أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - دمعة سورية تحت أنقاض الضمير العالمي والعربي!














المزيد.....

دمعة سورية تحت أنقاض الضمير العالمي والعربي!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحرك دكةُ غسلِ الموتى أما أنتم فلا تهتزُ لكم قصبة. النواب.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة جوية لحركة الطيران الدولي في أجواء شرق البحر المتوسط بعد ساعات من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي شرق سوريا؛ تظهر في الصورة سماء سوريا خالية تقريبا من حركة الطيران، فيما ازدحمت السماء التركية بالطائرات التي تنقل المساعدات! وشاعت في تلك الآونة "طرفة" سوداء تقول إن الحكومات العربية والإسلامية "توجه تعازيها إلى سوريا والمساعدات المادية إلى تركيا"! لا ريب أن الشعب التركي الجار المنكوب يستحق المساعدة، ولكن النقد واللوم ينصبان على تردد وإحجام الدول العربية والإسلامية والغربية خصوصا تلك المتشدقة بحقوق الإنسان والديموقراطية في تقديم الدعم والمساعدات الطارئة إلى الشعب السوري الذي لا تقل نكبته وخسائره عن تلك التي حلت بتركيا فداحةً وفي ظروف أقسى هي ظروف الحرب المدمرة والطويلة (من الأمثلة المهينة على هذه المساعدات من الدول الغربية، أعلنت ألمانيا أنها ستتبرع بمليون دولار للشعب السوري!).
إن المساعدات التي وصلت إلى سوريا من دول عربية وغير عربية، كانت قليلة جدا ورمزية وتهدف لإبراء الذمة ورفع العتب غالبا. ويسجل للحكومة الجزائرية إنها كانت أول المبادرين وفي الساعات الأولى التي تلت الكارثة إلى إرسال المساعدات دون تردد أو انتظار موافقة من أحد!
كما أن استمرار الحصار الأميركي على سوريا ضمن "عقوبات قيصر" وسرقة ثرواتها من نفط خام وحبوب غذائية جهارا نهارا من قبل القوات الأميركية المحتلة والمفاضلة بينها وبين دولة أخرى منكوبة بالزلزال هي تركيا والتي غمرتها المساعدات من كل حدب وصوب (وشعبها الجار المنكوب يستحق تلك المساعدات كما أسلفنا)، وتردد أو امتناع دول تابعة عن إرسال المساعدات مباشرة الى سوريا الشقيقة والمحاصرة، لدرجة جعلت لبنان يضع مطار بيروت تحت تصرف سوريا كبديل لمطار دمشق كما نقلت الأنباء؛ كل هذه التفاصيل كشفت وبضربة واحدة عن السقوط الأخلاقي والمعنوي النهائي لما يسمى العالم الحر ومعه سقوط الضمير الجمعي للقيادات العربية الحاكمة!
أما الحكومة العراقية فقد ترددت طويلا ولساعات عديدة قبل أن تعلن أنها ستنشئُ جسرا جويا لنقل المساعدات الطارئة إلى دمشق، ثم تبيَّن لاحقا أن هذا "الجسر الجوي" تألف من طائرتين وصلتا فعلا، ولم تبادر بغداد حتى الآن إلى إرسال قوافل برية للإمداد بالغذاء والوقود الدواء إلى سوريا كما كان ينتظر وكما فعلت الحكومة السابقة مع لبنان عندما حدثت كارثة انفجار مرفأ بيروت فأرسلت قوافل الوقود عبر سوريا نفسها! ويبدو أن بضع شاحنات قد أرسلت لاحقا من بغداد في نهاية ذلك النهار الحزين، وسارع المدافعون عن الحكومة لنشر صورها على مواقع التواصل رغم أن الجهات الرسمية لم تعلن عن إرسالها رسميا في ما يبدو أنها محاولة لتفادي غضب السيد الأميركي! إنها سوريا التي آوت واحتضنت وأطعمت حكام بغداد الحاليين أيام كانوا "يدوحون" كمعارضين ولاجئين من بطش حاكمهم المستبد في شوارع دمشق ويعرضون خدماتهم على السفارات الغربية لاحقا! فهل يحتاج الأمر إلى موافقة هاتفية مباشرة من الكاوبوي العجوز جو بايدن (كما فعل قبل أيام حين هاتف السوداني بحضور الملك الأردني وأمره بتنفيذ مشروع أنبوب نفط البصرة العقبة دون إبطاء وإلا!) حتى يتحرك رؤسائهم ويقوموا بواجبهم في إغاثة الشقيقة سوريا وكسر الحصار الغربي المغروض على شعبها كسرا مباشرا وسريعا؛ إنَّ أي تهاون أو تردد في أداء هذه المهمة لن يكون أقل سوءا وإيلاما من الزلزال المدمر ذاته!
