أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - أطفال الزلازل














المزيد.....

أطفال الزلازل


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 14:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


استيقظنا واستيقظ العالم على زلزال تركيا وسوريا الثائر وسط مشاهد مروعة لمحاولات الإنقاذ، مشاهد موجعة أثارت التساؤلات، تساؤلات حاولت معها تخيل قسوة التجربة، ترى بماذا شعر هؤلاء الناجين؟ وكيف يمكنهم التعافي من اضطراب الصدمة وآثار الزلازل النفسية خاصة مع الخوف المستمر من الهزات الأرضية الارتدادية التي ربما لن تتردد في الانقضاض عليهم مرة أخرى ومرات.
تعاطفت وتعاطف الجميع أيضاً مع الأطفال بشكل خاص، أطفال عالقون بعضهم يستجدي الخروج وبعضهم يخرج مبتسماً غير مدرك حجم مأساته، و السؤآل الكبير يصبح سؤالين: من يربي هؤلاء الأطفال اليتامى؟ ثم ماذا عن التشوهات النفسية لهكذا كارثة إنسانية؟
ماذا يحتاج الناجين من الكوارث الإنسانية من دعم نفسي ومعنوي؟ ماذا يحتاج هؤلاء الأطفال ليتعافو من صدمة الزلزال، والعيش عدة ساعات تحت الأنقاض، يصارعون الموت، القصة ليست فى الأكل والشرب والرعاية الصحية فقط..
ذلك لأن أغلب الناجون من الزلازل سيعانون من اليقظة المفرطة، أي ضوضاء قليلة تجعلك تركض بحثًا عن غطاء، وإذا لمسك أحد من أفراد أسرتك بصورة غير متوقعة قد تصاب بالجزع وتصرخ هلعاً، لأن الجسم في حالة تأهب قصوى لتهديد آخر قد يحدث، وهذا ما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة.
لذا قد يكون التأهيل النفسى أهم من أي شىء آخر مثل امدادهم بالمساعدات الإنسانية، نعم لابد من تأهيل الأطفال على تجاوز اللحظة التي ستحفر في وجدانهم للأبد.. ولا يتوقف الأمر عند الأطفال فقط، وإنما يشمل الأمر جميع الناجين، فمن مات رحل من هذا العالم وربما نجا من قسوة هذه التجربة التي تفوق الخيال والتصور..
أطفال سوريا تحديداً أرواح بريئة عاشت تجربة الموت لأكثر من مرة، فمن الحروب والتشرد إلى الفقر والجوع وفقدان الأمان والاستقرار إلى رعب الزلازل والبيوت المهدمة فوق رؤسهم، من يستطيع أن يرفع أنقاض الخوف عن هؤلاء الأطفال ومن يزيل التشوهات النفسية عن أرواح طرية في عمر البراءة؟..
كيف سيتمكنون من تجاوز الحالة النفسية للبقاء تحت الأنقاض ورؤية الأهل والأشقاء يموتون أمام أعينهم؟
إن تأثير الكارثة على الصغار يفوق كثيرًا تأثيرها على الكبار لعدم اكتمال نموهم النفسى وطريقة تفكيرهم، وهذا يقتضى أن نطالب بالإغاثة النفسية قبل الإغاثة البدنية.
تحدث الفواجع لتغير خارطة حياة كثير من البشر وتقرر مصيرهم ومستقبلهم ،ويبقى للأحداث الكونية حِكَما إلهية كثيرة عصية على الفهم والتفسير.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ضد الهواتف الذكية
- سبحان مغير القلوب!
- هل حقاً اليد الواحدة لا تصفق؟
- تكهنات العام الجديد
- التعصب الكروي
- رسالتنا إلى العالم في مونديال قطر
- سناريو نهاية العالم
- شخصية الرجل لشرقي
- تجربة الموت
- نجوم -التيك توك-
- الشعور بالقرف
- إذا كنا سنعيش إلى الأبد؟
- إسمي بديعة
- قانون الحياة
- المرأةالعنكبوت
- كلام خطير ومهم
- الإنسان مؤلف حياته الخاصة
- الثقة بالآخرين براءة أم تآمر على النفس؟
- الفضفضة ليست مجرد ثرثرة
- الحب أسطورة من الماضي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط ...
- سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
- خبير إسرائيلي: قد نواجه عزلة دولية بعد تسونامي الاعترافات بف ...
- أول خطف جماعي هذا العام في نيجيريا
- أثينا توبّخ سفير إسرائيل: لا نقبل دروسا من قتلة المدنيين
- جوبا وكمبالا.. توترات حدودية تعكس هشاشة التحالف السياسي والع ...
- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - أطفال الزلازل