أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - رواية للأطفال هدية الإلهة بنيتين















المزيد.....



رواية للأطفال هدية الإلهة بنيتين


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


رواية للأطفال






هدية الإلهة بنيتين






طلال حسن





شخصيات الرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الإلهة بنيتين

2 ـ بيشو

3 ـ الأم العجوز

4 ـ ارشني

5 ـ والد ارشني

6 ـ الرجل العجوز

7 ـ الكاهن

8 ـ الخادم


" 1 "
ــــــــــــــــــ

أفاق بيشو ، عند منتصف الليل ، وتلفت حوله حائراً ،
الغرفة هادئة ، والقمر يطل بدراً من النافذة ، وليس هناك أي صوت ، لا في الداخل ، ولا في الخارج .
وهزّ رأسه ، يا للحلم الغريب ، إنه يتكرر دائماً ، منذ أيام عديدة ، يبدو أن أمي ، هذه العجوز الطيبة ، قد تحدثت بشأني ، إلى إحدى الساحرات .
وأبعد الفراش عنه ، ثم نهض ، وهبط من السرير ، وراح يتمشى في الغرفة ذهاباً وإياباً ، وهو مستغرق في تفكير عميق .
وتوقف عند النافذة ، وتطلع إلى القمر ، وقال في نفسه ، لا أظن أن ما أراه صدفة ، صحيح إنني لا أريد أن أرتبط بأحد الآن ، لكن مثل هذه الفتاة الجميلة ، وهي شاعرة في الوقت نفسه ، لا يمكن أن تكون إلا هبة من إلهة من آلهة السماء العظام .
ولاذ بالصمت طويلاً ، محدقاً في القمر ، الذي كان يسطع في سماء الليل ، المليئة بالنجوم المتغامزة بالضياء ، وكأنها تتهامس مع بعضها البعض .
وهزّ رأسه ثانية ، وثانية راح يذرع الحجرة ذهاباً وإياباً ، وهو يقول في نفسه : " ليست الفتاة وحدها غريبة ، بل المكان أيضاً .
واتجه إلى فراشه متمتماً : لا فائدة ، الليل تجاوز منتصفه ، وأخشى أن تستيقظ أمي العجوز ، وسيعتريها القلق عندما تراني مستيقظاً .
وعاد بيشو إلى فراشه ، وأغمض عينيه ، لعله ينام ، لكن ، ومع أشعة القمر ، تناهى إليه صوتها ، لا كصوت تغريد ، وإنما صوت موسيقى ، أشبه بصوت أنسام ، مضمخة بشذا الربيع .

قلبي يخفق بشدة
حين أفكر في حبي لك
إنه يجعلني لا أتصرف بعقلي
إنه يقفز من مكانه
لا يدعني أرتدي ملابسي
أو ألف شالي حولي
لا أصبغ عيوني
وحتى لا أتمسح بالزيت
وتململ في فراشه ، لقد تلاشى الصوت ، وبقي شذاه ، ومرة ثانية ، حاول أن ينام ، لكنه لم يستطع هذه المرة أيضاً ، وأنصت جيداً ، فقد سمع صوتاً يتناهى إليه ، وانتبه إلى أن الصوت ، يتناهى إليه من داخله .

لا تنتظر
اذهب إلى هناك
يقول لي قلبي
كلما فكرت فيها
يا قلبي لا تتصرف بغباء كبير
لماذا تقوم بدور المغفل ؟
تأسرني بعينيها
تشكمني بقلادتها
تسمني بخاتمها

واعتدل محدقاً في القمر ، هذه الفتاة ، الشاعرة ، التي يزوره صوتها الأنسام ، المضمخ بالشذا ، أهي حقيقة ؟ من يدري ، ربما ، آه .






