أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - قراءة فى رواية (كل من عليها خان) للأديب الكبير السيد حافظ- دراسات في أعمال السيد حافظ (82)















المزيد.....

قراءة فى رواية (كل من عليها خان) للأديب الكبير السيد حافظ- دراسات في أعمال السيد حافظ (82)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (82)
قراءة فى رواية (كل من عليها خان)
للأديب الكبير السيد حافظ
(رواية كل من عليها خان ونظرية اللعب الحر)
بقلم: ايمان الزيات
إن من الصعوبة بمكان لي عنق ذلك النص المتمرد بوضعه في إطار مدرسة سردية بعينها.. وإنما كل ما نستطيع رصده هو ظهور تلك الروح التفكيكية فيه وذلك بتحطيمه لكل ماهو جاهز ومؤطر ومشكل ونظامي سواء كان نظرياً أو ثقافياً أو تاريخياً من خلال فك النص واعادة تركيبه وبنائه على أيدي قارئيه ومحلليه وناقديه.. بحضور الدوال وتغييب المدلول وبمعطيات المنهج التفكيكي التى صاغها (جاك دريدا) ومن أهمها:

الاختلاف

الذي يسمح بتعدد التفسيرات بعد مد القارىء بسيل من الاحتمالات مما يدفعه بالعيش داخل النص وبالمحاولة المستمرة لتصيد موضوعية المعنى الغائبة.

ومعط أساسياً آخر شديد الأهمية في هذا النص ألا وهو (نظرية اللعب الحر)

اللامتناهي لكتابة ليست منقطعة عن الحقيقة ومستلهمة من أفق واسع للمرجعيات الفكرية والفلسفية والنظم وطرق التحليل وكأن الكاتب يقول لقارئيه:

(أيها القارىء العزيز..

لنلعب سويا لعبة التفكيك من الآن فصاعداً نحن شريكان في كل شىء.. منذ عتبة ولوجك لنصنا هذا فاختر ما تشاء من عناوين له فلن أسميه لك؛ فدوري في اللعبة أن أفكك نفسى أمامك فأخرج لك ذاتي

" الشاعرة / والمؤرخة / والساردة / والمسرحية / والفيلسوفة / والمتأملة / والمتبتلة / والمتبرمة / والمتجهمة / والممنهجة / والعابثة ".

سأرتدى الأقنعة وفي كل مرة حزر أنت من أكون ؟!!

وليس شرطاً أن تكون عبقرياً.. وليس هناك من مانع في أن تكون زنديقاً أو نبياً؛ فأنا أريد من الجميع أن يلعبوا معي تلك اللعبة.. وكل ما تتطلبه اللعبة الكبيرة أن تكون "إنساناً" فحسب .

سأمنحك علامات على طول الطريق بالحوار الماتع والمنولوجات الفلسفية.. والمسرحيات الموجعة.. والشعر المحلق الداهش.

سأنفخ في بوق الهداية بكشف العَور حتى لا تفكر بأنى أصعب المسألة عليك.

سأستخدم الكون والظل والضوء.. وأعري آلامي وأفتح لأحلامي طريق الشهرة بالظهور أمامك.. وكل ما أطلبه منك أن تفتح عينيك على الحقيقة.. فاذهب إلى ماوراء السرد أو قف على السطور وتعمق.. المهم أن تصل)

الواو الحافظية

لو أن لحرف أن يغير مسار السرد من النقيض للنقيض ويجمع الأضداد ويضم المترادفات في تدفق وحنو لكان هذا الحرف هو (واو العطف الحافظية) ذلك الحرف العطفي المذهل الذي يدمج المحسوس بالملموس.. ويكثفهما في جملة سردية ذاهلة تعكس مدى رحابة أفكار ذلك المبدع وتتابعها وتدفقها كشلال هادر يسري بعطاء سردي كريم.

