أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد ابولول جبجاب - الغلو والتطرف واثره على المجتمع















المزيد.....

الغلو والتطرف واثره على المجتمع


حميد ابولول جبجاب

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغلو والتطرف واثره على المجتمع
م . م . حميد ابولول جبجاب
م .م. علاء كاظم ربع الموسوي
تعريف التطرف والغلو :
التطرف: لغة هو حد الشيء وحرفه وعلى عدم الثبات في الامر والابتعاد عن الوسطية والخروج عن المألوف ومجاوزة الحد .
التطرف : هو الشدة او الافراط في شيء او في موقف معين وهو اقصى الاتجاه او النهاية والطرف او الحد الاقصى، هو مصطلح محدث يكون في الدين كما يكون في السياسة والفكر والاخلاق والسلوك وهو اتيان الشيء ومنتهاه ، ويعني مجاوزة حد الاعتدال والغلو يطلق على الميل والانحراف ومن هنا كان الغلو والتطرف بمعنى واحد وهو مجاوزة الحد اي مجاوزة حدود الوسطية والاعتدال ً .
الغلو في الدين او التطرف والتشدد فيه عبارة عن ( الزيادة او المبالغة في امور الدين وادخال ما ليس من الدين في الدين ) فيكون هذا بمثابة تجاوز الحدود المشروعة ، فالتشدد في العبادة غلو وتشدد وتعسف وميل عن المطلوب ، والتشدد في المعاملات هو انحراف بها عن المعروف عرفاً والمشروع شرعا .
انواع التطرف
1- التطرف الاعتقادي الفكري : وهو الاعتقاد بآراء خاصة ويتعارض مع القران الكريم والسنة .
2- التطرف السياسي : هو ممارسة السلطة بتعسف ودكتاتورية ومصادرة الآراء السياسية المخالفة لتوجهاتها
3- التطرف العلمي : هو استعمال العلم في غير مضامينه الصحيحة كأن يكون انتاج الاسلحة المحرمة دوليا وكذلك انتاج العقارات التي تنشر الامراض وكذلك في صنع المواد الكيمياوية التي من اجل الارباح وزيادة الاموال على حساب الناس ، وايضا مصادرة الجهود العلمية من الشركات الاحتكارية ونسبها لغير مؤلفها مقابل الاموال.
4- التطرف الدولي ( الارهاب ) : وهو احداث الثعر والخوف في اراضي الدول بأساليب مختلفة كتفجير القنابل وهدم المباني وتجريف الاراضي الزراعية والمفخخات والقتل على الهوية وغيرها .