" 2 "
ــــــــــــــــــ
أفاق بيشو على أمه تناديه : بيشو .
وفتح بيشو عينيه ، وإذا أمه تقترب من سريره ، بخطواتها المتعبة الثقيلة ، وهي تقول : كفى نوماً ، يا بنيّ ، انهض ، طعام الفطور جاهز .
واعتدل بيشو ، وقال : طاب صباحك ، يا أمي .
ومدت الأم يدها ، وأبعدت عنه الفراش ، وقالت : كم أتمنى أن لا يوقظك صوت شائخ لامرأة عجوز ، بل تغريد بلبلة فتية .
ونهض بيشو ، وقال : هذا الصوت الذي أيقظني ، هو أحبّ صوت عندي ، فهو صوت أمي الحبيبة .
ونظرت إليه أمه ، وقالت : بنيّ ، إنني أشيخ يوماً بعد يوم ، حتى صرت شجرة عجوز .
وطوقها بيشو بذراعيه الشابين ، وقال : لن أدعك تشيخين ، يا أمي السنديانة .
ورفعت الأم عينيها إليه ، وقالت : بنيّ ، إنني مشتاقة إلى أبيك ، مشتاقة جداً ..
وقبّل بيشو جبهتها الشائخة ، وقال بصوت يشي بتأثره : لا ، لا تقولي هذا ، يا أمي .
فقالت الأم : وهو يناديني ، يا بنيّ .
وقال بيشو : أنا واثق أن أبي يريدك إلى جانبي .
فقالت الأم : تزوج إذن .
واتجه بيشي إلى الخارج ، وهو يقول : قلتِ إن الفطور جاهز ، هيا يا أمي ، لا أريد أن يبرد .
ولحقت به الأم ، وقالت : تزوج .
وخرج بيشي من الغرفة ، وأمه في أثره ، وقال : جدي لي الفتاة ، التي أراها في حلمي ، وسأتزوج ..
وتوقف بيشي ، ثم التفت إلى أمه ، وقال : هذه الفتاة ، إنني أراها كلّ يوم .
وابتسمت أمه ، وقالت : لو أنني أعرف أن السحر يفيد ، لذهبت إلى الساحرة .
وقال بيشو متحيراً : لكني أراها كلّ ليلة ، منذ أكثر من أسبوع ، يا أمي .
وجلست أمه إلى سفرة الطعام ، وقالت : الجو اليوم دافىء ، ورأيت أن نجلس هنا ، في الفناء .
وجلس بيشو قبالتها ، وقال : هذا أفضل .
ووضع بيشو لقمة في فمه ، وقال ، وأحاسيسه تحلق في البعيد : ما أراه في المنام أمراً غريباً .
ووضعت الأم لقمة في فمها ، وقالت : في المنام ، ليس هناك أمر غريب ، يا بنيّ .
ونظر بيشو إلى أمه ، وقال : إنني أراها كلّ يوم .
وابتسمت الأم ، وقالت : المهم أن تكون هذه الفتاة ، فتية وجميلة .
وهزّ بيشو رأسه ، فقالت : تزوجها إذن .
ونظر بيشو إليها ، وقال بنبرة مزاح : جديها لي ، يا أمي ، وسأتزوجها اليوم قبل غداً .
وتطلعت الأم إليه ، وقد توقفت عن تناول الطعام : بني بيشو ، اذهب إلى معبد آماديرا .
وتوقف بيشو عن تناول الطعام ، وقال كالمسحور : هذا ما طلبته مني ، في المنام ، الإلهة بنيتين .
وفغرت الأم فاها ، وتمتمت بنيتين !

" 3 "
ــــــــــــــــــ
خرج بيشو من البيت ، بعد أن تناول طعام الفطور ، ولحقت به أمه حتى الباب ، وهتفت به قائلة : بيشو ، لا تنسَ ، لبّي نداء الإلهة بنيتين .
وتوقف بيشو لحظة ، فقد بدا له صوت أمه ، وكأنه صوت غريب ، يهتف به في المنام ، لكنه سرعان ما واصل سيره نحو معبد الإله آماديرا .
وتباطأ قليلاً ، حين تناه إليه صوت فتاة الحلم ، نسيم مضمخ بشذا الربيع ، ينشد كما في الحلم :

قلبي يخفق بشدة
حين أفكر بحبي لك
إنه يجعلني لا أتصرف بعقلية
إنه يقفز من مكانه
لا يدعني أرتدي ملابسي
أو ألف شالي حولي
لا أصبغ عيوني
وحتى لا أتمسح بالزيت

وأذهله ، أنه كلما اقترب من معبد الإله آماديرا ، ومع تردد الصوت النسيمي المضمخ بشذا الربيع ، بدا له أن ما حوله بدأ يتغير .
وتوقف متلفتاً حوله ، فبدل أن يلوح له معبد الإلهة آماديرا ، رأى بركة في ساحة المعبد ، ومعبداً جديداً ، أصغر من معبد الإله آماديرا .
وتناهى إليه وقع أقدام ثقيلة وراءه ، والتفت بسرعة ، وإذا امرأة عجوز غريبة ، تسير ببطء ، متوكئة على عكازها ، دون أن تلتفت إليه .
واقترب بيشو منها ، وقال لها : طاب صباحك ، يا سيدتي .
وتوقفت المرأة العجوز ، دون أن تردّ عليه بكلمة ، فتابع قائلاً : هذا المعبد الصغير ..
وقاطعته المرأة العجوز : إنه معبد الإلهة بنيتين .
وفغر بيشو فاه ، وتساءل : بنيتين !
وقالت المرأة العجوز : نعم ، معبد الإلهة بنيتين .
وقال بيشو : إنني لم أره من قبل .
وقالت المرأة العجوز : لا عجب ، يا بيشو ، فأنت لم تكن ترى .
ولاذا بيشو بالصمت ، فسارت المرأة العجوز نحو المعبد ، بخطوات بطيئة ثقيلة ، متوكئة على عكازها ، وهي تقول : أدخل المعبد ، فالإلهة تريدك .
وهمّ بيشو أن يلحق بالمرأة العجوز ، لكنه توقف ، حين رأى قطعة ورق ترفرف في الهواء ، وفتح الورقة المطوية بعناية ، فسمع صوت فتاة الحلم ، الشبيه بنسيم مضمخ بشذا الربيع ، ينبعث منها .

