أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - نجاح الحكومة بالعودة الى الشعب














المزيد.....

نجاح الحكومة بالعودة الى الشعب


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة هي المؤسسة التي تعد من أقدم المؤسسات السياسية في العالم، ومنذ أقدم العصور كانت المجتمعات بحاجة إلى حكام ومنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية، وتعرف الحكومة على أنها شكل من أشكال ممارسة السلطة في المجتمعات. ومن الممكن القول أن هناك حكومة لاي مجموعة سواء كانت رسمية أو غير رسمية، كالعائلة والنادي والنشاط التجاري واتحاد العمل، إلا أننا نطلق كلمة حكومة عادة على الحكومة العامة، و التي أمامها مسؤوليات كبيرة لادارة البلد أهمها الاعتماد على القاعدة الجماهيرية التي تؤسس لقوتها والتي تفتقر اليها الحكومة العراقية .ان أمام رئيس الوزراء العراقي الجديد مهام جبّارة بعد الانقسام الكبير بين ابناء الشعب والحكومات والتبعاد فيما بينهما بسبب السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة وفشل ادائها منذ عام 2003 بعد سقوط النظام السابق وعدم القدرة لتوحيد البلد الذي يُعاني من شدت انقسامات عميقة من جراء الخلافات السياسية بين القيادات الحاكمة والمتصدية لادارة البلد.
إن نجاح الحكومة في كسب المزيد من التأييد الشعبي بالانجازات التي يحتاجها ويساعد على المخالفين عدم تسويغ استمرار حالة الانقسام والانغلاق ويفتح الباب على مصراعيه للمخالفين لاستثمار سياسة الباب المفتوح للانضمام إلى العمل مع الحكومة.
ان البيئة السياسية العراقية الحالية تمثل ابرز التحديات التي تعترض طريق تفوق الحكومة في تطبيق استراتيجيتها ، وقد تدفعها للتعثر او تجبرها على تغيرها بفضل حجم ونوعية المعارضة السياسية والشعبية للحكومة وطريقة المراقبة الشديدة لأدائها عبر تشخيص مكامن الخلل والنجاح والظروف تستوجب من الحكومة الجديدة ورئيسها العمل على ترسيخ قيم احترام الدولة من قبل الجميع والخشية من التجاوز على صورتها وجوهرها، وتنميتها مع مرور الوقت فلاشك بأن الإصلاح سيكون تحصيل حاصل لنجاح تلك الفكرة مهما كان حجم التحديات والتجارب الدولية على ذلك كثيرة لبلدان كان وضعها اتعس من ما يعيشه العراق اليوم، لكنها قفزت الى مستويات متقدمة من الازدهار بفضل وجود ارادة لدى قياداتها والتي تحتاج الى فرضها على الواقع دون تردد او وجل والابتعاد عن الاحزاب والطائفة والعشيرة ، و لا بد لها من الاصلاح التتدريجي في المنظومة السياسية برمتها ومن ثم الكتل النيابية التي امسكت دفة القيادة واي عملية إصلاح تحدث سوف تؤثر على تلك المنظومة عبر التقليل من نفوذها و انتفاعها من موارد الدولة وتسخير امكانياتها لصالح جهات فئوية اعتادت الاستفادة من وجودها في السلطة، ولابد لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني العمل بالاصلاحات التي تعزيز ثقة المواطنين في المؤسّسات الحكوميّة والنظر الى المجتمع بنظرة واحدة و المساهمة في إدارة الوضع المالي الحرج للبلد وفي زيادة الفرص أمام المستثمرين من القطاع الخاص .
يفتقر العراق إلى برامجَ تهدف إلى دعم الفرص الاقتصاديّة وخلق الوظائف ، وقد أظهرت تجارب دول أخرى أنّه من السهل استقطاب الشباب الخامل والعاطل عن العمل وجرّهم إلى أعمال العنف والتطرف وخاصة ان تُشكّل الفئة دون 18 من عمرها أكثر من 50 في المئة من السكّان ويتراوح عمر حوالى ثلث سكّان العراق بين 15 و29 عامًا ، وقد حدّت النزاعات والصراعات السياسية في العراق بشكل كبير من فرص الاستفادة من التجارب والعمل بالنسبة إليهم، أضف إلى ذلك معدلات المشاركة المنخفضة في القوى العاملة، ما احبط عزيمة الشباب بشكل كبير .
