أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)















المزيد.....

لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 09:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولد بيير لويس التوسير يوم 16 أكتوبر 1918 في بلدة بيرمندريس، بالقرب من الجزائر العاصمة، وتوفي يوم 22 أكتوبر 1990 في عيادة دي لا فيريير (إيفلين). فيلسوف، محاضر في الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة (1948-1980)، التي أصبح سكرتيرا لها في عام 1950؛ عضو في الحزب الشيوعي ابتداء من عام 1948، دون أن يشغل أي منصب قيادي، المنشط الرئيس ل"حلقة بوليتسر" في المدرسة العليا للأساتذة ابتداء من عام 1948؛ مدير مجموعة "Theory" بدار النشر ماسبيرو (1965-1980).
تميزت إلى الابد حياة لويس ألتوسير، المولود لأبيه شارل ألتوسير (1888-1975) وأمه لوسيان ألتوسير (1899-1995)، بطابع المأساة: مقتل زوجته هيلين ريتمان بخنقها يوم 16 نوفمبر 1980.
كانت هيلين ريتمان رفيقته منذ عام 1946، وتزوجها في عام 1976. تبدو محاولة تتبع قصته بأثر رجعي من الصعوبة بمكان، خاصة أنه لن يكون من الصعب على أي شخص أن يجد ما يبحث عنه من علامات أولية على هذا الفعل الذي لا يمكن إصلاحه: في رسالة إلى فرانكا مادونيا بتاريخ 25 أكتوبر 1961، أدلى لويس ألتوسير بهذه الملاحظات المرعبة حول هيلين: "كانت تعاني، تطلب إنقاذها من كل معاناتها، وفي نفس الوقت ترفض المساعدة التي تقدم لها بعنف مهول، كانت تدافع عن نفسها ضد الشخص الذي طلبت مساعدته كما لو أنها تدافع عن نفسها ضد الرجل الذي سيأتي باتجاهها ليخنقها ".
في الواقع، لا شيء سلم من التوظيف: اختزال ألتوسير إلى حالة نفسية، محاولة شفافة إلى حد ما لجعلها رمزا لجنون الماركسية أو الشيوعية أو كآبة القرن، وتحليل القتل باعتباره موتا للشيوعية، بل مجرد ومحض هذيان تأويلي يتجلى في الأحرف الأولى AIE لعبارة Appareils Idéologiques d Etat (الأجهزة الأيديولوجية للدولة) مثل الصدى المتوقع لصرخة هيلين الأخيرة (نحن لا نخترع أي شيء!).
سنكون على حق دائما عندما نرفض هذا القصة "في الزمن المستقبل السابق" والإعلان عن عدم اختزال النظري والسياسي في السيرذاتي. ومع ذلك، بأحد المعاني، يسلط الحدث النهائي بالفعل الضوء على المصفوفة الأساسية للمشروع الألثوسيري: التوتر الذي لا يطاق بين الحجز المنهجي في مجموعة من البنيات الخانقة بشكل متزايد والمطالبة المتزايدة بحرية لا تخضع لمساءلة أي شخص.
عاش لويس ألتوسير في الجزائر العاصمة حتى سن الثانية عشرة. استقر فلاح مورفانديو المتواضع، جده لأمه بيير بيرغر (1856-1934)، الذي تمت ترقيته إلى حارس غابة، في الجزائر حوالي عام 1870 مع زوجته مادلين (توفيت عام 1951). وإذا تمكنت ابنتهما الصغرى، جولييت، من ممارسة مهنة التدريس، فقد اضطرت ابنتهما الكبرى لوسيان (1899-1985) إلى التخلي عنها عندما تزوجت في يناير 1918 من شارل ألتوسير.
بعد اختيار الجنسية الفرنسية في وقت جرى فيه ضم الألزاس من قبل ألمانيا، اضطرت عائلة ألتوسير الكاثوليكية والمحافظة للغاية إلى الهجرة إلى الجزائر عام 1871، حيث كان جد الفيلسوف المستقبلي، جوزيف، الموظف في المياه والغابات كولمار (أعالي الرين)، حصل على وظيفة معادلة. بعد شهادته المدرسية، أصبح شارل، الابن الأكبر، ساعيا لدى شركة البنك الجزائري. كان لا يزال يعمل أمين الصندوق في عام 1914، وعُيِّن مديرا للفرع في الجزائر العاصمة، قبل أن تتم ترقيته في مرسيليا (بوش دو رون)عام 1930، ثم في ليون (رون) عام 1936، حيث قام بجلب أسرته تباعا.
باعتباره طالبا لامعا، تابع لويس، شقيقه الأصغر، دراسات ذات نفس طويل، محاطا بهالة أسطورة عائلية حقيقية بموجبها كان سيجتاز امتحان القبول في المدرسة العليا للأساتذة بسانت كلود: مما لا شك فيه أن المسار المستقبلي للفيلسوف لويس ألتوسير ليس غريبا عن هذه الأسطورة العائلية، تماما مثل الاحتراز العميق لدى طالب المدرسة العليا للأساتذة بزنقة أولم إزاء المدرسة العليا للأساتذة بسانت كلود. لأن وجود لويس ألتوسير يرجع فقط إلى وفاة عمه الحامل لنفس الاسم والذي قُتل في الحرب عام 1917.
عندما أبلغ شارل ألتوسير لوسيان بيرغر باختفاء هذا الخطيب المحبوب، اقترح عليها فورا الزواج منه؛ من هذا الاتحاد ولد لويس وجورجيت على التوالي (1921-1991)؛ سيظل الأخ والأخت دائما قريبين جدا من بعضهما البعض، حتى اثناء التوترات الكبيرة التي غالبا ما يتأثران بها في وقت واحد. لم يعد لويس ألتوسير أبدا إلى الأماكن التي أمضى فيها طفولته، ولا يمكن إلا أن نصدم بصمته العميق المستقبلي بشأن الحرب الجزائرية، حتى في مراسلاته الخاصة.
