أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور














المزيد.....

عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


عَن السِّجن وأشياءٌ أخرى- مجموعة شعريَّة للأسير ناصر أبو سرور
(هل الخصوصيَّة الشعريَّة كائنة؟)
توطئة
- الأسير ناصر أبو سرور ينحدر من قرية بيت نتيف المُهجَّرة.
- سكَّان مخيم عايدة للاجئين- قضاء بيت لحم.
- من مواليد ١٥/ تشرين الثاني/ ١٩٦٩.
- اعتقل في الرابع من كانون الثاني ١٩٩٣.
- حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
- رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقات التبادل.
- خلال فترة اعتقاله حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيَّة وشهادة الماجستير في ذات التخصُّص.
- شارك في كافة معارك وإضرابات الحركة الأسيرة.
- من مؤلفاته رواية "حكاية جدار".
تمهيد
سؤال هذا العمل يَتَعلَّق بالبحث عن إمكانيَّة وجود خصوصيَّات في الأجناس الشعرية: مخيالاً، وتنظيماً اجتماعيَّاً، وفضاءً ورسالةً، ويتعلّق أيضاً بالبحث عن إمكانيَّة ممارسة تلك الخصوصيَّات إنْ وُجِدت راهناً. وقد اخترت هنا محاولة ناصر أبوسرور من المحاولات الجادَّة في وصف معاناة المُبدع الفلسطيني الأسير في سجون الإحتلال الإسرائيلي.
وهدف هذا العمل ليس في تَقنِيات الفنّ، بل يَندَرِجُ في إناسة الفنّ، محاولاً أن تكون مقاربته تاريخية/ تحليلة/ نفسية مُتَعدِّدَةِ الأبعاد. البحث عن الخُصوصيَّات في إمكانيَّةِ صراعها مع الإخضاع الانتحالي للمعتقل الإسرائيلي.
١ الخصوصية الشعرية كائنة؟
بيروتُ اختارتْ لَها عشيقاً أجملَ
مِنكَ وَهَذيْ رام الله
تَخونُكَ مع كُلِّ
عابِرِ طريقٍ رَآها
فريسةً أكيدة (ص١٩).
لقد وظَّف ناصر أبوسرور تقنية المسرح فضاءً شعريَّاً لم يكن محاكيَّاً للمكان وأحداثه، ولا إيهاميَّاً، بل يحاول تجاوزه وخلق طبيعة أخرى، أو رسم باطنه غير المرئي ومنطقه الكوني.
لكن الأمر يمكن تعميمه على كلِّ فنون العرب، باعتبار أنَّ العربيّ يسعى لخلق الحريَّة المُجنِّحَة، وإحياء ما مات في نفوس العامَّة، وإبراء عِلَلِّها وانهزاماتها:
عادت مواسمُ القتلِ
كُلُّنا أَجرَمْنا حينَ وُلِدْنا إناثاً
وكلكم أبرياء (ص٢٨).
٢ المسرح سؤال تعبيري.
إنَّ المسرح، باعتباره جِنساً تعبيريَّاً يعتمد الحركة والحوار على الركح، كان استبطانيَّاً، وأشكاله الرئيسة ثلاثة "فنون الخيال، وخيال الظل، وخيال الكلمة":
مُؤَبَّد
مكانٌ خَلْفَ المكانِ لا يُطِلُّ على أحدٍ
هُنا يأتي
المُتَهَوِّرونَ
والقَلِقون من تَبدُّدِ الأحلامِ والنُّبوءاتِ
المُتَصَوَّفونَ
وحُرّاسُ الغابةِ والخَوارجُ والحَشّاشون وأحفادُ الذينَ
ماتوا واقِفينَ
ووافِقاتٍ
المُعَذَّبون
والمَحْرومونَ وأبناءُ الخيامِ وتُجَارُ الكلامِ والذينَ
يكذبونَ بلا تَوَقُّفٍ
والكاذِباتُ (ص٦٠ ٦١).
٣ مسرحٌ شعريٌّ مكشوف.
إنَّه مسرحٌ شعريٌّ غير ضوئي، يمكن أنْ يكون نهاريَّاً يعتمد الدُمى. ولم تكن تلك الدُمى تتجاوز عاداتها الثلاث: القتل، والقتل، والقتل. وهذا يعني أنَّ العدد ليس مُهِمَّاً، فالصِفة واحدة مادام المقصود الفلسطيني رفض أنْ يكون مثل الدُمى يهرول نحو تشتيت الذهن، وليس كالذي يرى أنَّ فكرة القتل قابلة للمساومة ويُصوِّرُها كحالة قَدَرِيَّة:
لا تكن سَاذِجَّاً أيُّها الحالِم
مَن يُصَدِّقُ باباً
أَصْلُه باب
فرعه باب
قلبه باب (ص١١٣١١٤).
٤ فانوس الخيال (مسرح الكلمة).
اعتمد ناصر أبوسرور في رسم كلماته على ذات البشر والأحداث، وصَوَّرَ أنغامهُ كستارٍ يَثبُتُ في مصباحٍ كبيرٍ محيطاً بها من كل ناحيةٍ مُستَدِيرَة، وتوضع داخل المصباح عِدَّةَ شموع:
هم سبعةً
ما عادَ يَهُزُّكمْ مَوْتُهُم إذا
ماتوا
وغَيَّبَ الماءُ المالِحُ
مَلامِحَ الوجوه
سبعةٌ
هم أنتم في بطنِ الحوت في العام
القادم (ص١٢٦).
وتتعاقب الأحداث التي يرصدها الشاعر، والتي يمكن أنْ تكون مصحوبةً بحوارات:
مسرحاً مُهْمَلاً
هُنا تُقيمُ صَلاتَكَ كُلَّ يَوْمٍ، هُنا تُمارِسُ
أدواركَ الثانويةَ
ماتت فيكَ كُلُّ الأساطيرِ والشُّبُهات والبداياتُ
وَصِرْتَ عاديّاً
وقد تموتُ قَبْلَ مَواعيدِكَ المؤَجَّلة أو تُصْبِحُ
حَجَراً
ولا وَجْهَ لك (ص١٢٨ ١٢٩).
لقد بقي ناصر أبوسرور "خالقاً" لمسرحٍ في المعتقل الإسرائيلي على النمط الفلسطيني الذي حَوَّلَ المعتقل إلى جنسٍ حكَّائي مُعلِّماً ضمن السياقِ الانتِحَاليِّ للمقاوم الذي يرفضُ وجودَ مسرحٍ إسرائيليٍّ كشكلِ معتقل؛ بل هو قبو للقتل. في المقابل يخلق أبو سرور مسرحاً للكلمات كنصٍ شعريٍّ ذو نزعة ثوريَّة، كينونتها إعادة الخلق للحرية.
فالمسرحُ الشعريُّ الذي خلقه الشاعر ناصر أبو سرور في مجموعته الشعرية (عَن السِّجن وَأشياءٌ أُخرى) في القبو الإسرائيلي هو فنٌ حكواتيٌ فلسطينيٌ وشكلٌ من أشكالِ المقاومة ضد المُحتَّل، إنَّه صراعٌ بين الحياة الفلسطينية والموت الإسرائيلي. والشعر هنا جوهر الصمود الذي دعا له ناصر أبو سرور.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم اليمامة_مذكرات أسيرات محررات
- ترانيم_ مذكرات أسيرات محررات
- قصص عين الجبل للأسير الكاتب محمد الطوس ( فيلسوفا وإنسانا)
- رسائل إلى قمر_شظايا سيرة للأسير حسام زهدي شاهين
- رواية حين يعمى القلب للدكتورة وداد البرغوثي
- رواية احترقت لتضيء للأسيرة المحررة نادية الخياط
- رواية الطريق إلى شارع يافا للأسير عمار الزبن
- رواية متاهة الحرية للأسير عبد محمود عبيد
- قراءة نقدية في رواية العاصي للكاتب الأسير سائد سلامة
- ذاكرة القضبان للأسيرة د/سعاد غنيم
- مرايا الأسر قصص وحكايا من الزمن الحبيس للأسير المحرر حسام كن ...
- منارات في الظلام للأسير حسن نعمان الفطافطة
- المشروع الوطني الأردني الفلسطيني / بين الواقع والطموح
- جغرافيا كافرة وتيه فلسطيني جديد
- مهزومون في زمن البيع .... سائرون نياماً في الحاضر
- الثقافة في ومواجهة ثقافة الاستهلاك
- الوعي الشقي .... وشقاء ثقافة السياسي المتأسلم .
- ثقافة الاصلاح ...ديمومة القطع مع تراث ثقافة القبور
- قبل الأوان بكثير
- . وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .


المزيد.....




- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور