عشتار الفصول:12792 رسالة إلى رجال الأكليروس في الكنيسة السريانية الإنطاكية خاصة ً .(هولندا نموذجاً)

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 16:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

رسالة من أخ حريص على وجودكم ومهمتكم الكهنوتية التي تتطلب منكم المزيد من الروح التي من المفترض أن تكون بينكم بالفعل وليس بالقول أو الادعاء. أعني الروح التي دعانا إليها السيد المسيح .
تلك الروح المتواضعة التي تُشعر الرعية بنوع ٍ من قداسة شخصيتكم إذا ما التقيتم بالرعية في أيّ مناسبة كانت .إنما الحقيقة أجدكم ولست أدعي ما ليس في أغلبكم من سلوكية متغطرسة حيث أنكم لا تتمتعون بروح دعانا إلى أن نعيشها السيد المسيح له كلّ المجد .بل بالعكس تماماً. تمارسون الغطرسة والتعالي وتُظهرون على أنكم أشبه بآلهة علينا أن نعبدكم.
فهل كان سيدنا يسوع المسيح له المجد رغم كيانه يُمارس هذه الروح أم كان متواضعاً علمنا أنّ التواضع يرفع من قيمة المرء من كان فليكن ولهذا يُقاس سلوك المرء بشكل عام بالتواضع وأنتم أول من يجب أن يُحقق هذه السلوكية.
والسؤال المشروع والشرعي الذي جاء بعد خبرة طويلة خاصة في بلاد الاغتراب .
لماذا يا أخوتي هذا الصلف وكأنكم مرتبة لا يمكن أن يطالها أمثالنا نحن المؤمنين ؟
الحقيقة لستُ من هواة مجالسكم ولا أريدها ،كما لا أريد الخوض في متاهاتها .إنما لقاءاتي معكم تكون بالصدفة .فيما إذا توفي أيّ قريب ٍ أو صديق ونأتي لوداعه . أو في مناسبات الأعراس .ونحن لا نجيء لبيوتكم الخاصة يا سادتي .بل نأتي إلى الكنيسة بيت ربنا وسيدنا يسوع المسيح وقد شاركنا في بنائها بشكل أو بآخر . أما أنتم فأعتقد وظيفتكم الحقيقية أن تكونوا لنا قدوة وخداماً للرعية يا سادتي وإخوتي .
فعندما نلتقي ــــــــ أرى ومن باب أنكم تمثلون مرتبة من مراتب تلاميذ الرب يسوع المسيح ـــــــ عليكم أن تتمتعوا بالتواضع مع الكبير والصغير . كيف يُمكنني أن أعرف وأرى وأحس بأنكم على درجة من التواضع و أنتم تمرون بجانب من قام لاستقبالكم ويُفترض عليكم أن تحركوا يداً من أيديكم يمنة وشمالا مع ابتسامة حقيقية نابعة من القلب كتعبير عن أنكم تلقون على الذين وقفوا لاستقبالكم التحية التي يجب أن يتحلى بها الراعي الصالح.؟!!
وعندما تعتلون المنبر فأرى أول ما تقومون به بعد التحية الكهنوتية أن تشكروا الإخوة المؤمنين الذين جاؤوا لأيّ سبب كان فوجودهم يعني وجودكم فلولاهم أصلا أنتم لا وجود لكم ولا يمكن لعاقل أن يقول أن وجودكم هو الضرورة الأسبق لوجودهم .كما أنّ وجودكم بالأساس هو لخدمة هؤلاء المؤمنين كافة . مهما كانوا وعلى أيّ درجة من الهيئة والمعرفة والمذاهب السياسية كانوا .
يا سادتي الكرام أقسم بالله طفح الكيل من سلوكياتكم المصلحية والتجارية والانتهازية .لأنكم تعاملون الرعية بحسب ما تغدقه عليكم من هدايا وبهذا لا فضل لكم كما أرى أن محاسبتكم ضرورة لاستمرار وجود الكنيسة السريانية الأرثوذكسية .
ولهذا أقولها واضحة وأطمئنكم عندما سأموت لن أدفن في مدافنكم وسأطلب من أسرتي أن تستدعي قسيساً كاثوليكياً أو بروتستنتياً أو بوذياً لايهم لكي يُصلي على جثتي. ماذا يُفيدني حضوركم يومها وأنتم بالأساس لا تأتون بدون أن تستوفوا أجركم من أهل الميت أو العريس أو .....
لهذا أراكم تُخالفون جوهر المهمة التي أنتم موجودون من أجلها.