قلبي يخفق بشدة
حين أفكر بحبي لك
إنه لا يجعلني أتصرف بعقل
إنه يقفز من مكانه
لا يدعني أرتدي ملابسي
أو ألف شالي حولي
لا أصبغ عيوني
وحتى لا أتمسح بالزيت

وعلى الفور ، طوى الورقة بعناية ، ووضعها في جيبه ، ومضى مسرعاً نحو المعبد الجديد ، الذي لم يره من قبل ، معبد الإلهة بنيتين .

" 4 "
ـــــــــــــــــــ

في تردد ، وبشيء من الخوف ، دخل بيشو معبد الإلهة بنيتين ، وقد كان فعلاً ، وكما بدا من الخارج ، أصغر من معبد آماديرا .
وتقدم بضعة خطوات ، وتوقف متلفتاً حوله ، المعبد شبه معتم ، يسوده صمت غريب ، لا أحد فيه ، حتى المرأة العجوز ، التي رآها في الساحة ، والتي دخلت قبله المعبد ، لم يجد لها أثراً .
ترى أين ذهبت ؟
أين اختفت ؟
ولكن هل كان لها وجود أصلاً ؟
من يدري ، وتلفت ثانية حوله ، وسط هذا الظلام الشفاف ، والصمت المطبق ، والغرابة المطلقة ، من الصعب أن يكون المرء متأكداً من شيء .
ولاح لبيشو تمثال الإلهة بنيتين ، في نهاية المعبد ، وبدا له وكأن الإلهة تناديه ، أن تعال .
وتقدم من التمثال ، وتوقف أمامه ، ثم رفع إليه عينيه القلقتين ، وقال : أيتها الإلهة بنيتين ..
وصمت لحظة ، وكأنه ينتظر ردها ، ثم قال : لقد ناديتني في المنام ، وها أنا أمامكِ .
وصمت ثانية ، وانتظر لحظات ، لعلها تردّ عليه بطريقة ما ، ثم قال : لم أعرف بالضبط ، لماذا ناديتني في الحلم ، لكني لبيت النداء ، وها أنا أنتظر .
وصمت بيشو ، وقلبه يخفق بشدة ، حين انبثق ضوء وراءه ، ثم سمع وقع أقدام ، لم يلتفت ، وسرعان ما توقف إلى جانبه ، رجل عجوز يحمل شمعة .
وقال الرجل العجوز : بيشو .
والتفت بيشو إليه ، وقبل أن يرد بكلمة ، قدم له الرجل العجوز الشمعة المضاءة ، وقال : هذه الشمعة من الإلهة بنيتين لك ولزوجتك .
وأخذ بيشو الشمعة مستغرباً ، وقال : لكن لستُ متزوجاً ، يا سيدي .
لم يرد الرجل العجوز بشيء ، وهنا أقبلت من الخارج ، فتاة في ريعان الشباب ، ووقفت إلى جانب بيشو ، وقد غطت بمروحتها جزء من وجهها .
وقال الرجل العجوز : بيشو .
ردّ بيشو : نعم .
وقال الرجل العجوز : هذه الفتاة ، التي تقف إلى جانبك ، هي كاتبة القصيدة ، التي سمعتها مراراً .
والتفت بيشو بحذر إلى الفتاة ، ليرى أخيراً فتاة الحلم ، فتاة القصيدة ، ورغم المروحة ، التي تكاد تغطي وجهها ، لكنه لاحظ جمالها الفاتن .
وقال الرجل العجوز : بيشو .
وردّ بيشو ، وقلبه يخفق بشدة : نعم .
فقال الرجل العجوز : إنها زوجتك .
وشهق بيشو : زوجتي !
وقال الرجل العجوز : وهي هدية الإلهة بنيتين لك .
لكنه قبل أن يتفوه بيشو بكلمة واحدة ، اختفت الشمعة من بين يديه ، واختفى معها الرجل العجوز ، وكذلك الفتاة الجميلة ، التي كانت تغطي وجهها بالمروحة .

