أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مركز القحطاني لحرية الفكر والمعتقد - الذّقُون والسّبَح والدّعَارة في بَاب شَرِيف !














المزيد.....

الذّقُون والسّبَح والدّعَارة في بَاب شَرِيف !


مركز القحطاني لحرية الفكر والمعتقد
مَركزٌ اِفْتِرَاضِي وحِلمٌ عَابِرٌ

(Al-qahtani Center For Freedom Of Thought And Belief)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 23:21
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


أوراق قديمة من جدة !

الورقة الأولى


أول مرة سكنت جدة كان أواخر العام 1990 تقريبا
وليتني لم أرجع إلى الرياض بعد ذاك العام
المهم
جدة كانت تختلف عن بقية مدن البلد في أمور كثيرة
قطعا

لا أقصد التعدد والتنوع في الأعراق والأجناس واللغات والثقافات
وحتى التسامح والتعايش وقبول الآخر فحسب
وحتى في الحريات التي الآن نشاهدها في الرياض على سبيل المثال

أقصد
حرية ما نشاهده علنا في اليوتيوب نقلا عن التيك توك والسناب
وبقية برامج التواصل الإجتماعي التي أجهلها جميعا بإستثناء الفيس بوك واليوتيوب

وطبعا الحريات التي أقصدها هي التي توجد في جميع المستقنعات العربية كلها
ومن عقود
جنس كحوليات مخدرات عرق قِوَادَة دعارة.. الخ

نعم وللأسف الحريات المسموح بها عند أمة الجرب هذه فحسب
حقيقة مؤلمة علينا قبولها والتعايش معها...

حرية حي الطرب في مدينة البصرة في القرن الماضي
وحرية حي عابدين في الأربعينات في القاهرة وحي الهرم في السبعينات
وحرية دبي اليوم والمنامة ؟

جدة كانت ولازالت على النقيض من مدينة الرياض العاصمة
حيث التشدد والتزمت والنفاق وَالتَّدَيُّن الشكلي مجتمعيا وأفرادا
وحكوميا

نعم حكوميا يا سادة وبقيادة ولي الأمر نفسه حينها
عن زمن الغفوة والكبوة والكآبة المسماة الصحوة أكلمكم !

جدة كانت توصف بأم الرخاء والشدة
جدة كانت إلى وقت قريب لا يبات فيها شخص جائع أبدا
جدة البشاسة كانت على وجوه كل من يسكنها
مواطنات ومواطنين أو مقيمين وافدين نظاميين أو غير ذلك

وكل ما تريده تجده
كل ما تريده تجده
هل أكررها؟

نعم كل ما تريده تجده
سوق الجنس والدعارة معروف
سوق المخدرات معروف
سوق الويسكي والْعَرَق المصنع محليا معروف
وسوق الحرمية معروف
وكان شائعا في أقسام الشرطة في جدة من سرقت منه محفظته
يذهب إلى سوق الصوماليين في حي باب مكة وسط جدة
ويضع ورقة ببيانات المسروق منه الإقامة الجواز
أو أي شيء آخر ويضع رقم اتصال وتواصل معه وفعلا
يسترد ما فقده وطبعا بثمنه
سوق التزوير موجود

كان اللعب على المكشوف كما يقال في جدة

لا نفاق أبدا

بالعكس كان أشهر مكان لتجمع القَوَّادِين من جالية عربية مجاورة
كان مكان تجمعهم العلني هو حي باب شريف
وكان لهم شكلا معينا
ملتحون ويمسكون بأيديهم بالسبحة (المسابِح المعروفة )
وبالمناسبة سوق السبح الأشهر والأكبر كان في باب شريف
وفعلا اسم على مسمى باب شريف

طبعا تربية الدقون واللحى من تلك الجالية هي عادة قبلية ومجتمعية
ولا علاقة لها بالسنة النبوية المطهرة !
ويفهم كلامي من عاصر تلك الحقبة وخاصة في الثمانينات من القرن الماضي
حيث العصر الذهبي لِلْقَوَّادِين أصحاب الدقون واللحى وزبيبة السجدة ؟

وكانت قِوَادَتِهم وجرارتهم تشمل جميع ما يطلبه الزبون
بنات موجود شباب حاضر
وحتى أطفال عيوني لك....
وكله بثمنه

لم تكن جدة مرتعا للمتشددين إلآ قبيل الغزو الأمريكي للعراق
ولا أعلم سر ذلك حتى اليوم

رغم أنني كنت أعيش في جدة وأسكن حي الصحيفة
بالقرب من باب مكة وباب شريف
وأعرف دهاليز الحارات وأسرارها
ويوميا أتمشى بين هذه الأحياء المجاورة لبعض...

