أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد ابولول جبجاب - تداعيات البترول الايراني واحتكار الشركات الاجنبية ( الكنسورتيوم) 1953م















المزيد.....

تداعيات البترول الايراني واحتكار الشركات الاجنبية ( الكنسورتيوم) 1953م


حميد ابولول جبجاب

الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 16:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل الخوض في الخلفة التاريخية للبترول الايراني لابد أن نعرف الكنسورتيوم (تطلق كلمة كنسورتيوم عادة على المشروعات التي تقوم على نحو مشترك بين عدد ضئيل من الشركات الكبرى المتنافسة في صناعة معينة وخاصة تلك المشروعات التي تكون على المستوى الدولي وان كان يلاحظ ان اللفظ لم يستخدم في الاتفاقات البترولية الا فيما يتعلق بـ(كنسورتيوم) ايران الذي أنشأ عام 1954 وعلى هذا النحو فأن الكنسوريتوم هو مشروع مشترك يجمع عددًا من المشروعات التي تملك رأس ماله ملكية مشتركة او بعبارة أخرى هو ملكية مشتركة لعدد من المشروعات المستقلة) اكتشف البترول الايراني لأول مرة في ايران في مسجد سليمان في عام 1908وبناءً على ذلك شكلت شركة البترول الأنجلو- الايرانية في الرابع عشر من ابريل 1909 برأس مال قدره مليون جنيه استرليني، في حين بدأ الانتاج الفعلي للنفط وبكميات كبيرة في عام 1914في الحرب العالمية الاولية، وهذا ما شجع الحكومة البريطانية على ابرام عقد مع الشركة في عام 1914امتلكت بموجبه 51% من الاسهم .
تُعد بريطانيا أول دولة تستغل البترول الايراني وقد أسست أول شركة للبحث والتنقيب عن البترول الايراني في عام1901 تعرف باسم (شركة البترول الانجليزية الفارسية) وهذه الشركة تنهج سياسة بريطانية في سيطرتها على الموارد البترولية الايرانية لدرجة اصبح تاريخ شركة البترول الانجليزية الايرانية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ ايران السياسي والاقتصادي والدبلوماسي وحتى الاجتماعي ايضاً وكان لها سلطة وتأثير على كبار رجال السياسة الايرانية واصبحت هذه الشركة دولة داخل الدولة بل لعلها وحدها كانت الدولة في ايران .
تعد عقود البترول من العقود الحديثة النشأة نسبيا اذا ما قورنت بالعقود الأخرى المتعارف عليها في المواد المدنية والتجارية سواء في مجال المعاملات الداخلية ام في مجال المعاملات الدولية الخاصة .
يطلق على عقود البترول تسميات عديدة, فقد اطلق عليها فقهاء القانون امثال احمد عبد الحميد عشوش, (الاتفاقيات البترولية) في كتابه النظام القانوني للاتفاقيات البترولية في البلاد العربية الصادر عن دار النهضة العربية1975, كما أطلق عليها محمد طلعت الغنيمي اصطلاح (عقد الامتياز البترولي) في بحث مقدم الى مؤتمر البترول العربي السادس بغداد عام 1967بعنوان تغير الاوضاع وعقد الامتياز البترولي. وتماشيًا مع مصطلح (العقد البترولي) سنستخدم مصطلح (عقد البترول) بدلا من الاصطلاحات الأخرى. وذلك لان هذا المصطلح يعبر بوضوح ودقة عن حقيقة المقصود. وأصدق دلالته على مضمون الاتفاق المبرم بين الأطراف, في حين أن استخدام اصطلاح (اتفاقية) يُعد غير دقيق لأنه يستخدم في نطاق القانون الدولي العام في حال ابرام الاتفاقيات بين الدول.
ومنذ اكتشاف البترول وتأسيس شركة البترول البريطانية، بدأت بنهب نفط إيران بكميات كبيرة. وبعد فترة زمنية قليلة سيطر الاحتكار البترولي على نفط إيران سيطرة مطلقة نتيجة عقود الامتيازات الممنوحة من قبل شاه إيران. فتأميم صناعة البترول كان في الحقيقة تحرير نفط إيران وإلغاء نظام الامتيازات الاجنبية وعلى وجه الخصوص الامتيازات الأتية:
1. امتياز رويتر
2. امتياز دارسي
3. اتفاقية 1933
4. ملحق اتفاقية 1933 (غس-غولشائيان)
بالمقابل فأن الروس فشلوا في اكتشاف البترول الايراني لأسباب فنية وتمويلية، ودخلت ايران القرن العشرين دون تقدم يذكر في مسألة التنقيب عن البترول حتى عام 1901 عندما منح مظفر الدين شاه (1869-1906) امتيازًا للإنجليزي (ويليام كنكوس دارسي) لاستخراج وحمل ونقل وبيع البترول في ايران لمدة 60 عاما مقابل 16% من عائدات البترول تم تخصيصها لصالح الحكومة الايرانية.
