|
-الإطار التنسيقي- و-عقلانيته المنافقة- في عدم مواجهة الوجود الأميركي
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يروى - دون أن أجزمَ بصحة الرواية - أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر انزعج من مماطلة وتردد النظام القومي في العراق برئاسة عبد السلام محمد عارف في الوفاء بوعوده وإعلان الوحدة العربية الفورية مع مصر، ومعلوم أن هذا النظام جيء به أصلا في انقلاب 8 شباط 1963 بدعوى تسريع إقامة الوحدة والقضاء على رافضيها من اليساريين والقاسميين العراقيين وغيرهم. وحين سأل عبد الناصر الرئيس العراقي عن سبب هذه المماطلة قال له الأخير ما معناه "إن الوضع في العراق معقد وأن تركيبة الشعب العراقي مختلفة وأن وأن ...إلخ"! وهنا قاطعه عبد الناصر بقوله: -أومال قتلوا الراجل - عبد الكريم قاسم - وجماعته ليه؟ ماهو كان بيقول الكلام ده بالضبط؟ ذكرني بهذه المروية ما قاله المحلل السياسي "المقرب على الإطار التنسيقي" جاسم الموسوي في حديثه قبل يومين لإحدى الصحف البغدادية / الرابط1، والذي اعترف ضمناً وبكلمات واضحة بأن العراق ما يزال بلدا محتلا أميركياً بهدف ضمان أمن إسرائيل وأن المواجهة ضد الأميركيين خاسرة وأن العقلانية إنما تكمن في عدم المطالبة بإخراج قواته أو استهدافها والخروج على خطوطها الحمراء ومنها ضمان أمن إسرائيل! صدقاً لم أجد الكلمات المناسبة للتعليق على هذا الهراء - الذي قد لا يمثل كل أطراف الإطار التنسيقي ولكن الموسوي لم ينفرد به بل كرره آخرون كالمالكي في لقاء تلفزيوني تطرقت له في منشور سابق، وقام السوداني بالعديد من الإجراءات والتصرفات التي تؤكد مضمونه المهادن للاحتلال والقابل بخطوطه الحمراء التي تعني بقاء العراق مستباحا ضعيفا بلا سيادة ولا استقلال، ينهشه الفاسدون المحليون والأجانب. لا تعليق إذن، إذ يبدو أننا غادرنا لغة المنطق والعقلانية الحقيقية وتحولنا إلى نوع من الهذر المنفلت والمنافق وغير المنضبط، وحسبنا أن نتذكر بعض مَن اتهمتهم قيادات "الإطار التنسيقي" بأشنع الاتهامات وفي مقدمتها "العمالة لأميركا" - وبعضهم كانوا حقا يستحقون التهمة ولكنهم لم يجرؤوا على أن يفعلوا ويقولوا ما قاله "الإطاريون" اليوم- زد على ذلك أن اتهامات الإطاريين بالعمالة لأميركا لم تستثنِ حتى المتظاهرين السلميين من شباب العراق الذين خرجوا يطالبون بوطن وحياة كريمة ولم تقف أميركا معهم أبدا مثلما وقفت مع الثورات الملونة المخترقة بل وقفت مع النظام الذي قتلهم وفبركت له مخرجا ومتنفسا من أزمته الخانقة بحيلة الانتخابات المبكرة التي أخرجتها بلاسخارت بدعم مرجعي ديني محلي فأعادت أحزاب ومليشيات الفساد إلى الحكم برضى أميركا هذه المرة! فقرات من تقرير إخباري: *المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي جاسم الموسوي قال: إن عدم مطالبة الإطار التنسيقي بخروج القوات الأمريكية ناتج عن تفكير عقلاني، وهذا تبين في توقف استهداف القوات والمؤسسات الأمريكية، من قبل مجاميع محسوبة على الحشد الشعبي والإطار التنسيقي. *وإن التحدي الحالي هو تحد داخلي أكثر من كونه تحديا خارجيا فضلاً عن أن فتح جبهة مع الأمريكان نتيجتها الخسارة. *فالأمريكان كانوا قد أبلغوا الوفد العراقي أنهم هم من وضعوا السياسيين الحاليين في مناصبهم، وهم من أزاحوا نظام صدام حسين. *الولايات المتحدة لديها خطوط حمر في الشرق الأوسط، لا يمكن تجاوزها، تتمثل بالقواعد العسكرية أولاً، الثروات ثانياً، المياه