أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد الحيالي - ثمن الغربه في الزمن العراقي المر














المزيد.....

ثمن الغربه في الزمن العراقي المر


وليد الحيالي

الحوار المتمدن-العدد: 506 - 2003 / 6 / 2 - 14:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


د.وليد ناجي الحيالي-عضو المنظمه الوطنيه للمجتمع المدني وحقوق العراقيين
من الصعب ان يصف المرء مشاعره بقرب العوده الى وطنه بعد ان غادرها مكرهاَ منذ عقدبن ونيف من الزمن.  
 غادرها الواحد منا وهو في ريعان شبابه ليعود اليها وقد تحول الاسود من شعورنا بلون الثلج ودب الوهن في اوصالنا وولد لنا اطفالاَ لم يعرفوا عن بلدهم سوى حكايات  سمعوها عن اباهم اوامهاتهم او صوراَ شاهدوها في مجله اوالبوم واحياناَ مشاهد  عبر الفضائيات ، يتلقوها دون ان  تحرك في ذواتهم ذلك الاحساس الوجداني  الغريب حيال الوطن واهله ونهره وجبله وارضه وكأن مايروه او يسمعوه هي قصه من الخيال اوحكايه من حكايات جدتي القادمه من مخيلتها الخصبه . نعم قد يجد البعض في هذه المصيبه الجديده التي سوف تحل بالكثير من ابناء الرافدين الذين غادروا  بلدهم يوماَ مكرهين انها من المواضيع البسيطه التي لو قورنت بمثيلاتها من الصعاب التي تلف اهل الداخل الذين ذاقوا الامرين على ايادي سيد  الاجرام وافراد عصابته من اولاده واخوانه وابناء عشيرته ورفاق حزبه الدموي.نعم اجد نفسي متيقناَ بأن من عاش المحنه في الداخل وصبر على حجم الجور والظلم والهوان هوشخص يستحق الثناء وانحناء القامه له .انا لاانكر ذلك البته، بل اقولها ملئ فمي .ان من بقى في العراق وقاوم وناضل فهو افضل مني .انا الذين تركت العراق بعد ان ضاقت مساحته امامي،وقلت فرص المناوره في مقارعتي للدكتاتوريه وقارنت بين خيارين كلاهم مر اما الموت المجاني في مقصله الراعي ،والموت في قاعات النفاق البعثفاشي،او الموت الحضاري بعيداَ عن الاهل والوطن ، فكان الخيار الاخير الخلاص للذين ليس لديهم حيله مثلي،وهم كثر من شرفاء العراق مثقفين وادباء وعلماء ومفكرين وبسطاء.
لقد كان خيار مغادره العراق علينا في حينه له وقع الموت في نفوسنا لكن قله حيلتنا امام طاحونه الموت التي تدور بدون رحمه لتطحن كل شئ و أي شئ يقول لا .لا اريد ان اكون بعثياَ.لا اريد ان ابدل قناعاتي.لااريد ان ادنس نفسي.هذه قصه خيارنا بمغادره وطننى الذبيح ، هذه قصه معاناتنى في خيارنا الدامي بترك العراق .لكن هل يظن البعض ان معاناتنى انتهت بمجرد خلاصنا من مقصله السلطان.لا والله فقد واجهنا الف سلطان وبخاصه في دول الجوار العربيه والاسلاميه التي استفردت فينا وحدتنا وغربتنا وضعف حيلتنا للتتعاون مع جلادنا لتطاردنا وتذيقنا المر والهوان وجلاد العراق يدفع ويدفع لمن يزيد في يلامنا اولمن ينال منا او من اولادنا.
بدءت مرحله جديده في غربتنا حين ضاقت مساحه الاوطان العربيه فينا لكي نشد الرحال الى بلدان اللجوء الاوربي حيث الامن والامان والموت الادمي في مجتمعات غريبه عنا ، في عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ،فبدءت معاناتنا الجديده بين ماضينا وحاضرنا.بين ما نريد لاولادنا وما يرده منهم المجتمع الجديد....لكن كنا نصابر ونكابر للننتظر يوم الخلاص والعوده. وحين ازفت الساعه صدمنا بالذي فرض علينا ،وهو كبير وعظيم كعظمه اجبارناعلى مغادره وطننا على ايادي جلادينا وهي ايادي ليست بغريبه عنا ،  لكن هذه المره هي اقتلاع ابناءنا من اوطانهم في بلدان الشتات التي عاشوا وتعلموا وتربوا فيها واحبوها واحبتهم.نعم هذه حقيقه. اذ ان عودتنا نحنوا المهوسون بحب العراق  الى جذورنا تصطدم بمأسات جديده لتضاف الى جمله مأسي العراقيين كثمره من ثمار حكم البعث للعراق.لذلك سوف تلحق غربه جديده بالعراقين وهي غربه الهجره عن عوائلهم حيث يرفض الابناء الذين ولدوا وتربوا في اوطان المهجر ويتكلمون بالسان هذه الاوطان اكثر مما يتكلمون بالساننا نحن الذين اقتلاعنا من وطن نعشقه ونتحرق شوقاَ للعوده اليه.وبذلك ستحل مأساه جديده بمعظمنا حينما سيختار العوده بمفرده لكي يعيش بقيه عمره مشتت المشاعر بين الوطن وابناءه.ولا اظن ان المأسات ستنتهي هنا وانما هناك من هم في الداخل من يستكثر علينا عودتنا الى وطننا لنساهم في عمليه البناء ولنعيش اواخر سنيين عمرنا بين احضان اهلنا وعلى تراب وطننا. سلسله من الدمار المادي والروحي و الأخلاقي الذي جلبها البعثيون الفاشينازيون خلال حكمهم للعراق ،مما سوف يترك اثاره عشرات السنيين على الشعب العراقي ،لذالك يتطلب من كل عراقي احب العراق صدقاَ ان يعمل من اجل عراق ديمقراطي خالي من العنف والتسلط.عراق محبه وسلام.عراق لكل العراقيين.   
      



#وليد_الحيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعاده الثروه البشريه المهاجره ومستقبل العراق
- اليات تحسين الوضع المعاشي للعراقين في المرحله الراهنه
- من المسوؤل عن عدم تشكيل الحكومه الموقته في العراق
- الشيخ زايد والكلمه الصادقه
- الاسقاط النفسي في الخطاب السياسي العربي
- أدب الآنحطاط السياسي
- غربه العراقي في الزمن المر
- نداء لانقاذ الشعب العراقي
- من أجل المجتمع المدني في العراق
- من صنع الدكتاتور
- الثقافة ومحاكمة الاخر
- صراع الاخوة الاعداء
- إغتيال المثقف
- مصادر الثقافه الذاتيه في ممارسات صدام حسين -الحلقه الاولى
- نداء من أجل الديمقراطية في زمن العولمة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد الحيالي - ثمن الغربه في الزمن العراقي المر