أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان بقلم / رضوى جابر شعبان محمد - دراسات في أعمال السيد حافظ (92)















المزيد.....

التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان بقلم / رضوى جابر شعبان محمد - دراسات في أعمال السيد حافظ (92)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (92)
التضمين الشعري
في رواية كل من عليها خان
بقلم / رضوى جابر شعبان محمد
نحن نقف أمام عبقرية لن تتكرر للكاتب البارع، والمسرحي الساخر -السيد حافظ- تراه في كل عمل له شخصية جديدة تدعم ما في أذهاننا عنه وها نحن بين يدي روايته (كل من عليها خان) حيث نري فيها التلاقي بين المتناقضات الكثيرة نري الجمع الرائع والمزيج بين ما هو مختلف كالموجب والسالب ولأن مفتاح الأعمال الأدبية كما نري هو العنوان فلننظر معا إلى عنوان هذا العمل الأدبي (كل من عليها خان) ترى بين شمول الموضوع والارتكاز وظهر هذا خصيصا بأتيانه بكلمة (من) ويتناول مفتاح العمل الأدبى ستة مفاتيح مختلفة أنارت لنا الطريق نحو العمل نحن بصدد الحديث عنه وكانت كالآتي: فنجان شاي العصر - الرائي - العصفور والبنفسج - كل من عليها جبان - كل من عليها هان - كل من عليها بان - والعنوان الذي اعتمده الكاتب هو (كل من عليها خان) فنرى أمامنا سبعة عناوين لعمل أدبي واحد، فماذا دار في خاطر(السيد حافظ) حينها؟ وما النقطة التي أراد أن يلقي الضوء عليها من خلال هذه الافتتاحية الرائعة؟ ولعله كان الأقرب لي (العصفور والبنفسج) وعندما بدأت في القراءة رأيت فتحي رضوان العصفور، وسهر البنفسج ورأيت التبريزي العصفور ووجد "مسك" البنفسج كانت الدلالة هنا واضحة فلكل منهما صفات العصفور وللأخر صفات البنفسج وبعد قراءتها سبع مرات واختياري في كل مرة عنواناً مختلفاً للرواية ونري العنوان الذي يتم اختياره في كل مرة مناسباً لذلك العمل الأدبي وهنا تكمن عبقرية الكاتب حيث أراد(السيد حافظ)من هذه اللفتة أشياء كثيرة أراد أن يلفت نظرنا إليها إلا أنني أميل إلى أن(السيد حافظ)أراد البحث عن الروح، الروح وحدها هي من تتحكم؛ فالروح تقرأ، الروح تنقد، الروح تكتب، فلكل قارئ روح مختلفة، تختلف عن غيرها ووجهة نظر خاصة به وحده يمكن قراءة العمل منها، ولكل عنوان دلالة خاصة به ومن هنا يمكن القول أن(السيد حافظ) نجح في تحقيق مبدأ البحث عن الروح في هذا العمل وظهر هذا من العنوان -المفتاح الأول- والأهم للعمل الأدبي الذي بين أيدينا والذي استوقفني في هذا العمل هو تضمينه للشعر فكان الملمح الأهم لى فيا تري لماذا استعان(السيد حافظ)بالشعر في روايته؟!.. رأيت أنه أدخل أبياتا في مواضع معينة من النص الروائي تحمل من الدلالة ما يفوق العدد فاقرأ معي أول دخول للشعر في روايته (كل من عليها خان) ص㿋٦:

• سهر كيفك؟

• إحكي بالمصرى.. إزّيك يا أستاذ فتحى.. إنت كويس؟

ضحكت..

• إزّيك. إنت يا سهر.. أنا كويس والحمد لله..

• خبّرني منقذ أنك تركت الشغل فى المجلة ورحت جريدة كبيرة..

آهآه.. تذكرت قصيدة عذاب الركابي..

آه لو عندي أقدامُ

المطرْ !!

آهِ.. لو بدلتُ أحشائي

بأحشاءِ الشجرْ،

ما فاجأني البردُ ،

ولا جفف الضحكةَ في قلبي

القدرْ !!