بعد الانتقال إلى مرسيليا في عام 1930، استمرت دراسات لويس ألتوسير في الاستجابة بالكامل لانتظارات الأسرة. في عام 1936 حصل على البكالوريا في الرياضيات والفلسفة. بين 1936 و1939، كان في القسم الدراسي التحضيري بثانوية بارك بليون، حيث تلقى تعليما خاصا من جان غيتون وجان لاكروا في الفلسفة، و من جوزيف اورز في التاريخ.
بعد أن أصبح "أمير تالا" في عام 1937، أي ممثلاً لتلاميذ الأقسام التحضيرية الكاثوليكيين، سعى إلى إنشاء قسم من الشباب الطلابي المسيحي من بينهم. لكن لو لم يكن غير حساس لما أطلقت عليه الكنيسة آنذاك "المسألة الاجتماعية"، لكان في الوقت الحالي متموقعا إلى اليمين ولأكد نفسه كملكي، دون الانتماء إلى أي تنظيم.
في يوليو 1939، احتل الرتبة السادسة في لائحة الناجحين في امتحان الولوج إلى المدرسة العليا للأساتذة، لكن دراسته لم تبدأ إلا بعد التحرير.
من يونيو 1940 إلى ماي 1945، كان أسير حرب في ألمانيا، حيث يبدو أنه ولج لأول مرة إلى المستشفى بسبب الاضطرابات العقلية، وعانى من الأزمة الأولى المرتبطة بمعتقداته الدينية.
في عام 1943، لعب دوره السياسي السري الأول مع روبرت دايل، أحد المقربين من الفرنسيين في معسكر 10 A؛ أقام صداقات لأول مرة مع عامل مناضل (أندريان بروفوست، الملقب برينيه ميشو)، ثم مع شيوعي متشدد (بيير كوريج). رجل موثوق به من الفرنسيين في المعسر سالف الذكر؛).
ستكون السنوات 1945-1948 هي سنوات إنشاء نظام لن يتغير بعد ذلك. في عام 1947، حصل على دبلوم الدراسات العليا من خلال كتابة اطروحة عن هيجل، تحت إشراف غاستون باشلار، والتي ستضع إلى الأبدإطارا لقراءته للفيلسوف الألماني. حصل على المركز الثاني في تجميع الفلسفة عام 1948، وعُين على الفور جامعا للفلسفة ("كايمان" في اللغة المحلية) في المدرسة العليا للاساتذة التي استقر بها حتى عام 1980.
في يناير 1946، تعرف على هيلين ريتمان و نسج معها علاقة لم تكن حصرية على الإطلاق. لكونه ضحية اكتئاب خطير، تم نقله إلى المستشفى في سانت آن بين مارس وماي 1947، حيث عولج من الذهان الهوسي الاكتئابي: طوال حياته، سيعود لأخذ العلاج بالمستشفى كل ثلاث سنوات تقريبا.
في نوفمبر 1948، انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي. في عام 1950، اتصل بالطبيب النفسي والمحلل لوران ستيفينان، الذي كان مريضه حتى عام 1964.
لم يكن الانتقال من الكاثوليكية إلى الشيوعية سوى خط مستقيم. إذا كان لويس ألتوسير الآن على اليسار بشكل واضح، فقد كان ولا يزال مسيحيا، قريبا جدا من المجموعة الصغيرة المتحدرة من ليون "شباب الكنيسة"، التي تأسست في كلامار (نهر السين) تحت إشراف الأب الدومينيكي موريس مونتيكلار.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير مفصل حول ملف عقاري رائج حاليا بردهات محكمة الاستئناف ب ...
- المحطات الأساسية في حياة العلامة ابن خلدون
- المغرب: العوامل المتحكمة في غلاء أسعار الخضروات واللحوم من م ...
- فلسفة الأنوار وموت الموت حسب ماريو يونو ماروزان
- جمال العسري ينخرط في موجة انتقاد آخر جلسة حوارية بين النقابا ...
- عن الأدب المكتوب في المعتقلات النازية والستالينية
- الدولة الاجتماعية وفق صنافة غوستا إسبينغ أندرسن
- تفاصيل اختفاء أغاثا كريستي عن الأنظار
- هل ستؤدي المصالحة بين الرياض وطهران إلى وقف الحرب في اليمن؟
- الحمض النووي اامستخلص من خصلة شعر بيتهوفن يكشف عن أمراضه
- ميشال مافيزولي عوج بن عنق السوسيولوجيا الفرنسية
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت-قواعد لتوجيه الفكر-
- تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب برسم 2022: ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الخامس و ...
- الطاهر بنجلون يكتب عن موت الرجل العجوز الذي كان يقرأ الروايا ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الرابع)
- ماكرون يتحدى الغضب الشديد بسبب إصلاح نظام التقاعد
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الثالث)
- المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة توقيف بحق بوتين بشأن جرا ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الثاني)


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)