الملاحظ منذ تشكيل الحكومة الجديدة في العراق والتي لم يمض عليها سوى اشهر قليلة برئاسة السيد محمد شياع السوداني انها قد اقدمت على بعض الخطوط التي توحي بالتفائل لعلها والتي امامها سيل كبير من المشاكل و الانقسامات والاختلافات والمتغيرات أهمها الوضع الأمني المهزوز في بعض المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام والذي لايزال يتحرك بين حين واخر فيها ، والاعتماد على الموارد النفطية وعدم ثبات اسعاره ممّا يؤثر بشكل ملحوظ على ميزانيّات العراق الماليّة؛ ولاشك فأن تشكيل حكومة جديدة مع أجندة تنمية وإصلاح واضحة، بالإضافة إلى فهم أهميّة السياسات الدامجة لاستقرار البلد من الضروريات المهمة التي تسهل سياسة الحكومة .
حكومة السوداني لها مبادرات تستحق الانتباه ولابد أن تتحلى بالمراقبة المحكمة والتحلي بالنزاهة التامة في التعاطي مع الامور كافة، من ادارة شؤون الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والتي المطلوب منها تجنب سياسة الوصم وثقافة الشك والاحباط واشاعة روح التفائل لان هناك فرق بين العمل الرصين القائم على بناء القدرات وتطوير المسؤوليات وبين تصيد الاخطاء ونشر ثقافة الخوف والتحول الى الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية ووضع الخطط القوية المدروسة لمعالجة الاختناقات في المسؤوليات وفك عقدها وليكن الاصلاح إصلاحا جوهرياً مترافقا مع تغييرات أساسية في الاقتصاد، وذلك بهدف زيادة الإيرادات الى الحد الأقصى وليس عن طريق المزيد من الضرائب بل من خلال الاستغلال الامثل لموارد هذا البلد الحبيب ومكافحة الفاسدين والمفسدين ،إن الاصلاح الشامل الجوهري والنزاهة والتعاون و التقييم الدائم يعتمد على ركائز أساسية يمكننا من خلالها بناء منظومة عملية متجانسة توصلنا بالنتيجة إلى تتحقيق البرنامج و التأكيد على أهمية التعاون وعدم فرض الرأي او الفكر بالقسر على الآخرين حتى لو كانوا تحت سلطتنا، بل لابد أن يكون الاتفاق على التعاون طوعيا بدافع الاقتناع أولا، بمعنى أننا لا نستطيع أن نطلق صفة التعاون على عملية فرض الرأي او الفكر او العمل والعمل بمفهوم أن الكل له الحق في إبداء الرأي والمناقشة وتحري الحقيقة، لكن هذا شيء، والمحاربة وتبادل الاتهامات ،ويمكن أن تتحول حالة التضاد والافتراق الحالية بين الحكومة والشعب الى حالة من التقارب والتوحد من اجل توحيد الطاقات الفكرية والعملية لكي تتمكن الحكومة من اداء ما يلزم، إذ يبقى عامل الاتفاق والتعاون من اهم عناصر النجاح التي لايصح التخلي عنها او تجاوزها.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة بالعملوتنشئة المجتمع 
- القيادة بالعمل وتنشئة المجتمع 
- الاستقرار الاقتصادي في العراق عسر حتى النخاع
- فلسطين والكيان الصهيوني والرد الإيجابي للمقاومة
- الاعلام ودوره في احلال السلام
- الفقر والعدالة الدولية
- مجلس نواب عراقي ام ورقة يانصيب..(2 )
- مجلس نواب ام ورقة يانصيب
- نظرية الامن .. والمنظومة الوطنية
- وسائل الإعلام ..سرعة التجديد والمخاطر
- العلاقات العراقية - الكويتية وازالة التراكمات
- حقب التاريخ و المنظومة الدولية
- غياب المثقف الفيلي بين النأي والصمت
- لا تضيع الوقت انما احرص عليه
- عيد سعيد، عام جديد، لكن من انا؟
- دعاء وهمسة شوق
- -قمة بغداد للتعاون والشراكة-بنتائجه لا خطاباته
- نحن بحاجة الى السلام
- التنمية المستدامة ..الحداثة .. و المستقبل
- العمل الجماهيري التطوعي.. مفتاح رفع الجمود


المزيد.....




- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...
- ماسك يؤيد مشاركة كينيدي جونيور في المناظرة مع بايدن وترامب
- الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان خيارات بديلة عن العملية في ...
- دول عدة تقدم التعازي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد ا ...
- واشنطن تعلن أنها تقترب والرياض من التوصل إلى اتفاق دفاعي
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - نجاح الحكومة بالعودة الى الشعب