أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستقرار الاقتصادي في العراق عسر حتى النخاع














المزيد.....

الاستقرار الاقتصادي في العراق عسر حتى النخاع


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


===========================
المتتبع للمشهد العراقي بجوانبه المختلفة يرى أنَّ عملية تشكيل الحكومات المتعاقبة كانت كلها عسيرة حتى الاشباع و لم يكن الخلاف بينهما على كيفية التعامل مع مطالب الشعب الاساسية والخروج من النفق السياسي الذي يبدو أنه طال ظلامه و بدا المشهد السياسي كأن لكل كتلة أو لكل سياسي نيته الخاصة التي تختلف عن نوايا المواطن واظهرت جميع الكتل عجزها عن السير إلى منتصف الطريق لتحقيق التوافق بينهما في سبيل إنقاذ العراق وتحقيق المصلحة العليا له للخروج من المأزق الذي يعيش فيه و اصبح يتحكم به كل من هب ودب سنيين تصول وتجول به ارادات نفعية وتتحكم من اعطائها الحق و في ان تتحكم بمصيره ولما وصل الحال بالقبول والرضوخ بهذا الواقع المفروض من قبل اناس لا هم لهم بمستقبل ابناء الوطن فلا معيشة ميسره ولا مؤسسات خدمية انما اقبية عبارة عن هياكل تتحكم بها عصابات من مختلف الاحزاب تستنزف ميزانياته السنوية بصفقات يتفق عليها ، لكن نرى العمل في الضرائب على المواطن مستمر على قدم وساق ولا ينقطع ، ومسكين ذاك الذي يبيع او يشتري اليوم يسلب حتى يعتري ليرضي مخمن الضريبة .
لقد انعكس الفساد في النظام المالي العراقي على الاقتصاد سلبًا من خلال انخفاض اسعار الدينار العراقي مقابل الدولار على قوته وقدرته على النمو بسبب مزاد العملة التي يتفذها البنك المركزي العراقي و أدّى إلى جنوح 40% من السكان إلى ما دون خط الفقر في حين يعتبَر استخدام مزاد العملات في العديد من دول العالم حالة استثنائية للغاية، بما في ذلك خلق توازن واستقرار للعملة ، ودفعَ العراق ضريبة ثمن هذا الفساد خلال السنوات السابقة حين وجدت الحكومة نفسها عاجزة عن دفع الهيكل البيروقراطي الكبير الذي تدفع رواتبه عقب انخفاض أسعار النفط التي تمثل أكثر من 90% على اقل تقدير من ميزانيتها السنوية.
ان تزمت كل طرف برؤيته و ضعف التنسيق وعدم الخبرة في التعامل مع المشهد السياسي جعلهم متشتتين ما بين مؤيد ومعارض والحاكم والمحكوم ما بين القوى السياسية نفسها دون ارادة للمواطن في تقرير المصير و غالبا ما عصفت بها أزمات بين الفرقاء السياسيين على كل المستويات سواء كانت على مستوى اختيار رئيس الحكومة أو أعضائها او على اختيار رئيس الجمهورية ، الظروف الراهنة توجب وتتطلب من أبناء العراق من السياسيين الترفع عن صراع المصالح لأسباب غير وطنية والابتعاد عن تبادل الاتهامات وإلقاء كل طرف اللوم على الآخر بأنه السبب في إفشال أي حكومة، فهذا لا يحل الأزمة ولن يحقق المطالب الشعبية، المطلوب من الجميع اعتبار العراق ملفاً وطنياً ساخناً لكل التكتلات السياسية العراقية بالفعل والعمل لا بالكلام والمزايدة على الآخر، وعلى الزعماء العراقيين بكل أطيافهم أن يتحركوا لإنقاذ العراق الذي هو وطن جميع العراقيين. عليهم اصلاح الامور التي تهم وطنهم العراق الذي تعصف به التحديات، وتتقاطع على ارضه مختلف المصالح والسياسات التي تُعقد الأمور أمام صانع القرار فيه،ولم تنجح الاتفاقات التي اتخذت منذ الخطوة الاولى لتشكيل الحكومات المختلفة إلأ من خلال التوافقات بين تلك الكيانات والمجموعات السياسية التي تسيطر على المشهد السياسي العراقي منذ سقوط النظام البعثي في 2003.