" 5 "
ــــــــــــــــــ
غادر بيشو معبد الإلهة بنيتين ، بعد أن اختفت الشمعة فجأة ، ومعها اختفى ، في نفس اللحظة ، الرجل العجوز ، والفتاة الشابة الشاعرة .
ومضى مسرعاً ، دون أن يلتفت يميناً أو يساراً ، أو يلتفت إلى الوراء ، حيث معبد الإلهة بنيتين ، والذي لا يعرف من أين أتى فجأة ، وهل هو سيبقى في مكانه ؟ أو يختفي فجأة كما ظهر .
وكما اختفت الفتاة فجأة في المعبد ، ظهرت أمامه في الطريق ، تسير بخطوات متوازنة مع خطاه ، وكأنها كانت تسير معه منذ خروجه من المعبد .
وحيته الفتاة بصوت هادىء ، دون أن تلتفت إليه قائلة : طاب صباحك ، يا بيشو .
فالتفت بيشو إليها ، ورمقها بنظرة سريعة ، وقال : طاب صباحك .. يا ..
ونظر إليها ثانية ، وكأنما ليسألها عن اسمها ، لكنه ، دون أن يعرف كيف ، لمع اسمها في ذهنه ، فأضاف قائلاً : ارشني .
ابتسمت الفتاة ، وقالت : ارشني ، لقد سمعته منك ، قبل الآن ، مرات .
ونظر بيشو إليها مرة أخرى ، ترى متى ردد اسمها ؟ هذا ما لا يعرفه ، ولن يسألها عنه ، فمفاجآت اليوم كثيرة ، ولا يريد أن يضيف إليها المزيد .
وابتسمت ارشني ، وقالت : أعرف أنك شاعر كبير ، وأنا ربما كنت في رأيك مبتدئة ..
وصمتت لحظة ، ثم قالت متسائلة : لقد أرسلت لك إحدى قصائدي ، وأسمعتها لك مرات ، أرجو أن تكون قد أعجبتك ، ولو قليلاً .
ونظر بيشو إليها متسائلاً ، فقالت منشدة :

قلبي يخفق بشدة
حين أفكر في حبي لك

وحدق بيشو فيها ، وقال :
تأسرني بعينيها
تشكمني بقلادتها
تسمني بخاتمها

ومالت ارشني برأسها قليلاً ، وقالت : هذا ما توقعته ، أشكرك ، لقد أفرحتني .
ولاذ بيشو بالصمت ، وهو يواصل السير ، متجهاً نحو البيت ، وسارت ارشني إلى جانه ، ولاح البيت من بعيد ، فقالت ارشني : بيشو .
وتوقف بيشو ، وقال : نعم ، ارشني .
وقالت ارشني ، دون أن تتوقف : لا تتوقف بيتنا قريب ، يا زوجي العزيز .
ولحق بيشو بها ، وقبل أن يتفوه بكلمة ، قالت ارشني : لقد زوجتنا الإلهة بنيتين ، حتى قبل أن نتزوج أمامها ، وعلى ضوء الشمعة ، في المعبد .