اسباب الغلو و التطرف
1- الفهم الخاطئ للآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة وكتب التراث الاسلامي
2- تفسير النصوص تفسيراً ينطلق من النفس والهوى بعيداً عن المفهوم الصحيح للدين الذي ينطلق من حفظ امور الدين والدنيا معاً .
3-الزج بالدين في مفاهيم التيارات السياسية المختلفة والتخفي وراء الشعارات السياسية للتأثير على الناس وكسب تعاطفهم
4- قلة الاقتراب من الشباب والتعامل معهم مما أفقد بعض الدعاة لغة التأثير .
5- ترك مساحة كبيرة للدعاة المغرضين في الفضائيات وخاصة في تلك الايام
6- دخول الكثير من الناس الذين لهم انتماءات وافكار معادية للأوطان والبشرية في ميدان الدعوة ، وهذا ما نحذر منه
7- الغلو والمبالغة في الخلاف مما يؤدي الى صنع التعصب والتشرذم
8- المبالغة في الفروع الفقهية والعقائدية واشعال الخلاف فيها مما يؤدي الى اختلاط الفكر لدى الشباب .
9- انفكاك بعض الدعاة عن مشاكل المجتمع وعدم ربط الدين بالواقع .
10 – الجهل الديني لدى الشباب نظراً لقلة البرامج والمقررات الدينية المشتملة على ثقافة الوسطية والاعتدال في المدارس والجامعات مما جعل فكر الشباب ارضاً خصبة لاستقبال كل ما يرد اليها من فكر سقيم .
11 – طغيان لغة المال وشراء الكلمة مما جعل الجماعات المتطرفة تخرج على الناس في الفضائيات التي تدعم افكارهم التطرفية وتدعو الى الفتنة وتفريق الامة .
12 – نشر فكر الجماعات المتطرفة من خلال الفضائيات والمجلات والمساجد والمنابر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها الدور الكبير في استقطاب الشباب وزجهم في الصراعات الدينية والسياسية المتشددة .
13 – ان التطرف والغلو صنيعة الانظمة السياسية التي استطاعت ان تنشأ جماعات تنتهج الافكار المتطرفة والمذهبية واستطاعت تلك الانظمة السياسية ان تنشأ شبكات من المتطرفين وزودتهم بالمال والاعلام حتى تطورت تلك الافكار الى حمل السلاح وقتل المخالفين لهم بالعقيدة والدين والمذهب ، فمن رحم التطرف ولدت القاعدة وداعش وغيرها من الحركات المتطرفة .
خطر الغلو والتطرف والتشدد على المجتمع
قال تعالى (( أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))
فالغلو والتطرف والتشدد ليس من الحكمة والموعظة الحسنة فتاريخ الامة وما سجله من مصائب عن الغلو والتطرف حيث كانت الشرارة الاولى في دفع الامة نحو الفرقة والتفرق الى احزاب وجماعات مما ادى الى ضعفها وتفرق كلمتها .
فالغلو والتطرف لم يرحم المسلم او غيره فالكل دمه مستباح عند اصحاب هذا الفكر مما جعل العالم يجمع ان الارهاب لا وطن له ولا دين.
ان الاسلام الحنيف جاء ليحذر من سفك الدماء والاعتداء على الاعراض والانفس وترويع الامنين قال تعالى (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الى بالحق )) وتحذير الاسلام من الغلو والتطرف واضح قال تعالى (( قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل )) ففي هذه الآية نداء لاهل الكتاب وتحذير للمسلمين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (( وان الغلو والتشدد من قبيل التنطع في الدين وهو طريق الى الهاوية والهلاك )) معنى التنطع (( تعني التكلف والغلو ))حيث قال صلى الله عليه وسلم (( هلك المتنطعون )) ويعني هلك المغالون المتجاوزون الحدود في اقولهم وافعالهم .
وقد ظهرت فرق التطرف والغلو منذ الصدر الاول للإسلام حيث ظهرت فرقة الخوارج التي قاتلهم الامام علي عليه السلام والذين كانوا يريدون تطبيق الحدود الاسلامية بالقوة والسيف .
وظهرت فرق كثير في ايام الدولة العباسية وقد تصدى ائمة اهل البيت عليهم السلام لكل مغالً من الشيعة والسنة ، وقد كانت الفرقة الخطابية من ابرز الفرق المغالية في عهد الامام الصادق عليه السلام حيث ادعى زعيمها محمد بن مقلاص المكنى بابي الخطاب الذي قال بألوهية الامام الصادق عليه السلام وهذا من اشد المغالين حيث قال الامام الصادق (( اللهم العن ابا الخطاب فأنه خوفني قائماً وقاعداً وعلى فراشي ... اللهم اذقه حر الحديد )) وقد امر الامام الصادق بمقاطعة الخطابية حيث قال للمفضل بن عمر اتق السفلة واحذر السفلة فأني نهيت ابا الخطاب فلم يقبل مني، يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم )) .
وهذا التحذير الشديد من الغلاة جاء على لسان ائمة المسلمين الذين حاولوا التصدي لهم
وهذه الفرق المتطرفة قديماً وحديثاً انما هي صنيعة سياسية اريد بها تفريق الامة والخروج عن مسارها الذي رسمه لها الشارع المقدس وذلك للاستئثار بالسلطة السياسية وهذا ينطبق على ما نعانيه اليوم من ازمه الغلو والتطرف والتشدد الذي انتج الارهاب ، وما القاعدة وطالبان والنصرة و داعش الا نتيجة لهذا الفكر .
فالمواجهة التطرف يجب تحصين الفكر بالوسطية والاعتدال
الوسطية والاعتدال
الوسطية : مأخوذة من كلمة تدل على العدل والفصل والخيرية والتوسط بين الطرفين لذا كانت الوسطية في الشرع بمعنى العدالة والتوسط بين الافراط والتفريط قال تعالى (( وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا))