بلا شك ان الإشكاليات والتقاطعات اثرت وأسهمت إسهامًا كبيرًا في تعقيد أزمة السيادة العراقية، وحتى إن سلمنا بالسيادة في الدستور العراقي النافذ عام ٢٠٠٥، والذي يحمل ثغرات كبيرة كشفتها التطبيقات العملية ، أهمها والتي تطفح بين حين وآخر مع كل حكومة تتشكل "أزمة نفط كردستان الأخيرة مع الحكومة العراقية هي أزمة قانونية ودستورية و اختلاف الرؤى في هذا الملف دستوري قانوني بحت وليس خلافا سياسي مما سبب انقطاع الإيرادات النفطية من كردستان، والحكومة الاتحادية في بغداد ترى أن صلاحيات تطوير الحقول النفطية وعمليات التسويق والتصدير محصورة بيد وزارة النفط الاتحادية استناداً للقوانين المركزية النافذة حسب المادة 130 من الدستور العراقي، في حين ترى حكومة إقليم كردستان أن للإقليم حق تطوير الحقول وتسويق النفط والغاز دون العودة إلى الحكومة الاتحادية" ، أو تلك التي لم يلتفت لها المشرعون، و اخضع لمزاجية القوى السياسية التي شاركت في كتابته وإرادتها، وفُسرت الكثير من فقراته ومواده سياسيًا وفق رغباتهم، مما افقده الكثير من المعاني الحقيقية بوصفه القانون الاسمى للبلاد. فصار في كثير من الأحيان عامل فوضى وانقسام بدل أن يكون عامل حسم لإرادة الأمة، وعامل وحدة واستقرار لسيادته. أما إذا سلمنا بالسيادة المتمثلة بالسلطة التشريعية، أو المحكمة الاتحادية، فكلاهما قد اخضعت لمزاجية القوى السياسية والسلطة التنفيذية أيضاً. بموازاة ذلك، فالتجربة العراقية بعد عام2003 ما تزال بعيدة عن السيادة الشعبية بمعناها الدستوري والسياسي، في ظل التلاعب بنتائج الانتخابات، وعدم نزاهة العملية الانتخابية،
لذلك فأن الظروف الراهنة توجب وتتطلب من أبناء العراق من السياسيين الترفع عن صراع المصالح لأسباب غير وطنية والابتعاد عن تبادل الاتهامات وإلقاء كل طرف اللوم على الآخر بأنه السبب في إفشال أي حكومة، فهذا لا يحل الأزمة ولن يحقق المطالب الشعبية، المطلوب من الجميع اعتبار العراق ملفاً وطنياً ساخناً لكل التكتلات السياسية العراقية بالفعل والعمل لا بالكلام والمزايدة على الآخر، وعلى الزعماء العراقيين بكل أطيافهم عليهم أن يتحركوا لإنقاذ العراق الذي هو وطن جميع العراقيين بكل اطيافه و الشعب يريد ان يعيش بعزة وشموخ ومستقبل آمن لاجياله يريد ان يشعر بأمان واستقرار لا منة عليه ولا صدقة من احد فيه وهو للجميع
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين والكيان الصهيوني والرد الإيجابي للمقاومة
- الاعلام ودوره في احلال السلام
- الفقر والعدالة الدولية
- مجلس نواب عراقي ام ورقة يانصيب..(2 )
- مجلس نواب ام ورقة يانصيب
- نظرية الامن .. والمنظومة الوطنية
- وسائل الإعلام ..سرعة التجديد والمخاطر
- العلاقات العراقية - الكويتية وازالة التراكمات
- حقب التاريخ و المنظومة الدولية
- غياب المثقف الفيلي بين النأي والصمت
- لا تضيع الوقت انما احرص عليه
- عيد سعيد، عام جديد، لكن من انا؟
- دعاء وهمسة شوق
- -قمة بغداد للتعاون والشراكة-بنتائجه لا خطاباته
- نحن بحاجة الى السلام
- التنمية المستدامة ..الحداثة .. و المستقبل
- العمل الجماهيري التطوعي.. مفتاح رفع الجمود
- الحكومة الجديدة والتخطيط الاستراتيجي
- الطفل والأسرة والحياة
- حكومة السوداني والعبء الكبير


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستقرار الاقتصادي في العراق عسر حتى النخاع