" 6 "
ـــــــــــــــــــ

عند الباب ، استقبلته أمه ، وقد انتابها شيء من القلق ، فقالت له : تأخرت ، يا بنيّ .
فردّ مبتسماً : كنت في معبد الإلهة بنيتين .
وهمت الأم أن تغلق الباب ، وهي تتساءل : معبد .. !
وقاطعها بيشو قائلاً : مهلاً ، الإلهة أعطتني هدية ، طالما تمنيتِها لي .
والتفت صوب الباب ، وقال برقة : تفضلي .
ثم أشار إلى الأم ، وقال : هذه أمي .
وضحك ، وقال : طبعاً جميلة .
واتجه نحو غرفته ، وقال : تعالي أريك غرفتي .
وتوقفت الأم مذهولة ، وتلفتت حولها ، ماذا يجري ؟ وتوقف بيشو عند باب غرفته ، وقال : أمي ، أغلقي باب البيت ، وتعالي .
وعلى الفور ، أغلقت الأم الباب ، وأسرعت إلى بيشو ، وهمت أن تتكلم ، لكنه قاطعها قائلاً : أرجو أن تكوني قد حضّرتِ طعام الغداء .
ونظر جانباً ، وقال بنبرة رقيقة : سيعجبك طعام أمي ، يا ارشني .
وتمتمت الأم مذهولة : ارشني !
وأشار بيشو إلى داخل الغرفة ، وقال : تفضلي ، ستأتي أمي بطعامها ، وسترين كم هو لذيذ .
والتفت إلى أمه ، وقال : هيا يا أمي ، سنأكل معاً .
ووقفت الأم لحظة ، تحدق مذهولة في بيشو ، ثم مضت لتأتي بالطعام ، ودخلت ارشني الغرفة ، ودخل بيشو وراءها ، وقال : هذا عالمكِ منذ الآن .
ونظرت ارشني إليه مبتسمة ، وقالت : لا أجمل من هذا العالم ، مادمت أنت فيه .
وابتسم بيشو ، وقال : ستكون هذه قصيدة جميلة .
وقالت ارشني : سنكتبها معاً .
وجاءت الأم بالطعام ، ووضعته على السفرة ، وهي تقول : بيشو ، الطعام .
وقال بيشو : شكراً يا أمي .
وأشار بيده لارشني ، وقال : تفضلي ، وتمتعي بطعام أمي المميز .
وجلس بيشو إلى سفرة الطعام ، وقال لأمه : هيا يا أمي ، لستِ ضيفة ، لنأكل معاً .
وحدقت فيه أمه ، وقالت : بنيّ .
ونظر بيشو إلى أمه مبتسماً ، وقال : أردتني أن أتزوج ، وها قد تزوجت .
ثم أشار إلى ارشني ، وقال : ما رأيكِ ؟
وتراجعت الأم ، مغالبة عواطفها المتضاربة ، وهي تقول : إنني متعبة ، تصبح على خير .
وردّ بيشو قائلاً : أردتُ أن تبقي معنا ، لكن يبدو أنك متعبة فعلاً ، تصبحين على خير .
والتفت إلى ارشي ، وقال : تفضلي ، لنأكل .
وخرجت الأم من الغرفة ، وأغلقت الباب ، لكنها لم تستطع أن تذهب إلى غرفتها ، فقد شغلها كثيراً أمر بيشو ، وأثار قلقها ، ترى ماذا دهاه ؟
وظلت واقفة قرب الباب تنصت ، وسمعت بيشو يضحك ، ويتحدث ، دون أن تعرف سبب ضحكه ، أو تفهم شيئاً مما يقوله .

" 7 "
ـــــــــــــــــــ

لم يخرج بيشو من الغرفة ، حتى بعد أن بدأت الشمس تميل للغروب ، وطوال هذه المدة ، ظلت الأم تراقب باب غرفته ، من شباك غرفتها .
وأكثر من مرة ، خرجت الأم إلى الفناء ، وتسللت إلى باب غرفة بيشو ، وراحت تنصت ، وغالباً ما كانت تسمعه يتحدث مسروراً ، دون أن تفهم أي شيء مما يحدث ، أو مما يقوله بيشو .
وتعود إلى غرفتها ، مضطربة قلقة ، والدموع تترقرق في عينيها ، ماذا يجري ؟ هذا ما تتمنى لو تعرفه ، لكن دون جدوى ، آه يبدو أن الإلهة بنيتين ، بدل أن تمنحه زوجة ، سلبت عقله .
وعند المساء ، سمعت الأم باب غرفة بيشو يُفتح ، فأسرعت إلى النافذة ، ورأت بيشو يقف منتشياً ، ويهتف بصوت فرح : أمي .
وعلى الفور ، فتحت الأم باب غرفتها ، وردت قائلة : نعم ، بني .
وابتسم بيشو ، وقال : حان وقت العشاء .
واقتربت الأم منه ، وهي تتأمله ، وقالت : بيشو ..
وحدق بيشو فيها ، وقال : تبدين متعبة .
وهزت الأم رأسها ، وقالت : لا .. لا ..
وقال بيشو : لا عليك ، إذا كنت متعبة ، فإن ارشني ستعد طعام العشاء .
وتساءلت الأم مذهولة : ارشني !
وابتسم بيشو ، وقال : لا تقولي ، أنك رأيت فتاة في جمالها ..
ولاذت الأم بالصمت ، فقال بيشو : لا عجب ، يا أمي ، إنها هدية الإلهة بنيتين .
وصمت بيشو ، محدقاً في أمه ، التي كانت تنظر إليه مذهولة ، فقال : أمي .
وتحركت عينا الأم ، كمن أفاقت من نوم غريب ، وقالت : بيشو ..
وقال بيشو : أمي .
وتراجعت الأم ، ثم استدارت ، ومضت مسرعة ، وهي تقول : سآتيك بالعشاء بعد قليل .
وقال بيشو ، قبل أن يعود إلى داخل غرفته : أكثري من الطعام ، يا أمي ، فهذه ليلة العمر .
وأكثرت الأم من الطعام ، ووضعته في صينية ، ومضت به إلى غرفة بيشو ، وبدل دموع الفرح ، جرت من عينيها الشائختين ، دموع حزن وقلق مريرين .
وتوقفت عند الباب ، وهتفت : بيشو .
وفتح بيشو الباب ، وهتف متهللاً : آه ، طعام أمي العزيزة المميز .
وصمت حين رأى دموع أمه ، فقال : أمي .
فقالت وهي تكفكف دموعها : لا عليك ، يا بيشو ، أنت تعرف عينيّ .
وأخذ بيشو الطعام ، وقال : هذه دموع الفرح ، أشكرك ، أشكركِ جداً ، يا أمي .
وقبل أن يغلق بيشو الباب ، قال لأمه : غداً ، لا توقظينا مبكراً ، تصبحين على خير .
وظلت الأم في مكانها ، قرب الباب ، تنصت إلى ما يدور في الغرفة ، وطوال فترة بقائها هناك ، لم تسمع سوى بيشو ، يضحك وينشد ويتحدث مسروراً ، وعادت إلى غرفتها ، والدموع تغرق عينيها .

