أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - فلسطين .. أم البدايات














المزيد.....

فلسطين .. أم البدايات


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتعرض فلسطين الإنسان الأرض والسماء والماء والحجر، كل يوم الى هجمة جديدة، ومذبحة جديدة ويمارس على أرضها كل يوم جرائم تفوق ما يوصف بالجرائم ضد الإنسانية وكل ذلك بلا حسيب أو رقيب، في ظل صمت دولي، وسكوت وغض الطرف من الهيئات الدولية التي سأم شعبنا من بيانات إدانتها واستنكارها، والتي ما أن تقوم سلطات الاحتلال بجريمة ما، حتى تخرج تلك البيانات البالية التي تصطف كلماتها بشكل رتيب وبلا مجهود يذكر، خطابات مكررة ثابتة النص إلا اسم الجريمة ومكانها ولا تقيم للضحايا أو ذويهم أي شأن، وتعتبره عملاً روتينياً لتدعي نصرها للعدالة.


بالأمس القريب خرج علينا مستوطن ارهابي برتبة وزير، الإرهابي بتسلئيل سموتريتش، الذي أدعى بكل وقاحة بأن "لا يوجد شعب فلسطيني وأن هذا ليس سوى اختراع يعود عمره إلى أقل من مائة عام"، وتابع سموتريتش القول: إن "العرب اخترعوا شعباً وهمياً من اجل التصدي للحركة الصهيونية، وإن هذه الحقيقة التاريخية يجب أن تُسمع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن"، وحتى يتكمل سيناريو الارهاب لا بد من اضافة شعار (منظمة الأرغون الارهابية) -المنظمة العسكرية الوطنية في ارض اسرائيل- على المنصة التي اعتلاها سموتريتش، والتي تدعي أن فلسطين التي يريدونها هي أرض فلسطين بالاضافة الى المملكة الاردنية الهاشمية، ولعل سموتريتس نسي أو تناسى أن وجود جدته في قرية (المطلة) الفلسطينية المغتصبة والتي أقيم عليها مستوطنة ميتولا، وهي تجمع لمستوطنين قدموا إلى فلسطين من روسيا، لا يدل إلا على بجاحته وغبائه الشديد، وأن قدرته على الكذب لن تغطي على حقيقته كمستوطن غريب عن هذه البلاد، مستوطن لا يملك فيها ذرة تراب شاء أم أبى، وأن سرده لتاريخ مزور أمام حشد ما، لا يجعل من سرديته حقيقة وأمر واقع، وأن وجود جدته المقبورة على أرض فلسطين لا يؤرخ للارض، فالتاريخ لا يوثق النكرات، والشعب الفلسطيني ليس بحاجة لتنقيب عميق عن أصوله فهم فلسطينيون رغم أنفه، شعب سكن هذه المنطقة وعمَرَها لآلاف السنين، فهل يستطيع انكار ان اسم فلسطين لوحده ذكر في مسلة (أدريمي) ملك الالاخ (تل العطشانة) في منتصف القرن الخامس ق.م، وذكرت ايضاً في عهد الملك الآشوري (أدديزاري الثالث) حوالي 800 ق.م، وغيرها من الادلة، فالتاريخ كتب فينا وعنا ما لا يستطيع المخرفون والدجالين تحريفه وتزويره، وأن المحاولة البائسة التي بذلها المتطرف الارهابي سموتريتش، ومن قبله العديدون لن تغير شيئاً من تاريخ أصغر حجر في مدينة اريحا -مدينة القمر- (١٠ الاف سنة ق.م) فتاريخنا وهويتنا وقوميتنا معروفة، على عكس من لُم شملهم من أصقاع الأرض، لُقطاء بلا هوية او تراث او حتى لغة مشتركة، واستقدموا الى فلسطين لتجعلهم بريطانيا خنجراً مسموماً في خاصرة العرب، ولترتاح الدول الاوربية من شرورهم وازالة خطرهم الذي يشكلونه في مجتمعاتهم، ولتطوي اوروبا صفحة أحياء الغيتو السوداء في تاريخها، الى الابد ولتنشر طاعون الصهاينه في فلسطين.


فليعلم القاصي والداني أن الأرض لن تتكلم الا العربية والعربية فقط، ولن يسمع لَحن فيها إلا إذا كان عربياً قحاً، وليتذكر هذا المستوطن المتطرف أن مصير الغزاة عبر التاريخ هو النسيان، فالتاريخ لا يمجد إلا أصحاب الحقوق ويحيل المارقين أمثاله الى أظلم زواياه، وتطارد الغزاة لعناة من طردوهم، وليتذكر جيداً أننا شعب لا نستكين للمحتل ولا نرضى أن نعيش تحت رحماته أو ونعيش تحت نصال حرابه، شعب حر يعيش بكرامة ولا يقبل غيرها، أصوله ثابتة ثبات سنديان الجرمق وشامخ شموخ الكرمل، وتصدى للغزاة وطردهم من أسوارها المنيعة كما قلعة عكا، وليعي جيداً أن للأرض حبيبة ولا بد من يوم تشرق شمس الحرية على شعب اشتاق لها.


ختاماً لا أجد أبلغ مما قاله الأديب الفلسطيني الراحل، غسان كنفاني لوصف كذبة الإرهابي سموتريتش، " إن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها ، كائناً من كان ، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم ، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه…"



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والأفاعي
- مخرجات قمة الاتحاد الافريقي 36 ودولة الاحتلال
- فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 
- الانتظار
- قراءة في استطلاع ADL، أشكال معاداة السامية
- الاعتقال الإداري التعسفي والقانون الدولي
- القبلة الكنعانية
- الحمى
- كريم يونس
- ارهابي برتبة وزير
- تلاميذ بن عسقلة
- المونديال والقضية الفلسطينية
- دجاجة حسين
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- بريطانيا تنقل إليها آلاف الأفغان من المتعاونين معها بعد تسري ...
- بفعل الرسوم الجمركية.. تسارع التضخم الأميركي إلى أعلى مستوى ...
- القضاء الفرنسي يبحث عن مكان تواجد الأسد وعدد من رموز نظامه
- رئيس الوزراء الإسباني يزور موريتانيا الأربعاء رفقة وفد رفيع ...
- تونس: -تدهور خطير- لأوضاع المحامين؟
- تونس: -تدهور خطير- لأوضاع المحامين؟
- تونس: منظمات تدعم ترشيح الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز لجائزة ن ...
- ليبيا واليونان تؤكدان على أهمية الحوار وحسن الجوار رغم أزمة ...
- الألعاب الأولمبية الشتوية 2026: إيطاليا تعرض الميداليات التي ...
- ترامب: لا أقف مع أي طرف وزيلينسكي يجب ألا يستهدف موسكو


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار أسامة جبر - فلسطين .. أم البدايات