وشملت بنود الاتفاق السماح (لدارسي) بالبحث عن الغاز الطبيعي والبترول واستخراجهما وبيعهما ولمدة 60 سنة، مع منحه حق مد خطوط البترول خلال المناطق المستخرج البترول منها. كما تم تخويله وتأسيس شركة أو عدة شركات للانتفاع من هذا الامتياز، ونصت المادة العاشرة من الامتياز على أنه على صاحب الامتياز بعد مرور شهر من تأسيس الشركة دفع مبلغ وقدره20 ألف ليرة انجليزية نقدا و20 ألف ليرة أخرى كأسهم للدولة الايرانية، وإذا لم يستطع صاحب الامتياز تأسيس شركة رسمية أولى في السنتين الاوليتين فيعد الامتياز باطلاً قانونيًا.
أخذت الخلافات تظهر بين الحكومة الايرانية والشركة الأنجلو– إيرانية حـول قلة عائدات البترول الايراني من الارباح بموجب اتفاق (وليام نـوكس دراسـي)، بحيـث اصبحت حصة ايران البترولية من ارباح نفطها في العام ١٩٣١حـوالي (٨٧٢,٣٠٦) جنيه استرليني، بعد أن كانت اكثر من (١,٣١٢,٢٨٨) جنيه استرليني في العــــــــام الذي سبقه، وقد حاولت الحكومة الايرانية الدخول في مفاوضات مع الـشركة لزيـادة هـذه العوائد، ولكن ذلك لم يجد نفعاً، مما دفع الحكومة الايرانية الى اتخاذ قرار من جانـب واحد في تشرين الثاني ١٩٣٢، يقضي بإلغاء الامتياز البترولي الممنوح للـشركة عـام١٩٠١، وتمت المصادقة عليه في مجلس النواب في كانون الأول ١٩٣٢، وعلى اثـر ذلك تدخلت الحكومة البريطانية، وعندها قررت عصبة الامم العودة الى المفاوضـات، وفعلاً توصل الطرفان الى عقد بترولي جديد في التاسع والعشرين ١٩٣٣، استطاعت الحكومة الايرانية بموجب هذا العقد ان تحقق ولو بعض المزايا مثل تخفيض المساحة التي يشملها الامتياز أي اقتصرت على النصف الجنوبي من المساحة الاصلية وعلى ان تحصل ايران(٤) شلنات عن كل طن بترول تبيعه الشركة للاستهلاك المحلي، تؤول كافة ممتلكات الشركة الى الحكومة الايرانية بعد انقضاض٦٠عاماً من تاريخ توقيع الاتفاق، وان تتعهد الشركة بأن تختار العمال المهرة والموظفين من الاداريين وبذلك تعتبر الاتفاقية عام ١٩٣٣افضل بكثير من امتياز دراسي عام 1901.
خلال الحرب العالمية الثانية تسابقت الدول الكبرى وعلى رأسها، المملكة المتحدة و الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للحصول على مزيد من الامتيازات البترولية والسيطرة على حقول البترول في إيران. إلا أن الحكومة الإيرانية أعلنت رفضها لجميع العروض التي تقدمت بها هذه الدول، وطالبت من الشركة البريطانية بإجراء تعديلات على الاتفاقية المبرمة بين البلدين. تقدمت الشركة البريطانية باتفاقية إضافية أو مكملة تضمن بنودًا لصالح إيران ولكن البرلمان الإيراني رفضها.
وكان (رحيميان)، أحد اعضاء المجلس الرابع عشر وهو من مدينة (قوتشان)، أول من اقترح تأميم صناعة البترول في البرلمان الإيراني. ولكن لم يٌناقش اقتراحه في تلك الفترة. إلى أن في يوم 23 أكتوبر 1949، تأسست الجبهة الوطنية في منزل محمد مصدق وبحضور اثني عشر عضواً آخر من مختلف التيارات السياسية. وكانت تهدف هذه الجبهة حماية حقوق صناعة البترول الإيرانية.
في يوم الحادي عشر من يناير1951 اقترحت الاقلية في البرلمان برئاسة (محمد مصدق) تأميم صناعة البترول وقام علماء الدين بقيادة آية الله) ابو القاسم الكاشاني) بتأييد التأميم وطالبوا الشعب بتأييد هذه الخطوة. فتعززت خطوات اعضاء البرلمان من أجل تأميم البترول إلا إن رئيس الوزراء(رزم ارا) رفض العمل بالقرار. فقامت جماعة فدائيو الاسلام بقيادة (نواب صفوي) بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء بسبب معارضته لتأميم صناعة البترول ودفاعه عن المصالح البترولية البريطانية في إيران. فقد اطلق (خليل طهماسبي) عضو الجماعة يوم السابع من مارس1951 النار على رئيس الوزراء رزم آرا وارداه قتيلا، وبذلك حال دون قيام الحكومة بمنع تأميم البترول الإيراني . فاغتيال (رزم آرا) شدد من عزيمة الشعب واصراره على تأميم البترول، وقد صادق البرلمان الإيراني يوم 15 مارس 1951على تأميم صناعة البترول وبذلك تمكن الشعب الإيراني من السيطرة على صناعة البترول.



#حميد_ابولول_جبجاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع البترول في ايران...... ثورة مصدق 1953م وعملية اجاكس الا ...
- ايران وتركيا سنوات من الصراع
- يهود مصر ودورهم السياسي خلال القرن التاسع عشر .
- الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، شعارات حرق السفارة البحرينية
- الغلو والتطرف واثره على المجتمع


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد ابولول جبجاب - تداعيات البترول الايراني واحتكار الشركات الاجنبية ( الكنسورتيوم) 1953م