كان يراودني سؤال عند قراءتي للرواية حينما وجدت قصائد شعرية بها.. لماذا أدخل الكاتب شعراً؟ وهل خدم العمل أم لا؟ وعندما بدأت بقراءة (آه لو عندي أقدامُ المطر!!) تصف الأبيات الحالة الشعورية التي كان بها فتحي ومدي حبه لسهر نري أن دخول بعض الأبيات الشعرية في مواضع بعينها داخل النص الروائي خدمت النص فكانت بمثابة فاصل صغير لا تخرج به عن النص إلا للنص ذاته نري في الأبيات كم المعاناة التي يعيشها فتحي فكأن كل كلمة في الأبيات تصف لنا ما عاشه، نري التمني (آه لو عندي أقدام.. المطر (!! فكان اختياراً موفقاً من الكاتب لهذه الأبيات التي تبدأ ب (آه) الوجع الذي مر بخاطر فتحي أثناء محادثة سهر حتي في ختام الأبيات يختتمها الشاعر (ما فاجأني البرد ولا جفف الضحكة في قلبي القدر) الاستحالة؛ استحالة الحدوث، استحالة ان ينتهي الوجع، وجع الوطن، وجع الحياة، وعذاب الحب الملتهب في قلب فتحي .

ونرى دخول الشعر في موضع آخر فى الرواية

أغلقت سماعة الهاتف راحت تقول فى سرها:

يا غبي! أبعد النار عن الفراشة كي لا تحرقها فتندم لم أعد أستطيع مقاومة رغبتي في الحصول علي فتحي قلباً وروحاً وجسداً لم يعد لدي القدرة علي المواجهة .!

جلست سهر علي شباك غرفة الصالون حيث كانت تسكن في الجميرا بعد أن انتقل زوجها من الشارقة ليكون بجوار المجلة. جلست شاردة . دموعها علي خدها .

الروح

تشتهي عكس الجسد

والروح تعشق ابن الغجر..

لا شيء الآن

بيني

.. .. والجنون

سوى

هذا الضجر المضئ

وقمر..

لا شيء الآن

يحاصرني بالظنون

سوى

عصفور طريد

وبعض مطر

(من قصيدة للشاعرة ريتا عودة)

وهنا نريد خول الشعر مرة أخرى ولكن كان فى خاطر سهر -سهر من عشقها العصفور والقمر-.. العصفور الذي كان ينام في أحضانها كانت دائما سهر تحاول الرجوع إلى الطفولة حيث البراءة وها هو الزوج الغافل عن أحاسيس زوجتة لايشعر بما في داخلها

وهنا لعب الكاتب الدور في توظيف الأبيات الشعرية لخدمة العمل الأدبي وجاء الاختيار موفق وصفت شخصية سهر من خلال هذه الأبيات

(الروح

تشتهي عكس الجسد

والروح تعشق ابن الغجر)

الدلالة هنا واضحة دلالة علي اشتياق لفتحي رضوان هو العشق الذي أصاب قلبها وقلبه وجعل من اللقاء متعة ليس لها مثيل لايمكن الاستغناء عنها ف (سهر) عشقت الروح والجسد والقلب .

ثم تتابعت الأبيات

لا شيء الآن

بيني

.. ..والجنون

سوي

هذا الضجر المضئ

وقمر..

لا يحاصر سهر سوى الضجر والقمر العاشق الآخر لسهر ف لسهر عشاق كثر من البشر حتي وصل عشق سهر إلى العصافير والقمر.

سوى

عصفور طريد

وبعض مطر

العصفور الذي داوم علي عشقها بجنون فدائما كانت العصافير عاشقة لسهر.. تذكرت سهر العصفور الذي كان ينام في أحضان سهر في القرية فعصفورها العاشق هو الوحيد الذي يرجحعها الي طفولتها .

أري أختيار الأبيات هنا كان في صميم الموقف أراد (السيد حافظ) تدعيم فكرته فكان دخول الشعر موفقا في هذا المقام فأكد لنا مافي أذهاننا عن سهر ودعم الحالة الشعورية فيمكننا أن نقول أن الموقف ها هنا بدخول الشعر نشفق علي سهر فتحولت سهر من العاشقة الخائنة لزوجها إلى المرأة المغلوبة علي أمرها.

دائما ما يحاول السيد حافظ تدعيم فكرة الروح.. روح سهر التي كانت تذهب بها بعيدا.. روحها التي تجلب عشاقها حتي جذبتنا ايضا معها .