ومن هنا كانت الوسطية وهي العدل والطريق الاوسط الذي تجتمع عنده الفضيلة .
وخير تطبيق لها انما يظهر في كل ما يتعلق بمسائل الاحكام العامة المتعلقة بحياة الناس . فوسطية الدعوة تخرج من مفهوم عام يحدده المنهج العلمي وهو قوله تعالى (( ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))
فقدم تعالى الحكمة على الكلمة لتكون خير ضابطاً لها ثم اختار للداعية ان يخرج من منهج وسطي وهو الموعظة الحسنة التي تمتاز باليسر والسهولة لا الخشنة وغير الحسنة .
والوسطية في الفتوى هي اصل من اصول الفتوى وعلامة صحيحة على جودة الفتوى فالمفتي الجيد هو الذي يسهل على الناس امور حياتهم .
فاليسر والسهولة والتوسط والاعتدال من سمات الشريعة الاسلامية التي تتميز بها ومن هنا وصفت هذه الشريعة بالحنيفة السمحة قال تعالى (( يريد الله ان يخفف عنكم )) وقال تعالى ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) اي التسهيل في العبادة وقال تعالى (( لا يكلف الله نفسً إلا وسعها )) فيقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (( اذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) .
اذا كانت هذه النصوص وغيرها من القران الكريم والسنة النبوية قد ارست المبادئ والاسس حول وسطية الشريعة واعتدال منهجها فكيف لهذه الفرق الضالة التعنت والتشدد والتنطع نحو الضيق والحرج فهل لهم من دين يبيح لهم ما يفعلون ؟
هل من دين يبيح التطرف والارهاب ؟
ان المغالين والمتطرفون لا يدينون بدين ولا يؤمنون بعقيدة انما هم جماعة صنعتهم الانظمة السياسية المتحكمة بالعالم واستطاعت تلك الجماعات ان تغري الشباب المنحرف وتزين لهم اعمالهم باسم التوبة والجنة والجهادة وحور العين وتكفير الاخرين واعطائهم سلطة القتل والارهاب .
التوصيات والنتائج
من خلال ما تقدم تبين لنا ان دعم الفكر الذي ينطلق من رحم الوسطية والاعتدال هو الحل الانجع لمواجهة الغلو والتطرف .
ان دعم المؤسسات وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تدعم الفكر الوسطي وتفضح التطرف والارهاب هي واحدة من الحلول لمعالجة الفكر المتطرف .
ومن التوصيات
1- تعميم فقه الوسطية والاعتدال في المدارس والجامعات في كافة البلدان الاسلامية
2- دعم المؤسسات الدينية كالحوزة العلمية في النجف الاشرف ودار الافتاء العراقية والازهر الشريف بكافة السبل من اجل رفض التطرف والغلو ونشر روح التسامح والدين الحنيف وفتح باب الحوار بين الاديان والمذاهب
3- دعم الدورات والندوات التي تنمي لغة التأثير لدى الشباب بالنسبة للدعاة مع استبعاد الدعاة الذين يميلون للفكر التكفيري .
4-وقوف المجتمعات صفاً واحداً ضد من يتاجرون بالدين ويتخذونه ستار للوصول الى اهدافهم السياسية وغيرها
5- فضح فكر تلك الجمعات المتطرفة في كافة وسائل الاعلام المحلية والدولية
6- دعم منظمات المجتمع المدني من اجل نشر الوعي عند الشباب ومحاربة التطرف .
7- زيادة اواصر التلاقي بين المؤسستين الدينية والاكاديمية وضرورة الانفتاح على بعضهم الاخر
8- معالجة اليأس والفقر والجهل والبطالة التي تشكل روافد للغلو والتطرف عند الشباب
9- اقامة مؤتمر دولي للحوار والتقريب بين المذاهب الاسلامية وتوحيد المناهج الدراسية للتربية الاسلامية وابعادها عن لغة العنف والتطرف
10- ضرورة نشر الفكر الاسلامي المعتدل وتعريف شعوب العالم الغربي بمبادئ الاسلام الحنيف وحث الشعوب من اجل الضغط على الحكومات التي تدعم الجماعات المتطرفة لإيقاف الدعم والتمويل وتجفيف منابع الارهاب في كل العالم
المصادر والمراجع
1- القرآن الكريم
2- دور العلماء في الوقاية من الارهاب والتطرف ، عبد الحي عزب، بحث منشور في المؤتمر العلمي جامعة نايف العربية للعلوم الامنية ، السعودية
3- التطرف اسبابه وعلاجه ، هشام الهاشمي ، مكتبة عدنان للطباعة والنشر بغداد 2016
4- ذهنية التكفير الاصوليات الاسلامية والعنف المقدس د. حسن حماد القاهرة 2015
5- سوسيولوجيا العنف والارهاب ، ابراهيم الحيدري ، دار الساقي لبنان ، 2015



#حميد_ابولول_جبجاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأولى منذ وقف إطلاق النار.. إسرائيل: رصد دفعة صاروخية إيران ...
- ما هي مكاسب نتنياهو من الحرب مع إيران؟
- ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران -دخل حيز التنفيذ- ...
- أوكرانيا : مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم طفل في غارات روسية وموس ...
- هل تحظر بريطانيا -بالستين أكشن- بموجب قانون الإرهاب؟
- قطر توجه رسالة إلى غوتيريش ومجلس الأمن بشأن هجوم إيران على ق ...
- ماذا تعرف عن الفتق؟
- هآرتس: أما آن لحرب غزة أن تتوقف؟
- بالفيديو.. تحذير مستشعر -ليدار- في السيارات يتلف كاميرات اله ...
- مستوطنون يقحمون أنفسهم في أعمال ترميم بالأقصى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد ابولول جبجاب - الغلو والتطرف واثره على المجتمع