أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!















المزيد.....

فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!


أمل زاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عجائب الزمان أن يتحول حلم الوحدة العربية الذي كان يدغدغ عقول وقلوب الكثير من مواطني هذه البقعة من الأرض والممتدة من الخليج إلى المحيط إلى شوفنية قطرية تكشر عن أنيابها كلما سنحت الفرصة لذلك ، فيتم التشمير عن السواعد وفتل العضلات وشحذ الأقلام وتوجيه اللكمات لكل من يحاول أن يمس شوفنيتنا القطرية المجيدة بكلمة مقصودة أوغير مقصودة ، أوحتى ما قد يصوره لنا ورم الأنا المحتقنة بإشكالياتها الدائرة في أفلاك الذات - حصريا -على أنه لمزة يراد بها الغمز أو الانتقاص من قدرنا .
ولك أن ترى ماذا يحدث عادة عقب أية مبارة رياضية بين قطرين عربيين أو حتى منافسة سطحية ومتواضعة تضم مرشحين من أقطارعربية مختلفة كتلك التي يدور رحى معاركها عبربرامج يتابعها الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه كبرنامج ( ستار أكاديمي ) أو ( سوبر ستار ) ، فيُحمل الفائزذو الحظ السعيد والشرف التليد على الأعناق فقد تم له النصر المؤزر وتمكن من آداء مهمته في رفع قامة قطره ممتشقا ورؤوس مواطنيه عالية فوق رؤوس باقي الأشقاء العرب الآخرين . وقد يصل الأمر إلى الإيذاء الجسدي لو تم لأحد المتنافسين الفوز فوق أرض الخصم وعلى ذرات تراب قطره المجيد !! كما حدث في احدى حلقات سوبرستار حين فازت المرشحة السورية ( رويدة عطية ) بنهائي إحدى الحلقات الأخيرة فوق أرض لبنان فما كان من الجمهور الغاضب إلا أن اندفع كالسيل العارم في وجه رويدة التي أصابها الإغماء خوفا وجزعا على المصير الذي قد تؤول إليه نتيجة لنوبات الغضب اللبناني الجامح التي كانت تنوي نهشها وإخراس صوتها داخل حنجرتها لولا إنقاذ رجال الأمن لها !!
ولك أن تتخيل أيضا ماذا يمكن أن يحدث لو ترك العنان للجماهير الغاضبة في الدورات الرياضية والتي يشتعل وطيس معاركها على أرض العروبة حين يهزم فريقها فوق أرضه أو إذا هزم من فريق يقف موقف الند أمامه !! فلا تمر دورة رياضية دون نزاعات من هذه الشاكلة ، ولا من دون صراعات على أحقية الفريق الفائز بالنصر أو عدم أحقيته ، ويتحول التنافس الرياضي الشريف إلى شوفينية قطرية بغيضة وإلى نعرات وتعصب لا يمت بصلة إلى قاموس التنافس الرياضي ، وكم من عدوات ونعرات ذكاها التنافس الرياضي بين الأقطار العربية وتحولت الشعوب من خلاله إلى براكين غضب تتوق للانفجار عند أدنى تماس أو احتكاك !!
والسناريو المعروف التفاصيل والمعلوم مسبقا يقول أنه بعد إعلان نتائج احدى تلك المنافسات أو فوز فريق قطر معين على قطر آخر لابد أن تقرع أجراس النصر وينتشي الناس بأهازيج الفرح ويتغنوا بأناشيد الفوز المحلقة في سماء الفخر والاعتزاز إذا ما كانوا ينتمون للفريق المنتصر أو للمرشح الفائز ، بينما يطأطىء المنتمون للفريق المهزوم أو للمرشح المستبعد الرؤوس أولا، ثم يأتي بعد ذلك دور البحث والتنقيب عن أوراق تآمرية يمكن اشهارها للدفاع عن شرف الفريق المهزوم أو المرشح الخارج من حلبة السباق ، فذلك الشرف المستلب يمثل جزءا لا يتجزأ من كرامة وعزة القطر الذي ينتمي إليه صاحبه بالطبع !! فالحكم ( منحاز) أو مرتش ، والتصويت ملعوب به وغير نزيه ، وذلك المرشح فاز بسبب الكثافة السكانية وليس بسبب جدارته ، وهلم جرا حتى يتسنفذ القطر المهزوم كل أسلحة نظرية المؤامرة الموجودة في جعبته ، وحتى يجهز على أدوات العاجز والمتجسدة في القاء أسباب الهزائم على الخصم بدلا من البحث عن تلك الأسباب في الطريقة والأسلوب والمنهج الذي قاده إلى الهزائم !!