هكذا كان دخول النص الشعري في الرواية فإنه جعل لها دلالة قوية أتاحت للقارئ الخروج من العالم السردي للرواية والانطلاق للتحليق في سماء الشعر بغير رتابة أو فتور للإحساس والحالة الشعورية القائمة . نري أيضاً حين نقرأ الرواية أن (السيد حافظ) فتح لنا أفقاً جديداً فقد مال بأسلوبه وإحساسه إلي الروح المصرية وبخاصة في الجزء الذي تكلم فيه عن مصر في عهد المستنصر وكيف كان للشدة تأثير قوي علي كل مصري في الأسلوب والتعامل والحياة حتي في الإحساس والشعور، كيف غيرت البناء الداخلي والوجداني للمصرين وقتها. مال(السيد حافظ)إلي إبراز المفارقات ما دامت الفصحى لا تنكرها والعربية السليمة لا ترفضها، أيضاً نراه عبر عما في داخله بألفاظ وجمل محكمة فيها الدقة والقصد وفيها التركيز فلا إفراط في المقدمات ولا لجوء إلي التكرار أيضاً رأينا التصوير بالألفاظ والجمل وتقديم المشاهد المتتابعة فكان(السيد حافظ) حريصاً علي إيصال الصورة كاملة عن الوطن دون إطالةٍ يذكرها لنا كأننا نعيش في عصرها.

وبالنظر إلي العمل الأدبي ككل فأستعين بما يراه "إيزر" أن العمل الأدبي له قطبان ١ -قطب فني ٢قطب جمالي؛ فالقطب الفني يكمن في النص الذي يخلقه المؤلف من خلال البناء اللغوي، وتسييجه بالدلالات قصد تبليغ القارئ بحمولات النص المعرفية والأيدلوجية، أي أن القطب الفني يحمل معني ودلالة وبناءً شكلياً أما القطب الجمالي فيكمن في عملية القراءة التي تخرج النص من حالته المجردة إلي حالته الملموسة أي يتحقق بصرياً وذهنياً عبر استيعاب النص بفهمه وتأويله.

وأري أن (السيد حافظ) قد حقق في روايته هذه المعادلة بأن يظهر لنا العمل من الجانب الفني بما يحمله من دلالة وبناءٍ شكليٍّ، كما لم يغفل عن القطب الجمالي في عمله الإبداعي حيث أشعرنا أننا نعيش مع العمل وكأننا في زمانه.

وفي النهاية أدركنا بالفعل أنَّ (كل من عليها خان) و (كل من عليها جبان)، رأينا (السيد حافظ) قد سلط الضوء علي وجع الوطن، وكيف كان لهذا تأثيراً على الكاتب وتأثيراً علي أبطال العمل وعلي القارئ أيضاً الذي أصبح شريكاً منذ قراءة أول حرف في عنوان الرواية، فبحث (السيد حافظ) عن الروح التى أصابها في كل منا.

بقلم / رضوى حابر شعبان محمد



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح النص ما بعد الحداثي في رواية -كل من عليها خان- للسيد ح ...
- القهر في رواية كل من عليها خان للكاتب السيد حافظ بقلم: رضوى ...
- قهوة سادة بين التجريب والتشتيت بقلم رضوى جابر - دراسات في أع ...
- المعايير الجديدة في المسرواية (حتى يطمئن قلبي ) للسيد حافظ ب ...
- الكاتب التجريبي المغامر - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لاي ...
- غرباء في المشنقة - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (19)
- التَّماهي والاستلاب بين الذات الفردية ، والذَّات الجمعية: مق ...
- البنية والدلالة وجماأليات التشكيل في رواية كل من عليها خان ب ...
- دراسةٌ نقديةٌ حول اغتراب البطل الإشكالي ، ومرتكزات خلاصه في ...
- شعرية اللغة وجماليات السرد في رواية نسكافيه قراءة بقلم د. لي ...
- عبد الحسين وفرسان المناخ عبد الحسين عبد الرضا - صفحات من أور ...
- كم يساوي عمر المثقف ؟ - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت ...
- سحر المكان عطر الزمان.. وروح الإنسان كابتشينو رشفة على شفاه ...
- قراءة في رواية -قهوة سادة- للسيد حافظ بقلم: د. عواطف الزين - ...
- مسرح عبد الرحن العقل قبل ان يسافر مع -طرزان-للبحرين : - صفحا ...
- بلاغة التناص فى روايات السيد حافظ دراسة بقلم / مى جمال الشرب ...
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الأديب/ السيد حافظ - كابتشينو ...
- للكاتب السيد حافظ بقلم د/ لبلبة فتحي خليفة - دراسات في أعمال ...
- اشرطة الفيديو - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (12)
- اخطاء الاجيال !- صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (13)


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان بقلم / رضوى جابر شعبان محمد - دراسات في أعمال السيد حافظ (92)