" 8 "
ـــــــــــــــــــ

أفاق بيشو ، على صوت أنسام مضمخة بالشذا ، كأنما يأتي من بعيد : بيشو .
ومدّ بيشو يده مبتسماً ، حيث نامت ارشني ، وهو يتمتم : ارشني .. ارشني .
وفتح عينيه ، وقد اختفت ابتسامته ، إذ أن يده لم تلمس آرشني ، واعتدل في فراشه ، وهتف بصوت خافت : ارشني .
لم يأته ردّ ، فهبّ واقفاً ، وتلفت حوله ، لابد أنها استيقظت قبله ، وربما ذهبت إلى أمه ، لتحييها ، أو لتساعدها في إعداد طعام الفطور .
وأسرع إلى الباب ، ليفتحه ويذهب إلى أمه ، لكنه فوجىء بأن الباب مقفل من الداخل ، وتوقف حائراً قلقاً ، ترى كيف خرجت ارشني من الغرفة ؟
وفتح الباب بسرعة ، وهو يصيح : أمي .
وإذا أمه تقف بالباب ، تنظر إليه مذهولة قلقة ، وبادرته قائلة : بني .. بيشو .
وتلفت بيشو حوله ، وقال : أفقت قبل قليل ، ولم أجد ارشني .
وتساءلت الأم بصوت تخنقه الدموع : أيّ ارشني !
فقال بيشو : زوجتي .
وقالت الأم ، وكأنها تهدئه : بني .
فقال بيشو : جاءت البارحة معي من المعبد .
وقالت الأم : البارحة جئت وحدك .
وقال بيشو نافد الصبر : الإلهة بنيتين زوجتنا البارحة في معبدها ، وجاءت معي ..
وهزت الأم رأسها باكية ، فصاح بيشو : كفى ، أنتِ تثيرين جنوني .
وصمت لحظة ، ثم قال : الإلهة ..
وقبل أن تتفوه الأم بكلمة واحدة ، أسرع بيشو إلى الخارج ، وهو يقول : سأذهب إلى معبدها ، لقد زوجتني ارشني ، لست مجنوناً .
ولحقته الأم حتى الباب ، وهي تهتف بصوت باك ٍ : بنيّ بيشو .. بيشو .
لكن بيشو مضى مسرعاً ، دون أن يلتفت إليها ، وتوقفت الأم ، لا تدري ماذا تفعل ، وبركت على الأرض ، قرب الباب ، وانخرطت في البكاء .
وتوقف بيشو لاهثاً ، في ساحة معبد آماديرا ، وراح يتلفت حوله ملهوفاً ، مصدوماً ، أين المعبد الجديد ؟ أين معبد الإلهة بنيتين ؟
يا للآلهة ، أهذا ممكن ؟ وكأن أحدهم ناداه من داخل المعبد ، فاندفع إليه مسرعاً ، ومضى إلى الداخل ، لعله يجد من يوضح له ما جرى .
ووقع نظره على الكاهن العجوز ، يقف وسط المعبد ، كأنه ينتظره ، فتقدم منه بخطوات مضطربة ، وقال : سيدي الكاهن .
وبصوت هادىء متفهم ، قال الكاهن العجوز : نعم ، يا بنيّ .
ونظر بيشو إليه بتردد ورجاء ، وقال : البارحة كنت في معبد الإلهة بنيتين ، قريباً من هذا المعبد ، والآن لم أرَ ذلك العبد .
وقال الكاهن العجوز : ما رأيته الآن هو ما تراه ، يا ولدي .
وقال بيشو : لكني البارحة ..
وقاطعه الكاهن العجوز برفق قائلاً : أنت متعب ، يا ولدي ، عد إلى البيت ، وخذ قسطاً من الراحة .
ثم استدار بهدوء ، ومضى إلى جناحه ، وهو يقول : رافقتك الإلهة بنيتين ، يا ولدي .