وترجع هذه الشوفينية إلى فشل الدولة القطرية التي نشأت بعد الاستعمار في تكوين وزرع مفهوم الدولة الحقيقي ، فلازلنا نسير في دوائر النظام البطركي العمودي والذي يبدأ فيه الولاء والإنتماء للأب فالأسرة فالعشيرة وهكذا دواليك ، ولاتزال فلسفة ( أنا واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ) تحكمنا ، كما أن القبيلة والقبليّة لبست ثوبا جديدا يتناسب مع عصر العولمة !! ولا تكتفي الشوفينية بتأجيج العصبيات والنعرات بين الأقطار العربية ولكنها تتشعب وتتفرع داخل القطر الواحد مكونة شجرة من الشوفينيات والنعرات في كل قطر ، فعلى سبيل المثال في السعودية هناك الشوفينة الحجازية والشوفينية النجدية وشوفينة فخذ القبيلة وهلم جرا ، وقس على ذلك باقي الأقطار العربية .
أثارت مقولة ذكرتها في احدى مقالاتي حفيظة عدد من القراء ، فُنسي جوهر المقال الذي كان ينتقد في المقام الأول الثقافة الخليجية والسعودية والتي أنتمي أنا إليها والتي جعلت من السيدة اللبنانية سلعة في سوق نخاسة القرن الواحد والعشرين!! وانضممت إلى قائمة المتآمرين على السودان الشقيق الذي يعاني من حرب اعلامية ضروس تتعمد اقصائه وتهميشه !! فقد كتب قاريء كريم من السودان قائلا :
ذكرتي مقولة ( القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) لكن الحقيقة هي أن الخرطوم تقرأ وليس بغداد لاغرو في ذلك فهذا هو ديدن الاعلام العربي وجهل الإعلاميين العرب ، بل وجهلهم قد يتعدي الي هضم حقوق السودان وإقصاءه بطريقة عنصرية أو ازاحته عن الطريق خوفا من قدومه ، أوكد لك السودان قامة لن تطال أبدا ولامحال أنه قادم الي الأضواءبعد ان غيبه الإعلام والإعلاميين العرب إما قسراأو خوفا أو تبعية للمخطط الغربي دون دراية . الاستاذة زاهد أرجو تصحيح المقولة الواردة في المقال وفقا للعرف الصحفي . قاريء آخر من السعودية كتب أيضا يصحح لي المقولة مضيفا الرياض تنشر!! وقاريء ثالث من السودان أيضا تسآل عن صحة هذه المقولة وأدرف قائلا أنه سمع المقولة بطريقة مغايرة فالخرطوم هو الذي يقرأ وليس بغداد .
حين كتبت تلك المقولة المعروفة والتي قرأتها وعرفتها بالصيغة التي كتبتها بها لم أكن أقرر امتياز قطر عربي على قطر عربي آخر ، ولا يعني أن بغداد تقرأ أن الخرطوم لا تقرأ أو عمان أو الرباط أو دمشق أو باقي العواصم العربية الأخرى لا تقرأ . والسودان الشقيق بلد سامق القامة ومليء بالمواهب المتميزة والعقول المستنيرة ككل الأقطار العربية الأخرى وأنا من أشد المعجبات بأدب الطيب صالح الخارج من عبق أرض السودان ومن أصالة وعراقة ثقافتها ، ولكني لن استغرب لو خرج علي غدا قاريء من الأردن أو المغرب أو ليبيا أو سوريا قائلا أني اشترك في مؤامرة ضد وطنه وشعبه وثقافته !! فالجميع يفكر بذات الطريقة وتحكمه شوفيينته القطرية وفليحيا الوطن .. وليسقط الأشقاء !!
أمل زاهد



#أمل_زاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين طرفي نقيضين !!
- بين الموت والخلود
- الكوني والمرأة .. عدوانية وكره أم عشق وتوق ؟
- هل هو حي يرزق ؟
- ظاهرة العنف الأسري : إلى أين نحن ذاهبون ؟
- الخميائي وبيع الأحلام !!
- عن قضية المرأة أتحدث
- هكذا تكلمت النساء !!
- فتاوى التمييز الجنسي !!
- رجال ونساء وعلاقات غير سوية
- عذرا معشر الليبراليين العرب ..!!
- أنتم ملح الأرض !!
- بيروت عم تبكي !!
- من المسؤول عن تشوية الصورة ؟!!
- وهم الخصوصية !!!


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!