقوف بوجهها والغاية او الهدف يبرر ويشرعن الوسيلة ولا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل حاجات ومصالح دائما اي قد يتحول الاخ الى خصم يتحالف ضد مع حليف له يشاركه في المصلحة ( الوراثة. السلطة. الخ.

خامسا -لو اراد اي منا ان يراجع سلوكيات الناس في التاريخ البشري. لوجد بأن المصلحين والخيرين ودعاة الحق والعدل والحرية والمساواة هم قلة قلية ونادرة بالمقارنة مع ملايين المليارات التي مارست الغصب والأغتصاب والظلم والاستبداد والحروب تحت ذرائع شتى جغرافية ( توسعية ) قومية (عنصرية ) دينية او مذهبية او من اجل المال.لأن المصالح واشباع البطون اهم من اشباع العقول.

سادسا-في اغلب الأزمان والأوقات تتعارض المبادئ مع المصالح.من الأمثلة ألبارزة في هذا الصدد اشير الى عدد منها-

1-انتشار(هجرات) البشرعلى الأرض فرضتها متطلبات وضرورات حياتهم وليس وفقا لمبادئهم ومثالياتهم .فأستقر وتكاثر الأنسان حيث توجد المياه العذبة والأراضي الخصبة فيما تجنب ولا يزال العيش في مناطق الجبال الصماء والصحراء الرملية والثلجية.

2- كثير من الأديان واللغات والثقافات ولربما كلها (مع استثنات محدودة) تم نشرها وانتشارها بالقوة في قارات اسيا وإفريقيا وأوربا وأميركا حيث يسير(رجال الدين الدعاة )مع الجيوش التي مارست جرائما متنوعة في قتل الاف البشر وهدم صوامعا وحضارات بأسم مردوخ البابلي وأشورالاشوري وجبيل الفينيقي واريس اليوناني وجوبيترالروماني وزرادشت الساساني وبوذا الهندوسي وكونفوشيوس الصيني وموسى اليهودي والرب عيسى المسيحي والله الاسلامي .ولا زالت الأديان واللغات والثقافات تنتشر بأسماء (اديان جديدة )هي الديانات الاقتصادية الرأسمالية والماركسية والقومية).

3- الأمم التي مارست الغزوات والفتوحات والاستعمار لم تظهر الأفكار التي تدعو للمبادئ المثالية والأخلاقية إلا في نطاق محدود جدا لان الغالبية مستفيدين من (منافع الغزوات والفتوحات والاستعمار في العشر اي /10 وهو اسلوب ومنهج روماني والخراج والجزية والاستحواذ على افضل الاراضي وفي كثير من الأحيان سبي نساء واغتصابهن اواسترقاقهن واستعبادهن كما جرى في السابق حديثا في عام 1995 في البوسنة والهرسك وكوسوفو من قبل الصرب والكروات ومثلما جرى لبناتنا الايزيديات العراقيات من قبل عصابات تسمى نفسها اسلامية داعشية ومثلما جرى لاغتصاب فتيات مسيحيات في نيجيريا من قبل عصابات بوكو حرام.

4- في الدول التي مارست الاستعمار الأستيطاني خاصة اسبانيا والبرتغال وهولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والنمسا وروسيا وبلجيكا و(الدولة العثمانية)وظهرت فيها منذ القرن السادس عشر حركات ونقابات فلاحيه وعمالية حرفية وصناعية ولم تظهر فيها (اصوات مثالية وإنسانية) تطالب ب(إنصاف الشعوب المستعمرة ولا بتحريرها وتحررها) لأن مصالحها تبرر لها ذلك وهي ( تحسين ظروف عملها وتقليل ساعات عملها وارتفاع اجورها وتمتعها بالعطل والأجازات المدفوعة الأجر مرتبط بالأرباح التي تحققها المؤسسات التي يعملون بها في بلدانهم وفي مستعمراتهم التي تجهزهم بكثير من المواد والسلع الخام بأقل الاسعار وتضطر ان تشتري طوعا او كرها من مستعمرها موادا وسلعا وبضائعا وحاجاتا نصف مصنعة ومصنعة وبأعلى الاسعار).

5-عشاق ومحبي السلطة يتبنون دائما شعاراتا مثالية (دينية ووطنية واقتصادية وثقافية واجتماعية) من اجل وصولهم للسلطة ثم سرعان ما يتنكرون ويتخلون عن اغلبها لربما دون اراداتهم لأن السلطة وتعقيداتها تبعدهم طوعا اوكرها عن المبادئ المثالية لان تعدد وتنوع وتعقد الأمور والشؤون الحياتية اليومية والظروف المناخية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية تجبرهم على تعديل وتغيير وتبديل شعاراتهم وبرامجهم ومناهجهم كما ونوعا.

سابعا كل هذا الواقع الفعلي لا يقلل من اهمية وضرورة المبادئ والقيم الأنسانية المثالية (حب الناس. الصدق. الأمانة. الإخلاص في الواجب. النزاهة . الأيمان الخ .

د. حسن الزيدي



#حسن_كرمش_الزيدي (هاشتاغ)       Al_Zaidi_Hassan_Karmash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر عن زيارة لافروف للعراق للعراق غير مجدية
- وجهة مظر عن الذكرى ال 42 عاما لتجربة محو الأمية في العراق
- ندوة المنتدى الثقافي العراقي في فرنسا
- مباريات كأس الخليج العربي/25حجمت دعاة العنصرية والطائفية
- وجهة نظر عن الولاء للوطن الام ووطن المهجر
- وجهة نظر عن مفهوم الاقليات
- الكاتبة الاميريكة البريطانية اليزابيث جيلسيا ماننك.تساهم باد ...
- بين3/7. 2022.11بابا الفاتيكان يزور مملكة البحرين.
- وجهة نظر.(بعض مبررات دعم الانتفاضة العراقية في 2022.10.25ضد ...
- وجهة نظر عن (المسألة العراقية .من وجهة نظرالكاتب الفرنسي بيي ...
- مقتدى الصدر يحاول انقاذ شيعة العراق من الجرائم والخيانات الت ...
- العلمانية في خطر في تونس
- وجهة نظر.(نفوذ الجارتين ايران وتركية في العراق اخطر من نفوذ ...
- وجهة نظر .نفوذ الجارتين ايران وتركية في العراق اخطر من نفوذ ...
- وجهة نظر (فلسفة الحروب. هي ليست اقدارا سماوية بل هي اضطرارا ...
- وجهة نظر .(مظاهر التخلف في الشرق العربي الإسلامي ليس فقط الا ...
- وجهة نظر. الشك التلقائي لغالبية الشعوب العربية والإسلامية با ...
- وجهة نظر عن (بعض أسباب تعثر وحدة اليمن وتنامي وحدتي فيتنام و ...
- الذكرى ال 18 لغزو العراق. هل هو تحرير ام غزو
- عن بعض دساتير ودمقراطيات دول العالم


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن كرمش الزيدي - وجهة نظر(حول مفهومي المبادئ والمصالح التي تتقدم في الغالب على المبادئ).