" 9 "
ــــــــــــــــــــ

عند منتصف النهار ، عاد بيشو إلى البيت ، يسير بخطوات ثقيلة ، وقد تدلى رأسه فوق صدره ، دون أن يلتفت إلى ما يدور حوله .
وحين دخل البيت ، أسرعت إليه أمه ، وعيناها غارقتان بالدموع ، وتمتمت : بيشو .
واتجه بيشو إلى غرفته ، دون أن يلتفت إليها ، فلحقت به ، وحاولت أن تستوقفه ، لكنه لم يتوقف ، فقالت بصوت دامع : سأعد لك طعاماً تحبه .
ودفع بيشو باب غرفته بشيء من الهدوء ، ومضى إلى الداخل ، فدخلت أمه في أثره ، وقالت بنفس الصوت الدامع : لم تأكل شيئاً منذ الصباح .
وتمدد بيشو في فراشه ، وأدار وجهه إلى النافذة ، لكنه لم يغمض عينيه ، فمالت عليه أمه ، وقالت : بيشو ، لابد أن تأكل ، أنا خائفة عليك .
ولم تند عنه أية حركة ، وكأنه جثة هامدة ، فتداعت الأم متأوهة ، وجثت أمام سريره ، ثم قالت : بنيّ ، البارحة عدت من المعبد شعلة من الفرح ، واليوم أراكَ متهدماً ، صامتاً ، مقهوراً ، ماذا جرى ؟
ومرة أخرى ، لم تند عن بيشو أية حركة ، وكأنه في عالم آخر بعيد ، بحيث لا يصله صوتها ، وتابعت الأم قائلة : لم أفهم ما كان يحدث أمامي ، ولم تبيّن لي أنت ، ما كان يحدث ، بيشو ، بنيّ ، أرجوك .
وتحاملت الأم على نفسها ، ومضت إلى الخارج ، ثم اتجهت إلى غرفتها ، وانهارت باكية فوق فراشها ، يا ويلي ، أيتها الإلهة بنيتين ، أنجديني .
وتناهى إلى بيشو صوت ، لم يسمعه من قبل ، إلا وهو مستغرق في النوم ، يهتف به : بيشو .
وتحرك هذه المرة ، وكأن الحياة سرت في جسده ، وجاءه الصوت ثانية : بيشو ، انهض .
والتفت بيشو ، وشهق قائلاً : إلهتي .. بنيتين !
وقالت الإلهة بنيتين : نعم ، يا بيشو .
ونهض بيشو ، وقال : مولاتي ..
وقاطعته الإلهة بنيتين قائلة : لقد زوجتك البارحة ، زوجتك ارشني .
وقال بيشو : نعم ، يا مولاتي ، وقد جئت بها إلى بيتي ، لكنها ، لا أدري كيف ، اختفت .
وقالت الإلهة بنيتين : ما أقدمه لأي إنسان ، يا بيشو ، لا يختفي ، إن ارشني هي هديتي لك ، وستبقى لك ، مدى الحياة .
وقال بيشو : ليلة البارحة ، كانت معي ، في سريري ، لكني حين استيقظت صباحاً ، لم أجدها ، وذهبت إلى معبدك ، الذي زوجتني فيه ، لكني ..
وصمت بيشو ، فابتسمت الإلهة بنيتين ، ثم قالت : أنا موجودة ، وهذا يكفي .
ونظر بيشو إلى الإلهة بنيتين ، وقال بصوت مترجّي : مولاتي ، إلهتي ، بنيتين ..
فقالت الإلهة بنيتين : اذهب إليها ، إنها تنتظرك .
وقال بيشو : مولاتي ، لقد بحثت عنها في كل مكان ، ولم أعثر لها على أثر .
فقالت الإلهة بنيتين : اذهب الآن ، وستجدها .
وقال بيشو حائراً : لكني لا أعرف ، يا مولاتي ، أين هي ، وأين يمكن أن أجدها .
وقالت الإلهة بنيتين : اذهب على الفور ، وقلبك سيدلك على الطريق .
وهمً بيشو أن يتكلم ، لكن الإلهة بنيتين اختفت فجأة ، وتلفت حوله مذهولا ، ووجد نفسه ، مدفوعاً بقوى لا يدركها ، يخرج من البيت ، متبعاً قلبه .




