أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - عندما تكون جبهة “النصرة” ضمان الحماية














المزيد.....

عندما تكون جبهة “النصرة” ضمان الحماية


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خمس سنوات من الاحتلال، خمس سنوات من التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي، خمس سنوات والإنسانية تباد في عفرين، خمس سنوات على موت الضمير العالمي.
منذ 18 آذار 2018 وعفرين تعيش تحت نيران الاحتلال التركي بموجب مؤامرة دولية قذرة، وتُمارس فيها شتى أنواع الانتهاكات المنافية للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية من قِبل المجموعات المرتزقة المرتهنة لدولة الاحتلال التركي والتي تأتمر بأوامرها.
خمس سنوات كانت كفيلة لتعرية حقيقة المجتمع الدولي ونفاقه وازدواجية معاييره حيال ما يتعرّض له سكان عفرين الأصلاء من تهجير ونزوح قسري، واختطاف وقتل واغتصاب ونهب وسرقة للممتلكات والآثار واستهداف المعالم الدينية وقطع الأشجار وتصحير المنطقة، وخلق فتنة كردية عربية عبر نشر ثقافة الكراهية، والقضاء على حالة التنوع عبر صبغها بالتطرف والشوفينية.
آخر تلك الانتهاكات كان قتل أربع رجال من عائلة واحدة مُحتفلين بإيقاد شعلة نوروز في20 آذار من هذا الشهر، جريمة لم تكن بغير المتوقعة أو المفاجئة، فتلك المجموعات المرتزقة منذ الأيام الأولى من غزوهم واحتلالهم لمدينة عفرين قاموا بتدمير تمثال كاوا الحداد لما يُمثله من رمزية لنوروز والشعب الكردي.
ذلك البطل الثائر على الظلم والديكتاتورية والاستبداد، كاوا الذي حمل شعلة النار مُعلناً عن بداية يوم جديد من الحرية والديمقراطية، منذ آلاف السنين وأحفاد كاوا يوقدون النار في ليلة نوروز معاهدين السير على نهجه في الحياة الكريمة والحرة. المرتزقة بفعلتهم هذه حاولوا استهداف القضاء على روح التمرد لدى الشعب الكرديّ، تنفيذاً للمقولة التركيّة (الكردي الجيد هو الكردي الميت)، وخلق مجتمع ميت خال من الهوية والثقافة والتاريخ والذاكرة.
ما قام به شباب جندريسه ما هو إلا وفاءً لذكرى كاوا وجواباً لسياساتهم القمعية الانكارية، بأنهم شعب حيّ حافظ على ديمومته، وعصي على الانصهار والتخلي عن هويته خيانة. جريمة جندريسه ما هي إلا تكرار لسيناريو حادثة استشهاد سليمان آدي عندما تظاهر مع أقرانه الكرد وأخوته من السوريين دُعاة الحرية والديمقراطية عام 1986 أمام القصر الجمهوري للطلب من حكومة دمشق الاعتراف بعيد نوروز وجعله عطلة رسمية، فكان الرد حينذاك مواجهته بالرصاص الحي.
وشهداء إيقاد شعلة نوروز عام 2008 محمد زكي رمضان، أحمد محمود حسين، محمد يحيى خليل من قبل أجهزة النظام البعثي في مدينة قامشلو، وأن اختلف الفاعلون والزمان والمكان لكن الذهنية هي ذاتها، ذهنية الإنكار والإقصاء ورفض الآخر المختلف.
بعد 12 عاماً من الحراك الثوري السوري وخروج الشعب السوري بكافة أطيافه للمطالبة بحياة كريمة وتحسين الوضع المعيشي والحرية والديمقراطية، والأهم من كل ذلك الأمن الإنساني. 12 عاماً من التضحيات والملايين من النازحين والمهجرين والضحايا والجرحى وتدمير شبه كلّي للبنية التحية. يصبح معيار وضمان الحماية للمجتمع هو (جهة النصرة) التي تعتبر أبشع من حاول أن يكون من المعارضة ويمثل الثورة في سوريا.
حيث وجدنا وأثناء متابعتنا مجريات الجريمة النكراء بحق المدنيين العزّل في عفرين بمجرد احتفالهم بعيدهم القومي كيف تحولوا إلى مرمى استهدافات مرتزقة تركيا، لتخرج على أثرها تظاهرات حاشدة تعم ما يُسمى بـ “الشمال المحرر” المحتل تركيّاً، والتي لم تتحرر سوى من سكانها الأصلاء، مطالبين بتدخّل الجبهة (فرع القاعدة) لحمايتهم من إجرام المجموعات المرتزقة. عندما يدفع اليأس البعض للمطالبة بتدخّل (النصرة) ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي لتخاذله في تلبية مطالب الشعب المحقة.
ما يحدث في عفرين كارثة على كافة الأصعدة تتحمل مسؤولياته دولة الاحتلال التركي بالدرجة الأولى، وجميع الدول المتواطئة في احتلالها والتي تمت بموجب مقايضة واستبدال الغوطة بعفرين.
لإنقاذ ما تبقى ووضع حد للانتهاكات المنافية لجميع المواثيق والأعراف الدولية. يتطلب من المجتمع الدولي إعلان منطقة عفرين (منطقة منزوعة السلاح) وإنهاء الاحتلال الفوري للدولة التركية وإخراج المجموعات المرتزقة منها، وتقديم الجناة للعدالة.
العودة الآمنة والطوعية لسكانها الأصلاء إلى مناطق سكناهم الأصلية وبرعاية وضمانات دولية، وإلا ستتحول عفرين إلى أفغانستان ثانية، يُديرها من تتلمذوا على يد أسامة بلادن والبغدادي وسيد قطب وأردوغان.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرياضة، ما بين الدبلوماسية والإرهاب
- ولاية جديدة من البوابة العربية
- موسكو، الاجتماع الثلاثي في مواجهة المشروع الوطني
- الغلبة لإرادة الشعوب مهما طال الاستبداد
- الإرهاب التركي مجدداً على الشمال السوري
- معادلة الإفلاس السياسي.. هزلية مسرحية إسطنبول
- الأزمة السورية…حلول على رمال متحركة وآمال بغدٍ مشرق
- جميلات وطني يكشفن النقاب عن القبح الدّولتي
- ما بين قمم مدريد، جدة وطهران أردوغان يعود خالي الوفاق
- الثالوث الإرهابي والنفاق الدولي
- أين سوريا من معمعة التحالفات والاستراتيجيات الدولية الدرامات ...
- الحزام الإرهابي في الشمال السوري طوق نجاة خليفتهم
- اللاجئين السوريين ورقة أردوغان الرابحة في بازاراته بالمحافل ...
- نساء ذقن طعم الحرية، فهزمن الإرهاب ولن يهزمن
- العدالة والتنمية.. وخفايا عمليات التطبيع
- الأزمة الأوكرانية وإعادة تعويم الإسلامويين
- الإرهاب ومعمعان الفوضى الخلاقة
- الحرب الأوكرانية: وسيناريوهات مستقبل المنطقة
- المرأة: ولادة التنظيم من رحم الفوضى الخلاقة
- الأزمة الأوكرانية وتغيير موازين القوى في سوريا


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - عندما تكون جبهة “النصرة” ضمان الحماية