أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الأنوثة أقسى اللعنات














المزيد.....

الأنوثة أقسى اللعنات


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 15:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأنوثة أقسى اللعنات بعد لعنة الوجود في المجتمعات العربية، فأن تكون أحد مواطني دول العالم الثالث لهو سؤ حظ، لكن أن يسؤ حظك أكثر لتكون أنثى عربية فهو أمر لا تحسد عليه البته.
تخلصت المرأة من الوأد الجسدي حين تطورت الحضارة دون أن تتطور نظرتنا الحقيقة للأنثى.. فهي بحكم السلوكيات والعادات والنظرة الدونية التي نراها بها ما زالت تتعرض للوأد النفسي والقتل المعنوي مئات المرات خلال مسيرة حياتها..
قد يكون القتل لمرة واحدة جريمة بكل المقاييس لكن القتل الطويل والمستمر والممنهج والمكرر لهو جريمة الجرائم وكارثة الكوارث بكل القواميس الإنسانية والحضارية، فأن تفرق بين الأنثى والذكر في الأسرة وأن تفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والأجور في العمل، وأن يبقى هناك نظرة دونية في مختلف تفاصيل الحياة تطل برأسها بوقاحة أو عن حياء لتذكرنا بأن الأنثى ليست كالذكر ,وأن المرأة ليست كالرجل من حيث الحرية والحقوق الغير منقوصة، إن مختلف الشعارات التي رددناها مؤخراً و نرددها في يوم المرأة العالمي مجرد شعارات لن تخلخل ما تم ترسيخه في عقلنا الجمعي.
هذا يحدث في مختلف المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وإن كان بنسب متفاوته، فرغم أن الولايات المتحدة تعتبر في نظر الكثير من شعوب العالم من الدول المتقدمة التي قطعت الشوط الأكبر في مجال الحقوق المدنية، فإن المجتمع الأميركي لا يزال يعاني من النظرة الدونية للمرأة، وأحد الوجوه التي تتجلى فيها تلك الحالة هو أن مستوى أجور النساء أقل من الرجال بشكل لافت!
ثم على المستوى الثقافي والفني نؤلف الكلمات ونرفع الشعارات المزيفة التي ترسخ لمكانة الذكر المتفوقة على الأنثى في المجتمع، ولأن الفن هو انعكاس لثقافة وذوق المجتمع فإن هذه النظرة الدونية تطل برأسها أيضا دون قصد..
ففي أغنية لتمجيد البنات على سبيل المثال تغني الفنانة نانسي عجرم قائلة:
حلوة الأيام فى عينيا
علشان خلفت بنية
ولا شوفت الأرض اتهدت
ولا مالت الحيطة عليا
فهي تترجم دون قصد توقعاتها المسبقة بأن تتهدم الأرض وتميل الحيطان بسبب ولادة الأنثى!! وهذا لحسن الحظ لم يحدث!
ثم في مقطع آخر تردد:
مش خايفة ليه من الزفة
من صغرك فاهمة وعارفة
عايزة الطرحة يا عروسة
من وانتى يادوب فى اللفة
وكأن الأنثى خلقت فقط للطرحة وللزفة وهو تصنيف يجردها من أي وظيفة أساسية أخرى في الحياة غير الزواج!
ثم هناك الفريق المصري الشهير بلاك تيما، في أغنية بعنوان"ليس لها ماضي" يعاير النساء بماضيهن، والعلاقات اللواتي أقمنهن قبل ارتباطهن به، في مقاربة طبيعية وبديهية للمعايير المزدوجة في المجتمعات الشرقية التي ترضى بماضٍ "جامح" للرجال لكن لا ترضى به للنساء!
شوفوا لى واحدة ليس لها ماضى
كل ما أقابل واحدة يا ناس
ألاقى اللى قبلى عدّى وداس!!!
وبعد أن تغنى الملايين من الناس بهذه الكلمات التي تلمح إلى ان المرأة ليست إنسان صاحب تجربة مع الرجل إنما سجادة داس عليها صاحب الخلق العظيم والخطايا المغفورة!
الغريب أننا بعد كل هذه الإشارات التي نطعن بها الأنثى في إنسانيتها ننكر بكل سماجه ووقاحة نظرتنا الدونية للمرأة.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعرف عن العزلة؟
- تواطؤ أنثوي
- أطفال الزلازل
- ثورة ضد الهواتف الذكية
- سبحان مغير القلوب!
- هل حقاً اليد الواحدة لا تصفق؟
- تكهنات العام الجديد
- التعصب الكروي
- رسالتنا إلى العالم في مونديال قطر
- سناريو نهاية العالم
- شخصية الرجل لشرقي
- تجربة الموت
- نجوم -التيك توك-
- الشعور بالقرف
- إذا كنا سنعيش إلى الأبد؟
- إسمي بديعة
- قانون الحياة
- المرأةالعنكبوت
- كلام خطير ومهم
- الإنسان مؤلف حياته الخاصة


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الأنوثة أقسى اللعنات