قضية أخرى تواصل جميع الأطراف المعنية إهمالها وعدم الالتفات إليها رغم خطورتها ألا وهي مستوى سلامة وأمن السدود التركية العملاقة والبحيرات الاصطناعية خلفها على نهري دجلة والفرات والواقعة في منطقة نشاط زلزالي مستمر، وضرورة إيلاء هذه القضية أهمية خاصة واستثنائية بهدف تفادي أي كوارث محتملة قد تفوق في خطورتها الزلزال نفسه إذا انهار أو تصدع أحد هذه السدود بفعل الزلزال وهذا ما حذرت منه أوساط علمية دولية وعربية منذ زمن طويل وعادت ونبهت إلى خطورته بمناسبة زلزال مرعش المدمر الأخير. وفي هذا الصدد يؤكد الخبراء المتخصصون أنَّ انهيار سد واحد منها يعقبه انهيار إحدى البحيرات ستتبعه سلسلة انهيارات للسدود الأدنى منه بما يؤدي إلى حدوث طوفان حقيقي وليس أسطوريا هذه المرة، قد يكون كفيلا، بحسب المتخصصين، بإغراق العراق من شماله إلى جنوبه ومناطق شاسعة من الشرق الأوسط نزولا حتى منطقة الخليج العربي. وقد تحدث أحد الخبراء العراقيين - أصبح وزيرا للموارد المائية العراقية لاحقا هو السيد حسن الجنابي عن هذا الاحتمال في رسالة شخصية إلى الراحل هادي العلوي مؤرخة في 16 آذار 1996، وهي محفوظة في أرشيف رسائله الشخصية، وقال فيها "إن سد أتاتورك يحتجز الآن 40 مليا متر مكعب من المياه وهذا يعادل تصريف نهر الفرات لمدة أكثر من عام، فإن تطلق هذه الكمية مرة واحدة (في حالة تدمير السد) يعني أن المياه ستجرف نصف العراق وتقذفه في الخليج".
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتمالات انهيار السدود التركية بفعل الزلازل وغيرها
- حول المصير المأساوي للشاعرين الشابين القتيلين بوشكين وليرمنت ...
- العراق المُرْتَهَن أميركياً... بين الدولار والانفجار!
- الفرس القدماء كانوا يسمون الخليج العربي -ورئي تاجيكان- أي بح ...
- ج1/المؤرخ د. سيار الجميل يوثق اسم -الخليج العربي- منذ القرن ...
- لماذا لم تشمل فرحة الفوز بكأس الخليج العربي كل العراق؟
- حين يعترف أهل النظام بصراعاتهم الطائفية والعرقية على عائدات ...
- كأس الخليج العربي والخلاف على اسم الخليج -العربي أم الفارسي- ...
- متى وكيف وأين نشأت الحركة الصهيونية؟
- صحيفة إماراتية ناطقة بالإنكليزية : ضغوط واشنطن وراء تراجع ال ...
- -الإطار التنسيقي- و-عقلانيته المنافقة- في عدم مواجهة الوجود ...
- في ذكرى رحيله..سماح إدريس: المقاطعة والخيار الثالث في الانتف ...
- انطباعات شاهد عيان جنوبي: بانوراما القيامة العراقية
- الجميع يهرب من سندات الخزانة والعراق يشتري المزيد!
- هل من مهمات الحشد الشعبي اعتقال الجماعات المنحرفة دينيا؟
- كي لا يتحول الحشد الشعبي إلى مليشيا حزبية للإطار التنسيقي
- من حروب الطوائف إلى حرب الطائفة الأكبر: الموت السريري مستمر ...
- مجوهرات تاج إليزابيث الملطخة بدماء الشعوب
- مادة مترجمة: لليسار كلمة في جنازة رمز من رموز العنصرية والاس ...
- حديث -القاتل والمقتول في النار- في ضوء المنهج التاريخي


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - دمعة سورية تحت أنقاض الضمير العالمي والعربي!