" 10 "
ـــــــــــــــــــــ

وسار بيشو مبتعداً عن البيت ، وترك قلبه يقوده ، حتى انتهى إلى قصر كبير ، تحيط به حديقة غناء ، لا يذكر أنه رآه من قبل .
وتوقف بيشو قبالة القصر ، وطرق الباب عدة طرقات ، وبعد قليل أقبل خادم عجوز ، وتطلع إليه ملياً ، ثم قال : تفضل ، يا سيدي .
وردّ بيشو : أريد أن أرى ربّ البيت .
فقال الخادم العجوز : الحكيم لا يقابل أحداً .
وقال بيشو : أريده لأمر هام .
ولاذ الخادم العجوز بالصمت لحظة ، ثم قال : انتظر هنا ، يا سيدي .
وذهب الخادم العجوز إلى الداخل ، ثم عاد ، وقال لبيشو : تفضل معي ، يا سيدي .
وتقدم الخادم العجوز بيشو إلى الداخل ، ثم قاده إلى غرفة واسعة ، تضيء فيها شموع عديدة ، ويجلس في زاوية منها ، رجل وقور تجاوز الخمسين من عمره ، فقال بيشو : طاب مساؤك ، يا سيدي .
فنظر الحكيم إليه ، وقال : أهلاً بك ، قلت لخادمي العجوز ، أنك تريدني لأمر هام .
فقال بيشو : نعم ، يا سيدي ، الأمر يتعلق بابنتكَ .
وتساءل الحكيم : ابنتي !
فردّ بيشو : نعم ، يا سيدي ..
وقاطعه الحكيم : لكن ليس لي ابنة .
وقال بيشو : ابنتك ارشني .
ولاذ الحكيم بالصمت ، فتابع بيشو قائلاً : الإلهة بنيتين قدمتها هدية لي .
وتنهد الحكيم ، وقال : تفضل اجلس ، يا ..
وقال بيشو ، وهو يجلس : اسمي بيشو ، يا سيدي .
ونظر الحكيم إليه ، وقال : لقد عرفتَ ، يا بيشو ، أن لي ابنة ، وأن اسمها ارشني ، ولكن ما لا تعرفه ، ولا يعرفه أحد تقريباً ، أن ارشني ولدت مشلولة ، وأنها بالإضافة إلى ذلك ، بكماء لا تتكلم ، وقد علمتها بنفسي ، حتى نبغت ، وصارت تكتب الشعر .
ومدّ بيشو يده ، وأخرج ورقة مطوية من أحد جيوبه ، وقدمها للرجل الحكيم ، وقال : تفضل ، اقرأ ما في هذه الورقة ، يا سيدي .
وما إن فتح الحكيم الورقة ، ووقع نظره على ما فيها ، حتى رفع عينيه ، وقال : هذه القصيدة لابنتي ، وبخط يدها ، وإن لم أطلع عليها من قبل .
وقال بيشو : هذا بفضل الإلهة بنيتين .
فنهض الحكيم ، وقال : تعال معي ، يا بيشو .
وقاد الحكيم بيشو ، عبر ممرات عديدة ، إلى غرفة واسعة ، يتوسطها سرير كبير ، ترقد فيه فتاة شابة ، وما إن دخل الحكيم وبيشو الغرفة ، حتى اعتدلت الفتاة ، ونظرت إلى بيشو ، وقالت : أهلاً بيشو .
وحدق فيها أبوها مذهولاً ، وتمتم : ابنتي !
فقالت الفتاة لأبيها الحكيم مشيرة إلى بيشو : هذا زوجي بيشو ، يا أبي .
ونظر بيشو إلى الحكيم ، وقال : لقد زوجتنا الإلهة بنيتين في معبدها البارحة .
وقال الحكيم : ماذا تقول ؟ إن ابنتي لا تستطيع ، منذ ولادتها ، أن تمشي .
ونظر بيشو إلى ارشني ، وأشار لها بيده ، وقال : ارشني ، أمي الطيبة تنتظرنا في بيتنا ، هيا انهضي .
وعلى الفور ، وأمام أنظار الحكيم المذهولة والفرحة ، نهضت ارشني ، ثم تقدمت من بيشو مبتسمة ، وأمسكت يده ، وقالت : هيا بيشو ، يا زوجي العزيز .


18 / 3 / 2013



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية للفتيان خزامى الصحراء
- رواية للفتيان الجوهرة المفقودة
- رواية للفتيان الصحن الطائر
- رواية للفتيان اشوميا الز ...
- رواية للفتيان نداء الانوناكي
- رواية للفتيان نانوك
- شبح غابة اتوري رواية للفتيان
- رواية للفتيان فتى من كوكب نيبيرو
- زهرة الأنوناكي
- رواية للفتيان الحداد
- رواية للفتيان من قتل شمر ؟
- رواية للفتيان طفل من خرق
- رواية للفتيان البجعة
- رواية للفتيان جبل الوعول
- جزيرة كالوبيوك
- رواية للفتيان هوفاك
- رواية للفتيان الزرقاء رائية ديدان
- رواية للفتيان الجاغوار سيلو
- رواية للفتيان عينا نيال طلال حسن
- رواية للفتيان البحث عن تيكي تيكيس الناس الصغار


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - رواية للأطفال هدية الإلهة بنيتين