الدولية ثالثاً، وأخيراً أمن إسرائيل. *القوات الأمريكية لا تنسحب من العراق بسهولة، السبب عائد لاستحالة إقناع القيادة الأمريكية دبلوماسياً بالانسحاب من العراق، وحتى الأساليب الأخرى كالعنف لن توصل العراق إلى نتيجة. *الخبير الأمني فاضل أبو رغيف يبدي قلقه "من إمكانية وقدرات سلاح الدفاع الجوي، الذي لا يمتلك الرادارات المتطورة، التي تمثل أسس الأمن القومي لكل بلد"، يؤشر "عدم قدرة البلد المتحالف مع الولايات المتحدة على امتلاك أسلحة الدفاع الجوي، لأن الولايات المتحدة ترفض شراء المتحالفين معها أسلحة مصنوعة في بلدان أخرى، مع رفضها لهذا النوع من الأسلحة". *خلال العام الحالي، استلم العراق 5 رادارات أمريكية وفرنسية الصنع، وكانت "العالم الجديد" من أولى الصحف التي كشفت عن موعد وصولها وخارطة توزيعها، ولغاية الآن جرى نصب رادار واحد منها في قاعدة عين الأسد بالانبار. *رابط التقرير الإخباري في الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكي ... الفصائل تدرك "الخسارة" وقلق من "الغطاء الجوي": https://al-aalem.com/news/70384-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى رحيله..سماح إدريس: المقاطعة والخيار الثالث في الانتف
...
-
انطباعات شاهد عيان جنوبي: بانوراما القيامة العراقية
-
الجميع يهرب من سندات الخزانة والعراق يشتري المزيد!
-
هل من مهمات الحشد الشعبي اعتقال الجماعات المنحرفة دينيا؟
-
كي لا يتحول الحشد الشعبي إلى مليشيا حزبية للإطار التنسيقي
-
من حروب الطوائف إلى حرب الطائفة الأكبر: الموت السريري مستمر
...
-
مجوهرات تاج إليزابيث الملطخة بدماء الشعوب
-
مادة مترجمة: لليسار كلمة في جنازة رمز من رموز العنصرية والاس
...
-
حديث -القاتل والمقتول في النار- في ضوء المنهج التاريخي
-
ج2/ السريان والآراميون مقاربة للأصول والعلاقات والتجليات
-
ج1/العرب والنبط والأراميون: مقاربة أنثروبولوجية للأصول والعل
...
-
إغلاق السفارتين الأميركية والإيرانية إغلاق لبوابة الاقتتال ا
...
-
بيان اعتزال المرجع الحائري ورد الصدر بالاعتزال: لماذا الآن؟
-
قصة الخلاف على اسم الخليج -العربي- أم -الفارسي- وجذورها التا
...
-
مزار القطارة الحالي وهمي ولكن الحادثة المنسوبة للإمام علي مو
...
-
ترجمة/ تقرير صحافي بريطاني: المخابرات البريطانية والأميركية
...
-
قراءة سياسية في استقالة وزير المالية العراقي
-
دراسة جينية تؤكد الأصل الرافدني العراقي للسومريين
-
ج2/ العلموية وتفريغ الحياة والإنسان من المعنى: مقولة التقدم
...
-
اغتيال كاتب أعزل جريمة والإساءة لمقدسات الملايين مرفوضة
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي يجتمع الإثنين لدراسة الخطوات المقبلة المتعل
...
-
بايدن يدعو زيلينسكي لزيارته في البيت الأبيض الثلاثاء للتباحث
...
-
احتكاك في بحر الصين الجنوبي.. وواشنطن تدعو لـ-وقف السلوك الخ
...
-
ابنا الناشطة الإيرانية السجينة نرجس محمدي يتسلمان نيابة عنها
...
-
نرجس محمدي تندد بالنظام الإيراني في خطاب لـ-نوبل- من زنزانته
...
-
ضربات إسرائيلية -على ثلاث جولات- في محيط دمشق
-
17 جريحا على الأقل جراء تصادم بين قطارين في إيطاليا
-
وول ستريت جورنال: السنوار الذي درس نفسية إسرائيل وكان الإفرا
...
-
قطر ترسل 116 طنا مساعدات إضافية لقطاع غزة
-
استجابة لحراك عالمي.. لبنان يغلق كافة مؤسساته تضامنا مع غزة
...
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|