باب مكة أقصد مجسم البوابة نفسها كان مكانا للسكارى
حيث بعد أن يشربوا الْعَرَق ينامون على الأرض
ولا تتدخل الشرطة إلا بحال مشاجرة وقعت فقط

لكن لازلت أذكر سيمَاهم في وجوههم أقصد القَوَّادِين !
الفَتَّالِين الجَرَّارِين القَوَّادِين من أصحاب اللحى والذقون!

وما دعاني لتذكرهم الآن
أنني وكالعادة كل يوم أقوم بالمشي لمدة ساعة على قدمي بحكم السن ...

وأنا أمشي قبل ساعة ونصف في الحارة شاهدت وافدا بنجلاديشا
يلبس الثوب السعودي وغطاء الرأس الذي يلبسه الآسيويون في أثناء صلواتهم
ودون شماغ رأيته يخرج كراتين الفواكه والخضار من بيت قديم
استولى عليه ورممه وجعله مستودعا له

فضحكت وقلت يا للعجب
هذا اللعين الملتحي تجرأ على فعل ما أعجز عنه أنا المواطن
يسطو على بيت ملك مواطن ويعمل بمهنة هي حكر للمواطن
وفي الشارع وعلى الرصيف يبيعها

لو فعلها مواطن لأطبقت عليه البلدية بدقائق وصادرت بضاعته؟

وما أحزنني أنني أرى المواطن السكورتي ببدلته يذهب لعمله بدراجة هوائية في الغالب
وبعضهم بدراجة نارية قديمة
وبنفس الوقت أرى في البطحاء الوافدين يمتهنون نقل الركاب بأحدث السيارات

رأيت مراهقين بنجلاديشيين يركون سيارات فارهة

ولم أر قط وافدا عاطلا قدم للبلد بفلوسه؟

بينما حزنت اليوم وأنا أرى وأشاهد على اليوتيوب الآلاف
من الشباب المواطنين يتزاحمون من أجل الحصول على وظيفة في مدينة أبها
فكيف هو حال العاطلين في المدن الأخرى؟

لكن بعد أن حزنت قليلا تذكرت!

خل الدرعا ترعا وك... أم المستنقع...



#مركز_القحطاني_لحرية_الفكر_والمعتقد (هاشتاغ)       Al-qahtani_Center_For_Freedom_Of_Thought_And_Belief#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَلَم السُعودِي بَين الإرْهَاب والعَلْمَنَة
- الإسلام أم العِلمَانِية في السُعودية الجديدة ؟
- عصر الخِرَاء وليس عصر الانحطاط ياعزيزي ؟
- ماذا لو فَعَلْتُها يا حُكومَة ؟
- المجنون والحديدة وحرية الرأي في السعودية الجديدة !
- الإخوان الشِّيوعِيُّون وقَمْع رئيس التحرير ! نُكْتَة؟
- فرحة وطن؟ أم فرحة قبيلة فازت بالحرب؟
- في يوم التأسيس ملعون أبوه وأبو الوطن !
- السُعودية الجديدة وعُقوبة الإعدام بلغة الأرقام؟
- السُعودية الجديدة وتجربة دَولة الكُويت قَضائِياً !
- السعودية بين عار وَقْفِ الخدمات ومأساة البدون
- الحُكومة الكَاذِبة وملف المُعاقِين لِمَنِ الرسالة والغَزَل ؟
- السعودية والإسلام السياسي وفضيحة يوم التأسيس !
- تركي الحمد لايَقْدَح مِن رأسه والرسالة لاتكفي ؟!
- حُقوق الحيوان ووقْتُ دَفْنِ الإسلام حان !
- الْحُكُومَةُ السَّعُودِيَّةُ وَالْإِلْحَادُ مَهْزَلَةٌ
- الوهابية بين الحكومة والمُفَكِّر حسن المالكي !
- رَائِف والحكومة جزاؤه جزاء سِنِمّارِ! ؟
- المرأةُ وعَارُ الوَزارة فِي السُّعودِيَّة
- إهانة المرأة في مهد الإسلام مارأيك ؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مركز القحطاني لحرية الفكر والمعتقد - الذّقُون والسّبَح والدّعَارة في بَاب شَرِيف !