هناك أناس يُفترض أنكم قد سمعتم بهم ويستحقون أن تستدعوها إلى مقاركم وتلتقون معهم وتسمعون لهم ولمقترحاتهم في تطوير العمل الكنسي .أو أيّ أمر يخص شعبنا وأبناء كنيستنا .
أم أنّ هؤلاء ليسوا من فريق الانتهازيين والماليين الذين يُغدقون عليكم أموالاً شهريا وسنوياً؟!!
منذ أكثر من ثلاثين عاماً وأنا بالقرب من دير مار أفرام السرياني بهولندا . تمنيتُ يوماً أن أتلقى رسالة تقول أيها الملفان اسحق قومي نتمنى حضورك لنتباحث بالشأن الفلاني.
ألا تخجلوا أنتم وحاشيتكم وزبائنكم ومجالسكم الملية على أنفسكم ؟!!
والله إن ّ وجودنا في المغتربات ومع سلوكيتكم المتعالية والمتغطرسة هذه ليزيدنا إصراراً على أن الغرباء أفضل منكم يحترموننا ويُقدروننا ليس لشيء إلا لأنهم يعرفون ويقدرون ما قد حصلناه بتعبنا وسهرنا من علم ومعرفة يا سادتي. وأقولها واضحة صارخة إنكم تُهينون الكبار والمستحقين بدون وجه حق وقد لا تعرفون ذلك وربما لم يخطر ببالكم هذا بل أنكم تعتبرون أنفسكم على رعية في قرى طورعبدين أو قبل ثمانين عاماً.
أيّها السادة ، الإخوة من رجال الكهنوت من كنتم كونوا لكن أقولها كنا في الوطن مقدرين ومحترمين ونتولى مهام تربوية وسياسية وأدبية ثقافية .عند الدولة السورية والمجتمعات العربية الإسلامية لماذا أنتم غير مكترثين بنا أيها السادة ؟!!
إذا لم تكرمني يا سيادة المطران وحتى البطريرك والقس والخوري وأنا على قيد الحياة لما أستحقه وليس هباء ولا زلفى وما بذلته وأبذله في سبيل كنيستنا وأبناء شعبنا والإنسانية .
أقول لك وأنا من عاند الريح عندما تريد أن تتعالى على همتي لا بارك الله بك وبرجالك وبصلاتك وأنا ميت. ستستعجلون رمي في تلك الحفرة بصلواتكم التقليدية كمسرحية قديمة كما نرى أمامنا وينفض الجميع لكن ثقوا أنني أوقفتُ التاريخ وسأوقفه رغماً عنكم وعن عصاباتكم وما فياتكم.
إنكم بالحقيقة تُهينون الشاعر والأديب والباحث والذي يستحق التقدير .تُهينون الطبيب والمهندس والمدرّس والمعلم والفنان والموسيقي كفاكم غطرسةً تواضعوا قبل أن يأتي الطوفان عليكم وعلى مؤسستكم التي بدأت تتساقط حوافي جدرانها ويهرب الكثير منها إلى غير كنائس.
ستهتز عروشكم قريباً لأنكم تتعاملون بروح ليست مسيحية على الإطلاق . المسيحية تواضع ولم أقل أن تتضعوا . نحن نُقبل أياديكم وأنتم تزدادون غطرسة .
ولن أضيف أكثر من ذلك. إنما أمامكم فرصة لكي تصوبوا سلوكيتكم التي من المفترض أن تكون وإلا الناس ستهجر كنيستكم يا سادتي الكرام.
أقسم لا أريد منكم منصباً أو جاهاً إنما الحقيقة أنتم لا تمثلون وأقول أغلبكم لا يمثل المهمة الحقيقية له في مرتبة الكهنوت .كهنوت ربنا وسيدنا يسوع المسيح. تواضعوا، كونوا كما يجب أن تكونوا، قفوا مع من يستحق ليشعر بأنكم بالحقيقة تلاميذا للرب يسوع .غيروا من مجالسكم الملية وبعض أذنابها الانتهازية ، تجددوا في أذهانكم وسلوكيتكم وإذا لم تخافوا ربكم خافوا من الحقيقة التي ستزيلكم من التاريخ عندما تموتون وستموتون .
التوقيع . المدرّس الشاعر والأديب والباحث السوري اسحق قومي.18/3/2023م
ملاحظة: سارعوا إلى حرماني من كنيستكم .فالسيد المسيح له المجد لاينحصر في كنيسة معينة .والإيمان برسالته التي هي الحياة لستم أنتم من يعمل بها لهذا لايهم الصفة التي ستصفوني بها .

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل