أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل زاهد - هموم وشجون رمضانية















المزيد.....

هموم وشجون رمضانية


أمل زاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دخل علينا شهر رمضان الكريم هذا العام والأوضاع في العراق على شفا سقوط محتم في أتون حرب أهلية قد تقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس ، فقد شهد أول يوم من رمضان فقط سقوط أكثر من 31 قتيلا في مسلسل العنف الطائفي الذي تستعر ناره منذ وطأ الاحتلال الأمريكي أرض العراق . والأوضاع في فلسطين ليست أفضل حالا والصراع بين حماس وفتح على أشده ، وتبادل الاتهامات وفشل الحوار في سبيل تكوين حكومة وحدة وطنية يلقي بظلاله على الأجواء الفلسطينية المكهربة ، بينما يعاني المواطن الفلسطيني من الجوع والحصار وعدم استلام مستحقاته ومرتباته . وعلى الضفة اللبنانية التي تتأرجح بين شد وجذب بين كافة الأحزاب ، و معركة إعادة الاعمار وترميم ما تحطم وبناء ما تهدم ، قائمة على قدم وساق محاولة مسح أثار العدوان الإسرائيلي الغاشم ! وكأن الساحة اللبنانية التي ظلت متماسكة ومتعاضدة طوال فترة الحرب كانت تنتظر أن تضع الحرب أوزارها ليبدأ حرب التراشق بالكلمات والتناحر بالتصريحات والمزايدة على الوطن والدخول في صراعات نتمنى جميعا أن تربأ الأحزاب السياسية بنفسها عن الانحدار إليها ! خاصة ولبنان وكل الوطن العربي معه يحتفل بنصر مجيد على العدو الإسرائيلي لم يسبق لامتنا العربية حيازة ما يشابهه منذ بداية صراعها مع هذا الكيان الذي زرع في قلب عالمنا العربي منذ أكثر من نصف قرن من الزمان !! ثم هناك الأوضاع المتأججة في دارفور والاتهامات بتزوير الانتخابات في اليمن ، ناهيك عن معاناة المواطن العربي المستنزف القوى مع أنظمة شمولية تحكم بخناقها عليه من جهة ، بينما تقف على الضفة الأخرى الهيمنة الأمريكية تشمر عن ساعديها وتكشر عن أنيابها قائلة له ليس هناك من خلاص تلوح بوارقه في الأفق !
عطفا على ما تقدم هناك ذلك الاستهداف المغرض للإسلام كدين سماوي و الذي بلورته مقولة بوش أولا واتهامه للمسلمين بالفاشية ثم محاضرة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر في مجموعة من الأكاديميين بجامعة ( ريغنسبورغ ) الألمانية وهو استهداف لا يستطيع إنكاره إلا أعمى أو متعامي مع سبق الإصرار والترصد !! هذه الاتهامات المجحفة تنأى بنفسها قاصدة عن الفصل بين ممارسات بعض المسلمين وعن الدين الإسلامي ذاته بل إن البابا تعمد- بخطاب ماكر- تضمين محاضرته لمقولة للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني والتي تهاجم نبي الإسلام وتعاليمه ذاتها ، وليست ممارسات المسلمين أو فهمهم أو قراءتهم له .. جاءت العبارة التي استشهد بها البابا لتقول أنه ليس هناك جديدا جاء به محمد وأن الإسلام لم ينتشر إلا بحد السيف ! ودون شك الاستدلال بعبارة ما في معرض أي خطاب دليل على تبني المستدل بها وقناعته الشخصية لما تعنيه ، ناهيك عن التنويه بالتعارض بين الإسلام والعقلانية وتجاهل عشرات الأدلة والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تدحض هذا الاتهام والتي تثبت أنه ليس هناك تعارضا بين الإسلام والعقلانية .
وانطلاقا من هذه الشجون الرمضانية لابد أن يتساءل المرء عن الهوة الكبيرة بين الإسلام وجوهره وبين المسلمين وممارساتهم !!ولنا في شهر رمضان المبارك خير مثال ، فما أن تلوح في الأفق تباشير قدوم شهر الصوم الكريم حتى تستنفر الجهود وتشحذ الهمم لحملات التسوق الغذائي الكافي الوافي لكل أنواع الطعام وشتى صنوف الحلويات ومختلف أنواع المعجنات !! ناهيك عن الفواكه والتمور والنقل وكل ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات ليقوم الصائم بهجوم ساحق ماحق ليقضي على كل ما هو موجود على مائدة الإفطار! وهو ما يتنافى تماما مع جوهر الصيام وأهدافه القائمة على تهذيب الغرائز وقصر النفس وتطويعها ومجاهدتها والإحساس بمعاناة الفقراء والمحتاجين وتلك الوحدة التي يشعر بها كافة المسلمين وهو يتناولون طعامهم في وقت واحد ويمسكون في ذات الساعة إلى سلسلة طويلة من الأهداف والقيم التي يفترض أن يرسخ لها شهر الصوم ! فيتم تفريغ شهر الصوم من معناه واختطافه من الأهداف التي شرع لأجلها فيتحول إلى طقس سنوي لممارسة تقاليد وعادات معينة وإلى شهر للشراهة وإتخام المعد والأمعاء وللتعزيز للعقلية الاستهلاكية التي صارت سمة من سمات مجتمعاتنا !
وبينما تؤكد تعاليم الإسلام وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن خلق الصائم قائم على دماثة الخلق والتسامح والحلم والترفع عن الصغائر ، نجد جميع أفراد الأسرة يشحذون أسلحتهم لمواجهة بعضهم بعضا ، فالزوج يغضب وينفعل إذا لم يحز الطعام على إعجابه ، وتنفس الزوجة عن غضبها في الأطفال أو الخادمة والكل يحتج أنه صائم وتعب وأن الصيام يستنفذ طاقاته على الصبر والتحمل ! وفي الصيام والجوع والعطش حجة لتبرير سوء الأخلاق ونفاذ الصبر و((فشة)) الخلق في عباد الله !
وفي دوائر العمل والمؤسسات الحكومية والخاصة لا بد أن تقابل بتجهم الموظفين الصائمين وتثاؤبهم وكسلهم وتأجيلهم وتسويفهم لقضاء مصالح الناس فهم صائمون مستنزفو الجهد ولا يحق لك مطالبتهم بأداء متقن لأعمالهم وما عليك إلا التغاضي عن ضعف الأداء وهبوط المستوى وسوء التعامل إكراما لشهر الصيام والصبر والاحتساب ! وفي المعاقل التعليمية والمدارس لا تستغرب من تهرب الطلبة والطالبات من المداومة على الحضور ومن غيابهم المتكرر أومن تأخرهم عن مواعيد بداية الحصص الدراسية ! ولا تتعجب من مطالبة المعلمين والمعلمات والطلاب بالإسراع في الإجازة والاعتراض على استمرارية الدراسة في رمضان ! فالجميع مرهقون فقد اعتادوا على قلب الساعة في رمضان ليتحول الليل إلى نهار وليقضي المتفرغون نهارهم في النوم وأصحاب العمل في تثاؤب وتبرم وضيق بساعات العمل وما أحلى السهر في رمضان وما أبهى الليالي الرمضانية !! وليس لك أن تفتح فمك بنبرة اعتراض إذا ما قوبلت بأجفانهم المتورمة أو عيونهم المحمرة فالجميع صائمون ، على السهر قائمون ، وعلى متابعة ما يبثه المد الفضائي الكاسح من مسلسلات وبرامج ولقاءات وسهرات وخلافه مداومون !! فالشره الرمضاني يمتد لحقل الفرجة والتفرج والعب من أكبر عدد ممكن من المسلسلات الرمضانية التي تتسابق الفضائيات على عرضها على حساب الجودة وقوة الطرح ، وليس لك أن تطرح تساؤلا بريئا عن الحبكة الدرامية أو معقولية الأحداث أو سذاجة الطرح أو فجاجة تقديمه المسطح لمفهومي الخير والشر أو عن مناسبة الأدوار للمثلين والممثلات !! وما عليك إلا أن تصدق أن يسرا حبيبة أحمد عز وليست في أفضل الأحوال أمه !!أو أن محمد رياض واقع لشوشته في غرام نادية الجندي التي دارت الأيام دورتها ونسيتها فلا تزال تتربع على عرش بطولة قصص الحب في الدراما المصرية ، ثم عليك أن تبتلع على سبيل المثال أن بيتا مصريا تقليديا لم يتلق ثقافة سلفية لا يحتفظ بصورة فوتوغرافية معلقة على الحائط في غرفة معيشته للأب الغائب في العراق !! فيتمكن يحيى الفخراني بكل يسر وسهولة من احتلال مكانه ولعب دوره كما شاهدنا في مسلسل رمضاني سابق ، وكله في شهر الصيام مقبول بما فيه الضحك على عقول المشاهدين والاستخفاف بوعيهم !! وحمى الاستهلاك تمتد لتجعل من الفسيخ شربات ومن العصير شهدا !!



#أمل_زاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك العتمة الباهرة
- فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!
- مابين طرفي نقيضين !!
- بين الموت والخلود
- الكوني والمرأة .. عدوانية وكره أم عشق وتوق ؟
- هل هو حي يرزق ؟
- ظاهرة العنف الأسري : إلى أين نحن ذاهبون ؟
- الخميائي وبيع الأحلام !!
- عن قضية المرأة أتحدث
- هكذا تكلمت النساء !!
- فتاوى التمييز الجنسي !!
- رجال ونساء وعلاقات غير سوية
- عذرا معشر الليبراليين العرب ..!!
- أنتم ملح الأرض !!
- بيروت عم تبكي !!
- من المسؤول عن تشوية الصورة ؟!!
- وهم الخصوصية !!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل زاهد - هموم وشجون رمضانية