أفاد ذلك الحرف نص المبدع أيما افادة حيث لعبت أكثر من دور بلاغي ولغوي وتقني..

فلقدعطفت العام على الخاص.

وعطفت الشىء على مرادفه.

وعطفت الصفات المفرقة.

وعطفت مالا يستغنى عنه من الكلم.

وتعالوا معي نستعرض مثالاً زاخراً وثرياً بتلك الأحجية الإبداعية الحافظية

(وأنا أعرف أن الحب نبي وصبي وبهي وغبي ودني وعتي وشقي وصوفي وفجائي وصدفاوي وقدري وجنوني ومزاجي ونزوي وليس في كل وقت بتقي) .

ويشرح وجهات نظره برحابتها فيقول:

(القمر لا يعرف أسماء الناس والبلاد والعباد)

ويعرف نفسه بشموليتها فيقول:

(وأنا القاص والراوي والبعيد والداني)

لقد تجلت (واو العطف الحافظية) وتزيت وتباهت في هذا النص.. وسيندهش القارىء اندهاشات غير منقطعة بها على طول مشواره القرائي به .

الرواية لدى الأديب هنا عبارة عن معزوفة (بوليفونية) صاخبة بالتعددية في كل عناصرها ومكوناتها البنائية والتقنية.

سنجد تعددية في..

(الضمائر/ الشخوص/ اللهجات / الحوارية / وحتى في الأجناس الأدبية)

وسأكتفي هنا بالاشارة إلى (البوليفونية في الموضوعات) فلقد اشترك وتناص النص في الفكرة والموضوع مع العديد من النصوص العالمية الآخرى سلباً وايجاباً . وعادة ما نجد النص يشترك أو يختلف مع نص واحد على الأكثر ولكن تلك ليس قاعدة من قواعد الفكر الحافظي الرحب والمتفرد .

فمثلاً لم يجلس في انتظار جودو كما فعل (بيكيت) باحثا ً في عبثية الوجود، مستسلماً للزمن.. لم ينتظر أن تأتيه الحلول على طبق من ذهب إنما حلل وعرض وطرح وشرح وقدم فرضيات ومقدمات تجعل المتلقي يصل لنتائج منطقية.. كل هذا في اطار أدبي بديع .

إنها كتابة المنطق في مقابل اللا منطق .

اشترك النص الروائي الحافظي مع (مائة عام من العزلة) (لماركيز) في امتدادها الزمني.. إلا أنه عرض الأحداث بطريقة واقعية بعكس الرواية الماركيزية التى صيغت بداخل اطار خيالي.

وإذا تكلمنا عن الأنثروبولوجيا ودراسة الإنسان في أصوله التاريخية التى تمس جوانبه الإجتماعية وتطوراته الحضارية.. سنجد أن رواية (كل من عليها خان) تقف يدا بيد مع رواية (الكوميديا الإنسانية) لبلزاك الذى انصبت كتاباته أيضا على ذات الموضوع بيد أنه قد حشد في سبيله كل ما كتب من روايات حيث أن الكوميديا الإنسانية عبارة عن كل الروايات التى كتبها بلزاك مجمعة.. أما الفكر الحافظي تخير أن يحشد جيوش التقنيات ويحصن قلاع الأجناس الأدبية في هذا الصدد.. والتى تكفل للنص عناصر الدهشة والجذب والمتعة والمشاركة القرائية التى عمد إليها منذ صفحاته الأولى وحتى نقطة النهاية التى تَعد بالمتابعة القريبة.. حيث لا وجود للنهاية عند المبدع السيد حافظ فهو كما كان بلزاك يقول عن نفسه:

(أما أنا فإنني أحمل مجتمعاً في رأسي).

برعت الذات المسرحية عند مبدعنا الكبير في استخدام تقنية (كسر حاجز الايهام) أو الجدار الرابع.

تلك التقنية البريختية التى طوعها الكاتب تطويعاً مائزاً.. فلقد هدم الجدار العازل بينه وبين القارىء منذ اللحظة الأولى بمنحه حرية اختيار عنوان النص.. ثم وضع عينيه الكتابيتين عليه فبرع بالسكوت عن طريق ايقاف المد السردي قبل أن يتسلل الملل إلى نفس المتلقى ومنحه بدهاء شديد (استراحات فكرية مجانية) من خلال المسرحيات القصيرة بعد أن يقول له بصوت خارجي:

(فاصل ونواصل..

لا تذهب بعيداً)

ثم ينبهه للعودة من جديد ويقول: (عدنا.. اقرأ الآن)

وكأنه كان يتسكع في ردهات الرواية متسلياً بالصور والنظر لأفيشات أفلام وعروض مسرحية أخرى !!

تلك تقنية تجسيدية تشعر القارىء أنه يشاهد فيلماً لا يقرأ نصا .

هذا بالاضافي لجيوش الهجوم اللغوي.. وقلاع التكنيكات وعتبات التناص (اللفظى/ المعنوى / والإيحائي).

إن الكتابة لدي السيد حافظ هي فعل اليقظة الدائمة والدهشة الفريدة..

قرع طبول و دق أجراس ونداءات ونساء ومدن ومتعة لا تنقطع.

سيشهد التاريخ أننا عاصرنا رجلا شحذ طاقاته ووسائله الإبداعية وقدراته الثرية وأعلن الثورة على النمطية ورفع لواء التجديد والابتكار.. رجلا لم تساعده ظروفه بل خدمته امكاناته المتعددة.. ومنحه جرح وطنه الذي يعشقه نكهة خاصة وأنيناً مائزا ونزفاً ابداعياً زكياً. مبدع حفر اسمه على صخر كهوف لم تكتشف بعد فضمن لاسمه الخلود .

إيمان الزيات



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (حتى يطمئن قلبي) للأديب الكبير السيد حافظ-بقل ...
- البنى السردية وروافدها في الخطاب الروائي ل (كل من عليها خان) ...
- مقام البوح على شرفة الجسد رشفة من فنجان قهوة سادة بقلم د. حن ...
- الموتيف في رواية - قهوة سادة - للأديب / السيد حافظ بقلم: دين ...
- رواية - نسكافيه -.. بين النكسة والثورة بقلم: دينا نبيل عبد ا ...
- التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان بقلم / رضوى جابر شعب ...
- ملامح النص ما بعد الحداثي في رواية -كل من عليها خان- للسيد ح ...
- القهر في رواية كل من عليها خان للكاتب السيد حافظ بقلم: رضوى ...
- قهوة سادة بين التجريب والتشتيت بقلم رضوى جابر - دراسات في أع ...
- المعايير الجديدة في المسرواية (حتى يطمئن قلبي ) للسيد حافظ ب ...
- الكاتب التجريبي المغامر - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لاي ...
- غرباء في المشنقة - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (19)
- التَّماهي والاستلاب بين الذات الفردية ، والذَّات الجمعية: مق ...
- البنية والدلالة وجماأليات التشكيل في رواية كل من عليها خان ب ...
- دراسةٌ نقديةٌ حول اغتراب البطل الإشكالي ، ومرتكزات خلاصه في ...
- شعرية اللغة وجماليات السرد في رواية نسكافيه قراءة بقلم د. لي ...
- عبد الحسين وفرسان المناخ عبد الحسين عبد الرضا - صفحات من أور ...
- كم يساوي عمر المثقف ؟ - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت ...
- سحر المكان عطر الزمان.. وروح الإنسان كابتشينو رشفة على شفاه ...
- قراءة في رواية -قهوة سادة- للسيد حافظ بقلم: د. عواطف الزين - ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - قراءة فى رواية (كل من عليها خان) للأديب الكبير السيد حافظ- دراسات في أعمال السيد حافظ (82)